- 170 مليون دولار كندي حجم التبادل التجاري بين الكويت وكندا ونتطلع لجلب المزيد من المنتجات الكندية
- الخيار الاقتصادي هو أفضل السبل للحفاظ على علاقات قوية ومستقرة ووسيلة فاعلة لإنهاء النزاعات
- العالم يشهد تغيرات متسارعة بسبب مواقع التواصل ونواجه العديد من التحديات
- 200 ضابط كندي في قاعدة علي السالم ويقومون بعمل جيد بالتعاون مع السلطات الكويتية
- نأمل أن تعقد الجولة الأولى من الحوار الإستراتيجي الكندي - الكويتي قبل نهاية 2019
- لدينا أحد أكفأ الأنظمة التعليمية عالمياً.. و400 طالب كويتي يدرسون في كندا سنوياً
أجرى الحوار: أسامة دياب
أكد السفير الكندي لدى البلاد لويس بيير إيمون عمق وقوة العلاقات الكندية - الكويتية والتي وصفها بالممتازة والتاريخية، حيث بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، لافتا إلى حرص البلدين الصديقين على دعم وتعزيز وتطور علاقاتهما الثنائية لما فيه صالح الشعبين.
وأشار إيمون - في أول لقاء له مع صحيفة محلية - الى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 170 مليون دولار كندي، متطلعا إلى جلب المزيد من المنتجات الكندية إلى الكويت، كاشفا عن حجم الاستثمارات الكويتية المباشرة في كندا والتي تقدر بـ 2.286 مليار دولار كندي وفقا لآخر الاحصاءات الرسمية، معربا عن أمله في أن تعقد الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي الكندي - الكويتي قبل نهاية العام الحالي، لافتا إلى وجود 200 ضابط كندي في قاعدة علي السالم يقومون بعمل جيد بالتعاون مع السلطات الكويتية.
وأوضح إيمون أن دور الكويت في حل النزاعات وإحلال السلام محل تقدير كندا، كما أنها تساند وتؤيد الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، فضلا عن كونها تلعب دورا مهما ومؤثرا على صعيد مجلس الأمن وتعتبر صوتا مهما للمنطقة وللعالمين العربي والإسلامي. في السطور التالية تفاصيل اللقاء:
كيف تصف العلاقات الكويتية - الكندية وآفاقها المستقبلية؟
٭ العلاقات الكندية - الكويتية قوية ومتينة منذ تأسيس العلاقات الديبلوماسية في عام 1965، ولذلك يمكن وصفها بالممتازة والتاريخية، حيث بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، ونحن حريصون على تطورها وازدهارها على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون الإيجابي الذي يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.
وأعتقد أن صميم دوري خلال العامين القادمين هو استغلال أي فرصة لدعم وتعزيز التعاون بين البلدين ومد جسور التواصل بينهما على كل المجالات ومختلف الأصعدة الديبلوماسية منها والسياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية.
ما عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقة بين البلدين؟
٭ لدينا عدد لا بأس به من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقات الثنائية بين بلدينا ولكن ما أود أن أؤكد عليه هو أن العبرة هنا ليست بالعدد ولكنها تتعلق بجودة التواصل ومحفزات تعزيز التعاون الثنائي، وعلى سبيل المثال لا الحصر لدينا اتفاقية للتعاون العسكري وقعت في عام 2014، واتفاقية أخرى لمنع الازدواج الضريبي ولدينا مناقشات حول اتفاقية للنقل الجوي وقعنا اتفاقية مؤخرا العام الماضي تتعلق بالحوار الاستراتيجي على مستوى وزارة الخارجية في البلدين ونتطلع إلى انعقاد الاجتماع الأول قبل نهاية العام الحالي، كما لدينا عدد من مذكرات التفاهم أيضا التي تعزز من مجالات التعاون الثنائي، وما أود أن أشدد عليه هو أننا منفتحون على أي أفكار جديدة يطرحها الجانب الكويتي من شأنها دعم العلاقات واستشراف آفاق جديدة لها خصوصا في ظل العلاقات الصلبة والقوية بين وزارة الخارجية في البلدين.
