- يويه: الجمعية الصينية مستعدة لتقديم ما يعزز التبادل الإنساني بين البلدين وتحقيق التعاون
- الشريعان: حرص الكويت على أن تكون جزءاً من «الحرير» يتطلب الإسراع في إصدار تشريعات تسهل الاستثمار
- الراشد: بحلول عام 2030 ستكون هناك حاجة لخلق ما يقرب من 400 ألف وظيفة منتجة للخريجين الكويتيين
آلاء خليفة
أكد السفير الصيني لدى البلاد لي مينغ قانع متانة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين والتي وصفها بـ «المتجذرة»، لافتا إلى أن الكويت كانت أول دولة خليجية عربية تقيم علاقات مع الصين.
جاء ذلك خلال ندوة «تكثيف التبادل الأكاديمي والإعلامي بين الصين والكويت وتعزيز التواصل بين قلوب الشعبين» التي نظمتها جمعية أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت بالتعاون مع السفارة الصينية لدى البلاد، وذلك صباح أمس في فندق الجميرة، وذلك على هامش زيارة وفد الجمعية الديبلوماسية العامة الصينية للبلاد وكانت عريفة الندوة الأمين العام لجمعية الديبلوماسية العامة الصينية هوه يينغ.
وأفاد قانع بأن الروابط الثنائية بين الصين والكويت تشهد أفضل مرحلة لها وأن الصين مهتمة بتطوير هذه العلاقات التي مر عليها قرابة 48 عاما، مستذكرا زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى بلاده خلال يوليو الماضي والتي اعتبرها زيارة ناجحة.
ولفت إلى أن الكويت تعتبر أول دولة استجابت لمبادرة الحزام والطريق ووقعت اتفاقية التعاون مع الصين، كما ان الكويت تعتبر عضوا مؤسسا للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وهي ايضا الشريك المهم للصين للتشارك في بناء الحزام والطريق في المنطقة.
وذكر قانع أن رؤية كويت 2035 التي طرحها صاحب السمو تتفق بشكل إستراتيجي مع مبادرة الحزام وطريق الحرير، لافتا إلى أن الجانب الصيني يولي اهتماما كبيرا بمشاركته في المشاريع الكويتية الكبيرة مثل مدينة الحرير والجزر الخمسة في إطار التشارك في بناء الحزام والطريق، لافتا إلى أن الجانب الصيني على أتم الاستعداد لجمع خبراته الاقتصادية لتقديم المساهمة الصينية لمساعدة الشعب الكويتي.
منفعة متبادلة
من ناحيته، ذكر نائب رئيس الجمعية الديبلوماسية العامة الصينية هو تشنغ يويه، ان الكويت كانت أول دولة خليجية عربية تقيم علاقات مع الصين وهما شريكان متعاونان، مشيرا الى أن تعزيز التبادل الإنساني بين البلدين يساعد على تقريب اقتراحات مفيدة.
وذكر يويه ان الصين والدول العربية شريكان رئيسان في طريق الحرير والذي يعد ضروريا لتحقيق التنمية بين الجانبين، لافتا إلى تطور مشروعات الشركات الصينية في المنطقة بشكل سلس.
وذكر يويه ان التعاون في مبادرة الحزام ومشروع الحرير مع الكويت سيحقق نتائج متميزة، مشيرا إلى أن مبادرة الحزام ومشروع الحرير تتفق مع رؤية الكويت 2035 ويمكن تحقيق المنفعة المتبادلة.
وأعلن ان الجمعية الصينية مستعدة لتقديم ما يعزز التبادل الإنساني بين البلدين وتحقيق التعاون، أملا في تعزيز سبل الصداقة في مختلف المجالات ومن بينها المجال الإعلامي.
تشريعات جديدة
بدوره، أوضح المنسق العام والناطق الرسمي باسم جمعية أعضاء هيئة التدريس ومدير برنامج الماجستير بجامعة الكويت د.أنور الشريعان ان المطلوب حاليا من الجانبين الكويتي والصيني هو استمرار العمل وتحويل تلك الاتفاقيات الى واقع ملموس، مؤكدا ان الكويت أمامها ملف مهم وهو تجهيز القوانين اللازمة وتنفيذ الاتفاقيات التي تمت بين الكويت والصين بما يدعم منطقة الشمال وتحديدا المنطقة اللوجستية والميناء وربط ميناء مبارك الكبير بمنطقة الحرير وعبور البضائع الصينية إلى آسيا الوسطى ومنطقة الشرق الأوسط.
وذكر ان الفترة الماضية شهدت تسارع وتيرة التعاون بين الكويت والصين، موضحا ان الصينيين يعتقدون أن الكويت محطة مهمة لطريق الحرير وستفتح لهم آفاقا جديدة تختلف عن الأسواق الأخرى، مشيرا إلى أن الكويت حريصة على أن تكون جزءا من طريق الحرير، وهذا الأمر يتطلب الإسراع في إصدار بعض التشريعات القانونية التي ستساهم في تسهيل الاستثمار، موضحا ان الكويت حاليا غير مهيأة قانونيا لجذب استثمارات طويلة الأمد.
وطالب الشريعان بضرورة إصدار تلك التشريعات والقوانين خلال الفترة المقبلة، مؤكدا ان الجانب الصيني متعاون جدا، كما ان الجانب الكويتي من الناحية الفنية متعاون ولكن بانتظار إصدار القوانين والتشريعات اللازمة.
إشكالية الوظائف
من ناحيته، أوضح عضو المجلس الأعلى للتخطيط د.فهد الراشد ان الهدف من المشروع أن يكون له بعد إنساني ينبع من تاريخ وثقافة وفلسفة الصين على مدى آلاف السنين وهو ترجمة حديثة لهذه المبادئ كما ذكر الزعيم الصيني دينغ شياو بينغ. وأشار الراشد الى ان 60% من الوظائف الحالية لن تكون موجودة من بعد 5 سنوات ولابد من مواجهة هذا التحدي في برامجنا التعليمية وبعثاتنا الخارجية. وتحدث عن مشروع الشمال الذي سيكون المشروع الرئيسي لمعالجة التحديات التي تواجه الكويت وأهمها الحاجة إلى خلق وظائف للخريجين، معلنا انه بحلول عام 2030 ستكون هناك حاجة لخلق ما يقرب من 400 ألف وظيفة منتجة للخريجين الكويتيين.
وانتقل الحديث إلى نائب رئيس جمعية المحامين المحامي مهند الساير الذي أشار الى تطور العلاقات الصينية ـ الكويتية، لاسيما في المجال الاقتصادي، مؤكدا انه لن يكون هناك اي تطور في العلاقات الاقتصادية ما لم يكن هناك تطور مواز لها في العلاقات الثقافية والاجتماعية.
وتحدث الساير عن التبادل القانوني وأهميته للمجتمع وضرورة إرسال رسالة بأن المجتمع الكويتي مجتمع محافظ، مؤكدا أهمية التبادل الثقافي والقانوني بما يؤدي للتطور الاقتصادي.