- صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يقوم بدور مهم في المنطقة لضمان استقرارها
- الربيع العربي تسبب في ضياع دول بأكملها وكان علاجاً خاطئاً
- لا بد من إيجاد حل سلمي للأزمات في سورية وليبيا واليمن ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة
- نبذل أقصى الجهد للتوصل إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية وأيضاً لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي
- حققنا العديد من الإنجازات خلال فترة قياسية ويحق لنا كمصريين الشعور بالفخر
- 5.3 % معدل النمو في 2017/2018 والاحتياطي النقدي أكثر من 44 مليار دولار
- تحية لأبطال الجيش والشرطة وللشهداء فتضحياتهم سبب التحسن الأمني
- الدول العربية هي صمام أمن لا غنى عنه لتحقيق حياة آمنة لملايين المواطنين
- ما يجمع كل الدول العربية هو مصير مشترك وليس فقط المصالح المعتادة في العلاقات الدولية فنحن في قارب واحد
- الشعب المصري رفض في 30 يونيو 2013 سيطرة تيارات لا تنتمي لعالمنا المعاصر وتريد فرض رؤيتها الطائفية المغلقة على الأغلبية
- أوجه تحية من القلب لأبطال الجيش والشرطة وللشهداء ولأسرهم فتضحياتهم الغالية هي السبب الأساسي للتحسن الأمني الذي يحدث
- تم ومازال جارياً بناء العديد من المدن الجديدة ومشروعات ضخمة للإسكان منها مليون شقة إسكان اجتماعي
- الدولة الوطنية يجب الحفاظ عليها وترسيخ مفهومها في نفوس الأجيال الجديدة لكي ينشأوا على فهم دورها ومسؤولياتها بدقة وواقعية
- مصر مجتمع شاب متدفق بالحماس والقوة وعلينا الاستفادة من هذه الطاقة العظيمة في بناء الوطن .. وقد مكنّا الشباب من تولي مناصب كانت في الماضي حكراً فقط على كبار السن
- أعدنا تأهيل البنية التحتية من شبكة طرق حديثة وتطوير قدراتنا على إنتاج الطاقة الكهربائية والمتجددة ومشروعات إنشاء محطات المعالجة الثلاثية للمياه
- نفذنا العديد من مشروعات الإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي وأنشأنا العديد من المناطق الصناعية وطورنا محور قناة السويس
- نمضي قدماً في عملية إصلاح اقتصادي جادة ومدروسة وهيأنا مناخاً جاذباً للاستثمار
- تطوير وتحديث التعليم من خلال خطة شاملة بمختلف مراحله على نحو يحدث لأول مرة في مصر
- بدأنا المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل من خلال تنفيذ المبادرة الضخمة للقضاء على ڤيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية
- لابد من إيجاد حل سلمي للأزمات في سورية واليمن وليبيا ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة
- تربطنا علاقات طيبة مع رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد ونأمل أن تتقدم الأمور بين الأجهزة الفنية المعنية بحيث نضمن حق شعب مصر في الحياة وحق شعب إثيوبيا في تحقيق التنمية
- التقدم المحرز في مكافحة تنظيم داعش يجب أن يواكبه تحرك مكثف لمنع تحرك العناصر الإرهابية إلى ملاذات آمنة
- تكريس مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي يمثل خط الدفاع الأول ضد أية محاولات لنشر الفكر الإرهابي ودعم أية جهود للقضاء عليه
ثمن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الدور الذي يقوم به صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في المنطقة لـ«ضمان استقرارها وأمنها».
جاء ذلك خلال لقاء للرئيس السيسي مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية و«كونا» ومجلس إدارة جمعية الصحافيين الكويتية، بحضور سفير الكويت لدى مصر محمد الذويخ.
وأشاد السيسي بالعلاقات الثنائية «المتميزة» بين مصر والكويت تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «ومن قبله المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد».
وأوضح أن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين هي مسيرة ممتدة بالتعاون والتفاهم «وستستمر كذلك إن شاء الله»، واصفا هذه العلاقات بأنها «تمثل نموذجا يحتذى للتعاون والأخوة الصادقة بين الدول العربية وأشقاء تجمعهم روابط تاريخية وطيدة».
وأكد الرئيس السيسي مجددا وقوف مصر قيادة وشعبا مع الكويت، مشددا على أن «أمن الكويت من أمن مصر».
