- يجب أن يكون قرار الزوجة الأولى بالانفصال أو البقاء مع الزوج مبنياً على التعقل وليس الانفعال
- الدراسة عبارة عن برنامج من 5 جلسات يعيد للزوجة الأولى ثقتها بنفسها
- حالات الزواج الثاني ست وأصعبها التي ينتج عنها جرح عاطفي شديد بسبب علاقة الحب بين الزوجين
- أفكار خاطئة لدى الناس حول من يقصد مراكز العلاج النفسي والبعض يصفهم بالمجانين
- بعض الزوجات الثانيات يحتجن لإعادة التأهيل بسبب الزوجة الأولى
- بعض الزوجات الأوليات لا يقصدن مراكز الاستشارة للعلاج وإنما لتقول للزوج «انظر إلى أين أوصلتني»
- على مدى عام استقبلت ٢٠ حالة زواج ثانٍ في المركز وهناك حالات كثيرة من خارج الكويت عبر الأون لاين
- أغلب المراجعين للمراكز ليس لديهم مرض نفسي وإنما سلوكيات سلبية
«علاج الزوجة الأولى» عنوان عريض لدراسة حالة اجرتها الاستشارية النفسية زهراء الموسوي التي قدمتها في احد المؤتمرات العربية وواجهت على أثرها عدة انتقادات اتهمتها بالدعوة الى الزواج الثاني ودعوة المتزوجات لتقبل الأخرى. الموسوي التي شرحت لـ«الأنباء» تفاصيل الدراسة، رفضت ما قيل عن دعوتها لإقامة دورات لتدريب النساء على تقبل الزوجة الثانية، مشيرة الى ان الدراسة كانت حول محاولة إخراج المرأة المتزوجة من حالة الاكتئاب وضعف الثقة بالنفس بعد زواج زوجها اي بعد وقوع الحدث. زهراء الموسوي الحائزة ماجستير علم نفس وتعمل في احد المراكز للاستشارات النفسية قالت ان النساء من مختلف الجنسيات العربية يتقبلن ان يصبحن زوجات ثانيات، لافتة الى ان هناك 6 حالات للزواج الثاني لا تنفع معها البرامج التأهيلية، الكثير من القضايا الخاصـة تحدثت عنهـا الموسوي
وفيما يلي التفاصيل:
أولا: حدثينا قليلا عن تفاصيل الدراسة موضوع الجدل؟
٭ قدمت هذه الدراسة في مؤتمر أبوظبي لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي وهي دراسة حالة لعلاج الزوجة الاولى من الاكتئاب الحاصل بسبب زواج الزوج، وقد أجريت عدة اختبارات على الحالة حول الاكتئاب والثقة بالنفس قبل البرنامج العلاجي وبعده وتبين بعد الجلسات انخفاض نسبة الاكتئاب وارتفاع نسبة الثقة بالنفس لدى الزوجة الاولى.
اتهمت بالدعوة للزواج الثاني وتحضير الزوجات لتقبل الأخرى فما تعليقك على ذلك؟
٭ العنوان الخاطئ الذي خرج في وسائل الإعلام كان السبب في ذلك إذ تصور الناس أنني جمعت عددا من الزوجات في دورة متخصصة لإقناعهن بالزوجة الثانية، وأنا أقول هنا إنه بالمنطق ليست هناك امرأة تشارك في دورة مماثلة تدعو الى تقبل الزوجة الثانية، وقد فهم من عنوان الجريدة التي نشرت عن المؤتمر ذلك، الموضوع الحقيقي والدراسة الفعلية كانت كيفية التخلص من الاكتئاب وضعف الثقة بالنفس بعد وقوع الأمر أي تزوج الزوج من أخرى وبعد العلاج يعود للمرأة أن تقرر هل تستمر في هذه العلاقة أم لا حيث يكون قرارها مبنيا على قناعة لديها وليس نتيجة الانفعال.
