- نقدّر لروسيا جهودها ودعمها الكامل لجهود وساطة صاحب السمو لحلّ الأزمة الخليجية
- نعتز بمستوى التعاون والتنسيق الكبيرين بين البلدين الصديقين في مجلس الأمن والأمم المتحدة
- لافروف: إن صح ما يشاع عن «صفقة القرن» فستفشل محاولات حلّ القضية الفلسطينية
- ما يقلق موسكو أن المبادرة العربية للسلام تتعرض حالياً للاتهامات والهجوم
أسامة دياب
شدد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، على أن بداية العملية السياسية في سورية، وعودتها إلى الأسرة العربية، أمر يسعد الكويت، لافتا إلى ضرورة ان تتضافر جهود السوريين، لإخراج بلادهم من هذه الأزمة.
جاء ذلك في مجمل رده على أسئلة الصحافيين خلال المؤتمر الصحافي المشترك، الذي عقد في مقر وزارة الخارجية بعد ظهر أمس، بمناسبة زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والوفد المرافق له، إلى الكويت.
وفي كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر الصحافي المشترك، رحب الخالد بوزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف والوفد المرافق له بهذه الزيارة المهمة إلى الكويت، والتي تعد الثانية لوزير خارجية روسيا الاتحادية خلال عامين، وما تحمله من دلالة واضحة على ما تعول عليه روسيا في العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في إطار العلاقة التاريخية العميقة التي تعد الأولى في المنطقة منذ عام 1963، وكونها أيضا تأتي في ظل متغيرات دولية وظروف وتطورات إقليمية حساسة، وتبرز حجم الدور المحوري لروسيا الاتحادية في المنطقة.
وأضاف الخالد: تربط الكويت وروسيا وشعبيهما الصديقين علاقات تاريخية مميزة، حيث مضى على إقامة العلاقات الديبلوماسية بينهما أكثر من 56 عاما، تشكل امتدادا لعلاقات أعرق وأرسخ، تعود إلى عام 1902 عندما زارت باخرة روسية الكويت آنذاك، أصبحت خلالها تلك الروابط مثالا يقتدى به في العلاقات التاريخية الناجحة والمتينة، مستذكرين موقف روسيا الاتحادية خلال الاحتلال العراقي على الكويت عام 1990، ودعمها للشرعية الكويتية، ومساندتها لكل قرارات مجلس الأمن الدولية ذات الصلة بتحرير الكويت.
توجيهات سامية
وأوضح الخالد: تشرفت ولافروف بلقاء صاحب السمو، حيث استمعنا لتوجيهات سموه الحكيمة ولنصائحه النيرة حول القضايا الإقليمية والدولية، وإلى كل ما من شأنه أن يعزز العلاقات المشتركة بين بلدينا الصديقين، مستذكرين زيارة سموه، إلى مدينة سوتشي في نوفمبر من عام 2015 وما نتج عنها من التوقيع على عدة اتفاقيات محورية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات الحيوية والمهمة.
وأضاف: أجرينا مباحثات ثنائية معمقة ومستفيضة مع لافروف، تناولت مختلف المواضيع الرامية إلى تطوير آليات التعاون والشراكة بين البلدين الصديقين في كل المجالات، وأبرزها العلاقات الاقتصادية المتنامية، كما تناولنا في المباحثات مجمل القضايا الإقليمية والدولية والأوضاع الأمنية والسياسية والجهود المشتركة الرامية لإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفيما يتعلق بالأزمة الخليجية فإننا نقدر لروسيا الاتحادية جهودها التي تبذلها لحل هذه الأزمة ولدعمها الكامل لجهود الوساطة التي يقودها صاحب السمو.
وأعرب الخالد عن عظيم الاعتزاز بمستوى التعاون والتنسيق الكبيرين، بين البلدين الصديقين، في مجلس الأمن، وبمدى متانة العمل المشترك بين وفدي البلدين لدى الأمم المتحدة، خاصة فيما يتعلق بقضايا المنطقة والموضوعات المطروحة على جدول أعمال المنظمة.
تفعيل الاتفاقيات
من جانبه، أشاد وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، بنتائج اللقاء الذي جمعه مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، لافتا إلى المباحثات الثنائية المهمة والمكثفة التي أجراها مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، والتي تناولت تفعيل الاتفاقيات التي أبرمت بين البلدين خلال زيارة سمو الأمير إلى روسيا عام 2015، والرؤية المشتركة لتعزيز العلاقات في كل المجالات.
وأضاف ان الاجتماع السادس للجنة المشتركة الاقتصادية والتجارية، التي عقدت على هامش زيارته إلى الكويت، يسهم في توطيد العلاقات والاستثمار بين البلدين، مشيرا إلى أن صندوق الاستثمارات الروسي، والهيئة العامة للاستثمار الكويتية، يبحثان في مشروعات استثمارية تقدر بنحو 200 مليون دولار، مشيرا إلى أن موسكو تدعم التعاون العسكري مع الكويت، لافتا في الوقت نفسه إلى مشاركة وفد عسكري كويتي في معرض التسليح الروسي العام الماضي، فضلا عن ترحيبه بتعزيز العلاقات الاجتماعية والثقافية بين البلدين.
