- «إلى الجنة» مشروع دعم نفسي إعلامي تربوي للتعريف بالإسلام ولبلورة صورة الجنة وتأصيلها
- توزيع 100 ألف نسخة من قصة «الجنة أجمل» وترجمتها إلى 15 لغة وتوزيعها في 20 دولة
- المشروع يستهدف الأيتام والفقراء في دول العالم وسندخل إلى 28 دولة أفريقية قريباً
حوار: دارين العلي
أن ينظر الأطفال بعيون الشوق إلى الجنة، ويأملون بالعيش المديد لينالوا أعلى درجاتها، أمر بغاية الأهمية في مجال تنشئة الطفل على المبادئ التي سيشب وينضج ويشيب عليها لتشكل قاعدة يتكئ عليها أثناء تعثره بمطبات الحياة.
وقلائل هم الناس القادرون على توظيف معارفهم في خدمة هذا الهدف، ومنهم الكاتبة الإماراتية موزة الجابري صاحبة مشروع «إلى الجنة» الذي تديره جمعية النجاة الخيرية، والتي استطاعت عبر قصتها «الجنة أجمل» أن تسخر الأدب والخيال العلمي وتوظيفه في منظومة متكاملة لبلورة صورة الجنة في عقول الأطفال وفقا للقرآن الكريم وبأسلوب فني وإبداعي مبتكر.
الجابري التي تأمل تحويل القصة وشخصياتها إلى واقع عبر عدة أنشطة وبرامج، تحدثت لـ«الأنباء» عن العراقيل التي تواجه المشروع وأبرزها عدم وجود وقف يدعم المشاريع المنبثقة عنه، وقلة المتطوعين المتخصصين في الجوانب المتعددة للمشروع من اعلاميين وأدباء.
الجابري تحدثت عن طموحاتها الخاصة بالمشروع وعن الانجازات التي حققها بتوزيع 100 ألف نسخة من القصة في مختلف دول العالم عدا عن ترجمتها الى 15 لغة عالمية، والتوجه لنشرها في 28 دولة أفريقية خلال العام المقبل بعد أن تم توزيعها في مختلف دول آسيا وأوروبا. وفيما يلي التفاصيل:
بداية فلنتعرف على الكاتبة موزة الجابري؟
٭ موزة الجابري كاتبة إماراتية صاحبة فكرة مشروع «إلى الجنة» الذي تبنته لجنة التعريف بالإسلام، كاتبة أدب أطفال وكبار وشاعرة في ديوان «كيف لا يحيا الأمل» حاصلة على بكالوريوس شريعة وماجستير في التفسير برسالة «الأبعاد التربوية لوصف الجنة في القرآن الكريم» ولها عدة مؤلفات شعرية وأدبية.
لو تحدثينا قليلا عن فكرة المشروع «إلى الجنة»؟
٭ انطلق هذا المشروع من الكويت، بعد أن تبنته لجنة التعريف بالإسلام في جمعية النجاة ودعمته على أنه جزء من التعريف بالإسلام للصغار، ويهدف المشروع إلى تأصيل مفهوم الجنة لدى الأطفال، ورؤيته «نحو جيل مؤمن بالقيم متفائل بالجنة» وهو مشروع دعم نفسي قيمي إعلامي تربوي ثقافي للتعريف بالإسلام ولبلورة صورة الجنة وتأصيلها في المجتمع المسلم حسب ما ورد في القرآن، ويتضمن عدة أنشطة أبرزها قصة «الجنة اجمل» التي تمت ترجمتها الى 15 لغة وتم توزيع اكثر من مائة الف نسخة بعدة لغات.
