الطاحوس: ما حصل في اللجنة التشريعية «تصويت بالهمس» وسأكشف التفاصيل
العبيسان: نواب الدائرة الخامسة أكثر من تحدث عن المشكلة
الشمري: الحكومة والمجلس هم من خذل البدون
محمد هلال الخالدي
أكد النائب مسلم البراك حرية كل مواطن في مخاطبة السلطات العامة قائلا ان هذا الحق يكفله الدستور وعلينا كنواب أن ندعم هذا التوجه، ولكن من المهم أن تعرف السلطة أن مجموعة الـ 26 وغيرها ممن يخاطبون السلطات العامة لا يمثلون الا أنفسهم ولا يحق لهم أبدا الحديث باسم الشعب، فمن يملك حق الحديث باسم الشعب هم النواب المنتخبون من الشعب فقط. جاء ذلك خلال ندوة بعنوان «من خذل البدون؟» التي نظمها المرصد الكويتي لتأصيل الديموقراطية مساء أمس الأول حيث أشار البراك إلى ذلك قبل حديثه عن قضية البدون. كما طرح النائب مسلم البراك تساؤلا حول عدد أعضاء مجموعة الـ 26 فقال لماذا 26 وليس أكثر؟ وأجاب: لأنهم لم يستطيعوا أن يحصلوا على أكثر من هذا العدد بعد اعتذار كثير من الشخصيات لأنهم يعرفون حقيقة هذا التحرك المشبوه. وأكمل: اننا نستغرب أن يدعي أعضاء مجموعة الـ 26 الدفاع عن الأموال العامة ويركزوا في ذلك على قضية المقترضين والذين تجاوز عددهم 200 ألف مواطن ضاقت بهم السبل بسبب تخاذل البنك المركزي ويسكتون عن المليارات التي تسرق من البلد وتوزع على أشخاص ودول كانت لها مواقف مخزية ضد الكويت.
قضية البدون
بعد ذلك عرج النائب مسلم البراك على قضية البدون وقال بكل حرقة: انه أمر محزن أن توصف الحكومة بقلة الوفاء مع أبناء هذه الفئة وهي التي تعرف أكثر من أي جهة أخرى حقيقة ولاء البدون ومواقفهم المشرفة للكويت، تعرف تضحياتهم في الحروب وفي موكب سمو الأمير الراحل وفي الغزو العراقي الغاشم ثم يأتي من يأتي ويصفهم بالخيانة، وأضاف: أتحدى أي شخص أن يثبت خيانة البدون للكويت. وقال ان موقف الحكومة المتخاذل مع البدون أمر مخز ولكن الأكثر خزيا هو موقف اللجنة التشريعية التي وضعت الملفات وخلطت الأوراق بطريقة مريبة، فلماذا تخلت اللجنة التشريعية عن مسؤولياتها ولماذا لم نسمع أصوات النواب يعارضونها باستثناء موقف النائب خالد الطاحوس، فأين ذهبت تلك الوعود الانتخابية والقسم الذي أطلقه البعض للدفاع عن حقوق هذه الفئة المظلومة؟ وأكد البراك أن أول من تجاوز قانون إحصاء 1965 هي الحكومة وخاصة وزارة الداخلية وعلى رأسها وزير الداخلية الحالي الذي يعرف أكثر من غيره ولاء البدون للكويت حيث كان نائبا لرئيس الأركان ويعرف بطولات البدون في الجيش الكويتي ممن شاركوا في حرب 1967 وقدموا التضحيات بأرواحهم ودمائهم من أجل الكويت في «شعيب الباطن» عندما تصدوا للقوات العراقية وغيرها. واستنكر البراك هذا التخاذل من الحكومة في منح من يستحق من البدون شرف المواطنة كل هذه السنوات قائلا ان سمو الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله وصفهم بأنهم كويتيون فلماذا لم يتم تجنيس من شارك في حرب 1967 ومن استشهد في موكب سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد ومن قدم التضحيات في حرب تحرير الكويت، فهل هناك أكبر من تقديم النفس لإثبات الولاء؟ وأكمل: ان الحكومة مارست مع أبناء هذه الفئة أبشع صور الابتزاز والظلم بعد أن حرمتهم من أبسط الحقوق الإنسانية فحتى الموتى لم يسلموا من الحكومة التي تمنع إصدار شهادات وفاة لهم، ووصف البراك الحكومة بأنها حكومة عنصرية سيئة تغض الطرف عمن يمزق الوحدة الوطنية وهي تعرف ذلك، فكلنا نذكر خطاب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عندما قال في العشر الأواخر من رمضان: انني لن أسمح لكائن من كان بأن يمزق الوحدة الوطنية، ثم بعد أيام يخرج علينا «أحد الساقطين» في قناة مشبوهة يعلم الجميع من يمولها ويضرب بالوحدة الوطنية تمزيقا في كل اتجاه ولا تتحرك الحكومة لوقفه، فأين الحكومة من تنفيذ توجيهات صاحب السمو الأمير وعلى من يضحكون؟!