وفي رده على سؤال حول رؤيته لما حدث في عام 2011، قال الرئيس السيسي إن «ما حدث في المنطقة من أحداث غير مسبوقة عام 2011 كان علاجا خاطئا لتشخيص خاطئ وغير حقيقي»، موضحا أن التشخيص السليم «يتطلب من مثقفي ومستنيري الأمة العربية القيام بدورهم في إنارة الطريق للجموع وللأجيال المقبلة من خلال التوصيف السليم للأوضاع الحقيقية في دولنا».
وتطرق اللقاء إلى الكثير من الملفات سواء على صعيد التنمية الشاملة في ربوع مصر أو على صعيد القضايا العربية المهمة، ومن أهمها القضية الفلسطينية والوضع في سورية وليبيا واليمن، ومعركة مصر المستمرة ضد الإرهاب.
وبينما وجه السيسي «تحية من القلب» لأبطال الجيش والشرطة وللشهداء وأسرهم، خاطب الوفد الصحافي قائلا: «أنتم تعلمون أن هناك منبعا واحدا للفكر الإرهابي المتطرف وهو فكر غير قابل للحياة والجماعات الإرهابية تتناوب الأدوار من مرحلة لأخرى».
وأكد أن لمصر وقيادتها «موقفا واضحا» في التعامل مع هذا الأمر في انه «لا مكان في مصر لمن يرفع السلاح في وجه المواطنين أو يروعهم أو يرهبهم ولا مكان لمن يرفض التعايش السلمي ولا يؤمن بحق جميع المواطنين في الحياة الآمنة الكريمة».
كما عرج اللقاء إلى استراتيجية مصر في التعامل مع «سد النهضة»، وفي ذلك أكد الرئيس السيسي أن «إستراتيجية مصر هي التعاون والتعاون البنّاء وترسيخ الثقة المتبادلة.. عملنا معا لسنوات وتم التقدم في مسارات، ونأمل أن يتم على جميع المسارات وأرسينا إطارا قويا للثقة والتعاون».
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
ما دلالات امتزاج الدماء المصرية والكويتية في حرب أكتوبر 1973 وحرب الخليج 1991، وكيف تنظر مصر إلى العلاقات مع الكويت وهل أنتم راضون عن مستوى العلاقات الثنائية مع دول الخليج العربية؟
٭ دعني في البداية أتقدم بكل التحية والاحترام للكويت الشقيقة قيادة وشعبا. إن العلاقات المصرية ـ الكويتية تمثل نموذجا يحتذى في التعاون والأخوة الصادقة بين الدول العربية وبين أشقاء تجمع بينهم روابط تاريخية وطيدة.
ولن تكون مبالغة عندما نقول إن ما يجمع كل الدول العربية هو مصير مشترك وليس فقط المصالح المعتادة في العلاقات الدولية، فالمصير المشترك يعني أننا في قارب واحد، وأن ما يؤثر على أحدنا بالخير ينعكس على الباقين والعكس صحيح.
وبالفعل فإن امتزاج دماء أبنائنا سواء في حرب أكتوبر أو حرب الخليج هو دليل قاطع على هذا المصير المشترك، وهو الأمر الذي استمر حتى الآن في علاقاتنا الثنائية المتميزة تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ومن قبله الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمة الله عليه، فهي مسيرة طويلة ممتدة بالتعاون والتفاهم وستستمر كذلك إن شاء الله، مثمنا الدور الذي يقوم به صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في المنطقة «لضمان استقرارها وأمنها».
الربيع العربي
مصر هي قلب الأمة العربية، وقد قلتم سيادتكم في تصريحات سابقة إن ما يسمى بالإسلام السياسي استغل الفراغ الذي أحدثه الربيع العربي على حساب الدولة الوطنية، كيف تنظرون إلى مستقبل التعامل مع هذه التيارات الإسلامية وهل هناك مجال في الوقت الراهن لأي مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين؟
٭ إن ما حدث في المنطقة من أحداث غير مسبوقة عام 2011 كان علاجا خاطئا لتشخيص خاطئ وغير حقيقي، والتشخيص السليم يتطلب من مثقفي ومستنيري الأمة العربية القيام بدورهم في إنارة الطريق للجموع وللأجيال المقبلة من خلال التوصيف السليم للأوضاع الحقيقية في دولنا، كما أن عليهم عبئا كبيرا في استخلاص الدروس مما حدث لكي لا تتكرر هذه الأحداث التي تسببت في ضياع دول بأكملها ومقتل وتشريد الملايين من العرب وتهديد مقدرات شعوب بأسرها.