وكيف جاءت فكرة قصة «الجنة أجمل»؟
٭ كانت البداية حين كنت أبحث لأطفالي عن قصة لوصف الجنة، فلم أجد مبتغاي، عندها دعوت ربي «اللهم إني أسألك كتاباً نافعاً لم يسبقني إليه أحد»، وفي ذلك الوقت لم أكن دخلت بعد، عالم أدب الأطفال، وبفضل الله تيسرت الظروف لأكتب هذه القصة، وما شجعني على تأليفها أسئلة الأطفال حول حقيقة الحياة في الجنة. ومما يجدر الإشارة إليه هنا أن الطبعة الأولى من القصة كانت بلغة برايل لفئة المكفوفين في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، وبعد ذلك طبعنا القصة باللغة العربية ثم تمت ترجمتها الى 15 لغة وتوزيعها في أكثر من 20 دولة، ووصل مجمل الأعداد التي تمت طباعتها وتوزيعها من القصة 100 ألف نسخة، لتصبح هذه القصة الأكثر انتشارا، وانا أسعى للتعريف بالقصة داخل وخارج الدولة من خلال المشاركة في معارض الكتاب، حيث شاركنا منذ فترة بمعرض الكتاب الدولي في اسطنبول الذي منحنا درعا تكريمية للجهود المبذولة في المشروع، حيث تم توزيع 30 الف نسخة خيرية 20 الف باللغة التركية و10آلاف باللغة العربية، بالإضافة إلى تمثيل القصة من قبل الأيتام خلال أنشطة المعرض بثلاث لغات العربية والتركية والانجليزية.
وأين يتم توزيع هذه القصة ضمن أنشطة المشروع؟
٭ نستهدف الأيتام والفقراء في مختلف دول العالم كما تم توزيع 10 آلاف نسخة من هذه القصص على الأطفال السوريين في مخيمات اللجوء في انطاكيا في تركيا وهذه كانت كبداية وكان لها أثر كبير في الدعم النفسي للأطفال وازداد الطلب عليها ما أدى إلى تواصل عدة جهات خيرية أخرى من مختلف الدول للمساهمة في الدعم النفسي لأطفال الحروب وللأطفال المحرومين في العالم وقد تم توزيع 5 آلاف نسخة على أطفال البوسنة و10 آلاف نسخة على أطفال ألبانيا وكذلك كوسوفو واليمن وتركيا حيث لاقت القبول وأثرت تأثير عظيم في تحقيق التوازن النفسي التربوي للأطفال حسب رأي المختصين من علماء النفس التربويين والشرعيين اهل الاختصاص، ونعمل على ان يكون التوزيع منهجيا بحيث يكون هناك توزيع نوعي للمدارس، وقد بدأت معنا مؤسسات منها الرحمة العالمية في الكويت ومؤسسة حضارة في قطر التي نفذت مشروع الحقيبة المدرسية الخاص بالمشروع، ونأمل تغطية جميع الدول الفقيرة وسنقوم خلال العام المقبل بتوزيع القصة على 28 دولة أفريقية بعد ترجمتها، الا أننا نركز على التوزيع المجاني على الأيتام والمحرومين.
وإلى أي مدى كان تأثير هذه القصة على أطفال اللجوء؟
٭ بعد قراءة القصة وشرحها لهم حدث تغيير جذري في تفكيرهم فحين قابلت الأطفال اللاجئين السوريين في مخيمات تركيا لتطبيق القصة عليهم كانوا في حالة يرثى لها، ينتظرون الموت ليدخلوا الجنة، وبعد قراءتهم القصة قالوا لي: نريد ان نعيش ونعيش لكي نصل لأعلى درجة في الجنة، فكان هدفنا أن ننتشل الطفل المسلم من الهموم والأحزان التي حوله ليتفاءل بالمستقبل.
اعتبرت القصة برأي النقاد من أجمل القصص على الصعيد الأدبي، فما الذي يميزها؟
٭ نعم فبرأي النقاد عن هذا الكتاب انه الأول في تاريخ الأدب العربي وأدب الأطفال الذي تمكن بأسلوب ابداعي مبتكر تصبح فيه الجنة والطريق اليها فكرة عالمية تنمي الإبداع والخيال العلمي، بالإضافة الى الدروس المستفادة من وحي القصة بأن طريق الجنة يبدأ من الدنيا بالصلاة والصيام والصدقة والإحسان الى الناس وغيرها من الأعمال.