وكيف كانت ردود الفعل على الدراسة حين قدمتها في المؤتمر خصوصا واننا نعيش في مجتمع فيه تعدد للزوجات؟
٭ في البداية مدير الجلسة نبهني من امكانية حصول ردود فعل سلبية لدى السيدات الحاضرات، ولكن على العكس من ذلك وبعد شرح تفاصيل الدراسة وأهدافها لاقت قبولا كبيرا لدى الحضور وأكثرهم من النساء، حيث أكدن أن هذا البرنامج أي اعادة التأهيل مهم جدا للزوجة الاولى لكي تكمل حياتها بعد تعرضها لصدمة قد تؤثر على أبنائها أو تتخذ قرارات انفعالية تسيء إليها، وهذا البرنامج يساعدها على أن تكون تصرفاتها عقلانية منطقية وليست انتقامية.
هل هذا البرنامج ينفع مع جميع الزوجات الاوليات في مختلف حالات الزواج الثاني؟
٭ ليست لدينا حالة ثابتة في الزواج الثاني، فحال الزوجة الأولى يختلف بين حالات الزواج الثاني التي يمكن تلخيصها في ست حالات وربما البرنامج العلاجي لا ينفع كثيرا مع جميعها فهناك 3 حالات لا ينفع معها برنامج الدراسة وهي أولا في حالات الحب الشديد والعلاقة المتينة بين الزوجين، حيث ترى الزوجة في زوجها كل ما لديها في الحياة وتصدم بزواجه من أخرى وهنا لا بد من وجود الزوج والزوجة معا في العلاج لأن الامر يتعلق بجرح عاطفي شديد، ثانيا: في حالات الزواج التقليدي عندما تكون الزوجة قد استثمرت كثيرا في هذا الزواج ووضعت كل ما لديها من امكانيات مادية ومعنوية لتجد أن الزوج في النهاية تزوج عليها فهنا لا تنفع أيضا البرامج العلاجية اذ يصل الامر أحيانا لدعاوى قانونية ومحاكم وغيرها، أما الحالة الثالثة الذي لا ينفع معها البرنامج العلاجي فهي: أن تكون العلاقة مختلة بين الزوجين أساسا وانهما يحافظان على البقاء معا لأجل الأبناء أو المظاهر الاجتماعية، وعندما يتزوج الزوج عليها فاحتمال استمرار الاولى في الزواج يكون ضعيفا جدا لأن هذه الواجهة أو المظاهر الاجتماعية قد انتفت وبالتالي تجد أنه لا حاجة لها للانخراط في البرامج العلاجية.
هذا عن الحالات التي لا ينفع معها البرنامج العلاجي موضوع الدراسة فماذا عن الحالات الثلاث الأخرى؟
٭ الحالات التي ينفع معها العلاج، الاولى: عندما تكون الزوجة مرتاحة مع الزواج ولكن الزوج ليس مرتاحا ولديه متطلبات تدركها زوجته ولكنها لا تستطيع تقديمها، فيقدم الزوج على الزواج من أخرى، هنا تدخل الاولى في الاكتئاب بالرغم من علمها بأنها ربما السبب وراء ذلك وبالتالي تحتاج الى البرنامج الذي يمكنها من العودة لحياتها الطبيعية وتقبل الوضع الجديد، أما الحالة الثانية فهي: الزواج التقليدي الذي يقوم فيه كلا الطرفين بواجباته ولكن يحصل أن يتزوج الزوج لاي سبب كان ويكون عادلا بين زوجتيه ويراعيهما معا، أما الحالة الأخيرة فهي: في الزواج التقليدي الذي يهجر فيه الزوج منزل الزوجية عندما يتزوج الثانية أي أنه لا يعدل بينهما وهذه الحالة أيضا ينفع البرنامج التأهيلي معها في التأقلم مع الوضع واختيار الحل المناسب لتكملة حياتها.
ما البرنامج موضوع الدراسة؟
٭ البرنامج عبارة عن 5 جلسات الا انه يعتمد على تقبل الزوجة والتعاون مع الاستشارية، أحيانا الزوجة لا تريد أن تتعالج ولكنها تقصد مركز الاستشارة فقط لكي تجعل الزوج يشعر بالذنب أكثر، وتأتي الى الجلسات لتجعل الزوج يشعر بتأنيب الضمير وكأنها تقول له: «أنظر لأي حال أوصلتني»، وهنا لا تنفع معها الجلسات إذ ان الزوجة هنا مصرة على لعب دور الضحية أو أنها تسعى فقط لتعذيب الزوج وهذا هدفها من المراجعة وليس التخلص من المشاعر السلبية، ولكن اذا كانت تريد استرجاع شخصيتها فمن 5 الى ست جلسات تكون كافية لها.
