- 180 مراهقاً يموتون كل يوم بسبب العنف و30% من الفتيات يتعرضن للعنف ممن يحيطون بهن
- 120 ألف مراهق على مستوى العالم لقوا حتفهم بسبب حوادث الطرق جراء المخدرات في العام 2012
- نسعى لمواجهة التحديات المعاصرة بالخدمات العلاجية والاستشارات المختلفة
حنان عبدالمعبود
أكدت نائبة مدير عام مكتب الإنماء الاجتماعي لشؤون الخدمات الاستشارية والإرشاد النفسي د.وفاء العرادي أن مكتب الإنماء الاجتماعي التابع لديوان سمو رئيس مجلس الوزراء أولى اهتمامه بالتنمية البشرية وأهدافها وسياساتها من أجل الوصول إلى تحقيق التنمية المجتمعية، موضحة ان «المكتب الإنماء الاجتماعي يعد صرحا حضاريا وقد أنشئ بعد تحرير الكويت من براثن العدوان الغاشم في العام 1990».
جاء ذلك في كلمة ألقتها العرادي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار «الشباب والصحة النفسية في عالم متغير» والذي أقيم بمبنى غرفة التجارة والصناعة بحضور حاشد، وأقيم على هامشه معرض بمشاركة عدد من الجهات الداعمة.
وقالت العرادي «ان مكتب الإنماء أسس للوصول إلى تحقيق الأمن النفسي والاجتماعي ليمتد بعد ذلك إلى معالجة العديد من المشكلات الاجتماعية والاضطرابات النفسية والمتغيرات الثقافية، وكذلك الظواهر السلوكية السلبية والدخيلة على مجتمعنا الكويتي لكل الفئات العمرية المختلفة من طفل ومراهق وبالغ».
وأكدت أن «المكتب يسعى إلى مواجهة العديد من التحديات والقضايا المجتمعية المعاصرة من خلال تقديم الخدمات العلاجية المتنوعة والاستشارات المختلفة في المجالات النفسية والاجتماعية والتربوية والمقدمة بواسطة المراكز العلاجية التخصصية بفروعه المختلفة فضلا عن أنه يقدم العديد من البرامج العلاجية المتطورة في مجال الإرشاد النفسي والاجتماعي».
وأضافت «يمر المجتمع العربي بتحولات عميقة وتغيرات سريعة في مختلف جوانب الحياة الثقافية والعلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وهي تحولات فرضتها طبيعة الحياة المعاصرة المتغيرة بأدواتها الجديدة والحديثة»، مبينة أن أكثر الشرائح الاجتماعية تأثرا بما يجري من تحولات وتغيرات هي شريحة الشباب باعتبارهم الشريحة الأكثر تفاعلا مع قضايا التحديث والتجديد والعولمة التي باتت تهب على كل المجتمعات البشرية.
وأشارت العرادي إلى أنه «في ظل المتغيرات المتسارعة في مجتمعاتنا يشعر الكثير من الشباب بالقلق والخوف من المستقبل، نظرا لوجود معوقات تحول دون الوصول لتطلعاتهم وطموحاتهم وأهدافهم في الحياة»، متابعة أنه «من هنا تأتي أهمية وعي الشباب بتلك المعوقات والعمل على تجاوزها في سبيل الوصول إلى التطلعات والطموحات الكبيرة التي ينشدها الشباب».
وقالت «شهدنا جميعا في السنوات الأخيرة طفرات استثنائية في قدرة التكنولوجيا الحديثة على جعل المعلومات تتدفق بسرعة هائلة بما لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، فمع وجود القنوات الفضائية وما تبثه من أفكار وقيم وعادات جديدة، وكذلك العديد من التغيرات التي قد تطرأ على حياة الفرد من قبيل تغيير المدرسة وترك المنزل واستهلال الدراسة في الجامعة أو مزاولة عمل جديد، أو التعرض للنزاعات والحروب والكوارث الطبيعية والأوبئة، وهو الأمر الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار من قبل القادة وصناع القرار وأهل العلم والفكر في التعامل مع جيل الشباب، حيث يجب أخذ المتغيرات الجديدة في بلورة رؤية جديدة سيكون الفشل حليف أي رؤية مرتكزة على فكر وأدوات الماضي، إذ لا يمكن التعامل مع جيل الشباب إلا بأدوات الحاضر وبثقافة حية وفاعلة وبرؤية نفسية واجتماعية تتماشى مع قضايا العصر، وتجيب عن تساؤلاته».
