- قائد القيادة المركزية الأميركية: أعمال إيران المزعزعة للاستقرار والمنظمات المتطرفة العنيفة تهديدات أمنية مستمرة
- انقسامنا وضعفنا يجعل خصومنا أكثر قوة والتهديدات أكثر جرأة
- ممتنون للمساهمات الخليجية في سورية وأفغانستان
عبدالهادي العجمي
أكد رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن محمد الخضر أن التحديات الأمنية الخطيرة والمتعاقبة التي مر بها منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة لاتزال تجعلنا ندرك أهمية التكاتف والعمل الجماعي لمواجهتها بطريقة مثلى من خلال تعزيز التعاون المشترك والتنسيق العسكري.
ونقل الخضر في كلمته خلال اجتماع رؤساء أركان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية والقيادة المركزية الأميركية الوسطى والذي عقد صباح أمس في فندق الشيراتون تحيات النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد وتمنياته بأن يتكلل اجتماعهم هذا بالنجاح من خلال العمل المستمر والتنسيق المتبادل بين القوات المسلحة بدول الخليج والقوات المسلحة بالدول الشقيقة والصديقة.
وقال الخضر إن قياداتنا السياسية تأمل أن يساهم اجتماعنا هذا في تعزيز التعاون المشترك وتنمية وتوثيق العلاقات القائمة على المنفعة المتبادلة لضمان وتحقيق الأهداف المشتركة بما يعود بالفائدة على الجميع والحرص على ترجمة هذا التعاون المشترك الى واقع ملموس وذلك بما يتوافق مع القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.
وأوضح الخضر أن هدف الاجتماع هو ترسيخ العلاقات المتبادلة وتأصيل وتعميق جذور التعاون وتوحيد الرؤى في سبيل المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الاقليمي والدولي، متمنيا أن تبدأ الخطوات الأولى لهذا التنسيق المشترك نحو شراكة وتكامل دفاعي منشود بين كل الأطراف لتنمية قدراتنا العسكرية في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.
وذكر الخضر أن مثل هذه الاجتماعات تأتي استكمالا لجهود التنسيق المستمرة بين القوات المسلحة بدول الخليج ونظيرتها بالدول الشقيقة والصديقة لتقوية لأواصر العمل العسكري المشترك والمتبادل فيما بينها وصولا للرؤية الموحدة تجاه مختلف أوجه التعاون على مختلف المستويات العسكرية، متمنيا لهذا الاجتماع النجاح في أعماله وللجميع التوفيق والسداد في تحقيق ما نعمله جميعا من أجله لتعزيز أمن أوطاننا.
وفي الكلمة الختامية للاجتماع تقدم رئيس الاركان العامة للجيش ورئيس الاجتماع الفريق محمد الخضر بالشكر والامتنان للحضور «على الجهود التي بذلتموها خلال الاجتماع والتي أسهمت في ترجمة رؤى قد تسهم في ما تصبو اليه قواتنا المسلحة في الوقت الحاضر والمستقبل المنظور»، وأضاف: «لقد أثمرت جهودكم تحقيق أهداف عظيمة، متمنيا ان تكون ضمن خطوات بناءة تتوافق مع تطلعات الجميع».
وأكد الخضر ان الاجتماع «حظي باهتمام بالغ من قياداتنا السياسية والعسكرية جميعا وان نجاح اجتماعنا هذا قد جاء بفضل من الله ثم بفضلكم ويعد ذلك برهانا على تكاتفنا، معربا عن امله في أن تستمر هذه الاجتماعات بخطى ثابتة الى الامام».
من جهته، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول ركن جوزيف فوتيل ان منطقة الخليج مليئة بالحيوية والفرص، ولكنها أيضا مليئة بالتهديدات لأمننا المشترك، مضيفا: أعتقد أن هذه الاجتماعات الدورية مهمة للغاية بالنسبة لنا للحفاظ على روابط وثيقة، وخطوط اتصال مفتوحة، وتعزيز التفاهم المتبادل، ودفع تحالفنا وتعاوننا للأمام.
