- يجب استثمار التطور الإلكتروني لتكريس القيم والحفاظ على وحدتنا ومجتمعاتنا
- هناك حالات اضطهاد تتعرض لها المرأة العربية ناتجة عن الفهم والتطبيق الخاطئ لثقافات مجتمعية ودينية غير موجودة
- الإعلامية العربية ليست مهمشة بل موجودة على الساحة ولكنها بحاجة أكثر لتطوير الذات
- هناك من يحاول أن يصطاد في «المياه العكرة» من أجل مصالح شخصية أو أجندات خاصة
- «بريق الدانة» مجلة كل من يبحث عن استراحة جميلة في الإعلام الإيجابي
- أصدرنا العدد الأول من «بريق الدانة» في يناير 2004 وأسسنا شريحة مميزة من القراء والمتابعين ورقياً وإلكترونياً
أجرت الحوار: دارين العلي
تربت على الخير والعطاء وبذل الذات، وأخذت عن والدها الطموح الكثير لإعلاء شأن وطنها الكويت، درست الطب ولكن شغفها بالثقافة وحب البحث والمعرفة جذبها نحو الإعلام، ولأنها آمنت بأن إشراك الثقافة بالعلم يؤدي لخدمة أرقى وأرفع للإنسانية، إنها ابنة الكويت، الرئيس التنفيذي ورئيس تحرير مجلة «بريق الدانة» ونائب رئيس اتحاد الإعلاميات العرب ورئيس فرع الكويت الزميلة رابعة حسين مكي الجمعة، التي تسعى لأن تكون لها بصمة واضحة في الإعلام الإيجابي من خلال مجلة «بريق الدانة»، وتقديم إعلام بناء يقرب ولا يفرق، يبني ولا يهدم، يصحح الخطأ ولا يغرق فيه وينشره، وهي المبادئ التي أنشئ على أساسها اتحاد الإعلاميات العرب التي كانت من مؤسسيه منذ عام.
وتؤكد الزميلة رابعة الجمعة في حوار خاص مع «الأنباء» أن وجود اتحاد الإعلاميات العرب لا لتأنيث الإعلام أو تذكيره، وإنما يشكل رديفا للعمل الإعلامي، كما انه يسهم في الدفاع عن قضايا المجتمع ومنها قضايا المرأة الأكثر استشعارا لقضاياها من غيرها، لافتة الى أن الاتحاد سيدافع عن الحق، عن حق الإعلام الإيجابي النزيه بأن يكون هو المسيطر وليس دكاكين الإعلام المزيفة، والدفاع عن قضايا المرأة الحقة بتقديم صورتها الحقيقية التي يعرفها الكثيرون ويتجاهلونها، وهي أنها نصف المجتمع وشريك رئيسي فيه.
وترى أن الكويت تتمتع بحرية إعلامية، وهذا واضح تماما بما تتناوله الصحف يوميا من أخبار ومقالات لكتاب ومادة إعلامية، معتبرة أن الإعلام الكويتي مازال بخير وعلينا أن نحافظ على ذلك، ولا نسمح بتشويه صورته، كما أنها تأسف للحال الذي وصل اليه بعض الإعلام العربي فعندما يتجاهل الإعلام مهمته وأخلاقياته وأهدافه ويقدم مادة مضللة أو مفبركة أو ينقل خبرا لا يستند إلى أي حقيقة صادقة فإنه بذلك يؤثر على مجريات الصراعات التي تشهدها المنطقة ويزيد من حالات العنف، مؤكدة أن هناك إعلاميين محترمين يسعون لتصويب الخطاب الإعلامي العربي والمحافظة على قيمه، كما أن هناك من يحاول أن يصطاد في المياه «العكرة» من أجل أجندات أو مصالح شخصية، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، من هي رابعة حسين مكي الجمعة، حدثينا قليلا عن نفسك؟
٭ رابعة حسين مكي الجمعة، كويتية تمتلك الكثير من الطموح والرغبة في تقديم كل ما يخدم بلدي الكويت وإعلاء شأنها، وكذلك خدمة المجتمعات الإنسانية بالشكل الصحيح والبعيد عن التزييف والتضليل، هذا ما علمتني إياه أسرتي وتربيت عليه، حيث نشأت في بيئة محبة للكويت والخير والعطاء، فوالدي- أطال الله عمره- مدرسة عطاء، العطاء الذي يرتكز على قيمنا الدينية والمجتمعية النبيلة، درست الطب ولكنني اتجهت للإعلام، فلطالما أشركت الثقافة والمعرفة بالعلم لخدمة أرفع وأرقى للإنسانية، واليوم ومن خلال موقعي كإعلامية حيث إنني الرئيس التنفيذي ورئيس تحرير مجلة «بريق الدانة» ونائب رئيس اتحاد لإعلاميات العرب ورئيس فرع الكويت، أحاول تلبية تلك الرغبة وتحقيق ذلك الطموح.
