أصدرت جمعية الإصلاح الاجتماعي بيانا أمس بخصوص فتوى وزارة الأوقاف حول فرضية الحجاب على المرأة المسلمة جاء فيه: ان الجمعية تؤيد وتقف مع ما أفتت به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بشأن الحجاب وهي الجهة المرجعية الشرعية المعتبرة في الكويت، ولا يخفى ان حكم الحجاب يعتبر من ثوابت الدين وقطعيات الشريعة الإسلامية إذ يقول الله تعالى: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا.... الأحزاب:32) ويقول سبحانه وتعالى أيضا: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما.... الأحزاب:59)، كما جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يظهر منها إلا وجهها وكفاها»، وان الواجب على المرأة المسلمة ان تستجيب لنداء الرحمن وان تطبق هدي القرآن الكريم وتوجيه سيد الأنام صلى الله عليه وسلم لما في ذلك خيرها وصلاح أمرها.
وانه لمن المؤسف له هذا التجاذب الاجتماعي والاحتدام السياسي في شأن هذه الفتوى فيتم التشكيك فيها وعدم الالتزام بأحكامها ومحاولة البعض ان يفرق بين مدنية الدولة وهويتها في حين ان دستور الدولة يقوم على أساس الاحتكام الى الشريعة الإسلامية كمصدر رئيسي للتشريع وبنوده وروحه والالتزام بالقيم الإسلامية والمثل العليا فما الداعي الى مثل هذا التشكيك وخلط الأوراق، وإيهام المواطنين بوجود الاختلاف بين طوائف الوطن، هذا الوطن الذي نعيش جميعا في كنفه ونهنأ بالعيش في رحابه على هدي من نور الإسلام ودعوة رسول الأنام صلى الله عليه وسلم الذي حثنا على الاستفادة من كل عطاء بشري ما لم يوافق هويتنا وثوابتنا.
ان جمعية الإصلاح الاجتماعي لتدعو الى الالتزام بالحكم الشرعي لحجاب المرأة المسلمة وفقا لما قررته فتوى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وعدم التسويف أو المماطلة في تطبيقها بحجج ليس لها دليل عقلي ولا شرعي وهو ما يحرم صاحبها بركة الحياة الطيبة التي وعد بها الرب سبحانه وتعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون.... النحل:97) اللهم اهدنا واهد بنا الى سواء الصراط.