وأوضحت العرادي أن «فترة المراهقة والسنوات الأولى من سن الرشد، هما مرحلتان عمريتان تتضمنان أوقاتا عصبية يشوبها التوتر والقلق المفرط، حيث يتعرض 20% من الأطفال والمراهقين الشباب في العالم لاضطرابات ومشاكل نفسية، فتبدأ نصف هذه الاعتلالات النفسية إجمالا في سن 14 عاما».
فالاكتئاب هو السبب الأول للإصابة بالاضطراب النفسي أو العقلي في أوساط المراهقين، في حين يحل الانتحار في المرتبة الثانية بين أسباب الوفاة فيما بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما حيث يموت شخص كل 40 ثانية جراء الانتحار في مكان ما حول العالم، كما يعد العنف أحد الأسباب الرئيسية للوفاة، وتشير التقديرات إلى أن هناك 180 مراهقا يموتون كل يوم بسبب العنف بين الأشخاص، ويعزى إلى العنف تسببه في حالة وفاة واحدة من كل 3 وفيات تقع في أوساط المراهقين الذكور بالبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في إقليم الأميركيتين.
وأضافت العرادي أنه على المستوى العالمي يتعرض نحو 30% تقريبا من الفتيات بين عمر الـ 15 و19 سنة للعنف من جانب المحيطين بهن.
وذكرت أن تعاطي الكحول والمخدرات يعد سببا رئيسيا في الإصابات بحوادث الطرق والعنف والوفيات المبكرة، كما قد يؤدي أيضا إلى مشكلات صحية في مراحل العمر التالية ويؤثر في متوسط العمر المتوقع، هذا وينتشر تعاطي المخدرات في صفوف المراهقين بين 15 و19 سنة.
وعلى الصعيد العالمي، يدخن واحد على الأقل من بين 10 مراهقين صغار بين سن الـ 13 و15 سنة التبغ، غير أن هناك مناطق يرتفع فيها هذا الرقم كثيرا. كما تعد الإصابات غير المتعمدة سببا رئيسيا للوفاة والإعاقة بين المراهقين، وفي العام 2012 توفي نحو 120 ألف مراهق بسبب الحوادث على الطرق، ويعد الغرق أيضا أحد أسباب الوفاة الرئيسية في أوساط المراهقين، حيث مات نحو 60 ألف مراهق غرقا ثلثاهم من الذكور.
وذكرت العرادي أنه في أوساط الفتيات هناك نحو 11% من الولادات في العالم تضعها فتيات أعمارهن تتراوح بين 15 و19 سنة، وتعيش غالبيتهن في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. كما أن هناك أكثر من مليوني مراهق يتعايشون مع مرض الإيدز، حيث بلغ أعلى معدلاته في العام 2006. ويبلغ الكثير من الفتيان والفتيات في البلدان النامية مرحلة المراهقة وهم يعانون من سوء التغذية والسمنة ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض والوفاة مبكرا، ويزداد عدد المراهقين الذين يعانون من الزيادة في الوزن أو السمنة في كل من البلدان ذات الدخل المنخفض والمرتفع على حد سواء.
وذكرت أنه لا يزال الإسهال وعدوى الجهاز التنفسي والتهاب السحايا من بين الأسباب العشرة الأولى التي تودي بحياة المراهقين بين سن 10 و19 سنة.