ماذا تقدم مجلة «بريق الدانة» التي تديرونها للقارئ؟ وما اهتماماتها ووضعها في الإعلام المحلي؟
٭ «بريق الدانة» مجلة شهرية كويتية الهوية، منوعة شاملة (ثقافية - اجتماعية - فنية - شبابية) تهتم بتقديم الإعلام الإيجابي في مختلف الأبواب التي تتضمنها وتحاول من خلال لقاءاتها تسليط الضوء على شخصيات لها بصمتها وتميزها في مجالها.، إنها بعبارة مبسطة مجلة كل من يبحث عن استراحة جميلة في الإعلام والإعلام الإيجابي بالتحديد سواء في اللقاء أو الخبر أو الصورة، حيث رأى العدد الأول من المجلة النور في يناير 2004 وخلال هذه المسيرة التي عمرها الآن 13 سنة أسسنا شريحة مميزة من القراء والمتابعين، وذلك من خلال حفاظنا على استمرارية الصدور، وكذلك على هوية المجلة وتطوير أدائها كلما تطلب الامر ذلك، وبالأخص في هذه الفترة، حيث قمنا بتحديث موقع المجلة ليكون أكثر تفاعلا ومواكبة للتطور الذي يشهده الإعلام الإلكتروني، ونحن الآن موجودون على الساحة الإعلامية ورقيا وإلكترونيا ومن خلال مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
ترأسون فرع الكويت في اتحاد الإعلاميات العرب، فما أهداف الاتحاد؟ وكيف تم تشكيله؟
٭ أهم أهداف الاتحاد فتح قنوات اتصال وتواصل مع مختلف المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة في الدول العربية للارتقاء بالمستوى المهني الأخلاقي، وكذلك خلق جيل واع ومؤهل ومدرب للتعامل مع تحديات العصر الحديث ومواكبة تكنولوجيا التواصل الإعلامي أينما وجدت، وأيضا العمل على تقديم إعلام بناء يقرب ولا يفرق، يبني ولا يهدم، يصحح الخطأ ولا يغرق فيه، وينشره، هدف الاتحاد إيجاد إعلام إيجابي.
وتشكل اتحاد الإعلاميات العرب عندما عرضت علي أسماء حبشي من مصر فكرة الاتحاد، وقد ترددت كثيرا في البداية لأسبابي الخاصة وأسباب جوهرية تعنى بالعطاء الجديد والمستمر، ولكنها أكدت لي أن الهدف الأساسي لهذا الاتحاد هو تعزيز العمل الإعلامي الهادف والبناء، وحينها قبلت دعم هذه الفكرة كي ترى النور خدمة للإعلام الكويتي والعربي وإضافة جديدة باسم الإعلامية الكويتية، والحمد لله الآن عمر الاتحاد تجاوز السنة، بدأ بثلاث دول هي الكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ودولة المقر (مصر) ثم توسع الاتحاد حتى صار يضم أعضاء من 17 دولة عربية.
