- الميزان التجاري يميل لصالح الكويت لأن الصادرات الهولندية تشمل صادرات زراعية وصناعات خفيفة فقط
- تربط الكويت وهولندا علاقات قوية تسير في سياق طيب جداً على المستويين السياسي والاقتصادي
- التقلبات في الشرق الأوسط تقلق الجميع وما يقلق هولندا هو قضايا الإرهاب وعودة المقاتلين الأجانب
لاهاي - زينة زريق
شكّل المنتدى العالمي لثقافة السلام الذي نظمته مؤسسة عبدالعزيز البابطين الثقافية في هولندا، وتحديدا في لاهاي مؤخرا، اضافة مميزة لجهود الكويت في المجال الثقافي والتراثي مع الحضارة الغربية عبر حوار حضاري هادف الى ترسيخ اسس ومقومات السلام في عالم يواجه مخاطر الإرهاب والعنصرية. وكان لافتا ما قام به سفيرنا في هولندا عبدالرحمن العتيبي من جهود ومساهمات فاعلة للعمل على إنجاح هذا المنتدى المهم وتكريس علاقاته واتصالاته مع المسؤولين الهولنديين والفعاليات الثقافية في أوروبا لدعم جلسات وأنشطة المنتدى بصورة مكنته من وضعه على قائمة الاهتمامات الثقافية والإعلامية بل والسياسية. سفيرنا في هولندا عبدالرحمن العتيبي، تحدث إلى مندوبي الصحافة المحلية على هامش حفل عشاء أقامه للمشاركين في المنتدى، عن جملة من القضايا السياسية والاقتصادية فضلا عن المنتدى العالمي لثقافة السلام، وسئل السفير عن العلاقات الكويتية - الهولندية وسبل تنميتها وتدعيمها والأوضاع في الشرق الأوسط في ظل التوترات التي يشهدها وما القلق المشترك لكل من أوروبا والعرب. إجابات السفير العتيبي كانت وافية.
فإلى التفاصيل:
ماذا يمكن أن تقول عن المنتدى العالمي لثقافة السلام الذي عايشت تحضيراته وفعالياته وتوصياته أيضا؟
٭ أكد سفيرنا في لاهاي عبدالرحمن العتيبي ان نجاح المنتدى العالمي لثقافة السلام الذي عقدته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين في 13 الجاري ليس نجاحا لمؤسسة البابطين فقط ولكن هو نجاح للكويت، وشدد العتيبي على ان عنوان المنتدى وهو ثقافة السلام جيد جدا، فالأمم والشعوب تزدهر بالسلام وتدمر بالحروب.
وسمعنا عن إقامة هذا المنتدى العام الماضي، وبالتأكيد فإن السفارة لا تألوا جهدا لدعم مثل هذه الفعاليات، وعندما طلبت منا المساعدة، قدمناها على الفور، وقمنا بتوزيع بعض الدعوات وتحديد الأماكن، كما ساهمنا بالدعم اللوجستي لأنه في النهاية عمل ثقافي مهم باسم الكويت.
ونحن سعداء بمخرجات هذا المنتدى، وكلنا شاهدنا أحداثه من إلقاء كلمات تشيد بدور الكويت في تحقيق ثقافة السلام، ودور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في محاولة لم الشمل وتوحيد الصفوف واستخدام الطرق السلمية لحل الخلافات، والنأي عن أي أعمال قد تقود إلى حروب؛ لأن من يدفع ثمن هذه الحروب هي الأجيال.
كيف ترى المشاركة الهولندية في المنتدي؟
٭ حقيقة، الهولنديون كانوا تواقين للمشاركة بمستوى أعلى مما شاركوا به، ولكن ارتباطات وزير الخارجية ووزيرة التعاون الدولي حالت دون مشاركتهما لذلك ارتأوا مشاركة أمين عام وزارة الخارجية الهولندية وهو منصب رفيع في الديبلوماسية الهولندية، ولا شك أن هذه المشاركة تعكس حقيقة ما تكنه هولندا من احترام وتقدير للمنتدى الذي يحمل عنوان ثقافة السلام والجهة المنظمة له والمظلة الكبرى الكويت.
