بيان عاكوم
في الوقت الذي أعرب فيه وزير الإعلام اللبناني، في حكومة تصريف الأعمال، ملحم رياشي، عن رفضه الإساءة لأي دولة شقيقة، وتأكيده أن مثل هذه التصرفات تتابع من قبل مدعي عام التمييز اللبناني، لفت إلى أن موضوع الحريات في بلاده «بينها وبين القمع شعرة»، وبالتالي حق التعبير موجود بشكل كامل شرط ألا يؤدي إلى الإساءة أو القدح والذم.
كلام رياشي جاء خلال لقاء جمعه مع حشد من أبناء الجالية اللبنانية في الكويت، في مقر السفارة في الدعية، مساء أول من أمس، بمناسبة زيارته البلاد، حيث بين الوزير رياشي أنه أجرى مباحثات مطولة مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، موضحا أنه استمع إلى رؤية صاحب السمو لملفات المنطقة ونظرته إلى لبنان كونه من الشخصيات الأساسية التي ساعدت لبنان في كثير من الظروف، مستدركا «استفدت كثيرا من حكمته ودرايته بملفات المنطقة، خصوصا عنايته ورعايته للملف اللبناني واللبنانيين العاملين في الكويت».
وتوجه الوزير رياشي إلى الجالية في الكويت بالقول «لديكم راع صالح هنا في الكويت وأتمنى أن توجهوا له تحية كبيرة.
صحيح أن هناك عثرات كبيرة أمام تشكيل الحكومة اللبنانية، لكنها في نهاية المطاف ستتشكل، وصحيح أن هناك صعوبات أساسية أمام قيام الاقتصاد اللبناني ولكن الأمر الأكيد أن الاقتصاد اللبناني لن ينهار لأسباب عدة، احدها انتم ودعمكم للبنان من خلال الاغتراب وأعمالكم في هذا الاغتراب».
وعن عدم مشاركة ليبيا في القمة الاقتصادية بسبب ما اعتبرته إهانة لعلمها بعد نزعه من قبل عدد من الشباب ينتمون لحركة سياسية، لفت رياشي إلى أن الموقف الرسمي اللبناني يختلف عن الحركة الانفعالية لبعض الشباب، مشيرا إلى أنه رغم رفض رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري كفريق سياسي مشاركة ليبيا في القمة، فهو لا يقبل نزع العلم أو إهانة أي علم، مؤكدا أنها «أعمال فردية لا تعني الرئيس نبيه بري على الإطلاق».
القمة الاقتصادية
وعن القمة الاقتصادية أكد رياشي أنه لا عائق أساسيا حتى الآن أمام انعقادها، موضحا أن «هناك موقفا سياسيا رافضا لانعقادها وهذا لا يعني وجود عرقلة عملانية».
وأشار إلى أن إتمام «انعقاد القمة الاقتصادية في بيروت، ستكون له إيجابيات على لبنان خصوصا أنها قد تؤمن بعض الأوكسيجين للاقتصاد من خلال مشاركة رجال أعمال عرب بالإضافة إلى نتائج مؤتمر سيدر».
وأكد ردا على سؤال عما إذا يوجد تخوف من أن تكون الساحة اللبنانية هي المشتعلة أو الحلقة الأضعف خلال الفترة المقبلة قال: نعم هناك تخوف ولذلك يحاول اللبنانيون تشكيل الحكومة في أسرع وقت لضبط إيقاع العمل السياسي في لبنان.
تشكيل حكومة مصغرة
وبخصوص تشكيل حكومة مصغرة، أكد الوزير الرياشي أن فريقه السياسي من المطالبين بتشكيل مثل هذه الحكومة، ونعتبر انها تساهم في حل الامور، لكن لم يتم التجاوب معنا وطالبنا بذلك أكثر من مرة إلا ان القرار جماعي في لبنان.
وتابع: أما بالنسبة الى اعادة تعويم حكومة تصريف الاعمال، فهذا كان مطلب القوات اللبنانية بانتظار إزالة المعوقات امام تشكيل حكومة جديدة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري يؤيد هذه الفكرة ويجب الاسراع في تشكيل الحكومة لحل امور الناس العالقة.
واعتقد انه سيتم تعويم الحكومة الحالية اذا لم يتم تشكيل حكومة جديدة خلال أسبوعين أو ثلاثة، مستدركا «برأي الشخصي إذا لم يتم تشكيل الحكومة خلال الفترة المقبلة الحكومة الحالية ستجتمع».
من جانبها، ألقت القائم بالأعمال اللبنانية نسرين بوكرم كلمة رحبت فيها بالوزير رياشي والوفد المرافق، مشيرة إلى أن هذا اللقاء هو من اللقاءات التي شهدت حضورا واسعا من أبناء الجالية.
وشكرت بوكرم أمام الوزير رياشي الجالية اللبنانية في الكويت على الجهود التي قاموا ويقومون بها تجاه سفارة بلادهم، حيث قالت «هذه السفارة التي نتواجد فيها بنيت على يد أبناء الجالية الذين يمدون يد المساعدة للسفارة في جميع الأوقات لدعمها في تنظيم أنشطتها واحتفالاتها».
نقاش مستفيض مع الجبري لمحاربة الحسابات الوهمية
أكد الوزير رياشي في إطار حديثه أن العلاقة بين وزارتي الإعلام في البلدين هي «علاقة ممتازة»، مشيرا إلى انه عقد جلسة مع وزير الإعلام محمد الجبري وتقرر تطوير العلاقات، خصوصا بعد إعلان الرياض عاصمة الإعلام العربي، لافتا إلى أنه جرى نقاش مستفيض حول حماية الحريات وكيفية حماية المتضررين من سوء استخدام البعض لوسائل التواصل الاجتماعي وكيفية محاربة الحسابات الوهمية والأخبار الكاذبة.
نحن والكويت متشابهان
قال رياشي ان لبنان والكويت دولتان متشابهتان في أمور عدة، ونحن لسنا بعيدين عن بعضنا لا في النسيج المجتمعي ولا في النسيج الفكري الابداعي والإعلامي، لافتا إلى أن الكويت من الدول المنتجة للكتب والمؤلفات ودور النشر فيها تترجم أعمالا لكتاب عالميين نراها في بيروت ونستفيد منها.