- نتطلع إلى انعقاد الجولة القادمة للمشاورات الثنائية على مستوى وزراء الخارجية في إسلام آباد
- يوجد حوالي 1000 فني متقاعد من الجيش الباكستاني يعملون مع الجيش الكويتي
- القسم القنصلي في سفارتنا يصدر حوالي 7000 تأشيرة سنوياً
- اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين مظلة لمراجعة العلاقات الثنائية والاجتماع المقبل سيعقد بالكويت في 2020
- 450 مليون دولار إجمالي الاستثمارات الكويتية في باكستان و٢٠٠ مليون دولار مقدمة من الصندوق الكويتي
- لا نساهم في تسليح القوات المسلحة الكويتية ولكننا على استعداد لتلبية احتياجات الجانب الكويتي حال طلب ذلك
أجرى اللقاء: أسامة دياب
أشاد السفير الباكستاني لدى البلاد غلام دستجير بالعلاقات الباكستانية ـ الكويتية، واصفا إياها بالتاريخية والممتازة والتي تتسم بالود والأخوة والصداقة والمبنية على أسس صلبة من الثقة والاحترام والفهم المتبادل، موضحا أن بلاده تقدر عاليا الدور البارز والفعال للديبلوماسية الكويتية على صعيد المبادرات والوساطة في حل النزاعات، بالإضافة الى ان جهود الكويت الواضحة والملموسة على صعيد مجلس الأمن محل إشادة المجتمع الدولي.
وأشار دستجير في حوار خاص مع «الأنباء» إلى أن اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين مظلة لمراجعة مختلف مناحي العلاقات الثنائية والاجتماع القادم لها سيعقد بالكويت في عام 2020، لافتا إلى أنه جار إعداد اتفاقية مفصلة للتعاون العسكري سيتم الانتهاء منها خلال اجتماع اللجنة المشتركة للدفاع والتي ستعقد في باكستان، مبينا أن بلاده لا تساهم في تسليح القوات المسلحة الكويتية في الوقت الحالي ولكنها على استعداد لتزويد احتياجات الجانب الكويتي في حال طلب منها ذلك.
وذكر أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ مليارا و180 مليون دولار، حيث ان باكستان تعتبر من أهم مستوردي الديزل الكويتي، مشيرا إلى أن إجمالي الاستثمارات الكويتية في باكستان يبلغ 450 مليون دولار بالإضافة إلى 200 مليون دولار قروضا من الصندوق الكويتي للتنمية العربية، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية كيف تصف العلاقات الثنائية بين الكويت وباكستان؟
٭ العلاقات الباكستانية ـ الكويتية علاقات تاريخية وممتازة في مجملها وتتسم بالود والأخوة والصداقة حيث بنيت على أسس صلبة من الثقة والاحترام والفهم المتبادل، ويجمع البلدين الصديقين تعاون وثيق فعال ومؤثر في عدد من مجالات تغطي مختلف مناحي التعاون الثنائي ومنها السياسة، الدفاع، التجارة، الاقتصاد والاستثمار والثقافة، فضلا عن أن البلدين يجمعهما اهتمام مشترك وتوافق ملحوظ حول العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، ومؤخرا التقى وزير الخارجية الباكستاني نظيره الكويتي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك وبحثا سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك، كما زار وفد كويتي باكستان برئاسة وزير التجارة والصناعة خالد الروضان لحضور الاجتماع الرابع للجنة الوزارية المشتركة بينما ترأس وزير المالية الباكستاني أسد عمر الجانب الباكستاني، ومن المعروف أن اللجنة تعتبر مظلة لمراجعة مختلف مناحي العلاقات الثنائية بين البلدين وتعقد كل عامين، الاجتماع القادم للجنة سيعقد في الكويت بعد عامين، ولدينا أيضا مشاورات على مستوى وزراء الخارجية تعقد مرة كل عامين وعقدت الجلسة الأخيرة منها في الكويت في عام 2016 ونأمل أن تعقد الجلسة القادمة منها في إسلام آباد في أقرب وقت ممكن.
حدثنا عن التعاون العسكري بين البلدين، مراحل تطوره، وآفافه المستقبلية؟
٭ وعلى مستوى التعاون العسكري لدينا تواصل مستمر مع الكويت ولقد زار قائد القوات البحرية الباكستانية الكويت في مارس الماضي والتقى مع نظيره الكويتي، وناقش الطرفان خلال اللقاء الأمور ذات الاهتمام المشترك والتعاون البحري الثنائي بين البلدين، كما بحثا سبل تعزيز التعاون الثنائي بين القوات البحرية للبلدين في مجال التدريب وتوفير الخبرات والقوى العاملة الفنية.