كيف ترى الدعم الذي وجدته من المسؤولين في وزارة الخارجية منذ تولي مهام عملك في الكويت؟
٭ في الحقيقة وجدت كل الدعم والمساندة من جانب المسؤولين في وزارة الخارجية وعلى رأسهم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ونائب وزير الخارجية خالد الجار الله ومساعدو الوزير الذين لم يألوا جهدا لمساعدتي على تأدية مهام عملي وساهموا بصورة فاعلة في الاطلاع على موقف الكويت ورؤيتها للمنطقة والعالم وأبعاد دورها في مجلس الأمن والأمم المتحدة.
كيف ترى الدور الذي تلعبه الكويت على صعيد مجلس الأمن؟ بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه إقليميا في الوساطة وحل النزاعات؟
٭ الكويت تلعب دورا مهما ومؤثرا على صعيد مجلس الأمن، حيث إنها تعتبر صوتا مهما للمنطقة وللعالمين العربي والإسلامي من خلال تبنيها للقضايا، أعتقد أن على الكويت أن تفخر بما تحققه من خلال فريق عمل واع ومميز حدد أولوياته منذ البداية. أما فيما يتعلق بالدور الكويتي إقليميا في حل النزاعات وإحلال السلام فهو محل تقدير كندا ونساند الكويت ونؤيد وساطتها ومبادرتها لحل الأزمة الخليجية.
ماذا عن التعاون العسكري بين البلدين وهل تساهمون في تسليح الجيش الكويتي أو تدريبه؟
٭ التعاون العسكري مع الكويت يسير بصورة جيدة وهو مهم بالنسبة لنا ولدينا تواجد عسكري كندي في قاعدة علي السالم وعددهم حوالي 200 ضابط ويقومون بعمل جيد بالتعاون مع السلطات الكويتية.
ولدينا مناقشات مهمة وناجحة مع وزارة الدفاع الكويتية حول ملفات عديدة ذات اهتمام المشترك.
التبادل التجاري
ما حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
٭ يقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين بـ 170 مليون دولار كندي، وتقدر صادراتنا للكويت بحوالي 160 مليون دولار كندي، بينما تقدر الصادرات الكويتية لكندا بحوالي 10 ملايين دولار كندي، ونتطلع إلى زيادة هذا الرقم وتعزيز التعاون التجاري مع الكويت من خلال جلب المزيد من المنتجات الكندية إلى الكويت ودعوة المزيد من الشركات الكندية إلى استكشاف الفرص المتاحة في السوق الكويتي. إلا أن التحدي الوحيد الذي يواجهنا هو بعد السوق الكويتي عن الشركات الكندية والتي تعتاد العمل مع شركات أميركية وأوروبية، نحاول دوما أن نشجع الشركات الكندية ونعرفها بالفرص المتاحة والمتنوعة في السوق الكويتي وخصوصا أن مسألة تنوع الاقتصاد ومصادر الدخل من أهم القضايا التي تضعها الكويت على قائمة أولوياتها في المرحلة الحالية.
ماذا عن حجم الاستثمارات الكويتية في كندا؟
٭ مجال الاستثمار من المجالات الهامة بالنسبة لنا والتي نسعى لتعزيزه مع الكويت في كافة المجالات، حيث إن كندا تعتبر بيئة جاذبة للاستثمارات بما تتمتع به استقرار واقتصاد قوي ومتطور. فيما يتعلق بالاستثمارات الكويتية المباشرة في كندا تقدر بحوالي 2.286 مليار دولار كندي، وذلك وفقا لآخر الاحصاءات الرسمية الكندية ولقد أعلنت شركة PIC والتي تعتبر شريكا في مؤسسة الكندية الكويتية للبترول عن مشروع جديد يقدر بـ 4.2 مليارات دولار كندي. بصفة عامة الاستثمارات الكويتية في كندا متنوعة وتتسق مع رؤية الكويت التنموية الطموحة وتشمل مجالات عدة مثل قطاع النفط وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والزراعة والبنية التحتية.
