- سيلعب دوراً محورياً في الربط بين جنوب وشمال البلاد وسيؤدي إلى إبراز الكويت كمركز للتجارة العالمية وتحقيق التنمية المتوازنة
- الجسر سيعمل بنظام النقل الذكي وسيقود الكويت نحو المستقبل
- رئيـس وزراء كوريــا: يسعدنــا أن تشـارك الشركـات الكوريـة في أكبـر مشـروع وطني بتاريـخ الكويـت
- نتوقع مستقبلاً مشرقاً مليئاً بالحيوية للكويت وثقتنا تامة بأن رؤيـة «كويت جديـدة 2035» ستحقـق إنجازات رائعة
- بوشهـري: الجسـر أولى لبنـات تطويـر المنطقـة الشماليـة تحقيقاً لرؤيـة صاحـب السمـو لكويـت 2035
- المشـروع أهّل جيـلاً جديـداً مـن المهندسيـن والمهندسـات الكويتييـن بخبـرات غيـر مسبوقـة
تحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، أقيم صباح أمس حفل افتتاح جسر الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه.
هذا، وقد وصل سموه إلى مكان الحفل، حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل وزيرة الأشغال ووزيرة الدولة لشؤون الإسكان د.جنان بوشهري والقائمين على الحفل.
وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ورئيس وزراء جمهورية كوريا لي ناكيون ورئيس مجلس الشيوخ بالجمهورية الفرنسية جيرار لارشيه وكبار المسؤولين بالدولة.
وقد تفضل صاحب السمو الأمير بإزاحة الستار إيذانا بافتتاح المشروع.
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى رئيس وزراء جمهورية كوريا لي ناكيون كلمة بهذه المناسبة قال فيها:
«السلام عليكم.. أخيرا تم افتتاح أطول جسر بحري (جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح) ويسعدني أن أتواجد معكم في هذه اللحظة التاريخية للكويت وأود أن أتقدم بالتهنئة الحارة باسم كوريا الجنوبية حكومة وشعبا إلى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد ـ أمير دولة الكويت، كما أود أن أتقدم بخالص التهنئة لكم وبجزيل الشكر على دعمكم وتشجيعكم المتواصل في تنفيذ هذا المشروع منذ عام 2013.
إنه لمن دواعي سروري أن تشارك الشركات الكورية في أكبر مشروع وطني في تاريخ الكويت وأتقدم بالشكر الجزيل لمن بذل قصارى جهده وطاقته من شركة هيونداي وشركة جيهز للهندسة والمنشآت وغيرها على الاستمرار في العمل الدؤوب طيلة هذه المدة في هذا الجسر الذي يقع على جون الكويت.
وفي هذا الصدد نتوقع مستقبلا مشرقا مليئا بالحيوية للكويت وإننا على ثقة تامة بأن رؤية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد (كويت جديدة 2035) ستحقق إنجازات رائعة مثل ما شاهدناها في هذا المشروع.
وأضاف لي ناكيون أن هذا المشروع استخدم أحدث التقنيات للهندسة المدنية وتقنيات الصديقة للبيئة منذ مرحلة البداية، كما سيتم إدارة الجسر وتشغيله عبر نظام النقل الذكي والذي سيقود بدوره الكويت نحو المستقبل ويدعم اقتصاد المعرفة ويجلب المزيد من الابتكارات والتطورات إلى البلاد.
واعتبارا من اليوم سيلعب الجسر دورا محوريا في الربط بين منطقتين جنوبية وشمالية حيث سيوفر وقتا للعبور يتجاوز الساعة إلى حوالي 20 دقيقة.
وزاد أن كل هذه التغيرات ستسهم في تسريع أعمال إنشاء مدينة جديدة وميناء جديد في منطقة الصبية الشمالية وستؤدي إلى التنمية المتوازنة في البلاد ونمو الاقتصاد بالإضافة إلى إبراز الكويت كمركز للتجارة العالمية.
وكان الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، قد حقق الديموقراطية والتنمية الاقتصادية في نفس الوقت وبالتالي أثق أن جسر (الشيخ جابر) سيعزز سمعة الكويت في المجتمع الدولي.
وأضاف لي ناكيون: إن هذا العام يصادف الذكرى الـ 40 لتأسيس العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، إذ احتفظ البلدان بشراكة قوية وساعدا بعضهما البعض في مراحل صعبة خلال هذه السنوات.
