- أكثر من 3 آلاف يدخلن في الإسلام سنوياً في الكويت بعد تعرفهن على دين الله وعلى شريعته الغراء
- «اللقاء المباشر» من أبرز وسائل اللجنة العملية في نشر الإسلام وهو من أفضل طرق التواصل مع غير المسلمات
- اللجنة ترعى المهتديات ثقافياً عن طريق المحاضرات التوعوية والتي تشمل العلوم الاجتماعية والصحية والمالية
دارين العلي
أكدت مديرة الشؤون النسائية في لجنة التعريف بالإسلام بفرع الروضة وضحة البليس أن اللجنة تبذل جهودا حثيثة في سبيل إيصال رسالتها الدعوية لغير المسلمين من الجاليات غير الناطقة باللغة العربية.
وأضافت البليس أن اللجنة تفخر بنماذج فعالة ومميزة من الداعيات اللاتي ساهمن بشكل كبير وفعال في ازدياد أعداد الإشهار سنويا وقد ترتب على هذه الزيادة حاجة اللجنة إلى عدد أكبر من الداعيات بلغات مختلفة، مشيرة إلى ضرورة توافر داعيات مسلحات بالعلم الشرعي ليحملن على عاتقهن مهمة تعليم وتهذيب المهتديات وتزويدهن بما ينمي ويشحذ هممهن ويعينهن على الطاعة والعمل الصالح.
وحول سبب إقبال النساء على الدخول في الإسلام، قالت إن الهداية بيد الله وحده لا شريك له ونرجح أسباب ذلك على ان أعداد عاملات المنازل واحتكاكهن اليومي مع الأسر الكويتية والتعامل الإنساني الراقي له الأثر الطيب، كما أن المرأة بطبيعتها عاطفية وسرعان ما يلامس الإسلام قلبها، فكثيرا ما تأتينا حالات ترغب في الدخول إلى الإسلام بسبب سماع صوت الأذان أو القرآن من المذياع.
حدثينا عن آلية العمل في إدارة الشؤون النسائية؟
٭ الشؤون النسائية هي المركز الرئيسي لجميع الأفرع النسائية وهي حلقة الوصل بينها وبين الفرع الرئيسي ومنهج عملنا واحد وغايتنا واحدة وهدفنا نشر الإسلام وتعريفه لغير المسلمين والتواصل بيننا مفتوح لتحقيق هذه الغاية.
منهج وسطي
نريد ان نتعرف منكم عن نشأة لجنة التعريف بالإسلام النسائية ولماذا اخترتم منطقة الروضة تحديدا؟
٭ الحمد لله منذ ان أبحرت سفينة التعريف بالإسلام عام 1978 وهي تهدف إلى نشر الإسلام وفق منهج وسطي معتدل، أما إدارة الشؤون النسائية بالروضة فقد بدأت عملها رسميا عام 1992 م وتم اختيار منطقة الروضة على وجه الخصوص لموقعها الإستراتيجي على أهم الشوارع الرئيسية في محافظة العاصمة ولأنه بعد البحث والدراسة لاحظنا تركز العديد من الجاليات غير المسلمة بالقرب من هذه المنطقة لذلك اخترنا الموقع ليكون علامة بارزة تضاف في سجل التعريف بالإسلام الحافل والحمد لله غدا مقرنا هذا قبلة للمهتديات الجدد وغير المسلمات الراغبات بالتعرف على هذا الدين العظيم.
إستراتيجية تنظيم العمل
حدثينا عن أقسام اللجنة النسائية؟
٭ لدينا العديد من الأقسام تتضافر جهودهت وتتلاحم لتفعيل أهداف اللجنة فيأتي في البداية قسم التوعية برئاسة إقبال الحجي ويختص بكل ما يتعلق بأمور الدعوة من وسائل وأساليب كتوزيع النشرات والكتيبات الدعوية في أماكن تواجد الجاليات غير المسلمة ومن أعمال القسم كذلك تنظيم الأنشطة الثقافية والترفيهية للمهتديات.
ومن الأقسام الحيوية الأخرى قسم المهتديات الجدد برئاسة نجاة الطويل وهو يختص بتعليم المهتدية الجديدة كل ما يتعلق بأمور دينها مثل الطهارة وكيفية الصلاة وحفظ قصار السور وكذلك لا ننسى الأخلاق الإسلامية عن طريق تعلم بعض السيرة النبوية وسيرة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
ويعنى قسم المهتديات الجدد أيضا بتطوير الداعيات عن طريق إعداد وتنظيم الدورات الشرعية والاجتماعية التي ترقى بمستوى الداعية بما يعود بالنفع على أدائها وبالتالي على اللجنة.