ما رسالتك للمستثمر الكويتي؟
٭ كندا دولة تتمتع باقتصاد قوي ومستقر ومتطور وهي بيئة ملائمة للاستثمارات بمناخ اقتصادي متنوع وشامل والحكومة الكندية ترحب بالمستثمرين الأجانب وتوفر لهم كل سبل الدعم والمساندة من خلال برامج تقدمها مؤسسات على المستوى الفيدرالي والمقاطعات والبلديات لتضمن نجاح مشاريع المستثمرين.
التعاون الأكاديمي
ماذا عن التعاون الأكاديمي بين البلدين؟ وما عدد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في كندا وفي أي التخصصات؟
٭ نفخر بأن لدينا أحد أكفأ الأنظمة التعليمية المشهود لها عالميا في مختلف التخصصات، وسنويا يتقدم من 350 إلى 400 طالب كويتي للدراسة في كندا وهذه الأرقام في ازدياد عام بعد عام وأغلب هؤلاء الطلاب يلتحقون بالمجال الطبي ولذلك أتمنى أن يتمتع الطلاب بكافة الفرص التعليمية التي تقدمها المؤسسات التعليمية الكندية في مختلف المجالات، فبخلاف جودة النظام التعليمي نجد أن المناخ الأمن لكندا أحد العناصر المحفزة وكذلك تنوع المجتمع الكندي وقبوله للأخر بالإضافة إلى المصروفات المعقولة بالمقارنة بالخدمات التعليمية المقدمة.
هل لديكم أي نية لافتتاح جامعات كندية في الكويت أسوة ببعض الدول الأخرى؟
٭ لدينا بالفعل إحدى الكليات الكندية في النسيم في منطقة الجهراء وهي كلية الجونكوين هي أول مؤسسة كندية للتعليم العالي في الكويت معتمدة من قبل مجلس الجامعات الخاصة، وتقدم كلية الجونكوين الكندية في الكويت برامج الدبلوم في إدارة الأعمال والتكنولوجيا المتقدمة. وبالطبع هي خطوة أولى جادة وبالفعل سنكون سعداء جدا لو تبعتها خطوات أخرى لافتتاح جامعات أو كليات كندية في الكويت.
الكويت لديها خطة تنموية طموحة من خلال رؤية الكويت 2035، ما مدى مشاركة الشركات الكندية فيها؟
٭ خطة الكويت التنموية ورؤيتها الطموحة تحوي العديد من المشاريع الكبيرة والمؤثرة، ولدينا بالفعل عدد من الشركات الكندية التي تعمل في الكويت ولكن بالطبع نريد أن نرى المزيد منها هنا، ولذلك نسعى كما أسلفت إلى تعريف الشركات الكندية بالفرص المتاحة في الكويت، وهذه مهمة الفريق التجاري في السفارة، حيث ان الشركات الكندية بما تمتلك من خبرة عريضة وسجل مشرف تستطيع المساهمة بفاعلية في قطاعات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والنفط والغاز والطاقة المتجددة والكهرباء والمياه والتنمية الحضرية والإسكان والرعاية الصحية والتعليم والنقل والسياحة وتنمية المنطقة المختلفة.
كيف تصف الدور الذي تلعبه المرأة الكويتية في مجتمعها؟
٭ تمكين النساء والفتيات يعتبر أولوية للحكومة الكندية سواء إقليميا أو دوليا، وذلك من منطلق إيمان راسخ أن تمكين المرأة من أبرز العوامل الإيجابية التي تمس اقتصاد وسياسة أي دولة وتضمن المشاركة والتنوع في أي مجتمع. ونعمل الآن على فعالية مهمة لسيدات الأعمال ونأمل أن ننفذها خلال الشهر المقبل لدعم هؤلاء السيدات وتدريبهم وتسليحهم بالمعرفة اللازمة للنجاح في عملهم.
