يوسف غانم
افتتح الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب م.علي اليوحة، والامين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.بدر الدويش معرض «فن التصوير المعماري» في متحف الفن الحديث، وذلك ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي 25، والذي يقام هذا العام تحت شعار «مسيرة ربع قرن من العطاء المتجدد».
وفي البداية، أكد د.بدر الدويش أهمية فن الصور الفوتوغرافية، وهذا المعرض من المعارض المهمة وبالتالي تم تقنينه ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي الـ 25، ويعتبر هذا الفن من المدارس الفوتوغرافية المهمة ويضم المعرض 21 عملا فنيا مقسمة على جانبين، الأول يكون التركيز فيه على الأشكال الهندسية والتصاميم المعمارية وجمال أشكالها، من خلال رؤية هؤلاء الفنانين إذ يمتلكون حسا فنيا وثقافيا مختلفا يظهر خلال عدساتهم جماليات هذه المباني.
أما الجانب الآخر «فن المينمال» فيوازن فيه المصور بين الفراغ السلبي والعناصر الموجودة في الصورة، بهدف إعطائها قيمة أكبر لتظهر بشكل استثنائي ومميز، وقد قدم لنا المصورون المشاركون صورا جمالية هندسية يستحقون عليها كل الشكر.
وعن دعم هؤلاء الشباب، قال د.الدويش انه قد تم تناول وجهات نظرهم وسنقدم لهم كل عون في إيصال أفكارهم ونقلها إلى جميع الجهات، وحتى القطاع الخاص الذي لم يأخذ إلا ببعض الجزيئات من هذا الفن، رغم أن معظم هذه الصور ملتقطة خارج الكويت وبالتالي وعدناهم بالمساعدة في عرض هذه اللوحات الجمالية، وثقتنا كبيرة بجميع الجهات وحتى القطاع الخاص، وسيكون هناك حضور لهم لعرض إبداعاتهم بما يدعم فن العمارة في الكويت.
نظرة فنية
وباستطلاع آراء عدد من المشاركين، تحدث المصور محمد المحارب المتخصص في تصوير الإندسكيب والتصوير المعماري، عن مشاركته قائلا انه بدأ هواية التصوير منذ 2011 وبدأ بتصوير كل شيء وقد وجد ضالته في تصوير المباني، كما أنه قد توصل مع زملائه إلى أخذ المباني بنظرة فنية لا هندسية، وهذا أول معرض فني له في الكويت، علما انه حاصل على العديد من الدورات في مختلف مجالات التصوير محليا ودوليا، وشارك في كثير من المعارض الدولية.
وعن هذا النوع من التصوير، قال المحارب إنه يحتاج إلى تجهيزات خاصة لالتقاط الصور بجودة عالية مع فلاتر محددة بمزايا عالية تعطيك فترات زمنية أطول قد تصل إلى 10 دقائق لرسم المشاهد بصورة أكثر دقة وحيوية، للوصول إلى الغاية المطلوبة والصورة الجاذبة.
وبين المحارب أن هذه الصور تتم بجهود فردية، متوجها بالشكر إلى بعض الجهات التي دعمتهم بإقامة المعارض كوزارة الشباب والرياضة حيث أقاموا معرضا في حديقة الشهيد، وكذلك في معرض الكويت الدولي للكتاب بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وما نحتاج اليه هو توفير المكان لعرض أعمالنا، وهذا العام جاءتنا الدعوة للمشاركة بمهرجان القرين 25 بعد مشاركتنا في معرض بتركيا حيث لاقت أعمالنا إعجاب الجمهور هناك.
نجاح كبير
بدوره، قال المصور ناصر العميري إنه بدأ مشواره في هذا المجال منذ عام 2009 وتخصص في التصوير المعماري منذ عام 2012، متوجها بالشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على إتاحة الفرصة لهم لعرض أعمالهم في هذا المهرجان وعلى دعمهم الكبير، معتبرا هذه المشاركة فخر لهم، حيث إن المهرجان يقام تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء.