بعد نجاح هذه القصة «الجنة أجمل» ماذا ستقدمين للأطفال ضمن مشروعك؟
٭ القصة هي جزء من المشروع الأكبر «إلى الجنة» الذي سأعمل من خلاله في المستقبل القريب على دراسات ميدانية لأثر القصة على الأطفال المتضررين نفسيا، ونحن مستمرون بترجمة القصة حيث تمت ترجمتها إلى 15 لغة عالمية وطبعت باللغات الپوسنية الألبانية والتركية والانجليزية وسيتم خلال العام الحالي طباعتها بالهندية والاوردو والفلبينية والإندونيسية والفرنسية والسواحلية، كما أن هناك خططا لطباعتها في العام المقبل لليابانية والألمانية علما بأنها موجودة باللغة الإيرانية على الموقع الخاص بالمشروع، كما ستتم ترجمتها إلى أكثر من 20 لغة أفريقية، حيث تم رسم شخصيات القصة لتتناسب مع مناطق التوزيع لتكون اقرب لقلوب الصغار سواء في القارة الأفريقية وجنوب شرق آسيا واوروبا والدول العربية، ولدينا عدة طموحات فيما يتعلق بالقصة خصوصا بعد أن حولناها إلى تمثيلية إذاعية بمؤثرات صوتية مرفقة بنص القصة، وضمن هذا المشروع أيضا تم اصدر كتابي الجديد «آدم والكنز» وهو عبارة عن رواية تعرض السيرة النبوية بأسلوب مبتكر لفئة الشباب ونعمل على قصة جديدة حاليا تحت عنوان «عائد إلى الجنة».
حدثينا قليلا عن الإصدار القادم «عائد إلى الجنة»؟
٭ هي قصة جديدة تقوم على عدة محاور منها، تكريم الرحمن للإنسان ورحلة المؤمن الرائعة من الدنيا إلى البرزخ ثم إلى الجنة وتأصيل مفهوم الموت ليس فناء وإنما انتقال من دار إلى دار وأهمية الاستثمار الأمثل للحياة وما فيها والخلق الحسن وأهميته، والقصة هي امتداد لقصة الجنة أجمل بما فيها من معتقدات غيبية مبسطة وأبعاد تربوية متنوعة بأسلوب مبتكر يتناسب مع الفئة العمرية المستهدفة تحكي قصة العائلة وقضائها الإجازة الصيفية في القرية بصحبة جدهم والعم حسن الذي يرتبط به الصغار كثيرا ويتعلمون منه دروس عدة ومن ثم يوافيه الموت فيحزن الصغار لكن مع تعريف الجد والوالدين لهم بمفهوم الموت وما يجده المؤمن من سعادة يتحول الموت لديهم إلى رحلة جميلة لكل مؤمن بالإضافة إلى احداث أخرى لبناء مفاهيم متعدده.
نادي الجنة اجمل
وما الطموحات التي تحدثتم عنها لمشروع «الجنة أجمل»؟
٭ بداية نحن نعمل حاليا على انشاء نادي الجنة أجمل وهو نادي تربوي ترفيهي قيمي يقدم مناشط ودورات متعددة للصغار يحقق من خلالها الأهداف العامة للمشروع وسيبدأ في الكويت بإذن الله من خلال دعم جمعية النجاة الخيرية للمشروع، ونأمل أن يتحول فيما بعد إلى أسطول نادي الجنة أجمل الذي سيجوب الدول والمناطق الفقيرة للتعريف بالجنة والطريق إليها، وأنا كلي طموح ايضا ان تتحول قصة «الجنة اجمل» فيلم ومنهج تربوي، ولعبة الكترونية عالمية وايضا ان تصبح القصة فيلما عالميا بمعايير عالمية، وان تتحول حديقة العجائب الموجودة في القصة إلى حقيقة، وان تصبح لدينا مؤسسة اعلان تربوية لخدمة الإعلام الهادف للأطفال وفق معايير تربوية نفسية.