ما أبرز الخطوات التي ستتخذها لتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين؟
٭ بداية للتبادل الثقافي أهمية كبرى في تعزيز الفهم المشترك ومد جسور التواصل بين الشعبين الصديقين وخلال الأسابيع المقبلة لدينا عدد من الفعاليات المرتبطة بالفرانكفونية مع شركائنا وستتضمن مهرجانا للأفلام وعددا من الفعاليات الاجتماعية، وهي تأتي في إطار حرص كندا على تعزيز تبادلها الثقافي مع الدول الصديقة.
ماذا عن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين؟
٭ من حسن الحظ كانت لدينا زيارة رفيعة المستوى مؤخرا، حيث زارت الحاكم العام لكندا قاعدة علي السالم وقضت بعض الوقت في الكويت وأجرت محادثات ناجحة مع صاحب السمو الأمير. ونأمل أن تتواصل الزيارات الرسمية رفيعة المستوى بين البلدين لما فيها من دعم وتعزيز للعلاقات الثنائية.
كيف ترى الموقف في الشرق الأوسط؟
٭ العالم كله يشهد تغيرات متسارعة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي ولذلك نواجه العديد من التحديات، ولذلك نرى أن الخيار الاقتصادي هو أفضل السبل للحفاظ على علاقات قوية ومستقرة ووسيلة فعالة لإنهاء النزاعات.
لقائي مع الأمير مميز ولا ينسى
وصف السفير الكندي لويس بيير إيمون لقاءه مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أثناء تقديم أوراق اعتماده بالودي والمثمر والبناء والذي تناول سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية وأهمها الشراكة الاقتصادية والتعليمية والأكاديمية، موضحا أن صاحب السمو الأمير بما يمتلك من خبرة وحنكة كان منفتحا وودودا وهو بالطبع لقاء مميز وسيظل دائما في مخيلته.
4 شهور في الكويت
كشف السفير الكندي لدى البلاد لويس بيير إيمون أنه بعد 4 اشهر قضاها في الكويت يبذل قصارى جهده للتعرف بصورة وثيقة على تطلعات وطموحات المجتمع الكويتي بمختلف أطيافه وتنوعه من خلال تكثيف لقاءاته مع مسؤولي وزارة الخارجية والمواطنين الكويتيين، لافتا إلى أنه وجد كل الدعم والمساندة لتأدية مهامه على الوجه الأكمل.
جالية تقدر بـ 7000 نسمة
كشف السفير الكندي لدى البلاد لويس بيير إيمون عن تعداد الجالية الكندية لدى البلاد والتي تقدر بحوالي 7000 نسمة، موضحا أنها جالية مدربة وتسهم بفاعلية في كل مجال تعمل فيه مثل قطاع النفط وقطاع التعليم.
صداقات متنوعة
أكد السفير الكندي لدى البلاد لويس بيير إيمون أنه استطاع تكوين العديد من الصداقات القوية والمتنوعة خلال الأشهر الماضية، وذلك بسبب أن الشعب الكويتي ودود ومضياف ويجيد التعايش مع الآخر، لافتا إلى أنه يقضي وقت فراغه القليل جدا في ممارسة الرياضة وحضور الفعاليات الثقافية.
تجربة جديدة
لفت السفير الكندي لدى البلاد لويس بيير إيمون إلى أن التعرف على مطبخ جديد بمنزلة تجربة جديدة، موضحا أنه يعشق مجبوس اللحم والكنافة النابلسية.
جملة عربية وحيدة
وأشار السفير الكندي لدى البلاد لويس بيير إيمون إلى أنه تعلم جملة عربية وحيدة يستخدمها في تقديم نفسي وهي «أسمي لويس بيير إيمون واعمل كسفير لكندا في الكويت».
يوم العلم
لفت السفير الكندي لدى البلاد لويس بيير إيمون إلى أن بلاده تحتفل في 15 فبراير من كل عام بيوم العلم، حيث تم تغيير علم بلاده في هذا اليوم عام 1965، لافتا إلى أن العلم الحالي هو علم فريد ومميز ومختلف عن أي علم آخر.