حنان عبدالمعبود - عبدالكريم العبدالله
كشف عدد من مصابي حادث الناصرية الذين اصيبوا في حادث انقلاب حافلة في طريقهم الى كربلاء بالعراق، والذين يخضعون للعلاج في مختلف الاجنحة في مستشفى الفروانية، عن تفاصيل ومشاهد الموت والرعب التي حدثت لهم جراء نوم سائق الباص الذي كان يقلهم مما أدى الى انقلابه، ووفاة 5 مواطنين واصابة 13.
في البداية، روى المصاب عبد النبي محمد البلوشي الذي روى ما حدث قائلا: اثناء نومي احسست ان الباص به شيء غير طبيعي، فلاحظت خروجه عن الطريق وانزلاقه نحو الحواجز الترابية، وحاول السائق ان يرجع مرة أخرى للطريق الا أن هذه المحاولة أدت لانقلاب الباص، ودخل علينا غبار شديد الى الداخل جعلنا لا نستطيع التنفس نهائيا، وبصعوبة بحثت عن فتحة للخروج فوجدت فتحة السقف اصبحت على يميني نتيجة انقلاب الباص فخرجت منها والتقطت أنفاسي قليلا وعدت مرة أخرى بسرعة محاولا انقاذ الآخرين»، كاشفا عن اصابته بعدة كدمات متفرقة في الظهر والأرجل واليدين والرقبة.
من جهته، قدم المصاب محمد محمود أشكناني الشكر لجميع من مد يد العون لهم، بداية من الأهالي والأطباء بالعراق، قائلا: «الجميع لم يقصروا معنا، وحين وصلنا كان وزير الصحة في استقبالنا، وعدد من المسؤولين في استقبالنا».
واضاف: وقت الحادث كنت في غفوة وفتحت عيني فرأيت الباص يتخذ طريقه جهة اليمين فصرخت في السائق الذي كان يحرك المقود، وللأسف انقلب الباص، ولم أر بعدها، حتى خرجت نفسي».
بدورها، قالت زهرة علي أشكناني،: اعاني من رضوض بالرقبة والكتف واليدين والقدمين، حيث كنت أجلس بالخلف وكنا نوعا ما بصحة جيدة، وانطلقنا لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه، ولكن قضاء الله كان اسرع للبعض، موضحة ان العناية الطبية هناك ضعيفة وليست بالمستوى الذي اعتدنا عليه، ولكن الجميع هبوا لمساعدتنا بشكل غير عادي، حيث حملونا وتعاونوا معنا بصورة لم ارها او اسمع عنها من قبل، فاحضروا لنا الطعام والملابس، حتى الطبيبة التي قامت على علاجي اخذتني لمنزلها واحضرت لي ملابس.
أما المصابة سعاد ابراهيم النجادة والتي ترقد في سرير بجوار سرير ابنتها والتي كانت معها في الحادث فقالت: «أعاني من كسر بالفقرة السفلية بالعمود الفقري، ومع اصابتي الشديدة الا انني كنت في وعيي عقب الحادث، شاهدت الناس من خارج الباص يكسرون النوافذ ليخرجونا ونقلونا عبر الاسعاف الى مستشفى صغير لعمل اسعافات اولية، ومن ثم تم نقلنا الى مستشفى الناصرية، والتي ايضا كانت الاجراءات الطبية به متواضعة لدرجة انهم لم يعرفوا انني اعاني كسرا بالفقرة، واعتقد ان نقلي سواء من الحادث الى المستشفى الصغير ثم مستشفى الناصرية ونقلي الى الطائرة وبعدها الى هنا، كل هذه الحركة تسببت في تعبي بشكل أكبر، الا اننا نحمد الله على كل حال.
من ناحيته، تحدث المصاب حسين موسى البلوشي بألم قائلا: «نام السائق فخرجت الحافلة عن سيطرته، وحاول ان يتدارك الوضع فانقلبت، ولم ادرك ذلك الا بعد انقشاع الغبار واعاني الما شديدا جدا في ظهري، فحاولت ان ارصد من حولي، وسمعت بنت اختي تحاول ان تخرج محمد أشكناني والذي كان يشكو من يده، وحين ساعدوني للخروج رأيت بعض المتوفين، وخرجت اطمأننت على بنت أختي وحاولت ابعادها عن الباص».
وفي جناح النساء بالمستشفى، ترقد المصابة آلاء محمد البلوشي والتي تعاني من رضوض متفرقة في الجسم وخلع بالكتف، حيث تحدثت بآسى عن الحادث قائلة: انتقلت عقب حادث الانقلاب الى مؤخرة الباص، وقمت بصعوبة احاول مساعدة الآخرين، وشاهدت رجلا يرتدي دشداشة يبدو انه قد فارق الحياة، لم أكن أعلم انه والدي للأسف ولم أكن أدري عنه، كذلك زوجة ابن عمي سقطت على رأسها أخرجناها وكانت لا تزال حية الا أنها ماتت بالاسعاف، بينما توفي اخي ولم استطع اسعافه.