ما أبرز الأنشطة التي قام بها اتحاد الإعلاميات العرب خلال عام من عمره؟
٭ خلال سنة من عمر الاتحاد، أي بعد الإشهار في الحفل الذي أقيم بجامعة الدول العربية حتى الآن قام الاتحاد بالعديد من الأنشطة في الدول الأعضاء، أما بالنسبة لمقرنا فرع الكويت فقد كان أبرزها انعقاد المؤتمر الأول لاتحاد الإعلاميات العرب في الكويت خلال الفترة من 8 الى 9 يناير الجاري، وقد شاركت في المؤتمر إعلاميات من مختلف الدول العربية وكان شعاره «الإعلام والعنف»، هذا المؤتمر هو جهد شخصي وفردي منا بصفتي نائب رئيس اتحاد الإعلاميات العرب ورئيس فرع الكويت، وجهود أعضاء مجلس إدارة فرع الكويت وبدعم من مجلة «بريق الدانة» وجريدة «النهار»، وساهمت فيه الحكومة الكويتية من خلال الرعاية الكريمة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والذي أوجه لسموه من خلال جريدتكم الغراء كل الشكر على تفضله برعاية مؤتمرنا الأول، وأيضا الشكر موصول لوزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب (ممثل راعي المؤتمر) الشيخ سلمان الحمود الذي شرفنا حضوره للمؤتمر، وبالتأكيد أيضا الشكر لكل من ساهم في إنجاح المؤتمر.
ولكن هل ترين أن المرأة العربية مضطهدة وتحتاج الى اتحاد إعلاميات عرب للدفاع عنها وفصله عن اتحاد الإعلاميين؟
٭ لنكن أكثر دقة في توصيف السؤال وتجزئته، أولا: أعتقد أن وضع المرأة العربية الآن هو أفضل من قبل بالنسبة لكثير من الدول العربية، وإذا نظرنا للكويت فإن المرأة الكويتية موجودة وصوتها موجود في مختلف الدوائر الحكومية والقطاع الخاص، فهي نائبة ووزيرة وضابطة ومديرة، أثبتت بجدارة قدراتها وإمكانياتها القيادية، وهناك حالات اضطهاد تتعرض لها المرأة العربية ناتجة عن سوء الفهم والتطبيق الخطأ لثقافات مجتمعية ودينية في الأصل ليست موجودة، فالدين كرّم المرأة وعزز مكانتها وكذلك المجتمع، فالمرأة هي التي تنجب وتربي، إذن المرأة شريك حقيقي في صناعة القرار، وهنا نأتي للشق الثاني من السؤال، هل تحتاج المرأة العربية الى اتحاد إعلاميات كي يدافع عنها؟ ففي كلمتي خلال جلسة الافتتاح بجامعة الدول العربية قلت اننا لم نأت لنؤنث الإعلام أو نذكره، وإنما جئنا لنؤسس اتحادا يشكل رديفا للعمل الإعلامي ويسهم في الدفاع عن قضايا المجتمع ومنها قضايا المرأة مع ملاحظة ان المرأة اكثر استشعارا لقضاياها من غيرها، كما أن الاتحاد ليست مهمته دفاعية فقط، بل نسعى في الاتحاد من خلال مختلف الأنشطة والبرامج الى المشاركة في تطوير المرأة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.
وتعليقا على سؤالك عن فصل اتحاد الإعلاميين العرب عن اتحاد الإعلاميين اسمحي لي أن أوضح أن اتحاد الإعلاميات العرب لم يكن يوما جزءا من اتحاد الإعلاميين كي يتم فصله عنه، إنما أنشئ اتحاد الإعلاميات العرب لتعزيز العمل الإعلامي كما قلت سابقا، كما أن وجود اتحادات أو جمعيات أو أي أشكال تنظيمية أخرى على اختلاف المسميات، يعد أمرا ايجابيا إذا كانت كل تلك المؤسسات أو الاتحادات وغيرها تخدم المجتمع وتهتم بتطويره وتعمل على توحيد الخطاب الإعلامي الإيجابي وتوحيد الأمة العربية، والابتعاد عن التضليل والتشويه والتزييف، وإذا كانت أهداف تلك المؤسسات أو الاتحادات والجمعيات وغيرها من التنظيمات الإدارية أهدافا نبيلة فبالتأكيد ستلتقي جميعا في هدف واحد، وهو الحفاظ على الهوية الإنسانية وتطوير المجتمع ايجابيا.