إن الدولة الوطنية يجب الحفاظ عليها وترسيخ مفهومها في نفوس الأجيال الجديدة لكي ينشأوا على فهم دورها ومسؤولياتها بدقة وواقعية ومن ثم يدركون أهمية الحفاظ عليها وعدم هدم مفهوم وكيان الوطن لصالح كل من يريد ذلك.
وبالنسبة لمصر، فقد رفض الشعب المصري في مشهد تاريخي فريد في 30 يونيو 2013 سيطرة التيارات التي لا تنتمي لعالمنا المعاصر، وتريد دفع عجلة الزمن إلى الوراء وفرض رؤيتها الطائفية المغلقة على أغلبية الشعب، فلأول مرة ربما في التاريخ يخرج الملايين بهذه الغزارة والكثافة إلى الشوارع لينقذوا وطنهم وهويتهم ومقدراتهم، وأنا بمنتهى الوضوح لا أملك إلا تلبية الإرادة الشعبية الواضحة التي تجلت في ثورة 30 يونيو، فهي أمر لا يرد ونداء يتوجب علي تلبيته.
مسيرة التنمية
أين وصلت مسيرة التنمية في مصر والأوضاع الاقتصادية في ظل المشاريع الضخمة التي تنفذها الدولة، ولا شك أن هذه المشاريع العملاقة تحتل أهمية كبيرة في استراتيجيتكم التنموية، فما هي الآفاق التي ترونها لمصر واقتصادها؟
٭ لقد نجحنا بفضل الله، وبشهادة المؤسسات الدولية، في تحقيق العديد من الإنجازات خلال فترة زمنية قياسية، حيث تم ومازال جاريا بناء العديد من المدن الجديدة، ومشروعات ضخمة للإسكان منها مليون شقة إسكان اجتماعي، فضلا عن نقل حوالي 200 ألف أسرة من المناطق العشوائية وغير الآمنة إلى مجمعات سكنية متكاملة ومساكن حضارية تتوافر بها جميع الخدمات، وهذا عمل غير مسبوق ويحق لنا كمصريين الشعور بالفخر أننا استطعنا مساعدة مواطنينا الذين عانوا طويلا من ظروف الحياة غير الكريمة التي لا تليق بنا، وأدعوكم لزيارة هذه المجتمعات السكنية المتكاملة في أحياء الأسمرات والمحروسة وروضة السيدة بحي السيدة زينب وغيرها من مشروعات تطوير المناطق الخطرة وغير الآمنة لتشاهدوا حجم الإنجاز الذي تحقق على الأرض.
وبالإضافة إلى ما سبق فقد نجحنا كذلك في إعادة تأهيل البنية التحتية من شبكة طرق حديثة، وتطوير قدراتنا على انتاج الطاقة الكهربائية والطاقة الجديدة والمتجددة، ومشروعات إنشاء محطات المعالجة الثلاثية للمياه، وتطوير وزيادة عدد الموانئ البحرية والجوية، وتنفيذ العديد من مشروعات الإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي، وإنشاء العديد من المناطق الصناعية، وتطوير محور قناة السويس، فضلا عن إصلاح التشريعات المنظمة لعملية الاستثمار لتهيئة المناخ الجاذب للاستثمارات، وقبل كل ذلك المضي قدما في عملية إصلاح اقتصادي جادة ومدروسة، كان للشعب المصري الدور الأهم في تحمل نتائجها الصعبة بما لديه من وعي وإدراك لطبيعة المرحلة التي تمر بها مصر، وهى العملية التي بدأت بالفعل تؤتي ثمارا يشير إليها التحسن المستمر في المؤشرات الاقتصادية، منها على سبيل المثال معدل نمو بلغ 5.3% في عام 2017/2018، وحجم احتياطي نقدي تجاوز 44 مليار دولار، وسط جهود لتخفيض عجز الموازنة إلى أقل من 10% من إجمالي الناتج القومي الإجمالي.
