- 1.8 مليون إصابة جديدة بـ «الإيدز» سنوياً وعدد الوفيات به وصل خلال 2017 إلى نحو مليون شخص
أجرى اللقاء: أسامة دياب
أكد الباحث في مركز أبحاث الإيدز بجمهورية جنوب أفريقيا «كابريسا» ونائب رئيس جامعة كوازولو للأبحاث وأستاذ الصحة الدولية في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة البروفيسور سليم عبدالكريم والحائز جائزة السميط للتنمية الأفريقية في قطاع الصحة لعام 2018، أن الكويت بلد صغير ولكنه صاحب تأثير كبير في القارة الأفريقية والعالم، لافتا إلى أن الجائزة التي أسسها صاحب السمو الأمير تعكس اهتمام الكويت بالعلم وحرصها على إعلاء قيمة البحث والابتكار وإيمانها بقدرتهما على إحداث الفارق في العالم ليكون مكانا أفضل للعيش. وكشف عبدالكريم في لقاء خاص مع «الأنباء» عن عدد من الإحصاءات الصادمة التي تخص مرض الإيدز أهمها وجود 37 مليون مصاب به في العالم، مؤكدا أن الدراسة التي أجرها هو وزوجته وفريق العمل المعاون تعتبر أساس الوقاية من المرض، حيث أحدثت تأثيرا كبيرا في هذا الصدد مما قلل أعداد الوفيات بسببه لأكثر من النصف، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية حدثنا عن سبب زيارتك الى الكويت؟
٭ زيارتي للكويت جاءت بدعوة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وذلك لحصولي على جائزة د.عبدالرحمن السميط للتنمية الافريقية في قطاع الصحة لمساهمتي البارزة في تحسين الصحة بالقارة الأفريقية.
كيف علمت بالمسابقة وكيف قمت بالمشاركة فيها؟
٭ وصلتني رسالة على بريدي الإلكتروني من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تحمل ترشيحا لي للمشاركة في جائزة عبدالرحمن السميط للتنمية الافريقية، وللأمانة لم أكن أعلم شيئا عن تفاصيل هذه الجائزة ولكن بعد بحث دقيق على شبكة الانترنت توصلت إلى أنها تحمل اسم طبيب كويتي شهير له إسهامات هائلة في جميع دول القارة الأفريقية، وهذا ما شجعني على المشاركة في الجائزة التي تحمل اسم هذا الرجل العظيم.
ماذا عن الاكتشاف الذي اهلك للفوز في منافسات جائزة السميط للتنمية الأفريقية؟
٭ في البداية هذه الجائزة ليست من نصيبي وحدي ولكنها نتاج عمل جماعي لفريق كبير بشكل عام يأتي على رأسه أنا وزوجتي والتي تعتبر من أبرز الباحثين في مجال مكافحة الإيدز ولها أبحاث شهيرة وأنا مجرد من يحمل الحقيبة ويمشي خلفها وسبب عدم وجودها معي عند تسلم الجائزة هو انشغالها بمحاضرة مهمة في نيويورك كانت ملتزمة بها مسبقا.
وما أهلنا لهذه الجائزة هو أننا قمنا بدراسة جينية للوقاية من مرض الإيدز القاتل الأفريقي والمسبب الأول للموت في جنوب أفريقيا وهو مرض نقص المناعة «الإيدز» وعندما بدأنا الدراسة الجينية في عام 2002 اكتشفنا أن هذا المرض هو المسؤول عن واحدة من كل 3 حالات وفاة تحدث في جنوب أفريقيا، واستغرقت الدراسة 9 سنوات وتوصلنا لعقار للوقاية من المرض وتم نشر نتائج الدراسة في الدوريات العلمية عام 2010 وقدمناها لمكتب رئيس الدولة كطريقة للوقاية من انتقال المرض في العالم كله، وهذه الدراسة هي أساس للوقاية من «الإيدز» في مختلف أنحاء العالم ولقد أحدثنا تأثيرا كبيرا في هذا الصدد مما قلل أعداد الوفيات بسبب هذا المرض لأكثر من النصف.
وفي عام 2015 اعتبرت منظمة الصحة العالمية عقار «تينوفوفير» الطريقة المثلى للوقاية من «الإيدز» سواء كأقراص تؤخذ عن طريق الفم يوميا أو مرهم يستخدم قبل وبعد ممارسة الجنس.
