- الجبري: صاحب السمو يدعم المشهد الثقافي الكويتي منذ خمسينيات القرن الماضي وأراد أن تربط «مجلة العربي» العالم العربي من المحيط إلى الخليج
- انطلاق البث التجريبي لقناة أطفال الكويت التلفزيونية انطلاقاً من الرؤية السامية لتنشئة جيل واعٍ فكرياً وثقافياً ومعرفياً وفق رؤية 2035
- توأمة الإعلام والثقافة أصبحت مطلباً ملحاً لترسيخ ثقافة أصالة الانتماء والولاء الوطني والقومي لدى الأجيال الناشئة
- السفير الذويخ: العلاقة بين الكويت ومصر أكبر من أن تكون علاقة ثنائية بل علاقة أفئدة وعقول بسياج فكري متين
- المجلة تميزت بدورها في تكريس العلاقات الأخوية بين الكويت ومصر
- مفيد شهاب: الإجماع على أن استثمارات الكويت خلال نصف قرن مضى كانت في مجالات التنمية الثقافية
القاهرة - ناهد إمام
أعرب وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري عن شكره وامتنانه لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لرعايته ودعمه للمشهد الثقافي الكويتي منذ خمسينيات القرن الماضي بإصدار مجلة العربي في شهر ديسمبر 1958، حينما كان رئيسا لدائرة المطبوعات والنشر، مضيفا أن صاحب السمو أراد من خلال «المجلة» ربط العالم العربي ببعضه البعض من المحيط إلى الخليج.
جاء ذلك خلال احتفال كبير نظمته سفارة الكويت لدى القاهرة بمناسبة مرور 60 عاما على إصدار مجلة العربي تحت عنوان «مصر بعيون مجلة العربي»، حضر الاحتفال الوزير محمد الجبري وسفيرنا لدى القاهرة محمد صالح الذويخ، ونائب رئيس تحرير «الأنباء»، أمين سر جمعية الصحافيين، نائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب الزميل عدنان الراشد، حيث عقد على هامش الاحتفال عدد من اللقاءات الثنائية.
كما شهده عدد من المسؤولين والسفراء والمثقفين العرب وكبار الشخصيات الثقافية والإعلامية المصرية والعربية، وفي مقدمتهم وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم ونائب رئيس مجلس الوزراء السابق د.زياد بهاء الدين، ورئيس تحرير مجلة العربي د.عادل العبدالجادر، ووزيرا الثقافة الأسبقين فاروق حسني ود.جابر عصفور، ومدير مكتبة الإسكندرية د.مصطفى الفقي، وسفير البحرين الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة، وسفير السودان عبدالمحمود عبدالحليم والإعلامي مفيد فوزي، وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى، والكاتب الكبير يوسف القعيد، والإعلامية نهال كمال.
ورئيس المنظمة العالمية لحماية الطفل د.عبدالعزيز بن سعود السبيعي، ومدير مكتب المنظمة العالمية لحماية الطفل في مملكة البحرين سلمان بن خالد السبيعي، ومدير مكتب المنظمة العالمية لحماية الطفل في دبي المحامي علي مصبح، كما شارك فيه سكرتير تحرير قسم البرلمان في «الأنباء» الزميل حسين الرمضان.
وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي يؤرخ مسيرة 60 عاما لمجلة العربي الصرح الثقافي الشامخ إشعاع المعرفة الذي أشرق من الكويت فأتشح به الوطن العربي نورا علميا وأدبيا.
وأعرب الوزير الجبري في كلمته عن شكره للأشقاء في مصر على مشاركتهم في الاحتفال «والتي تؤكد مدى رسوخ ومتانة العلاقات الكويتية - المصرية بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين في كل المجالات، كما تقدم بالشكر للسفير محمد الذويخ لما بذله من جهد دؤوب لضمان خروج الاحتفال بشكل يعبر عن أهمية وقيمة مجلة العربي».
وقال إن «العربي» كانت على مدار 60 عاما منبرا ثقافيا عربيا مهما تنهل من معينه الأجيال، مؤكدا أنها ستظل إحدى أهم ركائز التواصل بين أبناء اللغة الواحدة.
وأكد الجبري أن المجلة تلقى الدعم والرعاية من الكويت، مضيفا «مدركون لأهمية التواصل الفكري والثقافي في رسم وتشكيل الفكر والهوية العربية القادرة على مواجهة التحديات الفكرية والثقافية الخارجية».
وأضاف أن «توأمة الإعلام والثقافة أصبحت مطلبا ملحا اكثر من أي وقت مضى لترسيخ ثقافة أصالة الانتماء والولاء الوطني والقومي لدى الأجيال الناشئة على نحو خاص».
وأعلن الوزير الجبري عن انطلاق البث التجريبي لقناة أطفال الكويت التلفزيونية، مشيرا إلى أن تلك الخطوة تأتي انطلاقا من الرؤية السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لكويت جديدة 2035 للإسهام في تنشئة جيل واع فكريا وثقافيا ومعرفيا.
أيقونة ثقافية
من جانبه، قال السفير محمد صالح الذويخ، إن مجلة العربي تعد أيقونه ثقافية كويتية - عربية، وجسرا ممتدا للمعرفة من الخليج إلى المحيط.