إضافة إلى ذلك يوجد لدينا قسم الفصول الدراسية ويصب جل اهتمامه على تعليم اللغة العربية للمسلمين وغير المسلمين وكذلك الدورات المتقدمة المتخصصة في العلوم الشرعية ذات المنهج الوسطي المعتدل، وقد حرصت رئيسة القسم لطيفة السعيد على مراجعة كل المناهج والمصادر العلمية للتأكد من خلوها من الغلو والبدع وكذلك مراقبة التدقيق اللغوي بعد الترجمة إلى اللغات المختلفة.
والباب مفتوح أمام الجميع لمن تريد المشاركة في فعاليات هذا المشروع، وتنال المجتازات لهذه الدورات شهادة من اللجنة تفيد بمشاركتها في فصول اللغة العربية والعلوم الشرعية.
رعاية المهتديات
ماذا تقدم لجنة التعريف بالإسلام للمسلمات الجدد؟
٭ لجنة التعريف بالإسلام تسعى لتحقيق عدة أهداف أهمها تعريف الإسلام للعمالة الوافدة ولضيوف الكويت ودعوة غير المسلمين إلى الإسلام وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وتوعية الجاليات المسلمة بدينها وكذلك رعاية المهتدين الجدد، وهذه هي المبادئ التي نشأت من أجلها.
وتقدم اللجنة الرعاية الكاملة للمهتدين والمهتديات الجدد وتحرص على أن يغدوا نواة صالحة لمجتمع مسلم جديد، رعاية المهتدين تتمثل عمليا بالفصول الدراسية التي تعقد في شتى أفرع اللجنة والدورات الشرعية المعتمدة، بالإضافة إلى اللقاءات الجماهيرية التي تنظمها اللجنة والمحاضرات الدعوية والتي غالبا ما يشارك فيها لفيف من أهل العلم.
علاوة على ذلك، فإن اللجنة ترعى المهتديات ثقافيا عن طريق المحاضرات التوعوية والثقافية والتي تشمل العلوم الاجتماعية والصحية والتعاملات المالية، هذا بالإضافة إلى تنظيم الرحلات الترفيهية والمسابقات الثقافية التي تهدف اللجنة منها إلى تعزيز الألفة والمودة بين المهتديات وإشعارهن بالانتماء لهذه الأمة الإسلامية العظيمة.
الوسائل الدعوية
كيف تدعون غير المسلمين إلى الإسلام؟
٭ في الواقع ان اللجنة تحرص على إبراز صورة الإسلام الحسنة التي هي أصل هذا الدين والتي حاول أصحاب الأبواق والحناجر الكاذبة مرارا وتكرارا تعكير هذه الحقيقة الناصعة البياض لكن سيتم الله نوره ولو كره الكافرون.
ومن ابرز وسائل اللجنة العملية في نشر الإسلام «اللقاء المباشر» ويعد من أفضل طرق التواصل مع غير المسلمات فنعرض عليهن الإسلام ونقوم بإهدائهن بعض الكتيبات والنشرات والهداية بيد رب العالمين، كما تقوم إدارة الشؤون النسائية بتنظيم الزيارات الدعوية والتواجد في أماكن سكنهن وعملهن وتجمعهن في الأسواق التجارية، كما لا ننسى نصيب المرضى في المستشفيات من الدعوة فهم في هذا الوقت في أمس الحاجة للعبادة والتقرب إلى الله، هذا بالإضافة إلى المشاركة في الملتقيات الثقافية الجماهيرية، وكذلك نحرص سنويا على دعوة أعضاء السلك الديبلوماسي وزوجات السفراء لحضور ولائم الإفطار في رمضان، ولكن كل هذا العمل لا يوازي أفضل الوسائل الدعوية وهي حسن التعامل وإظهار الأخلاق الإسلامية الحميدة التي هي خير سفير لديننا والتي يستطيع أي مسلم تطبيقها على اختلاف مستويات العلم الشرعي فقد قال الله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم ـ القلم: 4).
ومن الأحاديث الواردة في حسن الخلق وهي كثيرة ما رواه الإمام مالك أن معاذ بن جبل قال: آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: «أحسن خلقك للناس يا معاذ».
وروى الإمام أحمد وأصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم».
اختيار الداعيات
لا بد من أسس يتم بناء عليها اختيار الداعية فما ابرز شروط أختيار الداعية؟
٭ اختيار الداعية يقوم على أسس من أهمها المستوى العلمي: الشهادات والدورات الشرعية المعتمدة التي حصلت عليها واللغات التي تجيدها ويا حبذا لو كانت تتسلح ببعض العلوم الدنيوية مثل التمريض أو المحاسبة أو القانون وما إلى ذلك.. ومن ثم يتم عمل مقابلة شخصية للتعرف على منطقها وسمتها ومظهرها العام حتى نحرص على ملاءمتها لمبادئ لجنة التعريف بالإسلام ومن ثم تخضع لاختبار تحريري.