وفي الختام أود أن أعبر عن سعادتي البالغة بالمشاركة في هذه المناسبة وأجدد الشكر لكم جميعا والتهنئة الحارة لدولة الكويت وشعبها الكريم».
تطوير المنطقة الشمالية:
ثم ألقت وزيرة الأشغال ووزيرة الدولة لشؤون الإسكان د. جنان بوشهري كلمة قالت فيها:
يسعدني أن ألتقي معكم مجددا اليوم وفي أقل من عام، وبعد افتتاح مبنى الركاب المخصص لشركة الخطوط الجوية الكويتية (تي 4) لنشهد إنجازا جديدا وندشن معلما كبيرا تحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ولنضيف بذلك أولى لبنات تطوير المنطقة الشمالية وربطها بالمناطق الوسطى والجنوبية تحقيقا لرؤية صاحب السمو لكويت 2035.
وزادت بوشهري: ندشن اليوم جسر الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله وطيب ثراه، مستذكرين بذلك عهدا ومسيرة حافلة بالتقدم والازدهار في مختلف المجالات وقائدا عظيما لتحرير الكويت ولإعادة إعمارها بتكاتف القيادة الحكيمة والشعب الوفي الكريم.
وقالت: صاحب السمو، نبدأ اليوم عهدا جديدا في بناء كويت 2035 تحت رؤية سموكم الكريمة وتوجيهاتكم السامية، واضعين نصب أعيننا تطلعات المواطنين وأمانيهم لحياة أفضل ملتزمين ببناء غد أفضل لمستقبل أجيالنا مستمدين في ذلك روح الإنجاز من حياة الآباء والأجداد الذين أفنوا حياتهم في وضع أسس الدولة وقواعدها.
لقد كانت توصيات سموكم الدائمة الاهتمام بالعنصر الوطني والاستثمار به لاسيما فئة الشباب وهو ما نفخر به اليوم فعلا فهذا المشروع ذو الجدوى الاقتصادية الكبيرة حقق لنا ما هو أهم، حقق جيلا جديدا من المهندسين والمهندسات الكويتيين ممن اكتسبوا خبرات غير مسبوقة في بناء الجسور والإنشاءات البحرية وهم كوكبة رأينا فيهم الإصرار والعزيمة وحب الوطن والإخلاص له ولسموكم، فلهم مني الاحترام الكبير على ما أبدوه من تفان والشكر الجزيل على همتهم.
تبادل المصالح
وزادت الوزيرة د.جنان بوشهري: إن شراكتنا مع جمهورية كوريا الجنوبية الصديقة تعكس تطورا ملحوظا في العلاقات بين البلدين على المستوى السياسي والاقتصادي تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، فقد ساهمت الشركات الكورية منذ السبعينيات في تشييد البنية التحتية وإقامة الطرق السريعة والجسور وبالأمس القريب دشنا مع شريكنا الكوري تشغيل وإدارة مبنى الركاب المخصص للخطوط الجوية الكويتية (تي 4) واليوم نفتتح مشروع جسر جابر الأحمد، علاوة على ذلك مشروع مدينة جنوب سعد العبدالله الإسكاني القائم على الشراكة ما بين الحكومتين الكويتية والكورية.
وتم عرض فيلم توضيحي عن مشروع الجسر، وتم تقديم هدية تذكارية إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد بهذه المناسبة.
هذا وقد تفضل سموه بتكريم ذوي شهداء الواجب الشهيد م. يوسف تقي والشهيد حسن علي ميرزا رحمهما الله.
وقد غادر سموه مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتقدير.
أرقام من الجسر
ويحمل افتتاح جسر جابر دلالات اقتصادية وتنموية ليتحول إلى طريق يربط الحاضر برؤية (كويت جديدة) فضلا عن كونه احد أهم المشاريع العملاقة المدرجة ضمن خطة الدولة التنموية.
ويسهم جسر الشيخ جابر في اختصار المسافة بين مدينة الكويت العاصمة ومنطقة الصبية من 104 كيلومترات تقطعها المركبات في نحو 90 دقيقة إلى نحو 37.5 كيلومترات أي أقل من 30 دقيقة.
ويبدأ الجسر من تقاطع الغزالي السريع مع شارع جمال عبدالناصر حتى طريق الصبية السريع إلى مدينة الصبية الجديدة بالجانب الشمالي للجون.