أما المرحلة التي بدأت منذ إعادة انتخابي لفترة رئاسية جديدة عام 2018، فتشمل بجانب الاستمرار في عملية الإصلاح الاقتصادي والمشروعات القومية، الاهتمام بتطوير وتحديث التعليم من خلال خطة شاملة لتطوير التعليم بمختلف مراحله تشمل مشروع تطوير التعليم الأساسي وما قبل الجامعي على نحو يحدث لأول مرة في مصر، وكذلك فيما يتعلق بالتعليم الجامعي عقد توأمة للجامعات المصرية مع أفضل جامعات العالم بهدف نقل الخبرات وبناء قاعدة جامعية علمية حديثة في مصر.
وبالنسبة للصحة فلعلكم تتابعون تطورات المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل، والذي بدأت أولى مراحله من خلال تنفيذ المبادرة الضخمة للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية والتي تستهدف حوالي 50 مليون مواطن مصري في جميع أنحاء الجمهورية.
دور الشباب في التنمية
ما رؤية سيادتكم لدور الشباب في التنمية، في ضوء ما تولونه من أهمية لقضاياهم وتفعيل لدورهم، وليس أدل على ذلك من عقد مؤتمرات الشباب واستضافة مصر لمنتدى شباب العالم؟
٭ هناك حقيقة واضحة ولها مغزى مهم بالنسبة للهرم السكاني في مصر، وهي أن الشباب يمثل النسبة الأكبر من عدد السكان في مصر، وهذا يعني أن مصر مجتمع شاب، متدفق بالحماس والقوة، وهو ما يلهمنا للاستفادة من هذه الطاقة العظيمة في بناء الوطن وتحقيق أحلام هؤلاء الشباب في وطن حر متقدم يوفر لأبنائه فرصا متساوية في الحياة الآمنة الكريمة، ولذلك فإننا مهتمون بالتواصل مع الشباب سواء من خلال مؤتمرات الشباب التي تمثل منصة فريدة في مصر للشباب ليتواصلوا مع كبار مسؤولي الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، أو من خلال آليات يجري تطويرها باستمرار مثل البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، والأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، وهي تجربة غير مسبوقة في مصر وربما في المنطقة تهدف لإعداد قيادات رفيعة المستوى من الشباب تستطيع قيادة الوطن لأجيال كثيرة مقبلة.
وفضلا عن ذلك، هناك تمكين للشباب لتولي مناصب كانت في الماضي حكرا فقط على كبار السن، فالآن هناك شباب في مناصب مساعدي الوزراء، ونائبي المحافظين، بل ومحافظين أيضا.
الحرب في سيناء
هل طالت المعركة مع الإرهاب في سيناء أم أنها تسير وفقا للظروف وحسب المخطط لها؟ وهل أنتم راضون عن الوضع الأمني في مصر بشكل عام في ظل التحسن الكبير الملموس خلال الآونة الأخيرة؟
٭ كما قلتم فإن هناك تحسنا ملموسا يشعر به الجميع، ونحمد الله لذلك، ونوجه الشكر لأبناء مصر الأشداء الأوفياء من الجيش والشرطة الذين تحملوا الكثير خلال السنوات الماضية، أوجه تحية من القلب لأبطال الجيش والشرطة، للشهداء ولأسرهم، إن هذه التضحيات الغالية من هؤلاء الأبطال هي السبب الأساسي للتحسن الذي يحدث وسيستمر إن شاء الله، وهو ما يدركه الشعب المصري العظيم الذي يقف في ظهر قواته المسلحة وشرطته ويدعمهما بلا حدود.
وأنتم تعلمون أن هناك منبعا واحدا للفكر الإرهابي المتطرف، وهو فكر غير قابل للحياة، والجماعات الإرهابية تتناوب الأدوار من مرحلة لأخرى، ونحن لنا موقف واضح في التعامل مع هذا الأمر: لا مكان في مصر لمن يرفع السلاح في وجه المواطنين أو يروعهم أو يرهبهم، ولا مكان لمن يرفض التعايش السلمي ولا يؤمن بحق جميع المواطنين في الحياة الآمنة الكريمة، لا مكان لذلك، وهذه قناعة شعب مصر التي أكدها أكثر من مرة، وأنا حريص على تأدية هذه الأمانة.
