- أقول دائما إن صاحب السمو ليس إنساناً معطاءً فقط لكن سموه أيضاً «مبادر في العطاء»اختلاف توقيتات الأعياد المسيحية لأسباب فلكية وليست عقائدية
- الكنيسة تحتفل بـ 5 أعياد وهي الفطر والأضحى والميلاد والقيامة وشهر رمضان بكل أيامه
- ليس لدينا في مصر مسلم ومسيحي وهكذا وجدنا في الكويت والرئيس السيسي يؤكد ذلك
- لن ينال التطرف من الدين الراسخ بالقلوب رغم أحداث العنف وآخرها ما شهدته نيوزيلندا وسريلانكا
- سألت قداسة البابا: هل أصلي من أجل مياه الخليج كما النيل؟.. فرد: «هو انت معقول مبتعملش كده»؟
- لا نوجّه الأقباط نحو الاختيار ونطلب منهم فقط ممارسة حقهم الذي كفله الدستور لهم
حوار أمير زكي
أكد راعي كاتدرائية مارمرقص للأقباط الأرثوذكس القمص بيجول استحقاق صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لقب قائد الإنسانية، موضحا أن الكنيسة نادت بذلك مرات عدة قبل حصول سموه على اللقب، مشيرا الى أن الكويت تستحق أن تكون المركز العالمي للإنسانية.
وأضاف القمص بيجول أن منح مجموعة البنك الدولي سمو أمير الكويت قائد التنمية انطلق من تقدير العالم أجمع ومن البنك الدولي لسموه في دعم السلام والتنمية والمساعدات الإنسانية في المنطقة والعالم أجمع وإسهاماته في استقرار الدول سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، واعترافا بالدور الريادي والمثالي لسموه في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية والشرق الأوسط وعلى مستوى العالم.
وقال القمص بيجول إن العالم يموج بالاضطرابات ولا يخلو من المشكلات، مستدركا أن هذا ليس مرتبطا بفترة زمنية معينة، موضحا أن هذه النزاعات والصدامات أخذت منحى جديدا بالهجوم على دور العبادة.
وأكد أن السياسة لو دخلت في الدين فإنها تفسده، مشيرا الى أنه يدلي بصوته في الانتخابات والاستفتاءات لممارسة حقه كمواطن، لكنه كرجل دين لا يمارس السياسة. وفيما يلي الحديث الذي أدلى به القمص بيجول لـ «الأنباء»:
التطرف لم يعد في بلد دون آخر، والدليل على هذا ما حدث مؤخرا في نيوزيلندا وسريلانكا، فكيف تنظر لمثل هذا التطرف؟ وإلى متى يستمر هذا الغلو والعنف اللذان يدفع ثمنهما أبرياء وأطفال لا ذنب لهم؟
٭ العالم كله يموج بالاضطرابات ولا يخلو من المشاكل، وهذا ليس مرتبطا بمرحلة زمنية معينة، فمنذ بدء الخليقة كانت الجريمة، ففي يوم من الأيام لم يكن في الأرض سوى أخوين هما قابيل وهابيل، وقام الأول بقتل الثاني، ولكن هذه النزاعات والصدامات وإزهاق الأرواح وقتل الأبرياء أخذت منحى جديدا بالهجوم والعنف على دور العبادة «كنائس أو مساجد»، ورغم ذلك لن ينال هذا التطرف ما يخطط له وسيرسخ الدين في القلوب والنفوس.
ويضيف: أستذكر في هذا السياق الوقفة الأبوية والسريعة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عقب سماعه خبر تفجير مسجد الإمام الصادق، حيث إن قلبه سبق قدميه الى المسجد ورأينا سموه جامعا كل شعبه «سني وشيعي» مرددا قوله السامي «هذولا عيالي»، وكانت لفتة إنسانية ليست بجديدة على سمو أمير الإنسانية، وبهذه المناسبة فإن حصول سمو الأمير على «قائد الإنسانية» نادينا به قبل حصوله على هذا اللقب بشهور، مرة في كلمتنا في عيد القيامة، أي قبل اللقب بأربعة شهور، ومرة أخرى قبل حصول سموه على هذا اللقب بثلاثة أشهر وتحديدا في الغبقة السنوية التي أقامتها الكنيسة حينذاك، ونحن نادينا بأن سموه أمير الإنسانية، والكويت تستحق أن تكون المركز العالمي للإنسانية، ايضا فإن منح البنك الدولي سمو الأمير لقب أمير التنمية انطلق من تقدير العالم أجمع ومن البنك الدولي لسموه في دعم السلام والتنمية والمساعدات الإنسانية في المنطقة والعالم أجمع وإسهاماته في استقرار الدول سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واعترافا بالدور الريادي والمثالي لسموه بدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية والشرق الأوسط وعلى مستوى العالم
ويواصل الأنبا بيجول: ازدياد التفجيرات في الآونة الأخيرة واستهداف دور العبادة وغيرها من قبل البعض هو محاولة فاشلة لتحدي الإنسانية ولن يتحقق مرادهم، وان محاولة هؤلاء إيصال رسالة بأن لا أحد في مأمن لن تتحقق، ومحاولتهم بأن يعزف الناس عن ترددهم للصلاة في المساجد والكنائس ستذهب أدراج الرياح.