مذكرة
بعد ذلك تحدث النائب خالد الطاحوس والذي ابتدأ الحديث أيضا عن مجموعة 26 قائلا ان الأيام المقبلة ستكشف حقيقة التحرك المشبوه لهذه المجموعة التي لا تمثل إلا نفسها، وقال ان أي تحرك يسعى إلى تجاوز دور السلطة التشريعية أو التنفيذية تحرك مرفوض ولا يحق لأحد أن يتحدث بلسان الشعب سوى النواب المنتخبين. ثم تطرق الطاحوس إلى قضية البدون قائلا: انه سيقدم مذكرة حول ما حدث في اللجنة التشريعية، وقال ان هناك العديد من الاقتراحات التي قدمت لحل مشكلة البدون وانه أحد الموقعين على هذه الاقتراحات، ولكنه طلب إحالة موضوع التجنيس إلى لجنة الداخلية والدفاع، غير أن ما حدث في اللجنة التشريعية هو «تصويت بالهمس» وأتحدى رئيس اللجنة التشريعية أن يقول ان التصويت كان علنيا. وأضاف أن هناك من روج بأنني كنت أتحدث بالهاتف أثناء التصويت ولم أصوت وغيرها من الادعاءات الباطلة، ولكنني سأكشف كل شيء في المذكرة. وقال: ان موقفنا من البدون واضح وعن قناعة، وقد قلت أكثر من مرة ان هذه الفئة انتهكت حقوقها من الوريد إلى الوريد، وأنا أحد الموقعين على اقتراحات حل المشكلة، وأطالب دائما بإعطائهم حقوقهم الإنسانية التي انتهكتها الحكومة وحرمتهم أبسط شروط العيش بكرامة.
فهل تريد الحكومة أن يأتي الحل من الخارج وبضغط من الجمعيات الدولية؟ وقال الطاحوس ان هناك دورا لنا نحن النواب وسنقوم به ولن نكتفي بالتصريحات بل سنقدم اقتراحا جديدا وسنعمل كل ما يمكن ومهما تطلب الأمر.
وانتقد الطاحوس موقف الحكومة من البدون وتعاملها معهم حيث أنها تضيق عليهم الخناق وهي التي توزع أموال الشعب على دول الضد وتبني الجامعات في اليمن والطرق في السودان وتقدم الملايين للأردن وهي الدول التي كانت لها مواقف مخزية ضد الكويت.
هؤلاء من خذل البدون
كما تحدث في الندوة الأمين العام لتجمع الكويتيين البدون مساعد الشمري والذي قال ان من خذل البدون هم ثلاث جهات، الحكومة أولا، ومجلس الأمة ثانيا، ومؤسسات المجتمع المدني ثالثا. فالحكومة ومنذ صدور قانون الجنسية عام 1959 تلاعبت بمصيرهم وكانت تمنح الجنسية بحسب المزاج وليس بحسب المعايير. ومجلس الأمة تناول موضوع البدون منذ دور الانعقاد الأول عام 1963 وحتى اليوم دون أن يقدم حلا جذريا ينصفهم ويرفع الظلم عنهم، ومؤسسات المجتمع المدني تقف متفرجة وصامتة أمام هذا الظلم دون أن تحرك ساكنا.
موقف المرصد
وحول موقف المرصد الكويتي لتأصيل الديموقراطية من مجموعة 26 تحدث رئيس المرصد مطلق العبيسان قائلا ان المرصد سينظم ندوة يوضح فيها موقفه من هذا الموضوع، وأضاف: أننا نعتقد أن قضية البدون أهم من هذه المجموعة وتحركها.
وانتقد العبيسان من أسماهم بالنواب المتخاذلين الذين لم يلبوا الدعوة لحضور هذه الندوة خاصة من نواب الدائرة الخامسة الذين كان موضوع البدون على قمة أولوياتهم أثناء الحملة الانتخابية، وقال ان المرصد الكويتي يتابع هذه المواقف المتخاذلة وسينشرها للعلن ليعرف الجميع حقيقة من يمثلهم ومن يمثل عليهم، وأشاد من جهة ثانية بالنائب مسلم البراك الذي وصفه بفارس المجلس، كما أشاد بالنائب خالد الطاحوس وحرصه على دعم قضية البدون قولا وفعلا.