أما النزيلة د. سارة الطباخ فقالت: انا مصابة بكسرين في الحوض والضلوع وان شاء الله غدا سأنقل الى «الرازي» وارجو الا تجرى لي جراحة.
الفضلي: الحالات مستقرة
من جانبه، أوضح مدير مستشفى الفروانية د. مهدي الفضلي أن حالات المصابين الذين تم استقبالهم في المستشفى أمس مستقرة، لافتا الى أن عددهم يبلغ عشرة ستة منهم رجال وأربع نساء، وتم استقبالهم من قبل وزارة الدفاع بالتعاون مع وزارة الصحة حيث رافقهم وزير الصحة د.جمال الحربي الى المستشفى وتمت تهيئة الاجواء قبل وصولهم، من جميع النواحي سواء طبية أو فنية او ادارية.
جراحة ناجحة لـ «نزيل الرازي»
بدورها اكدت مديرة مستشفى الرازي للعظام د.منى عبدالصمد استقرار حالة المواطن المصاب بكسر في العمود الفقري الذي تم نقله للمستشفى بعد وصوله ضمن 11 مصابا في حادث الناصرية على متن طائرة عسكرية أول من أمس، حيث تم نقل ١٠ منهم الى مستشفى الفروانية، ومصاب واحد الى مستشفى الرازي، وذلك اثر تعرض الحافلة التي كانوا يستقلونها الى حادث انقلاب في مدينة الناصرية في العراق، وهم في الطريق الى كربلاء.
واوضحت عبدالصمد في تصريح خاص لـ «الأنباء» ان استقرار حالة المصاب الذي يبلغ من العمر ٥٢ عاما جاء بعد اجراء عملية لتثبيت فقرات عموده الفقري، لافتة الى انه أدخل الى غرفة العمليات في تمام الساعة ٧.٤٥ مساء وخرج الساعة ١٢.٣٠ بعد منتصف الليل، مشيرة إلى انه يرقد حاليا في العناية المركزة، وحالته مستقرة.
ولفتت الى ان مستشفى الرازي كان على أهبة الاستعداد لاستقبال المصابين وقام بتفعيل خطة الطوارئ الخاصة بالمستشفى، فضلا عن ارسال اطباء متخصصين في العمود الفقري من مستشفى الرازي الى «الفروانية» لمعاينة الحالات هناك ونقل من تستدعي حالته الى «الرازي».
واشارت الى ان المصاب الذي قدم الى مستشفى الرازي وصل في تمام الساعة الخامسة مساء، وتم اجراء كل الفحوصات اللازمة له قبل دخوله الى غرفة العمليات حيث شارك في اجراء العملية الجراحية له اطباء متخصصون في العمود الفقري وجراحو الصدر واخصائيو الجراحة العامة.
جثامين الضحايا إلى مثواها الأخير في النجف
ووريت أمس في النجف بالعراق جثامين المواطنين الكويتيين الذي قضوا في حادثة انقلاب حافلة وهم في طريقهم الى مدينة كربلاء، وحضر مراسم التشييع ممثل عن المرجع الديني العراقي السيد علي السيستاني، والنائب خليل عبدالله، الذي تقدم بالشكر للقيادة السياسية والحكومة على اهتمامها بسرعة التفاعل مع الحادث وإرسال طائرة عسكرية لنقل المصابين من العراق، والاهتمام برعايتهم في مستشفيات الكويت.
وشكر عبدالله الحكومة العراقية على تعاونها مع ذوي الضحايا وسرعة انهاء اجراءات دفن الجثامين، متضرعا الى الله ان يتغمدهم بواسع رحمته وأن يمن بالشفاء العاجل على المصابين.
محافظة الفروانية اطمأنت على حالة المصابين
زار مدير الشؤون المالية بمحافظة الفروانية يعقوب البلوشي المواطنين الكويتيين المصابين في حادثة مدينة الناصرية العراقية بمستشفى الفروانية للاطمئنان على صحتهم.
ونقل البلوشي تحيات وتمنيات محافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود إلى المصابين بالشفاء العاجل، لاسيما تأكيداته بتقديم جميع أنواع المساعدة للمصابين وذويهم.
وشكر البلوشي الطاقم الطبي في مستشفى الفروانية الذي لم يأل جهدا في تقديم جميع الخدمات الطبية للمصابين ووضع برامج طبية متكاملة مستمرة معهم طيلة فترة اقامتهم في المستشفى.