وكم حالة سنويا ترد اليك شخصيا؟
٭ شخصيا وعلى مدى سنة واحدة استقبلت تقريبا 20 حالة زواج ثان في المركز الذي أعالج فيه، ولكن الحالات التي تراجع بشكل عام حالات كثيرة من داخل الكويت وخارجها، وانا استقبل حالات كثيرة من خارج الكويت ايضا عبر الأون لاين.
وهل تلاحظين إحراجا لدى الزوجة الأولى بمراجعة المراكز الاستشارية؟
٭ عموما الإحراج موجود في مراجعة المراكز الاستشارية النفسية، فالناس ما زالوا ليها أفكار خاطئة حول من يتوجهون لهذه المراكز بأن لديهم مرضا نفسيا أو يقال عنهم مجنانين أو ما إلى ذلك، ولكن أن تراجع زوجة أولى في مركز استشاري بات امرا مقبولا لأنه مريح بالنسبة لها، وحتى الزوجة الثانية أيضا تقبل على الاستشارة النفسية اما لمشاكل مع الزوج نفسه أو مع الزوجة الاولى.
ولكن الزوجة الثانية تقبل على الزواج وهي تدرك أن هناك امرأة أخرى موجودة أساسا، فكيف تحتاج إذن الى تأهيل؟
٭ الزواج بشكل عام في أيامنا هذه يحتاج الى تأهيل وإرشاد فكيف بالزواج الثاني؟! الزوجة الثانية تحتاج تأهيلا مضاعفا لمعرفة كيفية التعامل مع هذا الظرف الجديد بوجود زوجة أولى.
نعم الكثير من حالات الزواج الثاني من نساء غير خليجيات، ليست لدينا احصائية لذلك في الكويت، ولكن هناك عربيات وكويتيات كزوجة ثانية وهذا ما يدحض مقولة ان الخليجية تتقبل بأن تكون زوجة ثانية والعربية لا جميعهن يتقبلن الأمر.
لو وجه إليك السؤال من إحدى متدرباتك «لو أنك مكانها وزوجك تزوج بأخرى» فما هو ردك؟
٭ هذه التعليقات تصلني كثيرا وسئلت عن ذلك في المؤتمر وأنا أقول لو أن زوجي تزوج من أخرى فإنني كأي امرأة سأصاب بالاكتئاب وضعف الثقة بالنفس وسأبحث عن زميل لي في المهنة ليعالجني ويخرجني من هذا الشعور لأعود لنفسي مجددا، فبطبيعة الحال سأكون بوضع لن أستطيع معه معالجة نفسي، ثم بعدها أتخذ القرار المناسب اما بالانفصال أو الاستمرار في الزواج على ما هو عليه.
بشكل عام ماذا تقولين عن مراكز الاستشارات كيف تعرفينها وكيف تنصحين بمراجعتها؟
٭ هذه المراكز هدفها الرئيسي رفع الصحة النفسية للشخص، كيف يتعامل الشخص في المجتمع مع نفسه ومع المحيطين به وعمله بشكل سليم، ووظيفة هذه المراكز دفع الأشخاص ممن لديهم سلوكيات غير صحيحة لاختيار السلوكيات السليمة التي توصلهم لأهداف سليمة، وأغلب المراجعين لهذه المراكز ليس لديهم مرض نفسي وانما سلوكيات سلبية، نعم هناك قلة يعانون من الأمراض النفسية المصنفة كالوساوس والاكتئاب وغيرها ولكن الأغلب لديهم فقط مشاكل سلوكية وعدم تأقلم مع ظروف معينة.
