- التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين يشهد نمواً وهناك المزيد مما يمكننا فعله
- الكويت جميـلة والديـوانيات فيهـا تجربة فـريدة من نوعهـا
محمد هلال الخالدي
شدد السفير الأميركي في البلاد لورانس سيلفرمان على أهمية التعليم بوصفه أساسا لنهضة الأمم وتقدمها، وأكد في تصريح لـ «الأنباء» ان الولايات المتحدة تحرص على شراكتها المتميزة مع الكويت في هذا الإطار، وذلك من خلال البعثات الطلابية الكويتية للدراسة في الجامعات والمدارس الأميركية.
وأشار سيلفرمان خلال حضوره فيلم «مغامرة المنتزهات الوطنية الأميركية» في المركز العلمي ضمن فعاليات أسبوع «اكتشف أميركا 2017» مساء أمس الأول إلى تميز العلاقات ـ الكويتية الأميركية في مختلف المجالات، لافتا إلى أن بلاده تعطي الاهتمام بزيادة أعداد الطلبة المبتعثين للولايات المتحدة أولوية قصوى، لما لهذا التبادل الثقافي من آثار إيجابية تخدم كلا البلدين، قائلا ان الجامعات الأميركية ذات مستوى أكاديمي متقدم تمكن خريجيها من الحصول على وظائف جيدة وخدمة بلدهم بشكل أفضل، مؤكدا أن هذا النوع من الاستثمار في الإنسان يعد من أهم وأفضل أنواع الاستثمار على الإطلاق.
كما تطرق سيلفرمان إلى دور سفارة بلاده في الكويت في تعريف شباب الكويت بالفرص الدراسية الواعدة في الجامعات الأميركية، موضحا ان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد خلال زيارته الرسمية الأخيرة تم توقيع مذكرة تفاهم حول تشجيع المزيد من الطلبة الكويتيين للدراسة في أميركا وكذلك تشجيع التبادل العلمي بين الجامعات الكويتية والأميركية، بما يؤكد أن هذا الموضوع يحتل أولوية قصوى لدى قيادات البلدين الصديقين.
كما أشار إلى أن السفارة الأميركية تتجه أيضا لطلبة المرحلة الثانوية وتقدم لهم برامج توعية مبكرة حول الدراسة في أميركا، لافتا إلى أنه يحرص بنفسه على القيام بهذه المهمة ويقوم بنفسه بلقاء الطلبة والتحدث معهم، مؤكدا ان سفارة بلاده تضع كل إمكاناتها وطواقمها المتخصصة لتقديم كل ما يحتاجه الطلبة وأولياء الأمور من معلومات ومساعدة لتمكينهم من التسجيل في إحدى الجامعات الأميركية والتعرف على نمط الحياة في أميركا، وفي هذا الإطار أشار سيلفرمان إلى البرامج المتخصصة التي تعدها السفارة بالتعاون مع وزارة التربية الكويتية لتدريب معلمي اللغة الانجليزية بهدف تمكينهم من أداء رسالتهم بشكل أفضل، قائلا ان تعليم طالب واحد اللغة الإنجليزية ومعلومات عن الثقافة الأميركية أمر جيد، لكن تدريب المعلمين وتمكينهم من ذلك يعني توسيع دائرة المستفيدين وهذا هو الأهم.
تمكين المرأة
وواصل السفير سيلفرمان حديثه حول أهمية التعليم والشراكة بين بلاده والكويت في مجال زيادة أعداد المبتعثين الكويتيين للدراسة في أميركا، لافتا إلى أهمية تمكين المرأة كذلك في هذا الاتجاه وخاصة الدراسة في المجالات العلمية، لافتا إلى انه سعيد جدا بتواجده في المركز العلمي الذي يعد صرحا علميا رائعا يقدم العلوم بطرق مبتكرة وسهلة ومبهرة خاصة للصغار، مشيرا إلى أن هذا المركز الرائع يمثل دافعا مشجعا للطالبات للتخصص في المجالات العلمية.
الأزمة الخليجية
لم تغب الأزمة الخليجية عن اهتمام السفير الأميركي لورانس سيلفرمان، حيث حرص على توضيح موقف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون حين قال قبل يومين ان أميركا لا تريد أن «تفرض» حلا على دول الخليج، قائلا ان هذا الموقف سليم ويعبر عن احترام سيادة دول الخليج، لكنه في الوقت نفسه أكد أن الولايات المتحدة موجودة وشريكة لهذه الدول ويهمها جدا التوصل لحل سريع يضع حدا للخلاف بصورة تحافظ على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدا ان المنطقة تمر بظروف دقيقة وتحديات ومخاطر كبيرة بما فيها إيران، وهذا يتطلب وحدة دول مجلس التعاون وتضافر الجهود بدلا من الفرقة.