واختتمت العرادي كلمتها بالقول ان مكتب الإنماء الاجتماعي من خلال مراكزه العلاجية التخصصية وكفاءاته الكويتية المتميزة التي تقدم الخدمات الاستشارية المتسمة بالجودة العالية لكافة أطياف وفئات المجتمع الكويتي يسعى دائما إلى وضع البرامج التأهيلية والتنموية المعنية بصحة المراهقين والشباب النفسية ومساعدتهم في بناء القدرة على الصمود بوجه المشاكل والاضطرابات والاعتلالات النفسية منذ سن مبكرة، والتقليل من نسبة الإصابة بها وتدبيرها وقائيا وعلاجيا والتعافي منها من خلال الوقوف على البوادر والأعراض المنذرة بالإصابة، وإكسابهم من خلال البرامج التخصصية والتدريبية المهارات الحياتية التي تساعدهم على التكيف مع ما يواجهونه يوميا من تحديات في المنزل والمدرسة والمجتمع، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمختصين في المدارس والمؤسسات والهيئات المجتمعية، وتزويد العاملين في المجال بالتدريب الذي يمكنهم من الكشف عن اضطرابات الصحة النفسية.
برنامج علاجي توعوي لمواجهة «التنمر» في مراحل عمرية مبكرة
- السعيدي: هناك مؤشرات يجب الإلمام بها لمعرفة إن كان الابن متنمراً أو ضحية
قدم الأستاذ بقسم علم النفس في جامعة الكويت د.صالح السعيدي ورشة عمل عن «التنمر» أو الاستقواء، مبينا أن له أشكالا وتصنيفات كثيرة، يجب ان يتم توضيحها للمجتمع وإظهار مدى وجودها وانتشارها.
ولفت إلى أن هذه المشكلة ليست في الكويت فقط وإنما في كل دول العالم سواء بالمجال التربوي أو الاجتماعي أو السياسي، مبينا انه اصبح هناك استقواء أيضا بالمجال الإلكتروني.
وقال: سابقا كان التنمر سلوكا يظهر بالمدارس وله مراحل عمرية محددة، لكن خلال السنوات الخمس الأخيرة تم رصد «التنمر» في جميع الساحات سواء دينيا أو سياسيا أو إلكترونيا وغيره، مضيفا أن التنمر يبدأ في مراحل عمرية صغيرة من المرحلة الابتدائية ويتطور بالمرحلة المتوسطة وتتغير أشكاله بالمراحل العمرية التالية، ويكون على حسب الشخصية، موضحا ان التنمر بدأت ملاحظته بالمجتمع في الأماكن العامة والمجمعات في حدوث مشاكل بالشوارع والمراجعات والأسر، حيث رصدت هذه القضية بطريقة واضحة، مما استدعى علاجها بأفضل الطرق العلمية والوصول إلى توعية الأسر عبر برنامج علاجي توعوي، وان يكون لديهم خطوات وأساليب في التعامل يتبعونها في التعامل، مشيرا إلى ضرورة تكاتف مؤسسات الدولة والأسر والجميع لنشر التوعية بكيفية التعامل لتقليل والحد من أثر الاستقواء.
وأشار إلى أن هناك مؤشرات لمعرفة ان كان الابن متنمرا أو ضحية، مبينا أن هذه المؤشرات يجب الإلمام بها أسريا لمعرفة حالة أبنائها للتدخل المباشر لحل هذه القضية، موضحا أن أهم المؤشرات تكمن في طريقة حديث الطفل، والتفكير وكذلك الشكل العام، والشكاوى والمشاركات الاجتماعية وحالته النفسية التي تظهر جانبا كبيرا، مبينا ان الضحية تكون مؤشراته في العزلة وعدم المشاركة اجتماعيا والصمت الدائم والخوف والتوتر.
الجانب السيكولوجي.. لتحديد مدى نجاح المشاريع
قدمت الاستشارية الإدارية واختصاصية خدمة العملاء رحاب الطواري جلسة حوارية عن المشاريع الشبابية الناجحة، وقالت عنها: ننظر للجانب السيكولوجي لأصحاب المشاريع لمعرفة مدى نجاح المشاريع عن طريق الخبرات السابقة في مجال الأعمال وغيرها من المؤشرات، لافتة إلى أن الوعي الذاتي في مرحلة مبكرة للشباب يلعب دورا كبيرا في تحديد الاستمرار في الوظيفة التقليدية أو الانتقال لعمل مشاريع خاصة، كذلك اختيار الناس الصحيحة التي يمكن أن تساعد في الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحياة والعمل المهني بشكل أفضل.