وفي هذا السياق أود أن أنوه الى أن الكويت في أمان وسلام لأنها بلد آمن بطبيعته وشعبه ليس لديه استعداد بالمطلق لتبني أفكار غريبة، والشعب الكويتي هو شعب طيب وقد ورث طيبة القلب أباً عن جد وهي سمة مميزة للكويت، ولم نر أميرا للكويت إلا ويحمل هذه السمة، وكأنهم يورثون هذه الطيبة لبعضهم بعضا، ونحن محظوظون حاليا بقيادة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ورعايته وتوصياته السامية وحنكته وجهده المبذول وامتداد يده الخيرة الى أوطان كثيرة وشعوب عديدة، فسموه يمد يد العون ويحاول جاهدا الحلحلة والتدخل في أي أزمة، حتى إنني قلت إن سمو الأمير ليس إنسانا معطاء فقط ولكنه أيضا «مبادر في العطاء ولا ينتظر من يطلب ولكن يعطي دون أن يطلب منه، يعطي من منطلق طيبة قلبه ورقة مشاعره وأحاسيسه وانطلاقا من إحساسه بالآخر.
لا أمارس السياسة
كيف تنظر الى العلاقة بين الدين والسياسة؟ وكيف ترد على الاتهامات التي توجه للكنيسة بالتدخل في السياسة من خلال توجيه المسيحيين للمشاركة في الاستحقاقات الأخيرة وآخرها التعديلات الدستورية ومن قبلها الانتخابات الرئاسية؟
٭ الإجابة عن السؤال الأول أوجزها في أن «السياسة لو دخلت في الدين فإنها تفسده، أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فأقول إننا نوجّه شعوبنا للصناديق وليس لتوجه معين، بمعنى أننا نقول لهم انت لك حق الانتخاب، انت مواطن ولك حقوقك، وأنا كرجل دين لا أمارس السياسة ولكنني أمارس حقي كمواطن، أقول رأيي كمواطن وليس كسياسي، نحن نوجه شعوبنا كي نبني بلدنا، وحينما تكون هناك انتخابات رئاسية أو استحقاقات دستورية ندعوهم الى المشاركة دون تقاعس وندعوهم لأن يشاركوا برأيهم دون تدخل في اختياراتهم، ولا نقول لهم صوت لمن أو صوت بنعم أو لا، وبالنظر الى نتائج التعديلات الدستورية نجد أنها أعلنت بنزاهة وظهرت نتائج تشير الى أن هناك شريحة قالت لا، وهذا حقها ولو كانت الدعوة سواء في الكنيسة وغير الكنيسة بالتوجه نحو خيار دون غيره لكانت النتيجة نعم فقط ولكن وجدنا نسبة تقول لا، وبالتالي وكما أن لنا حقوقا فعلينا واجبات ولا يجب أن نطالب بحقوقنا ونحن لا نؤدي واجباتنا، ومن حق بلدنا علينا أن نمد لها أيدينا، ودائما أقول إننا لدينا انتماء لمصر ووفاء للكويت، انتماء لمصر لأنها بلدنا التي قامت بتربيتنا ووفاء للكويت التي فتحت لنا قلبها قبل أرضها واستقبلتنا لدرجة أننا لم نعد ضيوفا ولم نشعر بأننا ضيوف» وإنما نشعر بأنها بلدنا لسماحة أميرها وقائدها وشعبها ونذكر ذلك في كل محافلنا الإقليمية والعالمية.
صلوات الكنيسة لأي رئيس
يقال إن هناك تعاطفا كبيرا ومحبة غامرة من قبل المسيحيين على وجه التحديد للرئيس السيسي، فما سر هذه المحبة؟
٭ أولا أن يتم قصر هذه المحبة على المسيحيين دون غيرهم لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي غير دقيق، فمصر كلها محبة للسيسي، والكتاب المقدس يوصينا على لسان بولس الرسول بأن «تقام طلبات وصلوات وابتهالات لأجل جميع الناس لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله»، ولهذا، نحن نصلي من أجل رئيس البلاد ورئيس حكومتها وقادتها، وكل العاملين فيها ونصلي لأجل أشياء أخرى كثيرة، فنصلي من أجل الزروع ونبات الحقل والمياه والمسافرين والراحلين والمرضى والمحتاجين... الخ.
وفي الكويت مثلا وفي أي دولة نوجد فيها نصلي من أجل رئيس البلد الذي نعيش به وكل قادتها، وأتذكر ذات مرة سألت قداسة البابا هل يمكن أن أصلي من اجل مياه الخليج مثلما أصلي من أجل مياه النيل؟ فكان رد قداسته باستغراب «هو انت معقول مبتعملش كده؟».
اختلاف فلكي وليس عقائدياً
هناك سؤال محير سواء بالنسبة للإخوة المسلمين أو الإخوة الأقباط لماذا الاختلاف في مواعيد وتوقيتات الأعياد، فنجد توقيت الكنيسة الأرثوذكسية غالبا «مختلفا» عن الكنائس الأخرى في الأعياد، فلماذا هذا الاختلاف، وهل تتوقع توحيدا لهذه المناسبات بين مختلف الطوائف المسيحية؟
٭ أود أن أنوه أولا الى انه ليس عندنا في مصر مسلم ومسيحي وهكذا وجدنا في الكويت، وكم سررنا بتوجهات الرئيس السيسي الذي لا يمل من تكرار هذه العبارة الجميلة «أنا رئيس مصري لكل المصريين» وليس عنده مسلم أو مسيحي، أما بالنسبة للأعياد واختلاف توقيتاتها، فهو ليس اختلافا عقائديا وإنما فلكيا، فالمختصون يبحثون في هذا الأمر، ونحن وراءهم فهذا دورنا ولكن تبقى للدارسين والمختصين آراءهم، وفي المجمل الموضوع مطروح للبحث وهناك أبحاث كثيرة مقدمة في هذا الخصوص، ونحن نرحب بأي دراسة دقيقة.
رؤية ميدانية
المسيحيون في الكويت.. كيف تنظر وتقيم أجواء التسامح التي يتمتع بها الشعب الكويتي الكريم والمضياف؟
٭ من يسأل عن المسيحيين في الكويت فليأت وينظر الى مناسباتنا المتنوعة، والموضوع لا يحتاج الى كلام، فقط يحتاج الى رؤية ميدانية، فالكنيسة في ليلة العيد وصباح يوم العيد خير مثال على ذلك، حيث نرى كماً كبيرا من إخواننا الكويتيين والمصريين ومن جنسيات عديدة يحرصون على مشاركتنا في الأعياد ويأتون إلينا للتهنئة بفرح كبير وبهجة ترونها على الوجوه تعبر عما بداخل القلوب، إذ يتدافعون لتقديم التهنئة لنا وما يخرج من القلب يصل الى القلب، وأيضا في ليلة العيد وصباح كل عيد نجد باقات الورود تتدفق علينا.
وأعجبني مانشيت قرأته في إحدى الصحف «وقد اكتست الكنيسة بالورود» وأقول نحن كمسيحيين ليس لدينا عيدان فقط بل لدينا خمسة أعياد نحتفل بها ونفرح لمجيئها وهي عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الميلاد وعيد القيامة، الى جانب عيد يمتد لثلاثين يوما وهو شهر رمضان المبارك، وفي هذا العيد الممتد لثلاثين يوما نحرص فيه على تقديم التهنئة الى سمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الأمين وآل الصباح الكرام وكل إخوتنا شعب الكويت الكريم.
وليس هذا فقط، بل تحرص الكنيسة على إقامة غبقة المحبة في كل عام تحضرها أعداد كبيرة من إخواننا من النواب الأفاضل والسفراء والكويتيين والمصريين وسائر الجنسيات وكل الطوائف المسيحية، ونرى في هذه الغبقة الألفة والمحبة، وأتذكر أنني قلت ذات مرة إنه لو تم تصوير هذه المناسبة من مسقط أفقي فانه يظهر أن الكويت تجمع بجلاء كل الأجناس وكل الطوائف وكل الشعوب، وبالتالي يمكن القول بأن احتفالنا في الكويت دولة الخير والمحبة هو عبارة عن كويت مصغرة تحاكي العالم، ونقول لهم «تعالوا شوفوا الكويت وتعلموا من الكويت وعيشوا بمحبة الكويت واسلكوا سلوك الكويت».
حق رجال الداخلية
ماذا تقول للإخوة المسيحيين المقيمين في الكويت بمناسبة عيد القيامة، ولرجال وزارة الداخلية؟
٭ أقول لهم اهنئوا بالعيد، واشكروا الله الذي أعاد عليكم هذه الأيام بخير ويمن، واشكروا الله على نعمة الأمن في الكويت بأميرها وشعبها واستعدوا لمشاركة إخواننا المسلمين بشهر رمضان المبارك كما شاركونا في عيدنا، ومهما ذكرت من كلمات لا أستطيع أن أوفي رجال وزارة الداخلية حقهم فيما يقومون به من خدمات في كل مناسباتنا، وأشكر جميع قيادات وزارة الداخلية وجميع الجهات الأمنية لما بذلوه من جهود نقدرها ونشكرهم عليها جزيل الشكر.
من أجواء الحوار
امتد اللقاء لأكثر من 90 دقيقة، حيث رحب الأنبا بيجول بجميع الأسئلة المطروحة،
وكان اشد حرصا على الإشادة بالتسامح الذي لمسه ويلمسه جميع الأقباط في الكويت قادة وحكومة وشعبا.
الانتشار الأمني المشكور كان ملموسا حال توجه فريق «الأنباء» للقاء الأنبا بيجول، حيث اغلقت الطرق المؤدية الى موقع الكنيسة.
الأنبا بيجول حرص على مزاح فريق عمل «الأنباء» وحينما سئل عن تخصصه العلمي، أجاب: على ما أعتقد هندسة.