تمر في هذه الأيام الذكرى الأولى لوفاة أبي محمد صقر المعوشرجي - طيب الله ثراه - وهو رجل خدم بلده وأهله أكثر من نصف قرن في مجالات عديدة، ووظائف مختلفة، ونُشر في الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي العديد من جوانب حياته الشخصية، رحمه الله، ولكنني سأكتب عن مجال لا يعرفه إلا القليلين من معارفه، وهو حبه وشغفه الشديدان للقراءة في مختلف مجالات الكتابة، الدينية، والعلمية، والسياسية، والثقافية، نثرا وشعرا... إلخ.
ونادرا ما كان يُرى أثناء فراغه دون أن يكون بيده كتاب أو مجلة، وحيثما جلس نجد حوله دواوين الشعر أو أجزاء من موسوعة.
كان - رحمه الله - يحب الشعر كثيرا، الجاهلي والحديث، ويفضل المتنبي وأبا فراس الحمداني، ومن المعاصرين أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومن شعراء الكويت فهد بورسلي وفهد العسكر وزيد الحرب.
كان الكتاب رفيق والدي في النزهات والرحلات وزميله في السفرات الخاصة والرسمية، ومن أحب الكتّاب العرب لديه الذين يحرص على قراءة كتبهم: إبراهيم المازني، وزكي مبارك، وطه حسين، وقد قرأ كتب عباس محمود العقاد الثمانين، أكثر من مرة، وخاصة العبقريات منها.
ومن حبه للقراءة والاطلاع نقل هذه الهواية لنا، متدرجا من كتب ومجلات الأطفال وحتى أمهات الكتب، وكنت أنا رسوله للمكتبات ودور النشر، اشتري له ما استجد نشره، لمن يحب من الكُتّاب الأقدمين أو المحدثين منهم.
ومن شدة حرصه على الحفاظ على المجلات الدورية مثل «روز اليوسف» و«صباح الخير» و«الرسالة»، كان يجلدها في مجموعات ويحتفظ بها.
ومن أصدقائه المقربين ومحبي القراءة مثله الاخوة الغنيم، د.يعقوب ود.مرزوق ود.عبدالله، ود.علي فهد الزميع، ومن أصدقائه المقربين جدا العم عبدالعزيز محمد العتيبي، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
لقد ترك لنا والدي رحمه الله مكتبة ضخمة عمرها أكثر من 60 سنة، فيها موسوعات وقواميس، ومجموعات كاملة لأشهر الكتّاب، ودواوين شعر وقصص وكل ما كانت تنتجه دور النشر ويهواها. ونفكر حاليا بالتبرع بمحتويات هذه المكتبة النادرة لإحدى المؤسسات العلمية أو الجامعات الخاصة، لتكون وقفاً لنشر العلم وخدمة المتعلمين.
رحم الله والدي ومعلمي وصديقي محمد صقر المعوشرجي وأسكنه عالي الجنان.