- أؤكد أننا سنعيش ونموت والقضية الفلسطينية في وجداننا
- لسنا ضد أي دين أو أي رسالة سماوية لكننا ضد كيان صهيوني عنصري يريد أن يسلب الهوية ويغتصب الأرض
- الأمير تركي الفيصل: القدس هي العاصمة التاريخية لفلسطين وفقاً للقرارات الدولية وأي إجراء تقوم به سلطات الاحتلال أمر باطل لا يؤدي إلا إلى إشعال التوتر في المنطقة
أسامة أبو السعود
أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن تسليط الضوء على القضايا الأخرى لن ينسي الأمة العربية قضيتها الأولى وهي القضية الفلسطينية، مبينا أن بذل الأسباب والاستمرار دون توقف سيؤدي إلى النصر القريب.
وأضاف الغانم، في كلمة له خلال تكريمه من قبل مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس تقديرا لمواقفه ونشاطه في نصرة الحق الفلسطيني، «إذا كان الميزان العسكري ليس في صالحنا في الوقت الحالي فذلك لا يعني أن نسمح لليأس أن يدخل إلى قلوبنا، ولا أن نسمح لأنفسنا بأن نستسلم للواقع المر والسيئ».
وأوضح الغانم أن الحق المقدسي أمر سيتحقق سواء في هذا الجيل أو بالمستقبل، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة بذل الأسباب.
وأشار الغانم إلى ما يقوم به مجلس أمناء وأعضاء صندوق ووقفية القدس من إفشال العدو في تحقيق هدف استراتيجي بغاية الأهمية بالنسبة له وهو طمس الهوية الفلسطينية.
وأضاف: «ان العدو إذا نجح في هذا الهدف سيكون قد حقق نجاحا كبيرا يعطل النصر، ولن يلغيه لأنه أمر موجود في عقيدتنا، فطمس الهوية الفلسطينية وطمس الهوية العربية وأهل القدس مسلمين ومسيحيين هو هدف استراتيجي للعدو».
ولفت الغانم إلى أن ما يتم القيام به من جهد متواضع في المحافل الدولية وبرلمانات العالم التي تمثل الشعوب الحية التي تعيش على هذا الكوكب عمل يؤدي إلى نتيجة.
وزاد الغانم: «قلت في العديد من المناسبات اننا لسنا ضد أي دين من الأديان ولا ضد أي رسالة سماوية بل ندفع ونشجع على التعايش بسلام مع كل الديانات».
واستطرد الغانم قائلا: «نحن ضد كيان صهيوني عنصري يريد أن يسلب الهوية ويحتل ويغتصب الأرض، لذلك هي ليست فقط قضية شرعية إسلامية أو قضية عروبية لمسلمي العرب ومسيحييه، إنما هي في المقام الأول قضية إنسانية، نستطيع ان نشرك كل الشرفاء في العالم في هذه القضية».
وأكد الغانم أن بذل الأسباب والاستمرار دون توقف ودون السماح لليأس بالدخول إلى القلوب سيؤدي إلى النصر القريب الموعود بإذن الله تعالى.
وأضاف «هناك من يعتقد ان تسليط الضوء على قضايا أخرى ممكن أن ينسينا فلسطين والقدس، وهناك من يعتقد واهما أنه إذا كان الميزان العسكري في هذا الوقت يميل لصالح الكيان الصهيوني فسنفقد هويتنا وسننسى قضيتنا».
وقال الغانم «أؤكد من هذا المنبر ومن كل منبر سنعيش ونحيا وهذه القضية في وجداننا وسنموت عليها إن شاء الله، ولغة الضاد بما رحبت لن تكفيني ولن أستطيع أن أعبر عن مشاعري الحقيقية تجاه هذه القضية».
وأعرب عن ثقته في أن مساجد القدس ستظل تصدح بالأذان، وأجراس الكنائس ستظل تسمع في كل مكان، بغض النظر عن القرب أو البعد الجغرافي لما للقدس من مكانة ورمزية لدى كل شعوب العالم.