ماذا عن فرع الكويت في اتحاد الإعلاميات العرب، وما يقدمه للإعلام المحلي وأهميته وكيفية الاشتراك فيه؟
٭ بالنسبة لفرع الكويت كما أشرت سابقا هو الذي أخذ على عاتقه تنظيم المؤتمر الأول لاتحاد الإعلاميات العرب الذي تم مؤخرا، وهنا أوجه لأعضاء مجلس الإدارة الشكر على مجهودهن الكبير والمهمة التي لم تكن سهلة، ففرع اتحاد الإعلاميات العرب في الكويت كان عليه من خلال المؤتمر الأول للاتحاد أن يقدم الاتحاد ويعرف به وبأهدافه وكذلك تأكيد قدرة الإعلامية الكويتية على تمثيل بلدها بالشكل الأمثل، وأيضا وهو مهم جدا التأكيد على أن الكويت كانت وما زالت سباقة في تلبية أي دعوة من شأنها لم شمل الأمة العربية وتوحيد صفوفها وتطويرها، وبالنسبة للانتساب للاتحاد والحصول على بطاقة العضوية هناك طبعا إجراءات إدارية يمكن لأي إعلامية التواصل مع مكتب الاتحاد فرع الكويت وطلب الاستمارة ومتابعة الإجراءات الإدارية.
هل سيدافع هذا الاتحاد عن قضايا المرأة أم عن حرية الإعلام والإعلاميات؟
٭ الاتحاد سيدافع عن الحق، عن حق الإعلام الإيجابي النزيه بأن يكون هو المسيطر وليس دكاكين الإعلام المزيفة، نريد أن ندافع عن قضايا المرأة الحقة وأن نقدم صورتها الحقيقية التي يعرفها الكثيرون ويتجاهلونها وهي أنها نصف المجتمع وهي شريك رئيسي فيه وهي النصف الآخر، ونعرف أن مهمة اتحاد الإعلاميات العرب مهمة صعبة، ولكننا قبلنا التحدي وسوف نمضي إن شاء الله نحو تحقيق كل ما من شأنه بناء المجتمع وتقوية روابطه، وهو ما يضمن لنا خلق جيل واع قادر على الحفاظ على هويته الإنسانية والاجتماعية ويعمل على تطوير مجتمعه.
هل ترون ان الإعلامية العربية مهمشة أو مغيبة أو تتعرض لضغوط كبيرة في عملها كامرأة؟
٭ لا يمكن أن نقول ان الإعلامية العربية مهمشة، بل ان الاعلاميات العربيات متواجدات على الساحة الإعلامية محليا وعربيا، وقد استعرضنا فيلما خاصا خلال مؤتمرنا الأول عن مسيرة إعلاميات كويتيات بارزات منهن فاطمة حسين وعايشة اليحيى، وكذلك أنيسة جعفر أو «ماما أنيسة» وغيرهن كثيرات، وفي الوطن العربي أيضا أسماء إعلاميات بارزات، إذن الإعلامية العربية موجودة ودورها واضح، ولكن نقول انه يجب أن يكون أكثر فاعلية وتواجدا وحضورا وهذا ممكن، أما عن الضغوط، فجميعنا يعلم أنه يطلق على الصحافة والإعلام «مهنة المتاعب»، لهذا من يدخل هذا المجال عليه أن يتحمل ويتوقع الكثير سواء الإعلامية أو الإعلامي.
كيف تقيمون وضع الإعلام العربي حاليا في ظل انتشار الإعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي؟
٭ الإعلام العربي الآن من حيث النشر والانتشار هو أفضل من السابق، والفضل في ذلك يعود إلى التطور التكنولوجي الذي كان له أثر كبير على الإعلام والصحافة، وما نطالب به هو استثمار هذا التطور الالكتروني لتكريس قيم الإعلام وأخلاقيات المهنة والحفاظ على وحدتنا وتكاتفنا ومجتمعاتنا، نريد أن نقدم صورة مشرقة عن مجتمعاتنا، فالآن العالم كله يرانا من خلال وسائلنا الإعلامية، لهذا لابد أن نكون على قدر كبير من المسؤولية في اختيار الأفضل والإيجابي كي نقدمه للعالم.