ما الحالات التي تستقبلها مراكز مشابهة عدا عن حالات الزواج الثاني؟
٭ نعم هناك العديد من الحالات كالاكتئاب بعد الطلاق، وحالات مشاكل سلوكيات الابناء سواء الأطفال أو المراهقون، هناك حالات الأمراض البدنية أي من يشعر بألم بدني ولكن ليس هناك علاج طبي له وهذا الألم يكون ناتجا عن حالة نفسية تخرج على شكل ألم جسدي، حالات الافتقاد الى المهارات كمهارات التعامل مع الحياة الاجتماعية والتعامل مع المشاكل وتأدية العمل.
إلى أي مدى تنجح هذه الاستشارات الأسرية في مجتمعنا؟
٭ إذا تمت المواظبة عليها وانهاء البرامج الخاصة بها فهي ناجحة بشكل كبير وفي الثلاثة أعوام الأخيرة هناك إقبال وتقبل لهذه البرامج الإرشادية وساهم في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي ساعدت في تغيير الذهنية الخاطئة عند الناس حول مراجعة المراكز الاستشارية، ومدى نجاح هذه الاستشارات يتوقف على الشخص المراجع نفسه، وبعضهم تختلف حياته كليا ويخرج الى الحياة من جديد بأسلوب آخر وبشكل أفضل.
عموما هل هناك اقبال كبير على هذه المراكز من قبل المراجعين؟
٭ نحن في مركزنا نستقبل على الأقل 20 حالة يوميا في مختلف الحالات ويتم التعامل معها من قبل عدد من الاستشاريين المتخصصين.
الطلاق.. تغير المتطلبات وثبات السلوكيات
عن الطلاق، تقول الموسوي انه في ازدياد في كل العالم، أما في مجتمعاتنا فسبب هذا الازدياد تغير توقعات الزوج والزوجة من بعضهما البعض ففي السابق كانت المرأة تريد من الرجل ان يصرف عليها وعلى المنزل حتى العلاقة بينهما لم تكن مهمة لها، أما الرجل فقد كان يريد من المرأة أن تربي الأطفال وتدير المنزل، ما يعني ان لكل أدواره وإذا اختل دور يحصل الطلاق، أما اليوم فالمرأة تريد من الرجل أن يكون حبيبا وصديقا وأخا يشاركها وتشاركه، وكذلك الرجل يريد من المرأة أن تشاركه في اهتماماته وتشابهه في أفكاره وتماشيه في أهدافه في الحياة فقد اختلفت الأدوات وتغيرت الاحتياجات ولكن لم تتغير السلوكيات في التعامل بين الزوج والزوجة التي تعلمناها من ابائنا، وبالتالي لسنا قادرين على التأقلم وتلبية احتياجات سلوكياتنا القديمة وهذا أحد أبرز أسباب الطلاق.
هل يصل اكتئاب الزوجة إلى حد القتل؟
تقول الاستشارية زهراء الموسوي ان من يراجع مراكز الاستشارات النفسية لديه من الوعي الكافي للانخراط في هكذا جلسات والتحكم في غضبه أما من ليس لديه وعي فيستسلم للغضب والانفعال ويمكن أن يصل الى الانتقام عبر ارتكاب جريمة.
نصيحتي للزوجة الأولى
قدمت الاستشارية زهراء الموسوي نصيحة مهمة للزوجة الأولى عادة ما تكون هي الأولى في جلسات العلاج وهي عدم الاستماع للمحيطين بها لأن دور الآخرين احيانا يساعد في تأجيج الحالة والرسالة تقول: «ايتها الزوجة الأولى لا تنصتي لأي كلام يقوله الآخرون من حولك لأن كل يعطي نصيحة وفق حالته وغالبا من يعيش حالات عشوائية، يريد من الآخرين أن يكونوا كذلك».
وبعض النساء المحيطين بك لا يريدن أن تتأقلمي وتعودي الى حياتك الطبيعية لكي تكوني عبرة لأزواجهن لمنعهن من الزواج الثاني، فالمجتمع النسائي لا يريد من المرأة (الزوجة الاولى) أن تتأقلم وتخرج من حالة الاكتئاب كي تكون عبرة للأزواج.
وهذه النصائح لا تساعدك ولن تساعد ابناءك وتمنعك من العودة الى حياتك الطبيعية وتوصلك الى الحياة العشوائية.