تحدثتم عن طباعة النسخة الأولى من القصة بتقنية برايل فكيف تصفين التواصل مع المعنيين بهدف ايصال مشروع الجنة اجمل الى ذوي الاحتياجات الخاصة؟
٭ من أهم أهداف المشروع الدعم النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال ترجمة القصة إلى لغة برايل لفئة المكفوفين في معظم الدول وكذلك تدريسها لفئة الصم والبكم وكانت باكورة هذا العمل ما قامت به مؤسسة زايد للأعمال الإنسانية من خلال طباعة قصة الجنة أجمل بلغة برايل وتوزيعها على فئة المكفوفين مما كان لها من الأثر البالغ في الدعم النفسي لهم والتعرف على علم غيبي بلغتهم، لذلك نتمنى من كل من لديه امكانية او وسيلة لطباعة القصة بلغة برايل التواصل معنا افراد او مؤسسات وفي اي دولة.
العراقيل التي تواجه توسع المشروع
وما اهم العراقيل التي تقف أمام تحقيق طموحاتكم بتوسع هذا المشروع؟
٭ أولا عدم ادراك أهمية مثل هذا المشروع لبناء المعتقد الغيبي الصحيح والقيم التربوية والتوازن النفسي لدى الطفل وعدم وجود وقف يدعم المشاريع المنبثقة من فكرة المشروع والتي تحدثنا عنها سابقا، عدا عن قلة المتطوعين المتخصصين في الجوانب المتعددة للمشروع من اعلاميين وادباء وغيرها وقلة تفاعل الفرق التطوعية التي تشترك مع المشروع في بعض الأهداف لتحقيق اهدافها من خلال المشروع.
وقف المشروع
لماذا يجب اعتبار هذا المشروع وقفا؟
٭ هو وقف لأنه علم ينتفع به وهو مشروع مبتكر في فكرته وقيم في أهدافه ومثمر في نتائجه ومرجعيته الكتاب والسنة ورسالة ماجستير الأبعاد التربوية لوصف الجنة في القرآن الكريم وهو قائم على لجان استشارية شرعية ونفسية وتربوية وإعلامية وعدا عن هذا كله حاجة أطفال المسلمين عامة والأطفال المحرومين إلى العلم الشرعي الصحيح بأسلوب ابداعي مبتكر بما فيه من اهمية الدعم النفسي للطفل باستحضار صورة الجنة للتفاؤل والإنجاز.
«الجنة أجمل» في سطور
تبدأ القصة التي تأتي في 82 صفحة من القطع الكبير، برحلة لأفراد الأسرة «أبطال القصة» إلى مدينة العجائب التي تساعد في تهيئة عقل الأطفال لما يأتي بعد ذلك من وصف للجنة، وذلك من خلال وصف أجزاء هذه المدينة بشكل يفوق تصور الأطفال ولكنه لايزال من صنع البشر، فكيف يكون صنع رب العالمين؟».
وتقدم القصة وصفا بسيطا من خلال أجوبة الأب والأم عن أسئلة أحمد ومريم وشماء «أبطال القصة» حول الجنة بعدما يلفت الأب نظرهم إلى أن هذه المدينة العجائبية ذات الثمانية أبواب تذكره بالجنة.
«آدم والكنز»
من آخر إصدارات الكاتبة قصة «آدم والكنز» وهي رؤية أدبية بأسلوب درامي جديد تتحدث عن السيرة النبوية وموجهة للمراهقين والمراهقات وتهدف الى التعريف بالسيرة النبوية بأسلوب مختلف يعتمد على القصة وأحداثها المميزة.