وتطرق فوتيل خلال كلمته، التي استهلها بتوجيه الشكر الى الكويت والفريق الخضر على استضافة الاجتماع، الى استراتيجية الدفاع الوطني مؤكدا أن «الوحدة فيما يتعلق بعلاقاتنا العسكرية المشتركة هي أمر حاسم، ومساهماتكم حاسمة فيما يتعلق بجهودنا في العراق وسورية وأفغانستان واستقرار المنطقة ككل، وذلك بالنسبة لتحدياتنا الأمنية المشتركة وبالنسبة لقيامنا بتطوير حلول حقيقية لمعالجتها، وعلى وجه التحديد: الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي، الأمن البحري، ومكافحة الارهاب.
وحدد فوتيل أهداف المؤتمر في الاتفاق بين الحضور على اللقاء معا على المستوى العسكري المشترك، على الرغم من أي قضايا، من أجل صالح الجميع، وكذلك أن يغتنم كل منهم الفرصة لدفع هذه المناقشات الى مرؤوسيهم لتفعيل وتحقيق انجازات مرحلية محددة. مضيفا: يجب متابعة استراتيجية الدفاع الوطني وكذلك التوصل الى اتفاق حول من سيستضيف جلستنا القادمة.
وأضاف: التقى الوزير ماتيس مؤخرا بالعديد من سفرائكم والملحقين العسكريين في الولايات المتحدة وأكد مجددا أننا كنا وما زلنا شريككم المخلص، نحن لا نتخلى عن هذه المنطقة أو عن شركائنا هنا، كما أن أولويات القيادة المركزية هنا لم تتغير.
وشدد قائد القيادة المركزية الأميركية على أن «اثنين من تهديداتنا الأمنية المستمرة هنا، هما: أعمال ايران المزعزعة للاستقرار والمنظمات المتطرفة العنيفة»، مضيفا: من الضروري أن نعزز قدراتنا ونقوم بدمجها في مصالحنا الأمنية الوطنية المشتركة معا.
وعن مفتاح قدرة الدول المشاركة في الاجتماع على الدفاع عن مصالحها، قال فوتيل: كعسكريين محترفين، نحن نعرف المخاطر ونحتاج الى الارتقاء فوق كل القضايا. كل دولة خليجية وكل قوة أميركية في المنطقة هي عرضة لمخاطر مثل الصواريخ البالستية والطائرات من دون طيار وحروب الوكلاء والارهاب، من طرف خصومنا المشتركين، متابعا: في أكتوبر الماضي، ذكرنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في كلمة له أمام مجلس الأمة قائلا: «في الوحدة تكمن القوة».
وزاد قائد القيادة المركزية الأميركية: في هذه المنطقة، تظل قوة علاقتنا العسكرية المشتركة بين الأطراف بمنزلة منصة للتحالف والتعاون على نطاق أوسع، مضيفا: نحن بحاجة الى مواجهة تهديداتنا المشتركة معا والى تطبيق طريقة التفكير والعمل هذه حتى أدنى مستويات القيادة.
وتابع: يجب ألا نلغي مؤتمرات التخطيط أو التدريبات الثنائية أو متعددة الأطراف. فنحن بحاجة الى عدم وضع بعضنا البعض في موقف يجبر قيادتنا السياسية على اتخاذ قرارات تمنعنا من المضي قدما في شراكتنا وتعاوننا، هذه هي الأشياء التي من شأنها اضعافنا وتفريقنا وتقوية خصومنا. ان التهديد لن يزول، لكنه فقط يصبح أكثر جوعا وأكثر جرأة عندما يبدو علينا التقسيم والضعف.
