- اتجهت إلى كبار السن لسماع آرائهم وقصصهم وحكاياتهم عن تلك المراحل بشكل مباشر
- واجهتنا العديد من الصعوبات خلال تصوير المشاهد وكانت هناك أخطاء كأي عمل
عبدالله الراكان
الكثير من المسلسلات والأعمال الدرامية أصبحت من العلامات الفارقة التي تسجل للإنتاج والدراما الكويتية، ومنها مسلسل «ساهر الليل» الذي لا يعتبر فقط مجرد نص تلفزيوني عرض على شاشة التلفزيون بل يعتبر بمنزلة درس وطني واجتماعي للكثيرين منا، خصوصا الذين لم يعيشوا حقبة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وحتى حقبة الاحتلال العراقي الغاشم وما شهدته من أحداث.
باختصار هو مرجع توثيقي لتأريخ هذه الحقبة الزمنية من تاريخ الكويت، ومن هذا المنطلق استضافت وزارة الدولة لشؤون الشباب الكاتب فهد العليوة في ندوة بعنوان «ساهر الليل» ضمن فعاليات مشروع «نبض الثقافة 2»، بالتعاون مع النادي المعلوماتي صباح امس في بهو كلية العلوم الاجتماعية.
وقد تحدث عن تجربته في التأليف، وعن الظروف التي مر بها خلال مراحل تأليف مسلسل ساهر الليل والانتقادات التي تعرض لها حتى ظهوره للعلن وما تبع ذلك من أمور تحدث عنها العليوة بكل شفافية وصراحة، من خلال ما قدمه للحضور من معلومات ومن إجابات على أسئلة محاوره رئيس «النادي المعلوماتي» خالد الردعان، فإلى التفاصيل:في البداية تحدث الكاتب فهد العليوة عن الكتابة حيث كانت بداياته معها كهواية نابعة من حبه الكبير للقراءة منذ الطفولة، والذي تحول إلى شغف نحو التأليف منذ الصغر، مشيرا الى انه درس في كلية التربية الأساسية في «الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب» تخصص التربية الفنية مجال «الرسم»».
وأكد العليوة انه بعد التخرج بدأ يرجع إليه حب الكتابة، قائلا: لقد حاولت كتابة العديد من النصوص المتنوعة والتي تتناول العديد من القضايا والأمور.
فكرة جديدة
وبالنسبة لفكرة كتابة نص «ساهر الليل» أشار العليوة إلى أن المخرج محمد دحام الشمري قد طلب مني فكرة عن مرحلة السبعينيات لنص يحكي عن تلك الفترة، وأخبرته أنها عندي، رغم أنها في الواقع لم تكن في مخيلتي، وخلال اسبوعين قرأت كل شيء يتعلق بتلك الفترة خاصة الأمور المرتبطة بالحالة الاجتماعية، وذلك لأنني لم اعش تلك الفترة الزمنية، لافتا إلى اننا لا نؤرخ إلا للحالة السياسية، والأحداث الرياضية والاقتصادية والفنية، وننسى الكيان الاجتماعي المتمثل بالأسرة ومحيطها، خاصة ان «ساهر الليل» في جزئه الاول يتناول الحالة الاجتماعية وليس شيئا آخر، مضيفا انه واجه عدة صعوبات في إمكانية معرفة اهتمامات جيل السبعينيات وطبيعتها.
وأوضح العليوة انه اتجه إلى كبار السن الحاليين الذين عاصروا تلك الفترة الزمنية ليستمع منهم، بالإضافة الى انه واجه بعض التحديات من عدد من الأهل الذين قالوا ان مجال الكتابة ليس تخصصه، الى أن وصل إلى الحلقات الأخيرة من المسلسل التي استطاع خلاله لفت انظارهم لموهبته في الكتابة، وهنا بدأت تتغير قناعاتهم ورؤاهم.
يوميات مذيعة مرابطة
وأشار العليوة الى انه خلال كتابة «ساهر الليل 2» رجع إلى الصحف الورقية، قائلا:«كنت اتحدث عن قضية اقتصها مقص الرقابة ولم يتم ذكرها، اما في «ساهر الليل3» فكان الوضع مختلفا حيث تطرقنا إلى القضية الأهم، وهي الاحتلال العراقي الغاشم، واصفا تلك المسؤولية بالمخيفة، والتي واجه فيها صعوبة في مزج الأحداث السياسية بالاجتماعية، والقيمة الرومانسية التي يقدمها المسلسل في كل اجزائه، مؤكدا ان الكتاب الذي ساعدني كثيرا هو كتاب «يوميات مذيعة مرابطة» للإعلامية نادية صقر، وهو الكتاب الوحيد الذي يؤرخ لفترة الغزو يوما بيوم، وبشكل مفصل وبأسلوب أدبي مميز من حيث ترابط الأحداث وتصويرها.
خوف ومسؤولية
وبين العليوة ان فكرة الأجزاء الثلاثة جاءت من المخرج محمد دحام الشمري، الذي طلب الفكرة من حقبة السبعينيات بعد ان انتج مسلسل «الهدامة» للأديب الكويتي هيثم بودي الذي وثق فترة سابقة للسبعينيات كم كنت أتمنى لو أنني مؤلفه، لافتا الى ان نجاح «ساهر الليل 3» اوقفنا عن المتابعة بسبب خوفنا من الإخفاق وعدم تقديم شيء بالمستوى السابق، وذلك انطلاقا من شعورنا بالمسؤولية الكبيرة بعد نجاح الأعمال السابقة.
أخطاء وتغيرات
وعن تصوير اجزاء «ساهر الليل» وما واجههم خلالها من صعوبات، قال العليوة: لقد واجهنا عدة مشاكل خاصة بتصوير المشاهد المتعلقة بتلك الفترات، حيث ان هناك الكثير من التطورات والتغيرات التي حدثت على البيئة والأماكن، والعمل يتناول الكثير من الأماكن المرتبطة بتلك الأحداث، كذلك كانت هناك بعض الأخطاء الفنية، والتي هي موجودة أيضا في بعض الافلام والمسلسلات العالمية، كالسهو عن بعض الأمور، والخطأ وارد في أي مجال، وموضوع الهجوم من بعض الناس في مواقع التواصل الاجتماعي وتصوير الأخطاء خاصة الإشارات الضوئية واختلاف الشوارع في تلك الفترة عما هي عليه حاليا، وهذا الأمر كان من اصعب الأشياء التي واجهناها مثلا عند التصوير في الشارع كيف يتم اخفاء سيارة حديثة او لوحة مرورية حديثة، أو منشأة جديدة أو مطعم أو معلم منشأ حديثا، مؤكدا ان من الأخطاء التي سقطت مني سهوا، هو عدم ذكر اسم احد الشهداء في معركة القرين وهو الشهيد بدر العيدان، وانا دائما أعتذر عن هذا الخطأ، مشيرا إلى انه لا ينصح بجعل المسلسلات والنصوص كمرجع بسبب هذه الأخطاء، والتي قد لا تغطي الوقائع بشكلها الكامل والصحيح، وأنصح دائما البحث بشكل شخصي ومن مراجع موثوقة قدر الإمكان ليس في الأعمال الدرامية فحسب وإنما في جميع الأعمال التي تتناول الجانب التاريخي بمكوناته المختلفة اجتماعيا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا وغير ذلك.