يصعب علينا في بعض الدول الحصول على داعية قد سبق لها أن تأسست في العلوم الشرعية بسبب قلة نسبة المسلمين في هذا البلد مثل النيبال وبعض الدول الأفريقية، في هذه الحالة نستعين بالمهتديات ممن درسن وتعلمن في فصول لجنة التعريف لسنوات عدة وبعد اجتيازها الاختبارات التحريرية والشفهية، وفي حال اجتيازها يتم تكليفها بمهام «مساعدة داعية» وبعد مراقبة أدائها لعدة سنوات يتم تحويلها لداعية، وهذه الخطوات ضرورية جدا من أجل التأكد من عدم وصول أي من الأفكار الخاطئة أو البدع أو الشركيات للدارسة وللحرص على أن تتعلم المهتدية الدين الإسلامي الوسطي المعتدل البعيد عن التفريط والغلو.
سبل الرعاية
ما أوجه الرعاية التي تقدمها اللجنة للمهتدين الجدد وللجاليات المسلمة بصفة عامة؟
٭ ما قامت اللجنة إلا لهؤلاء المهتدين فهم هدفها الأول، فكل إمكانيات اللجنة تسخر في سبيل رعايتهم شرعيا ونفسيا وأخلاقيا، وفيما يخص غير المسلمين فانهم التربة الصالحة التي يظهر فيها غرس اللجنة المبارك، فتقوم اللجنة بإقامة الرحلات الدعوية وتحرص على أن يتخللها غير المسلمين لتعريفهم بالدين الإسلامي، وإزالة المخاوف والشبهات التي أحاطت العالم الإسلامي من فترة والذي روج له الإعلام الضال والحاقدون على الدين وبالرغم من ذلك وبفضل الله سبحانه وتعالى يدخل في الإسلام ما يزيد على الثلاثة آلاف سنويا في الكويت بعد تعرفهن على دين الله وعلى شريعته الغراء، وذلك يرجع ـ بعد توفيق الله ـ لجهود الداعيات الجبارة التي تبذل في جميع المجالات وكذلك للمعاملة الحسنة التي يتصف بها أهل الكويت أهل الخير.
اما الجاليات المسلمة فإن اللجنة ترعاهم وتحرص على تنمية وازعهم الديني وذلك لان أكثرهم يفد من مناطق تفتقر إلى الثقافة الإسلامية ونقيم لهم الندوات الجماهيرية والمحاضرات الدعوية واللقاءات المميزة والتي تضم كبار العلماء وننظم لهم مسابقات حفظ القرآن الكريم.
هل يكفي عدد الداعيات لديكن المتطلبات الدعوية؟
٭ نعاني حاليا من نقص في عدد الداعيات اللاتي يجدن اللغات المختلفة ويكن على مستوى عالٍ من العلم الشرعي ومتفرغات للدعوة حتى يتسنى لنا أن نسد الطلب المتزايد للتعرف على الإسلام.
مدى تفاعل أهل الخير معكن؟
٭ لله الحمد والمنة الشعب الكويتي شعب جبل على فعل الخير منذ نشأة هذا البلد الطيب الصغير في مساحته الكبير في عطائه، فخير الكويت وصل حتى أدغال أفريقيا وجنوب أميركا وتفاعل الجمهور معنا أكثر من رائع في جميع النواحي، فالمعروف عن أهل الكويت مسارعتهم في عمل الخيرات على اختلاف صورها سواء بحرصهم على التبرع ودعم اللجنة ماديا أو دعم اللجنة دعويا أو معنويا من خلال المشاركة في فعاليات اللجنة وأنشطتها المتعددة ولا يسعنا عبر هذا اللقاء إلا التوجه بالشكر الجزيل لكل من مد يد العون للجنة ونسأل المولى جل وعلا أن يجعل أعمالهم في موازين حسناتهم وأن يحفظهم ويحفظ بلادنا الكويت من شر كل طامع وحاسد وأن يحفظ ولاة أمورنا وأن يسددهم لما يحب ويرضى.
كلمة أخيرة
أتقدم بالشكر لجريدتكم الغراء ذلك المنبر الإعلامي المميز وأسال الله أن يجعله صوتا للحق ونبراسا للموضوعية ولكل من يمد يده لخدمة الإسلام والمسلمين وأحث جميع المسلمين على ان يحرصوا على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام كل في مجال عمله وموطن عطائه حيث قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية».