دارين العلي
في ظل التوجه العام نحو الطاقات المتجددة وتلبية لرؤية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد بإنتاج 15% من الطاقة المستهلكة في البلاد من الطاقات المتجددة، خرجت إلى النور عدة مشاريع لانتاج هذه الطاقة وربما أهمها مشروع الشقايا التجريبي للطاقة المتجددة ليشكل باكورة المشاريع الكبرى التي من المفترض ان تنتج ما يفوق الـ3500 ميغاواط بحلول عام 2030.
ولا يقتصر الأمر على انتاج الطاقات المتجددة بل هناك مشاريع أخرى في اتجاهات أخرى تصب في خانة الاستدامة البيئية والتنمية المستدامة والبحث عن البدائل لتقليل استخدام الوقود الأحفوري كاستيراد الماكينات والآليات العاملة على الطاقة الشمسية وغيرها من المشاريع التي يعتبر أبرزها المصنع الأول والأوحد من نوعه في الكويت وهو مصنع الألواح الكهروضوئية «سولارين» المدعوم من الصندوق الوطني للمشاريع الصغيرة.
هل ستتحول الكويت إلى دولة مصدرة ومصنعة للطاقات البديلة، سؤال أجاب عنه المدير العام لمصنع «سولارين» عبدالعزيز الظفيري الذي أكد قدرة الكويت على أن تكون بلدا منتجا ومصدرا لصناعات الطاقة المتجددة، لافتا إلى أن مصنع سولارين الذي أنشئ من تمويل متواضع جدا ليصبح مصنعا منتجا وموردا للسوق المحلية خير دليل على امكانية الكويت للدخول في هذه الصناعات، فالكويت لديها الامكانيات ولديها المورد الطبيعي وهو الشمس، وبالتالي فإن استغلال هذا الامر بشكل مناسب وباستثمارات مناسبة سيجعل منها دولة رائدة في مجال صناعة الطاقات المتجددة سواء تصنيعا أو انتاجا.
وشدد الظفيري على أن الخطوة الأولى تكون بتوطين هذه الصناعات محليا وذلك بإقناع السوق بتبني الطاقات المتجددة سواء في العرض والطلب، لافتا إلى أن المصنع استطاع خلال فترة بسيطة الانتشار في السوق المحلي عبر منتج محلي وبجودة عالية وذلك بهمة وجهود الشباب الكويتي.
وقال إن الصندوق الوطني قد دعم المشروع ليكون الأول والوحيد في الكويت لتصنيع الألواح الكهروضوئية وذلك في عام 2017، حيث بدأ العمل فورا ليبدأ الانتاج في مطلع 2018 بتصنع منتجات عالية الجودة للسوق الكويتي، حيث بلغ حجم الانتاج السنوي 5 ميغاواط، مشيرا إلى أن قدرة المصنع تقدر بانتاج 3 أضعاف هذا الرقم.
وقال ان المصنع يغطي نوعين من الطلب المحلي، وهما طلب المشاريع الكبيرة والجهات الحكومية وطلب السوق، لافتا الى أن الأسواق القريبة والشرق أوسطية كالسعودية والاردن والعراق من الممكن أن تكون أسواقا نشطة للمنتج الكويتي في حال توسع هذه المشاريع.
ولفت إلى أن المواد الأولية لتصنيع الألواح مستوردة من الخارج، إذ لا توجد صناعات متخصصة للطاقة المتجددة في الكويت، آملا خلال السنوات المقبلة إيجاد مصانع وشركات محلية تصنع الخلايا الشمسية وقادرة على امدادنا بالمواد الأولية لتصنيع الألواح الشمسية.
وأكد على الجودة العالية للألواح الشمسية المنتجة من المصنع، حيث يبلغ عمرها الافتراضي 25 سنة ولديها شهادات جودة وشهادات الآداء ما يشير إلى أهمية أن تكتسب الصناعات المحلية ثقة السوق لتزدهر وتنمو.
وقال «كان لدينا حلم محلي تحقق بجهود شباب كويتي وبدعم من الصندوق الوطني واستطعنا ان نوطن هذه الصناعة بمنتج محلي وبجودة عالية بهدف دعم الاستدامة والاستخدام الامثل للطاقة والبحث عن طاقات بديلة».