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن مباحثاته في الكويت، تناولت الحوار السياسي حول القضايا الإقليمية والدولية، والتعاون بشأنها في مجلس الأمن الدولي، حيث توجد اتصالات بين بعثتي الدولتين في المنظمة الدولية، بالإضافة إلى بحث التطورات في اليمن، وسورية، والعراق، وليبيا، والدعوة الملحة لحلحلة هذه القضايا من خلال الوسائل السلمية، عبر الحوار المباشر، مع ضرورة إعادة إطلاق المباحثات الفلسطينية - الإسرائيلية وفق قرارات الأمم المتحدة، والمبادرة العربية للسلام، مع توحيد الصفوف الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالأزمة الخليجية، قال لافروف إن مباحثاته في الكويت، تطرقت إلى التطورات في منطقة الخليج، والاقتراح الروسي حول ضمان أمن واستقرار المنطقة، وبين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران.
دعم عودة اللاجئين السوريين
وردا على سؤال حول لقاءاته في الرياض حول سورية تحديدا، قال «إن اجتماعنا مع خادم الحرمين الشريفين، ووزير الخارجية، ووزير الدولة للشؤون الخارجية، أوضح تطابقا في المواقف بين موسكو والرياض حول هذا الملف، والقضاء على الإرهاب في سورية، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإيجاد المناخ الملائم لعودة اللاجئين السوريين، مع توفير مقومات الحياة من طاقة ومياه وخدمات اجتماعية متنوعة لهم.
وأضاف لافروف ان روسيا تدعم جهود الحكومة السورية، لإعادة اللاجئين إلى منازلهم، من خلال العمل على ضمان فتح ممرات آمنة لعودة هؤلاء اللاجئين، لافتا في الوقت نفسه إلى أن السعودية ترى أنه من الضروري، سرعة تفعيل اللجنة الدستورية السورية، التي يشارك فيها نحو 50 معارضا، و50 من السلطة السورية، واصفا اجتماعه مع رئيس هيئة المفاوضات السورية نصر الحريري في مطار الرياض، بـ «البناء»، حيث دعا المعارضة السورية إلى التصرف وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يعد أساس العملية السلمية والحوار بين السوريين بعضهم ببعض.
صفقة القرن
وحول التطورات الخاصة بما يسمى بـ «صفقة القرن»، وما ذكره في تصريحات سابقة عن وجود «تبادلات مريبة»، قال وزير الخارجية الروسي «نود أن نسمع تفاصيل أكثر حول (صفقة القرن)، خاصة أن ما نسمعه من الأميركان يقلقنا بصورة شديدة، إذا كان هذا أمرا صحيحا، خاصة أن هذه الصفقة إن صح ما يشاع عنها، ستفشل كل ما كان في الأفق حول حل القضية الفلسطينية، وقيام دولة فلسطينية مستقلة»، مشيرا إلى أن ما يثير قلق موسكو أيضا، أن المبادرة العربية للسلام، تتعرض حاليا للاتهامات والهجوم.
وقد أطلقت السعودية هذه المبادرة، وتنص على تطبيع العلاقات بين العالم العربي وإسرائيل، بعد تحقيق مبدأ الدولتين، مؤكدا في الوقت نفسه أن روسيا سيكون لها موقف بعد الإعلان الكامل عن هذه الصفقة.
ولفت لافروف إلى أنه تم خلال تلك المباحثات والمناقشات، إعادة إحياء الجلسات المشتركة بين روسيا ودول الخليج.
زيارة مرتقبة للغانم إلى موسكو
لفت وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف إلى وجود تعاون برلماني بين البلدين، مضيفا ان هناك زيارة مرتقبة لرئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم إلى موسكو خلال الفترة المقبلة، لتعزيز التعاون والتنسيق بين برلمانيي البلدين حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وحدة كيان مجلس «التعاون»
أوضح لافروف ان زيارته للمنطقة تأتي في إطار الزيارات الاعتيادية لتبادل التشاور حول أبرز التطورات في المنطقة، مشيرا إلى أن الأزمة الخليجية كانت حاضرة في المناقشات والمحادثات، معربا عن تأييد موسكو لكل جهود الكويت، وترحيبها بأي جهود أخرى، للحفاظ على وحدة كيان مجلس التعاون الخليجي، مشددا في الوقت نفسه على أن روسيا ليست لديها أي مبادرات جديدة في هذا الصدد.
قضية الروسية لازاريفا وفق القانون الكويتي
أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد خلال رده على سؤال حول آخر تطورات قضية المواطنة الروسية لازاريفا المحكوم عليها في إحدى القضايا المالية بالكويت، بأن الكويت تحترم الاتفاقيات الدولية، ومبدأ الفصل بين السلطات حسب الدستور الكويتي، أشار إلى أنه تتم متابعة هذه القضية بحكم الصداقة، معبرا عن أمله في يتضح الأمر بصورة أكبر خلال جلسة محكمة الاستئناف القادمة.
من جهته قال لافروف: تناولنا هذا الموضوع وفقا للقانون الكويتي، وعبرنا عن أملنا في توفير الضمانات والحقوق لها، حسب الاتفاقيات الدولية، حيث ان الكويت عضو في هذه الاتفاقيات.