ولدينا مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري وجار إعداد اتفاقية مفصلة للتعاون العسكري سيتم الانتهاء منها خلال اجتماع اللجنة المشتركة للدفاع والتي ستعقد في باكستان، وهناك العديد من المجالات التي من الممكن أن تساهم فيها باكستان من خلال التعاون العسكري مع الكويت وخصوصا على صعيد التدريب ولدينا تعاون قائم في هذا المجال ولكن من الممكن أن نعزز ونطور هذا التعاون ونوسع من مجالاته ونرسل مدربينا إلى الكويت بعد توقيع اتفاقية التعاون العسكري، ويوجد حوالي 1000 فني من المتقاعدين من الجيش الباكستاني يعملون مع الجيش الكويتي خلال الثلاث سنوات الماضية وهناك حالة من الرضا عن أدائهم.
وباكستان لديها قدرات مميزة على صعيد تدريب الطيارين وقدمنا خدمات التدريب لعدد من الدول منها الإمارات العربية المتحدة وتركيا والسعودية، ونحن على استعداد لتقديم هذه الخدمات للكويت أيضا وعرضنا على الجانب الكويتي ذلك خصوصا أن بعض الطيارين الكويتيين يتلقون تدريبهم في باكستان، ومن المعروف أن القوات المسلحة الباكستانية لديها صناعة سلاح مميزة ونصنع طائرات التدريب موشاك وسوبر موشاك والمقاتلات من طراز جي إف 17 وعرضنا على الجانب الكويتي شراء عدد منها، وأعتقد أن الأمر يعود إليهم الآن، وحتى الآن لا نساهم في تسليح القوات المسلحة الكويتية ولكننا على استعداد لتزويد احتياجات الجانب الكويتي في حال طلب ذلك.
ماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
٭ على الصعيد التجاري، نحاول دعم وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين وزيادة معدلاتها ونحن على تواصل مع غرفة التجارة والصناعة، ونقيم بين الحين والآخر معارض للمنتجات الباكستانية في الكويت، فضلا عن المعارض التي تقام في باكستان وندعو وفودا كويتية لحضورها، وخلال مارس القادم سنقيم مؤتمر الاستثمار في الكويت بالتعاون مع غرفة الصناعة والتجارة وبحضور وزير الاستثمار الباكستاني وعدد من رجال أعمال ومستثمرين البارزين وممثلين عن القطاعين العام والخاص.
وتبلغ الصادرات الباكستانية إلى الكويت 180 مليون دولار بحسب الاحصاءات الكويتية، بينما تبلغ الصادرات الكويتية إلى باكستان أكثر من مليار دولار، حيث تعتبر باكستان من أهم مستوردي الديزل من الكويت.
ما حجم الاستثمارات الكويتية في باكستان؟ وأبرز جهود بلادكم لتشجيع المستثمرين الاجانب؟
٭ فيما يتعلق بالاستثمارات الكويتية في باكستان، هناك نوعان من الاستثمارات الأول عن طريق الهيئة العامة للاستثمار والتي لها استثمارات في باكستان عن طريق مؤسسات وسيطة مثل شركة الكويت ـ باكستان للاستثمار والتي تمتلك واحدا من أكبر بنوك باكستان «ميزان بنك» ولديه أكثر من 500 فرع في باكستان، وعلى صعيد الفنادق نجد أن الكويت تمتلك واحدا من أكبر الفنادق الخمس نجوم في كراتشي، بالإضافة إلى عدد من الاستثمارات في المشاريع الصغيرة، أما النوع الثاني من الاستثمارات فهو عبارة عن قروض للصندوق الكويتي للتنمية العربية والتي تستخدم في مجال الطاقة وخطوط النقل، أما عن إجمالي الاستثمارات الكويتية في باكستان فيبلغ حوالي 450 مليون دولار، بالإضافة إلى القروض المقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية العربية والتي تبلغ حوالي 200 مليون دولار.
وبدأت الحكومة الجديدة خطة لتسهيل عملية الاستثمار في باكستان وبحزمة من الاجراءات للحد من الروتين واستخدام آلية الشباك الواحد والتي ستسهم بشكل فعال في جذب المزيد من الاستثمارات.
كيف ترى الدور الذي تلعبه الكويت في مجلس الأمن وعلى صعيد حل النزاعات وإحلال السلام؟
٭ جهود الكويت الواضحة والملموسة على صعيد مجلس الأمن محل إشادة المجتمع الدولي نظرا لمساهماتها الواضحة وباكستان تساند الجهود الكويتية الرامية إلى حل النزاعات وإحلال السلام، وبيننا تنسيق كبير حول عدد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
أما فيما يتعلق بدور الديبلوماسية الكويتية، فباكستان تقدر عاليا الدور البارز والفعال للديبلوماسية الكويتية على صعيد المبادرات والوساطة لحل النزاعات، ولقد أعربنا عن تأييدنا المطلق للجهود الكويتية على صعيد الوساطة اليمنية، وجهود حل الأزمة الخليجية وذلك بفضل حكمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، كما نقدر مساهمات الكويت السخية على صعيد العمل الإنساني للتخفيف من المعاناة في مناطق النزاع.