وأضاف «أحاول في المحافل البرلمانية الدولية العالمية، وأعلنت ذلك في السابق ووضعت هدفا وهو طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد البرلماني الدولي»، لافتا إلى أن «الأمر يحتاج إلى تنسيق وإلى جمع كل الشرفاء في العالم وهذا الأمر ليس مقتصرا على العرب والمسلمين فقط».
وأوضح الغانم «أنا واثق بأننا نستطيع أن ننجح في مهمتنا، صحيح لا أعلم متى ولا أستطيع أن أعد بموعد معين لكنني أؤكد أن هذه ستكون أكبر ضربة سياسية بطرد هذا الكيان من ثاني أكبر مؤسسة دولية في العالم بعد الأمم المتحدة وهو الاتحاد البرلماني الدولي».
دعم سعودي مستمر
من جهته، أكد رئيس مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز أن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قدم للقدس الكثير والكثير، متوجها بالشكر إلى سموه على رعاية هذا الحفل اجتماع صندوق ووقفية القدس في الكويت.
واستذكر الفيصل في الحفل مواقف المملكة العربية السعودية في سبيل القدس وفلسطين، مستعرضا عدة خطابات لملوك السعودية بشأن هذه القضية، إذ بين أن الملك عبدالعزيز آل سعود قال للرئيس الأميركي الراحل في العام 1945 «ان مساعدة الإسرائيليين في فلسطين لا تعني خطرا يهدد فلسطين وحدها بل يهدد سائر البلاد العربية».
وبين أن الملك عبدالعزيز شدد آنذاك على أن «أعمال الصهيونيين في فلسطين وفي خارجه صادرة عن برنامج متفق عليه من الصهيونية، وان تكوين دولة يهودية في فلسطين سيكون ضربة قاضية للكيان العربي ومهددا للسلم باستمرار».
وبين أن الملك فيصل ألقى خطابا عام 1948 قال فيه «إننا هنا لا لنفرض على أحد شيئا بالإكراه، وإنما اجتمعنا للتذاكر للحوادث المؤلمة التي نزلت في إخواننا في فلسطين، فقد نزل بهم من فوادح المحن وقوارع الخطوب ما نسأل الله أن يلطف بهم فيه وأن يزيل عليهم هذه الغمة ويظفرهم بحقهم المغتصب، ويجب على كل فرد منا أن يشعر بأنه فلسطيني عربي، وهو فوق ذلك أنه مسلم وإذا توافر هذا الشعور لدينا فوجب علينا ماذا نعمل، لا يصح لأحد أو فرد أن ينكمش في نفسه أو يخجل أن يقدم ما يمكنه تقديمه، واني على ثقة تامة بأن كل فرد لا يتأخر في تقديم ما يستطيع تقديمه في هذا السبيل، وإذا قلت هذا فليس أمرا مني أو إيعازا، فالجميع في غنى عن ذلك، والواجب الإنساني والأخوي والديني يفرض ذلك».
وأضاف الفيصل أن الملك فيصل قال في خطاب في موسم الحج عام 1969 بعد حريق القدس «ان القدس الشريف يناديكم ويستغيثكم لتنقذوه من محنته ومما ابتلي به فماذا ننتظر وإلى متى ننتظر ومقدساتنا وحرماتنا تنتهك بأبشع صورة، فماذا يخيفنا هل نخشى الموت وهل هناك موتة أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهدا في سبيل الله، نريدها غضبة ونهضة إسلامية لا فيها قومية ولا عنصرية ولا حزبية، إنما دعوة إسلامية دعوة إلى الجهاد في سبيل ديننا وعقيدتنا دفاعا عن مقدساتنا».