القضية الفلسطينية
تبذل مصر جهودا حثيثة في الملف الفلسطيني، سواء من ناحية التوسط في التهدئة بين حماس وإسرائيل أو في المصالحة الفلسطينية، فهل يمكن القول إن التهدئة باتت قريبة وأن هناك عقبات تعترض المصالحة؟ وكيف انعكست هذه الجهود على علاقات مصر بفتح وحماس؟
٭ السلام بالنسبة لمصر هو خيار استراتيجي، حاربنا من أجل السلام، وحافظنا عليه، ونبذل أقصى الجهد للتوصل لتسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تحقق للشعب الفلسطيني أمله المشروع في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا للمرجعيات الدولية ذات الصلة، بما يوفر واقعا جديدا في المنطقة، يسمح لجميع شعوبها بالعيش في أمان وتحقيق التنمية، ونحن مستمرون في القيام بدورنا التاريخي مع جميع الأطراف، وعلاقاتنا متميزة بالجميع، لأنهم يعرفون أن مصر تسعى لأهداف نبيلة وهي السلام والتنمية، وفي هذا الإطار نبذل أيضا جهدا كبيرا لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، وتوحيد الصف، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وهو ما سيساعد في دفع مساعي إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
سد النهضة
ما استراتيجية مصر للتعامل مع سد النهضة؟ وهل أنتم راضون عن العلاقات مع إثيوبيا؟
٭ استراتيجيتنا هي التعاون. التعاون البناء وترسيخ الثقة المتبادلة. عملنا معا لسنوات، تم التقدم في مسارات ونأمل أن يتم على جميع المسارات. أرسينا إطارا قويا للثقة والتعاون، ودعني أقول لكم أنه تربطنا علاقات طيبة للغاية مع رئيس الوزراء الجديد أبي أحمد، وهناك تواصل مستمر، ونأمل أن تتقدم الأمور بين الأجهزة الفنية المعنية، بحيث يتم تحقيق رؤية القيادتين السياسيتين في مصر وإثيوبيا، وهي ضمان حق شعب مصر في الحياة، وحق شعب إثيوبيا في تحقيق التنمية، هذا التزامنا وهو ما نعمل على تحقيقه.
الأزمات في المنطقة
لطالما دعت مصر إلى الحلول السياسية لأزمات المنطقة، فما هي رؤيتها للأزمات في سورية وليبيا واليمن؟ وكيف ترون آلية التعامل مع المخاوف من عودة المتطرفين إلى بلادهم مع قرب انتهاء الحرب في سورية ودحر داعش؟
٭ أخطر ما حدث في المنطقة خلال السنوات التي تلت عام 2011 هو انهيار الدولة الوطنية لصالح الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، هذا خطر وجودي غير مسبوق، هذه الدول العربية هي صمام أمن لا غنى عنه لتحقيق حياة آمنة لملايين المواطنين، هذه مقدرات شعوب ولا يمكن العبث بها والتعامل معها بخفة وعدم جدية، احترام سيادة الدولة والحفاظ على كيانها ووحدتها، وترسيخ تماسك مؤسساتها، واحترام إرادة الشعوب، وإيجاد حل سلمي للأزمات، ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة، هي محددات تعاملنا مع الأزمات القائمة بالمنطقة.
وفيما يتعلق بداعش وعودة المتطرفين إلى بلادهم، دعني أقول لكم إن معركة مصر ضد الإرهاب هي جزء من الحرب العالمية ضد الإرهاب، ونحن ملتزمون بالتصدي للتنظيمات الإرهابية، وتقديم يد العون والشراكة لكل حلفائنا في تلك المعركة، وهو ما دفعنا لتبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب في مصر والمنطقة والعالم، وفى إطار الحرب على داعش فمن المهم إعادة تأكيد ضرورة استعادة وتعزيز وحدة واستقلال وكفاءة مؤسسات الدولة الوطنية في العالم العربي، بما في ذلك تلبية تطلعات وإرادة الشعوب نحو النهوض بالدولة، من خلال تكريس مسيــــرة الاصلاح السياســـي والاقتصــــادي والاجتماعي، وهو ما نقدر أنه يمثل خط الدفاع الأول ضد أي محاولات لنشر الفكر الإرهابي، ولدعم أي جهود للقضاء عليه.
كما أنه من الضروري أن يواكب التقدم المحرز في مكافحة تنظيم داعش، تحرك مكثف لمنع تحرك العناصر الإرهابية إلى ملاذات آمنة، أو قيام أطراف إقليمية بتوفير ممرات آمنة لهذه العناصر للانتقال إلى أماكن أخرى في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، فذلك يعد عنصرا أساسيا في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه في كل مكان، إذ ليس من المقبول أن يتم القضاء على بؤر الإرهاب في مناطق معينة، دون التأكد من عدم ظهور بؤر جديدة في مناطق أخرى.