وأثنى سيلفرمان من جديد على جهود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في هذا الإطار، لافتا إلى إشادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهذه الجهود الطيبة لسموه وتأكيده على أن سموه يقوم بدور كبير في نشر السلام.
التعاون الاقتصادي
وحول التعاون الاقتصادي والعلاقات التجارية بين الكويت والولايات المتحدة، أكد سيلفرمان تميزها وتطورها عاما بعد آخر، لافتا إلى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 6 مليارات دولار، إلا انه قال انه يعتقد بأن إمكانات كلا البلدين أكبر من ذلك ويمكن فعل المزيد لزيادة حجم التبادل والتعاون التجاري، مشيرا إلى أن هناك بالفعل مجموعة كبيرة من الإجراءات في هذا الإطار على مستوى التشريعات والقوانين وكذلك على مستوى الخدمات اللوجستية.
كما تطرق إلى أهمية العمل على تطوير تشريعات وقوانين حماية الملكية الفكرية، مؤكدا ان من شأن ذلك دفع عجلة الإنتاج إلى الأمام، لأن الباحث أو الفنان أو المخترع يهمه نجاح مشروعه ليستمر في تقديم مشاريع أخرى، وأخطر ما يهدد ذلك هو سرقة جهده وأفكاره ونتائج عمله، لافتا إلى أن صناعة السينما والبرمجيات والموسيقى في الكويت تشهد تطورا ملحوظا، ومن هذا المنطلق يجب الاهتمام بحماية الملكية الفكرية بشكل أفضل.
كما ألمح سيلفرمان إلى أن الكويت أعلنت عن رغبتها في زيادة جلب المستثمر الأجنبي إليها، قائلا ان هذا جيد لكنه يحتاج لتطوير بيئة العمل لتصبح جاذبة أكثر، وذلك من خلال تسهيل إجراءات تسجيل الشركات والحصول على الخدمات المطلوبة وتسهيلات تتعلق بالإقامة في الكويت وحماية حقوقهم، مشيرا إلى أن التشريعات الجديدة سمحت منذ بضع سنوات بفتح شركات أجنبية تماما في الكويت، وكانت لهذا نتائج ملموسة بدخول عدد من الشركات الأميركية للسوق الكويتية وهذا مهم.
وأوضح ان زيارة صاحب السمو الأمير الأخيرة للولايات المتحدة نتج عنها أيضا توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة الاستثمار الخارجي الكويتية ونظيرتها الأميركية بهدف تحسين التعاون بين البلدين في هذا الجانب.
إعجاب بالكويت
وفي جوابه عن سؤال «الأنباء» حول تجربته في الكويت حتى الآن وما الذي أعجبه فيها، أكد السفير سيلفرمان أنه معجب جدا بالكويت وأنه Big Fan، وأنه معجب جدا بالديوانيات وحرص على أن يرافقه ابنه عندما زار الكويت ليشاهد بعض الديوانيات، فكانت ردة فعل ابنه أيضا أنه أعجب بها وقال له «لماذا لا تكون لدينا ديوانيات في أميركا؟»، مؤكدا انها من الأمور الرائعة التي تتفرد بها الكويت ولا توجد في أماكن أخرى.
كما أبدى إعجابه بالعمران المتقدم في البلاد وحركة المشاريع الكثيرة التي تعكس روح التقدم والتحدي والبناء، وختم بالقول ان الكويت فيها الكثير مما يستحق الإشادة والإعجاب، إلا أن أكثر ما يدعو للإعجاب حقا هو الشعب الكويتي.
فيلم «براري أميركا» iMAX
وحول فعالية مساء أمس الأول وهي عرض فيلم ثلاثي الأبعاد في سينما آي ماكس في المركز العلمي تحدث السفير سيلفرمان قائلا إن فيلم الليلة يأتي تكريما لنظام المنتزهات الوطنية الأميركي وهدفه إبراز جمال الطبيعة الأميركية التي تتواجد على امتداد أرجاء الولايات المتحدة الأميركية.
أتمنى خلال مشاهدتكم الفيلم ان تعيشوا تجربة السفر خلال هذه المنتزهات مع مرشدكم متسلق الجبال العالمي ومصور مغامرات المنتزهات والفنان. إن الراوي في هذا الفيلم هو روبرت ريدفورد.
من جانبه، قال رئيس الركز العلمي سامي الرشيد ان المركز سعيد بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة في هذا المهرجان السنوي المميز «اكتشف أميركا»، لافتا إلى ان المركز قدم مجموعة كبيرة من الأفلام الثقافية الهادفة والتي شاهدها قرابة 3 ملايين زائر من مختلف الأعمار.