وأضاف «ولم ننس ما قدمه المرحوم الملك فهد والمرحوم الملك عبدالله من مبادرات لإحلال السلم في أرض السلم ومدينة السلام، ولنا أن ننظر فيما تقدم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في افتتاحه للقمة العربية في الظهران في العام 2018، فبدأ خادم الحرمين كلمته في الافتتاح بقوله: هذه القمة هي قمة القدس وقال إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، إننا إذ نجدد التعبير عن استنكارنا ورفضنا بقرار الإدارة الأميركية المتعلق بالقدس فإننا نشيد بالإجماع الدولي الرافض له، ونؤكد أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية».
تركي الفيصل لـ «الأنباء»: صاحب السمو يقدم الكثير ليس لخدمة القدس والقضية الفلسطينية فقط وإنما للإنسانية عامة
أسامة أبوالسعود
أعرب رئيس مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس، صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، عن امتنانه للكويت على دعمها المستمر للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن اجتماع المجلس عقد في الكويت برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي يقدم الكثير ليس فقط لخدمة القدس والقضية الفلسطينية وإنما للإنسانية بصفة عامة.
وتابع الفيصل في تصريحات خاصة لـ «الأنباء» على هامش ترؤس سموه اجتماعات مجلس أمناء صندوق القدس والتي استمرت على مدى يومين بفندق الشيراتون: نحن نسعد في بلدنا الأول الكويت وبين شعب الكويت المضياف والذي يتكرم دائما باستضافة الأعمال الخيرية.
وردا على سؤال عن لقائهم مع سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، قال الفيصل: ان سموه لم يقصر وقدم لنا التوجيهات الكريمة، وحثنا على استمرار العمل والمضي قدما في دعم القدس والقضية الفلسطينية.
ذكر أنه تشرف بنقل تحية الرئيس عباس إلى الأمير
أشتية: عندما تجف الصحراء سيظل في الكويت ماء وعندما تعتم السماء سيظل في السعودية ضوء
قال د.محمد أشتية ممثل الرئيس الفلسطيني إن الرئيس محمود عباس شرفه بأن «أنقل إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والشعب الكويتي ورئيس برلمانه وممثليه خالص التحايا من أرض القدس أرض الميعاد والعروبة والحرية والمقاومة».
وأضاف أشتية في كلمته خلال حفل تكريم رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم: «إننا في فلسطين نقول عندما تجف الصحراء فإنه سيظل في الكويت ماء، وعندما تعتم السماء فإنه يظل في السعودية ضوء، والكويت مضوية بأهلها وبلاد العرب بشعوبها».
وقال أشتية، مخاطبا رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، «إن الكويت مضوية بسفيركم لدى الأمم المتحدة الذي يعمل بتوجيهات صاحب السمو الذي قاد إسقاط المشروع الأميركي قبل أيام».
وأضاف، «الجيش الإسرائيلي يدخل معنا اليوم بمعركة جديدة، حيث دخل وزارة المالية في رام الله ووكالة الأنباء الفلسطينية، وقبلها بأسابيع قاد عدوانا جديدا ضد إخواننا في غزة».
وأكد أشتية «أن العدوان على مدينة القدس مستمر وهناك 6711 سجينا في السجون الإسرائيلية جميعهم من الشباب و133 طفلا في مدينة القدس يخضعون للإقامة الجبرية وممنوعون من الذهاب للمدرسة، ومحافظ القدس ممنوع من أن يصل إلى رام الله، والشعب ممنوع من الوصول إلى القدس».
وأوضح أشتية «أن الإدارة الأميركية قامت بإحكام العدوان على الشعب الفلسطيني من خلال إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن وتجفيف مصادر التمويل ووقف التمويل عن السلطة الفلسطينية وإعلان أن القدس هي عاصمة لليهود».
وقال «إن الإدارة الأميركية تريد أن تحسم موضوع الرواية في موضوع القدس بعد أن حسمت موضوع الجغرافيا»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لم تجد من يقف معها عندما تم نقل السفارة الأميركية.
ولفت إلى أن «استراليا قد تنقل سفارتها في المرحلة القادمة وأطالب الجميع باستدعاء السفراء وتوجيه إنذار لهم بهذا الشأن».