ما وضع الإعلام الكويتي من حيث حرية الكلمة، وكيف تصنفين المادة التي يقدمها؟
٭ الإجابة عن الشق الأول من سؤالك هي أن الجميع يشهد عربيا وعالميا بأن في الكويت حرية إعلامية، وهذا واضح تماما بما تتناوله الصحف يوميا من أخبار ومقالات لكتاب ومادة إعلامية، وعما يخص الشق الثاني من السؤال، وهو كيفية تصنيف المادة التي يقدمها الإعلام الكويتي، أقول إن كل مادة إعلامية لها تصنيفها، وعليك أن تحددي نوعية المادة المطلوب وضع تصنيف لها، ولكن إذا كنت تريدين بشكل عام، فيمكن القول إن الإعلام الكويتي مازال بخير وعلينا أن نحافظ على ذلك، وألا نسمح لدكاكين الإعلام أن تشوه صورته.
قلتم إن الإعلام بات سلة مهملات تبث السموم، فعن أي إعلام تتحدثين؟
٭ أتحدث عن الإعلاميين الذين شملهم قول الله تعالى في كتابه الكريم قبل أكثر من 1400 عام: (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
ما دور الإعلام في الصراعات بالمنطقة؟ وهل ساهم في ازدياد حالات العنف؟
٭ الإعلام كان ومازال اللاعب الأبرز في أي صراع، وبالأخص في السنوات الأخيرة مع ظهور الإعلام الإلكتروني وتنامي التطور التكنولوجي، لهذا عندما يتجاهل الإعلام مهمته وأخلاقياته وأهدافه، ويقدم مادة إعلامية مضللة أو مفبركة أو ينقل خبرا لا يستند إلى أي حقيقة صادقة، بالتأكيد سيؤثر على مجريات الصراع ويزيد من حالات العنف، كما أنه عندما يحول العنف والدمار والخراب إلى مشاهد يومية فإن تلك المشاهد ستؤثر على نفسية الأجيال القادمة، وستصبح تلك الممارسات العنيفة عادية ومألوفة لدى المجتمع، وهذا ليس من طبيعة الإنسان الذي فضله الله على جميع مخلوقاته وميزه بالعقل والحكمة.
هذا يعني ان مبادئ وقيم الإعلام غائبة عن الإعلاميين في العالم العربي، وما سبب ذلك؟
٭ لا يمكن التعميم في ذلك، فهناك إعلاميون محترمون يسعون جاهدين لتصويب الخطاب الإعلام العربي والمحافظة على قيمه، وهناك أيضا من يحاول أن يصطاد في «المياه العكرة» من أجل مصالح شخصية أو أجندات خاصة يستفيد منها.
ولكن كيف يمكن تخطي ما يطلق عليه بالإعلام المبتذل في المنظومة الإعلامية العربية؟
٭ بالعودة إلى الأصل، أصل نشأة الإعلام وأهدافه وقيمه ومبادئ المهنة الشريفة وأخلاقياتها والعمل بها.
كيف يمكن إعادة الرسالة الإعلامية إلى طريقها الصحيح؟ وما الخطوات التي يجب اتباعها في هذا الشأن؟
٭ الاتحاد كيان لديه ميثاق شرف فعال وليس استرشاديا، حيث فيه جزاءات تبدأ بإنذار، تجميد عضوية، فصل، وأخيرا إلغاء، فالاتحاد لبنة جديدة وسط الصراعات يساهم في تغيير سلبيات الإعلام والحد منها، لهذا علينا أن نتعاون جميعا لتصحيح الخطاب الإعلامي وتوحيده، وهذا يكون على مستوى الإعلام الحكومي والخاص، ولابد من تكثيف اللقاءات وورش العمل والتواصل من أجل وضع استراتيجية جديدة تتصدى للإعلام السلبي الذي إذا أعطي الفرصة فسيقود الأمة إلى ما لا يرغب فيه الجميع، والإعلام سلاح فتاك به تتقاتل الأمم.
هل تؤمنون بالحيادية في الإعلام؟ وهل هي موجودة فعلا في أي من الوسائل على مستوى العالم؟
٭ إذا كان المعني بالجواب هو أنا شخصيا فأقول: إنني أؤمن بأن رأيي وكلامي على درجة كبيرة من الأهمية، لهذا قبل أن أتحدث علي أن أعرف موقعي، هل أنا داخل الكادر أم خارجه بالنسبة لأي قضية أو موضوع، وبتفصيل أدق علينا أن نميز بين الحيادية واللاحيادية والتدخل في شؤون الغير، ولنا في تاريخنا مثل جميل «أهل مكة أدرى بشعابها».