وبدأت أعمال التنفيذ في 3 نوفمبر 2013 وينقسم إلى جزأين الأول رئيسي (وصلة الصبية) بتكلفة 738 مليون دينار (نحو 2.4 مليار دولار) ويشمل إنشاء جسر طوله 27 كيلومترا بارتفاع منخفض مع جسر رئيسي مرتفع عبر الممر الملاحي بفراغ ملاحي عرضه 120 مترا وارتفاع 23 مترا لمرور السفن إلى ميناء الدوحة الكويتي بعمر افتراضي قدره 100 عام.
ويتضمن الجزء الثاني طريقا بريا (وصلة الدوحة) طوله 4.7 كيلومترات ويشمل خمسة جسور علوية بطول 725 مترا وجسرا بحريا طوله 7.7 كيلومترات ويشمل ثلاث حارات مرورية وحارة للأمان في كل اتجاه بتكلفة 165.7 مليون دينار (نحو 544 مليون دولار).
ويبدأ الجسر البحري من ميناء الشويخ (المنطقة الحرة) ويعبر جون الكويت غربا ويمر بجانب جزيرة أم النمل ليصل إلى منطقة الدوحة ثم يربط بطريق الدوحة السريع.
وتم بناء الجسر فوق أكثر من 1500 دعامة عرض الواحدة منها نحو ثلاثة أمتار وثبت بعضها على عمق 72 مترا في قاع البحر ويتراوح ارتفاعه عن سطح البحر ما بين 9 أمتار و23 مترا.
ويتضمن المشروع أيضا إنشاء جزيرتين اصطناعيتين الأولى قرب مدينة الكويت والثانية قرب مدينة الصبية لتوفير خدمات الصيانة والطوارئ وحرس السواحل إلى جانب الطريق المؤدية إلى شاطئ الصبية بطول ستة كيلومترات.
ولم يغفل القائمون على المشروع الجانب البيئي حيث يتم تطبيق أفضل التقنيات الإنشائية من أجل حماية البيئة البحرية مع التقيد بالمعايير والأنظمة واللوائح المعتمدة لدى الهيئة العامة للبيئة، كما تم إجراء دراسة بيئية متكاملة تحت إشراف الهيئة.
وشملت الدراسة إنشاء مشروع تعويض بيئي متكامل للشعب المرجانية بالمنطقة ومستوطنات الربيان والأحياء البحرية التي تساعد على مرور التيارات المائية فيها ومصنعة من مواد ليس لها أي تأثير على البيئة البحرية وتم إنشاء هذه المستوطنات ونقل هذه الأحياء إلى موطنها الجديد.
وتضمنت الدراسة كذلك التركيز على العوامل المؤثرة على البيئة المحيطة حيث يتم أخذ قياسات تراكيز الغازات في الجو والتحاليل البيولوجية للكائنات الدقيقة في مياه البحر من قبل مختبرات حكومية معتمدة.
ويحمل الجسر العديد من الدلالات أولاها أنه يصل مدينة الكويت بالصبية أو مشروع (مدينة الحرير) ليتجاوز مفهوم الطريق الموصل بين موقعين جغرافيين الى طريق يربط مدينة الكويت بكويت المستقبل أو (كويت جديدة) في حين تتمثل الدلالة الثانية بالشوط الكبير الذي قطعته الكويت في مجال التنمية بعد تسع سنوات من إطلاق أولى خططها.
وتتلخص ثالث دلالات هذا المشروع في دخول الكويت في المنافسة العالمية من جديد من خلال تحقيق أرقام عالمية في مجال التنمية الاقتصادية وتشييد البنى التحتية والتفوق على العديد من دول العالم في مشاريع فريدة وعملاقة حيث يعد الجسر رابع أطول جسر بحري في العالم بحسب هيئة الطرق الكويتية وشيد وفقا لأحدث وأفضل المواصفات والمعايير العالمية.
أما الدلالة الرابعة فيمكن تلخيصها بالجهود الكبيرة التي تقوم بها البلاد في تعزيز موقعها على خريطة التنافسية العالمية لجذب الاستثمارات الأجنبية وذلك تحقيقا لركيزة الاقتصاد المتنوع المستدام في خطة التنمية التي تسعى من خلالها البلاد إلى تحسين بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالتجارة وتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط.