وأضاف أن «الجانب الإسرائيلي لا يريد سلاما ولا يريد حلا ولا يريد دولتين وإنما يريد أن تتعامل مع الأراضي الفلسطينية على أنها جزء من الأراضي الإسرائيلية ولن نستمر بسياسة قبول الأمر الواقع».
ولفت أشتية إلى أن «القيادة الفلسطينية قد اتخذت قرارا بإعادة صياغة العلاقة مع الاحتلال سياسيا وقانونيا واقتصاديا ولن يستمر هذا الشكل من الأشكال».
وأكد أن «القدس فلسطينية الوجه، عربية العمق، وستبقي توأم مكة التي أسري اليها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء.. وسنبقي ندافع عنها للأبد».
المرحلة القادمة تحتاج إلى الكثير من الدعم
المصري: أبناء القدس مرابطون صامدون عن شرف
قال رئيس مجلس إدارة صندوق ووقفية القدس منيب المصري: «أنقل لكم سلاما قادما من القدس عاصمة فلسطين ليحط هنا في أرض الكويت أرض العروبة والعطاء صاحبة المواقف النضالية والمحبة الخالصة لفلسطين والحضن الدافئ لجميع القضايا العربية».
وأضاف المصري «رسالتنا هي رسالة القدس للامة العربية والإسلامية نطلقها من قلب الكويت النابض لجميع أحرار العالم، مفادها أن القدس تتألم وتنزف يوميا ويهود شعبها وهويتها ويدنس مسجدها، ان البرنامج الصهيوني يستهدف كل متر من أراضي فلسطين». وأكد المصري أن «أبناء القدس مرابطون صامدون عن شرف ومقدسات الأمة وقد حان الوقت للوقوف مع القدس وأهلها». ولفت المصري إلى أن «المرحلة القادمة تحتاج إلى الكثير من الدعم المعنوي والمادي خاصة ان الاحتلال يجبرنا الآن على إعادة حساباتنا أمام المليارات التي تدفع من اجل تهويد القدس التي أعلنوا يهودية دولتهم في عام ٢٠١٧».
وأكد المصري «انهم بدأوا الآن لبناء دولة إسرائيل العظمى، حيث قاموا بترحيل مسيحيي فلسطين لتصبح نسبتهم ١% بعدما كانوا ٢٩% من أهل فلسطين».
صبري: إنقاذ المؤسسات المقدسية
طالب خطيب المسجد الأقصى د.عكرمة صبري «بتثبيت البوصلة نحو القدس، فالقدس تطالبكم بإنقاذ المؤسسات المقدسية في المجالات التعليمية والصحية والإسكانية حتى يتمكن المقدسيون من الثبات والرباط في بيوتهم ومتاجرهم».
وأوضح أن «مدينة القدس تطالب الحكومات العربية والإسلامية بالحراك السياسي والديبلوماسي والتجاري والاقتصادي وذلك للجم الاحتلال وردعه عن التجاوزات والاعتداءات على المقدسيين وعلى المقدسات».
منيب يونان: عاصمة خالدة للمسلمين والمسيحيين
توجه رئيس الاتحاد اللوثري العالمي المطران منيب يونان بالشكر لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على اللفتة الكريمة بدعوته لزيارة الكويت، مشيدا بمواقف صاحب السمو تجاه القضية الفلسطينية والقدس.
وقال يونان ان القدس هي جوهر القضية الفلسطينية والعربية ولا يمكن أن تحل إلا بحل عادل للقدس لأنها عاصمة خالدة للمسلمين والمسيحيين.
وأعرب عن شكره للشعب الكويتي ورئيس مجلس الأمة على الدعم المستمر للصمود في القدس، مؤكدا وجوب الحفاظ على الوضع التاريخي للقدس دون تغيير مع التشديد على أن الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية هي وصاية هاشمية يرعاها ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وفق اتفاق مشترك مع الرئيس الفلسطيني.