وتطرق فوتيل الى مساهمات رئيسية من قبل العديد من الشركاء الخليجيين في سورية وأفغانستان قائلا: أنا ممتن لزيادة المساهمات من طرف العديد من الشركاء الخليجيين. فقد أحدثت هذه الزيادة تأثيرا ايجابيا كبيرا لصالح سورية، وبخاصة في أفغانستان بهدف هزيمة داعش، ودفع طالبان لقبول المصالحة، وبناء قدرات قوات الأمن الأفغانية، والشراكة مع بعثة الناتو. ولفت الى أن هذه المساهمات تضمنت ما يلي: جهود متكاملة لمكافحة الارهاب، الحصول على حقوق بناء القواعد والتحليق، النقل الجوي الاستراتيجي، بيانات سياسية داعمة للسلام والمصالحة - وادانة العنف، قوات على الأرض وامدادات، بذل جهود لبناء القدرات، مساهمات مالية كبيرة، تعزيز العلاقات الثنائية مع العراق، فضلا عن الدعم السياسي لوقف اطلاق النار وتدشين مباحثات المصالحة في أفغانستان.
وعن جعل مناقشات الاجتماع تؤتي ثمارها وتدشن اجراءات فعلية على أرض الواقع، قال قائد القيادة المركزية الأميركية: خلال اجتماعنا الأخير، كان هناك الكثير من النقاش الطيب حول الدفاع الجوي والدفاع ضد الصواريخ والدفاع البحري، وقد حددنا العديد من المشاكل مع تكنولوجيا الدفاع الجوي والدفاع ضد الصواريخ ودمج قدرات الاتصالات الخاصة بنا. وأضاف: حتى الآن، فان الدفاع الجوي يعمل بطريقة أحادية منفردة الجانب، وبعضه يعمل بطريقة ثنائية، لكن لا يوجد شيء متكامل وفق ما يتطلبه التعامل مع التهديد. وانني أتمنى الآن، بعد أن حددنا القضايا، أنه يكون بإمكاننا المضي قدما نحو حلول أكثر واقعية للمشاكل التي حددناها. ان التغييرات في متطلبات الولايات المتحدة أصبحت تتطلب منا بالفعل توحيد بنيتنا الدفاعية الجوية.
وتابع: خلال محادثاتنا بشأن الأمن البحري، اتفقنا جميعا على أنه يشكل تهديدا رئيسيا، لكن ظلت التزامات العمل والتشغيل محدودة، وقد سرني أن أسمع بيانكم بصدد المبادئ الدائمة للأمن البحري وأتطلع الى قيامكم بتطوير خطة للحملة البحرية واصدار أوامر بصددها. أتمنى أن نتمكن من استخدام فرقة العمل الحالية رقم 81 أو أي بنية أخرى لتوحيد عملياتنا. يعد تحقيق الوعي بحدود مجالنا المحيط، وتطوير صورة تشغيلية مشتركة، والتواصل بسلاسة مع بعضنا البعض، هو مفتاح أساسي. يمكننا تحقيق مكاسب كبيرة على مستوى الاتصالات وعلى مستوى قابلية التشغيل البيني المشترك اذا ما قمنا بزيادة التزاماتنا التدريبية.
وفي ختام كلمته قال قائد القيادة المركزية الأميركية: أتمنى أن يكون هذا منتدى طيبا لتبادل المعلومات والحفاظ على علاقات عسكرية مشتركة عالية المستوى. ان الآراء والتغذية العكسية التي تشاركونها معي ومع بعضنا البعض هي أمر لا يقدر بثمن بالنسبة لنا، وذلك نحو قيامنا باتخاذ الخطوات اللازمة لضمان أمننا وتحقيق مصالحنا الوطنية المشتركة وابقاء التهديدات الوحشية بعيدة عنا. آمل أن نستمر في البناء على ما يمثل مجريات رائعة حتى الآن.
هذا، وغادر البلاد مساء أمس رؤساء أركان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وجمهورية مصر العربية الشقيقة، وقائد القيادة المركزية الأميركة وذلك بعد اختتام فعاليات الاجتماع، حيث كان في وداعهم رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن محمد الخضر، ونائب رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن عبدالله النواف، وعدد من كبار قيادات الجيش الكويتي.