وأشار إلى أن 60 عاما مر فيها الوطن العربي بكثير من الأحداث منها ما أربك الصف وأحزنه فشكلت مجلة العربي جوازا فكريا وثقافيا عربيا تخطى حدود الجغرافيا ليمزج الأقطار ببعضها بعضا ويقرب العربي من أخيه العربي أكثر وأكثر.
وأضاف السفير الذويخ أن مجلة العربي لم يكن لها أن تتبوأ تلك المكانة الثقافية الكبيرة وأن تكون ذات الحظوة الأكبر والأشمل في صياغة العقل العربي وتطريز ثقافته إلا بتولي رجال أكفاء منذ صدورها حتى الآن، ومنهم على سبيل المثال أحمد زكي عاكف الكيميائي المصري الذي أوجد التركيبة الرائعة في معادلة الثقافة العربية، وأيضا المرحوم أحمد بهاء الدين عراب مهنة رئاسة التحرير وأحد خبرائها الكبار، كما ترأس د.سليمان العسكري الشخصية الكويتية المثقفة المجلة وحاليا د.عادل العبدالجادر.
وأوضح الذويخ أن «العربي» استطاعت أن تطارح الجنوح نحو التكنولوجيا عبر الصحف والمجلات الإلكترونية متسلحة بتاريخها المكتنز بالعلم والمعرفة فظلت الأوسع انتشارا في المجتمعات العربية.
وأشار السفير إلى أن المجلة منذ التأسيس دأبت على التواجد في مختلف المحافل والتغطية لمختلف الثقافات العربية وكان لمصر العروبة والثقافة نصيب كبير في التناول والنشر بالمجلة.
وأكد السفير الذويخ أن المجلة لها دور في تكريس العلاقات الأخوية المتميزة بين الكويت ومصر وباقي الأقطار العربية.
وأشار إلى أن العلاقة بين الكويت ومصر أكبر من أن تكون علاقة ثنائية بين بلدين، واصفا إياها بأنها علاقة أفئدة وعقول وسياج فكرى متين جعلها نموذجا يحتذى في الوطن العربي تحت قيادة حكيمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأعرب الذويخ عن شكره وتقديره لوزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري لرعايته ودعمه ومشاركته في الحفل، ولكل من تكبد عناء السفر من الكويت للمشاركة في الاحتفالية.
رسالة تنوير
وفى كلمته، تحدث نائب رئيس مجلس الوزراء السابق د.زياد بهاء الدين، حول رئاسة والده أحمد بهاء الدين لمجلة العربي، موضحا أنها من المجلات التي انعكس أثرها على تكوين الشعوب العربية وتجاوز أثرها لتكون رسالة تنوير للعروبة والتخاطب بين الشعوب العربية والتكامل بين الفنون والآداب.
وأشار إلى الدور الذي قامت به منذ نهاية الخمسينيات كمركز التنوير وحرية التفكير.
من جهته، قال رئيس التحرير الرابع للمجلة د.سليمان العسكري إن إقامة الاحتفال في القاهرة وليس الكويت تؤكد الدور المصري والعربي في تأسيس المجلة وإثراء دورها الثقافي.
خير استثمارمن جهته، قال وزير الدولة للمجالس النيابية والشؤون القانونية الأسبق واحد من أهم أساتذة القانون الدولي العام في مصر والعالم د. مفيد شهاب، إن الثقافة تشغل مكانة مركزية ضمن السياسة الخارجية للكويت معلنا إجماع المراقبين على أن الكويت اذا كانت قد تميزت بتعدد وتنوع استثماراتها على المستويين العربي والخليج فإن خير استثماراتها خلال نصف قرن مضى كان في مجالات التنمية الثقافية حيث لم تنازعها في ذلك الدوافع السياسية، وقال شهاب ان تنظيم الكويت في سفارتها بالقاهرة لاحتفالية والحضور المميز من رموز الثقافة في مصر والكويت دليل على أن الكويت تحتل بما تضمه من مفكرين وأدباء مكانة متميزة تبلغ حد الريادة في هذا المجال.
من جهته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق عمرو موسى عن تقديره للكويت ودعمها لدور مجلة العربي في إثراء الثقافة والمعرفة في مختلف الأقطار العربية.
وأضاف في كلمه له ان العربي تمثل الوجه الحقيقي للثقافة العربية، مشيدا برؤساء تحريرها السابقين والحاليين الذين استطاعوا أن يحافظوا على تألقها طوال تلك السنين.
وفي نهاية الحفل، قام الوزير محمد الجبري والسفير محمد الذويخ بتكريم كل من: د.إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، والكاتب يوسف القعيد، ومدير مكتبة الإسكندرية د.مصطفى الفقي، والشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، كما تم تكريم دار الأوبرا، وعدد من رموز الثقافة في مصر، الذين كان لبعضهم إسهامات بناءة في تأسيس المجلة وإثراء محتواها الثقافي والمعرفي.
كما قام بعد ذلك الوزير محمد الجبري، والسفير محمد الذويخ، ووزيرة الثقافة المصرية د.إيناس عبدالدايم بافتتاح معرض بانوراما مجلة العربي وتوزيع أول عدد للمجلة بمشاركة جميع الحضور.