كيف تقيم الجائزة وتأثيرها في القارة الأفريقية؟
٭ تشرفت كثيرا بالحصول على هذه الجائزة وأعتبرها شرفا كبيرا لي وما أدهشني هو تعامل الكويت من خلال صاحب السمو الأمير ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي في إعلاء قيمة البحث والابتكار وإيمانهم بقدرتهما على إحداث فرق في العالم ليكون مكانا أفضل للعيش، فالكويت هذا البلد الصغير صاحب تأثير كبير في العالم، وأعتقد أن فوزي بها كان شيئا رائعا فالجائزة رسالة لكل صغار الباحثين والعاملين في مجال البحث العلمي وتحثهم على بذل مزيد من العطاء والجهد وبصفة عامة فإن العلماء لا يعملون من أجل جائزة ولكن من أجل رسالة سامية في الحياة، وهم يعملون ذلك دون انتظار لأي تقدير لجهودهم ولكن عندما يحصلون على هذا التقدير فإن هذا يكون حافزا كبيرا لهم ولأجيال عديدة قادمة، فما قمنا به شيء صعب جدا وإنجاز علمي معقد من الصعب على الأشخاص العاديين أن يفهموه جيدا ويدل دلالة واضحة على أن الاهتمام بالبحث العلمي يستطيع إنقاذ حياة الناس.
كيف كان لقاؤك مع صاحب السمو الأمير عند تسلمك الجائزة؟ وماذا قال لك؟
٭ في الحقيقة كان شرفا كبيرا لي تسلم الجائزة من صاحب السمو وفي الحقيقة لم يقل لي الكثير سوى كلمات التهنئة ولكنني تأثرت كثيرا عندما علمت أن سموه هو مؤسس هذه الجائزة بمبادرة شخصية، وهو ما يعكس حرص سموه على دعم البحث العلمي وتشجيع العاملين في هذا المجال.
ماذا عن آخر الإحصاءات المتعلقة بمرض الإيدز حول العالم؟
٭ في الحقيقة الإحصاءات مخيفة فهناك 37 مليون مصاب بمرض الإيدز في مختلف أنحاء العالم، وخلال عام 2017 هناك نحو مليون حالة وفاة بسببه، ولدينا 1.8 مليون إصابة جديدة سنويا، وإذا ترجمنا ذلك بلغة الأرقام نجد أن لدينا نحو 5 آلاف إصابة جيدة يوميا وهذا يعني أننا أمام وباء عالمي يجب أن تحشد له الجهود البحثية والعلمية.
أما فيما يخص أفريقيا وحدها نجد أن 70% من المصابين بالإيدز في العالم موجودون في أفريقيا، أما جنوب افريقيا وحدها فلديها خُمس المصابين بالإيدز في العالم، أي أن لديها شخص من بين كل 5 مصابين بالمرض، مما يعني أن كل عائلة بها مصاب.
ما هو السبب وراء هذه النسبة الكبيرة من المصابين بمرض الإيدز في جنوب افريقيا؟
٭ عبر تحليل أوجه التشابه بين السلاسل الجينية الفيروسية، المأخوذة من نحو 1600 مصاب بالفيروس، في مدينة كوازولو ناتال، توصلت الدراسة إلى أن الفتيات المراهقات والنساء في أوائل العشرينيات يصبن بفيروس عادة من رجال في العقد الثالث من العمر، ومع تقدم النساء في العمر، فإنهن يواصلن نقل العدوى إلى شركائهن، الذين بدورهم ينقلون الفيروس إلى الفتيات الأصغر سنا.
وبالطبع هذه الظاهرة الاجتماعية هي المحرك الدافع وراء ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
ولذلك أرى ضرورة تشجيع النساء غير المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية خاصة في المناطق التي تشهد معدلات إصابة مرتفعة على تناول الأدوية المضادة للفيروسات بانتظام، وذلك للحيلولة دون انتقال العدوى إليهن.
كشفت إحصاءات صادمة عن أرقام المصابين بمرض الإيدز حول العالم فماذا عن المصابين فعليا ولم يجروا أي فحص طبي؟
٭ 22 مليون مصاب من أصل 37 مليون يتلقون علاج للمرض وثلث المصابين يعلم بحقيقة مرضه، ولكن لا يتلقى أي علاج حتى لا يفتضح أمره في المجتمع، كما يوجد نحو 10- 11 مليون مصاب بالمرض لا يعلم أنه حامل لفيروس الإيدز كون المرض ليست له أعراض واضحة.