ماذا عن عدد التأشيرات التي يصدرها القسم القنصلي في السفارة سنويا؟
٭ الكويتيون محل ترحيب في باكستان، والسفارة تصدر التأشيرات بمختلف أنواعها للمواطنين والمقيمين في وقت قياسي حيث لا يتجاوز إصدارها اليومين، والقسم القنصلي يصدر حوالي 7000 تأشيرة سنويا.
حدثنا عن أبرز جهود السفارة في دعم التبادل الثقافي بين الكويت وباكستان؟
٭ قمنا العام الماضي بتنظيم حفلتين موسيقيتين ودعونا مجموعة من أبرز المغنين المشهورين من باكستان وكان لها صدى كبير، وفي الحقيقة نحاول تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية ولكن يظل إصدار التأشيرات عائقا أمام إتمامها، ولقد أقامت رابطة المرأة الباكستانية معرضا في بداية شهر نوفمبر الماضي.
ماذا عن دور باكستان كدولة إسلامية كبرى في المنطقة؟
٭ المنطقة لديها العديد من المناطق الملتهبة مثل سورية واليمن وليبيا والعراق وباكستان تميل دائما للحل السلمي للأزمات أكثر من التدخل العسكري من منطلق إيمان مطلق بالحوار كأساس فاعل في حل المشكلات، ورئيس وزراء عبر صراحة عن استعداد باكستان للقيام بدور الوساطة في اليمن.
إلى أي مدى تعتبر باكستان دولة سياحية؟
٭ باكستان دولة الفصول الأربعة وتتمتع بشواطئ خلابة، ولديها قمم جبال رائعة معروفة عالميا وتوفر فرصة ملائمة لهواة تسلق الجبال، والحكومة أدركت أهمية الاهتمام بقطاع السياحة بعد استقرار الأوضاع وتحسن الأوضاع الأمنية بصورة كبيرة، ونحن دولة تريد السلام ورئيس الوزراء ابدى استعداده لفتح محادثات مع الهند فنحن نريد الاستقرار للمنطقة ولجيراننا بصفة عامة ولا نريد التركيز إلا على التنمية والاستقرار والرفاهية لشعبنا.
30 اتفاقية ومذكرة تفاهم
أشار دستجير إلى وجود العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين والتي تغطي جميع مجالات التعاون الثنائي مثل التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري ومنع الازدواج الضريبي وإعفاء اصحاب الجوازات الخاصة والديبلوماسية من الفيزا، اتفاقية خاصة بمجال التعاون العسكري تتعلق بالدعم الفني واتفاقية خاصة بالعمالة ودعم التبادل الثقافي وغيرها من الاتفاقيات التي من الصعب حصرها الآن، ولكن بصفة عامة لدينا أكثر من 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم تسيّر العلاقات الثنائية بين البلدين.
108 آلاف نسمة
أكد دستجير أن الجالية الباكستانية في الكويت يبلغ عددها 108 آلاف نسمة تساهم في التنمية والاعمار أغلبهم من العمالة المدربة، مشيرا إلى تقلص أعداد أبناء الجالية حيث كان يبلغ 160 ألف نسمة قبل 7 سنوات وذلك بسبب مشكلة التأشيرات، موضحا أنه على تواصل دائم ومستمر مع السلطات الكويتية لتسهيل أمورهم، مشددا على أن الجالية الباكستانية تدخل مختلف دول مجلس التعاون دون أي مشاكل، معربا عن أمله في أن تحل مشكلة التأشيرات للجالية في القريب العاجل، لافتا إلى استعداد بلاده لتفنيد أي مخاوف كويتية في هذا الصدد.
تعديلات دستورية
لفت دستجير إلى أن الانتخابات العامة التي أجريت في باكستان في يوليو الماضي أسفرت عن فوز رئيس حركة «إنصاف» عمران خان برئاسة الوزراء بعد حصوله على أغلبية في البرلمان بالتحالف مع بعض الأحزاب، موضحا أن باكستان تتبع النظام البرلماني وتجرى الانتخابات فيها كل 5 سنوات، لافتا إلى أن الحكومة الحالية أجرت تعديلات على الدستور من أجل مزيد من الشفافية، أبرزها أن الحكومة التي تتولى مقاليد الحكم لا تتولى الاشراف على الانتخابات وعليها أن تتنحى لصالح حكومة مؤقتة لمدة شهرين ويسمى رئيس الحكومة المنتخبة وقادة المعارضة مجتمعين رئيس الحكومة المؤقتة، وبالتالي تكون اللجنة المشرفة على الانتخابات مستقلة ومحايدة.
المرأة الباكستانية رائدة
قال السفير الباكستاني إن بلاده كانت سباقة في إعطاء المرأة حقوقها فلقد كانت في طليعة الدول الإسلامية التي كان رئيسة وزرائها سيدة.
كما كانت رئيسة البرلمان سيدة أيضا ويبلغ إجمالي النساء في البرلمان 100 سيدة من أصل 340 عضوا، ولدينا الآن في الوزارة وزيرة، وبصفة عامة المرأة الباكستانية رائدة والمجتمع الباكستاني منفتح ويمنح المرأة حقوقها.