رحل الشاب المعطاء أحمد هاشم الغربللي عن عالمنا قبل عامين تقريبا، إلا أنه مازال باقيا في نفوس وعقول كل من عرفه وتعامل معه، فقد جمع الكثير من الخصال الكريمة، تنوعت بين التميز العلمي والسمو الأخلاقي، والحماس الإيجابي، فضلا عن انه كان حانيا عطوفا معطاء، مجبولا على فعل الخير تجاه الجميع.
كما كان أحمد الغربللي الناشط في مجال المبادرات الانسانية والاجتماعية والإيجابية مثالا للإلهام ونموذجا للعطاء وعنوانا للرقي والأناقة.
على مدى العامين لم يتوقف أصدقاؤه ومحبوه عن ذكر سيرته العطرة في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ليحتفوا بمناقبه ويسردوا الكثير من المواقف التي تبرز حسن تعامله ورقي أخلاقه، ومدى تميزه وإبداعه، ولم يتوقفوا عن المشاركة في فعاليات وأنشطة خيرية ومجتمعية كان الراحل يحرص على المشاركة في أمثالها.
أما والدته نينون الغربللي فقد عملت جاهدة على ترجمة آلامها ودموعها إلى مصفوفة من الأمل والقوة، وانطلقت في تكريس حياتها لمساعدة الناس تخليدا لذكرى ابنها الغالي.
وفي هذا الإطار، احتشدت الأسرة والأصدقاء من الكويت ومن جميع أنحاء العالم قبل نحو شهر ونصف الشهر في المبادرة العالمية لركوب الدراجات، والتي أقيمت في الكويت تكريما لذكرى أحمد الغربللي، وتعزيزا للجهود الخيرية التي كان يحرص على تبنيها، وتضمنت تلك المبادرة سعيا لرفع الوعي بشأن قضية عمالة الطفل، وسوء معاملة الأطفال والاتجار بالأطفال.
وكان فريق من راكبي الدراجات قد جاب أنحاء من العالم باسم «المعطاء العظيم» نسبة إلى الكنية التي اعتاد الناس تلقيبه بها، بوصفه سالكا لدرب الخير!وحرصا على مواصلة مسيرة العطاء للراحل أحمد الغربللي، أعلنت والدته أنها بصدد إطلاق مؤسسة خيرية في ذكرى رحيل ابنها الغالي، مبينة أنها ستؤسس بناء على مبادراته الخيرية، لاسيما أنه كان حالما وكان يريد لهذا العالم أن يكون أفضل، ودائما ما كان يتحدث عن أهمية الأعمال الطيبة والمشاركة في كثير من المشروعات المجتمعية، وقد عزز ذلك فعلا بالأفعال حيث أسس بضع مبادرات داخل الكويت، من أبرزها «مصحتي دوت كوم» و«أندرستريز دوت آي أو» و«أدليكس»، كما أن جهوده التطوعية أثمرت إنجاز الكثير من المشاريع منها: «انموا» و«صوت الكويت» و«منتدى الحقوق والتقدم الكويتي» و«شرع الكويت»، كما أنه أعطى جهده وماله لتأسيس مشروع «منطقة مي» الحارس للبيئة.
وكان جميع أصدقائه يجلونه بوصفه دافعا لهم، وغبطة منهم لعطائه بلا قيود، لقد أسس بضع مبادرات داخل الكويت، ولعل أبرزها «مصحتي دوت كوم» و«أندرستريز دوت آي أو» و«أدليكس».
كما أن الفقيد دأب على دعم أقرانه بصفة مستمرة وألهم كثيرين بأساسيات ريادة الأعمال، وإدارة التواصل الاجتماعي وإدارة التمويلات، وغير ذلك الكثير.
وأقل ما يقال عنه أنه كان ملهما بحق، فقد كان إنسانيا حق ما يكون.