وعن مشاركاتهم، قال الفنان العميري: لقد دعتنا سفارة الكويت في تركيا للمشاركة بمعرض للتصوير هناك، وقد لاقى نجاحا كبيرا، كما تمت دعوتنا إلى دبي وإلى إسبانيا فالقبول العالمي كبير لهذا النوع من الفنون، وما يزيد فخرنا هو مشاركتنا بهذا المهرجان العزيز على قلوبنا وقلوب جميع الكويتيين.
وقد حصل العميري على العديد من الجوائز المحلية والعالمية في مجال التصوير الفوتوغرافي، كما أنه مدرب في مجال التصوير التخصصي والتصوير المعماري، ومدرب معتمد من الأكاديمية الأميركية.
رؤية فنية
أما المصور المبدع د.ناصر بدر الحميدي فإضافة إلى أنه طبيب متخصص في الجراحة العامة وجراحة قدم السكري بالذات، فقد بدأ هوايته بتصوير الطبيعة وحياة الناس ثم توجه إلى تصوير فن العمارة، حيث يشاهد زوايا غير معتادة فيأخذ منها الأفضل وفق رؤية فنية، مؤكدا انه تعلم التصوير بشكل ذاتي.
وعن مشاركاته، بيّن د.الحميدي أنه شارك في عدد من المعارض وفاز بعدة جوائز محلية وعالمية أهمها ذهبية مسابقة آل ثاني العالمية للتصوير، وشكر الحميدي المجلس لوطني على دعمهم في إقامة هذا المعرض ضمن مهرجان القرين الثقافي.
جوائز ومشاركات
من جانبه، قال الفنان محمد السعد انه مصور معماري، بدأ رحلته بالتصوير المعماري منذ 2011 وهو حاصل على دبلوم التصوير من المعهد البريطاني لفن التصوير، واتبع العديد من الدورات التدريبية في مجالات التصوير المختلفة، كما نال عدة جوائز محلية وعالمية، وشارك بالكثير من المعارض الفنية المتخصصة.
وأضاف السعد: إن هذه المشاركة هي الأولى له في مهرجان القرين، معبرا عن سعادته بهذه المشاركة في هذا المهرجان بنسخته الـ 25، حيث يغلب على المعرض طابع الأبيض والأسود، وطريقة التصوير بشقيه العادي وإضافة العنصر البشري داخل الصورة، حيث معنا 7 فنانين يتقنون هذا النوع من التصوير.
ومن المشاركين بالمعرض أيضا المصورة معالي الدبيان التي دخلت عالم التصوير عام 2011 وشاركت بعدة ورش داخل الكويت وخارجها، وفازت بالجائزة الذهبية في مسابقة النمسا 2015 «محور الأشجار».
والمصور د.مشاري النفيسي الذي بدأ مشواره مع التصوير عام 2007، وبدأ تخصص التصوير المعماري عام 2016، وشارك بالعديد من الورش والمعارض داخل الكويت وخارجها، كما حاز عدة جوائز في مسابقة «IPA» في التصوير المعماري.
أما المصور سالم الباز فكانت بدايته مع التصوير عام 2012، وله مشاركات بورش ومعارض محلية ودولية، وتخصص بالتصوير المعماري عام 2016.
تطور العمارة
بدوره، وخلال حضوره المعرض أوضح استاذ التصوير الفوتوغرافي الدولي بهاء الدين القزويني انه قد استنفد كثيرا من زيارته لهذا المعرض، حيث شاهد عددا من الأعمال اللافتة للأنظار، وتبرز جهود هؤلاء الشباب المبدعين بما قدموه، فالمبدعون دائما بحاجة إلى الدعم والتشجيع لإبراز هذه الطاقات، ويسعدني أن أتوجه بالشكر إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على إتاحة الفرصة لهم للمشاركة ضمن مهرجان القرين وهي بداية جيدة لهم للإسهام في تطوير فن العمارة في الكويت الذي يشهد تطورا كبيرا يوما بعد يوم.
وأشار القزويني إلى أن الصورة الفوتوغرافية هي عبارة عن رسالة كلما استطاعوا إظهارها بشكل ما فإنهم يبرزونها بالشكل الصحيح خارجيا كما فعلت مع زملائي في معرضنا الذي أقمناه مؤخرا في ألمانيا، فالصورة الفوتوغرافية أفضل من مليون كلمة.