ويشكل التزامن بين تدشين (جسر الشيخ جابر) وتأسيس جهاز تطوير مدينة الحرير (الصبية) و(جزيرة بوبيان) الدلالة الخامسة لأهمية هذا المشروع لتتكامل الصورة التنموية والهيكلية لـ(كويت جديدة) كمركز مالي وتجاري إقليمي.
ويمتد المشروع من (ميناء الشويخ) مرورا بجسر جابر إلى مدينة الصبية إلى طريق الحرير العالمي لتتلاقى رؤية الكويت جديدة بـ(مبادرة الحزام والطريق) الصينية، علما بأن الجسور البحرية الثلاثة الأكثر طولا في العالم تقع جميعها في الصين.
ويؤدي مشروع (جسر جابر) دورا محوريا في استكمال رؤية الكويت الجديدة 2035 إذ يعد من المشاريع الكبرى التي تعول عليها الدولة في إحداث النهضة المنشودة بالمنطقة الشمالية والمتضمنة إنشاء مدن سكنية ومناطق استثمارية من شأنها خلق مصادر بديلة للدخل.
11 محطة تحويل كهربائية تغذي مشروع جسر جابر
دارين العلي
قال الوكيل المساعد لقطاع شبكات التوزيع في وزارة الكهرباء والماء م.مطلق العتيبي إن جسر الشيخ جابر الأحمد الذي يعتبر أحد أكبر الجسور في العالم، والذي افتتح أمس يستهلك حوالي 12 ميغاوات من الكهرباء يوميا.
وأشار في تصريح صحافي إلى أن الجسر تتم تغذيته عبر 11 محطة كهرباء من فئة «11 كيلوفولت» 5 منها محطات أرضية، و6 محطات داخل الجسر، منوها إلى أن الوزارة حرصت على إنجاز تلك المحطات في مواعيدها دون تأخير وتذليل كل العوائق من خلال التعاون بين كافة الجهات المشاركة في هذا المشروع العملاق الذي من شأنه أن يخدم مدينة الحرير المستقبلية.
ولفت الى انه تم تنفيذ الشبكة الكهربائية للجسر بالتنسيق مع الأشغال والهيئة العامة للطرق والنقل البري خلال السنتين الأخيرتين من عمر الإنشاء في مشروع الجسر.
جزيرتان اصطناعيتان مساحة كل منهما 280 ألف متر
فرج ناصر
قال رئيس مجلس ادارة هيئة الطرق والنقل البري بالإنابة م.سعود النقي، إن مشروع جسر الشيخ جابر- طيب الله ثراه- يأتي في إطار الخطة التنموية المتكاملة للبلاد.
وأكد النقي أن المشروع يعد بوابة التنمية الجديدة للبلاد، مضيفا أن جسر الشيخ جابر- طيب الله ثراه- «هو الشريان الذي سيربط مدينتي الكويتي بالحرير» التي تعتبر مركزا ماليا وتجاريا مستقبليا.
من جانبها، قالت مديرة مشروع جسر الشيخ جابر م.مي المسعد إن الجسر يختصر المسافة والزمن بين مدينتي الكويت والصبية (الحرير) من ساعة ونصف إلى 20 دقيقة.
وأضافت المسعد أن المشروع يبدأ من تقاطع طريق الغزالي السريع مع طريق جمال عبدالناصر عند ميناء الشويخ حتى طريق الصبية السريع إلى مدينة الحرير.
وأكدت أنه يشتمل على جزيرتين اصطناعيتين الأولى قرب مدينة الكويت بمساحة 280 ألف متر مربع تقريبا والثانية قرب مدينة الصبية بمساحة مماثلة إضافة إلى مبان حكومية تخدم الجسر ومساحات خضراء ومساحات مخصصة للاستثمار المستقبلي.
شهيدا الواجب والتكريم السامي
خــلال كلمتهـا استذكرت الوزيـــرة د. جنان بوشهـــري شهيدي الواجــب م.يوسـف تقي، والسيد حسن ميرزا، رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته، اللذين انتقلا إلى جوار ربهما خلال تأديتهما العمل في المشروع، فكانا مثالا للتضحية من أجل رفعة الوطن وبنائه ونموذجا مشرفــا للمواطن الكويتي.
هذا، وقد تفضل صاحب السمو بتكريم ذوي شهداء الواجب الشهيد م. يوسف تقي والشهيد حسن علي ميرزا، رحمهما الله.