وقد لعب، المغفور له بإذن الله، أحمد الغربللي دورا نشطا في المساهمة في المجتمع الكويتي، وفي دفعه لإحداث فارق في هذا العالم، وتعزيز التسامح حيث أطلق مبادرات لرفع الوعي بقضايا العمال وجامعي القمامة ودعمهم، كما تطوع مع بعض المنظمات لجعل الكويت مكانا أفضل.
وقد تطوع مع مجموعة صوت الكويت جماعة ضغط مدنية، وكان عضوا بمنتدى الحقوق والتقدم الكويتي، ومؤسس مشارك للحقوق الكويتية.
وقد قضى معظم سنته الأخيرة في بناء حملة «شرع الكويت» لتقنين الأعمال المنزلية، إلى أن انتهى الأمر باعتمادها.
وفي تصريح لها قالت نينون الغربللي: إن ابني أحمد منحني منذ ولادته سعادة وبهجة رائعتين، كيف لا وهو ابني الحبيب، الذي كانت له القدرة على مساعدة الآخرين لإيجاد سعادتهم، وكان متحمسا للغاية لفعل الخير مع الآخرين، كما أنه كان عطوفا يتمتع بخيرية إلهية تفوق حدود تصور وخيال الناس، حيث كان يرغب في تحقيق رؤية عالم يحظى فيه كل شخص بفرصة عيش حياة صحية ومثمرة.
وتوجهت نينون الغربللي إلى المولى عز وجل بالدعاء أن يجازي ابنها أحمد عما قدم من خير، وأن يجعله في ميزان حسناته، لافتة إلى أنهم وبينما يحاولون التغلب على خسارته الفادحة، فإنه من المهم الاستمرار على خطاه والانخراط في مجتمعاتنا ونسعى جاهدين إلى تحسينها.
وأضافت: «إنني أعلم أن أحمد يمكنه أن يسمعني، كون رابطة الحب أبدية ولا يمكن أن تموت»، لافتة إلى أنها كثيرا ما تراه في منامها ودائما ما يرسل إليها برسائله عبرها، رسائل أعدها بسيطة غير انها عميقة على نحو يثير الدهشة، فهو يقول: «أمي! أود منك إحداث تغيير جذري في طريقة حياتك وأن تسعي لمساعدة الفقراء والمطحونين في الحياة، وأود منك أن تحصلي المعرفة والحقيقة والسلام والبهجة.
كما يقول أيضا: «تذكري يا أمي أنه حق أصيل لك أن تحصلي على التحول الروحاني وأنه قد حان الوقت لذلك، فمتى نجحت في مساعيك في اقتفاء السير على دربي، فإنه من المحتمل جدا أن تصبحي أكثر تنويرا، ومن ثم سوف ينقشع عنك حزنك، لتزهر حياتك إلى بعد مختلف».
الراحل أحمد الغربللي في عيون أصدقائه
واصل أصدقاء المغفور له بإذن الله أحمد الغربللي ذكر مآثره ومناقبه في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماع، ومن أقوالهم:
٭ كان محبوبا ومحترما من قبل كل من عرفه. كان شغفه في الحياة هو مساعدة الناس وفاقت قدرته على العطاء كل الوصف، وكان عطاؤه لا حدود له.
٭ كان ذكيا بامتياز، متمتعا بالكفاءة العالية والحيوية والإبداع والموهبة، وكان شغوفا فوق العادة بكل ما كان يقوم به.
وتمثل إبداعه في كل ما يفعله، في أجواء من البهجة والحيوية.
٭ كان أحمد هاشم الغربلي صاحب إطلاق العديد من المبادرات الاجتماعية والمساعي المتعلقة بريادة الأعمال.
فقد أطلق حملة لتشجيع المعاملة الإنسانية والاحترام لعمال النظافة في شوارع الكويت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
٭ كان أحمد هاشم الغربلي شغوفا بحقوق الإنسان، وكان يحب أيضا الضحك والمرح.
وكان يحب الأطفال وكان يتمتع بروح العطاء إلى درجة أنه كان يحب الخير للجميع، مع سعيه الدؤوب إلى تقديم أفضل ما لديه.