ما هي رؤيتك لمسيرة وتطور العلاقات الكويتية - الهولندية وكيف يمكن تدعيمها؟
٭ العلاقات تشكلت وتأطرت ديبلوماسيا عام 1964 أي بعد 3 سنوات فقط من الاستقلال وهو ما يعكس أهمية كل من الكويت وهولندا ورؤى البلدين التي تتوق الى مزيد من الانفتاح والتعاون بينهما.
وهولندا إحدى دول الاتحاد الأوربي وتربطنا بها علاقات اقتصادية قوية وهذا العام كانت عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، والكويت أيضا عضو غير دائم بالمجلس ولدينا تعاون مشترك في المجلس، والعلاقات تسير في سياق طيب جدا على المستوى السياسي والاقتصادي.
وهناك جوانب أخرى تحتاج إلى دعم مثل التعاون الثقافي، وأيضا في مجال الاستفادة من الخبرات الهولندية والجامعات الهولندية العريقة ذات التخصصات العلمية ونحتاج إلى الخبرات الهولندية في تكنولوجيا المياه والطاقة المتجددة والزراعة، فبالرغم من صغر حجم هولندا الجغرافي فإنها تعتبر ثاني دولة زراعية بالعالم بعد الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يمثل انطباعا كبيرا ويعطي مؤشرا على ما تملكه هولندا من إمكانيات جعلتها تتبوأ هذا الموقع الاقتصادي المرموق والمتقدم على مستوى العالم، فكل هذه جوانب تحتاج إلى بحث سبل كيفية الاستفادة منها.
ماذا عن التبادل التجاري بين البلدين؟
٭ الميزان التجاري لصالح الكويت حقيقة، لأن الصادرات الهولندية تشمل صادرات زراعية وصناعات خفيفة، وهناك تعاون عسكري قادم بإذن الله، وأيضا فإننا نبحث الاستفادة من هولندا في المجال البحري فهي دولة لديها تاريخ طويل بالبحار، وكانت من أكثر الدول التي جابت العالم وصار لها نفوذ دولي بسبب أسطولها البحري، ولديها قدرات بحرية كبيرة، وأيضا لدينا تعاون من خلال محطات الوقود الكويتية التي تعمل عن طريق كي بي اي مؤسسة البترول الدولية، حيث اننا لدينا تقريبا 200 محطة وقود في هولندا، بالأدق 197 محطة، ففي المجمل الميزان التجاري لصالح الكويت بسبب النفط ومشتقاته.
هل تساهم الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين في تدعيم العلاقات؟
٭ آخر زيارة كانت لوزير الخارجية الهولندي للكويت في 14 ديسمبر العام الماضي، ولدينا برنامج طموح، حيث اننا نتمنى ان نضع بداية سبتمبر المقبل برنامج زيارات على مستويات عالية وأيضا على مستويات برلمانية من الجانبين، فهناك دعوة لرئيس مجلس الشيوخ الهولندي بعد تشكيل المجلس في الشهر الجاري وانتخاب رئيس، ونتمنى زيارة رسمية من رئيس مجلس الأمة لمملكة هولندا، والآن في طور تحديد تاريخها وأعتقد انها ستكون في 2020، أما الزيارات على المستوى الوزاري فمازالت في طور الأفكار.
هل هناك تخوف هولندي من الاوضاع المتوترة في الشرق الاوسط؟
٭ التقلبات في الشرق الأوسط تقلق الجميع ليس هولندا فقط، وما يقلق هولندا هو قضايا الإرهاب وعودة المقاتلين الأجانب التابعين لمنظمات إرهابية ويحملون الإقامة أو الجنسية الهولندية، فلديهم تخوف ويحاولون التعاون في مكافحة داعش، ولهم دور كبير في مكافحة الإرهاب ولهم دور في سورية ومحاولة الإرهاب؛ لأنه ينعكس على الدول الأوروبية جميعا ومنها هولندا، فالعالم أصبح مرتبطا بالمصالح، فأي قضية أمنية تحدث في المنطقة توترات لا شك انها تستدعي الحذر والقلق الهولندي وباقي دول الاتحاد الأوربي.
كيف ترى مشكلة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي؟
٭ هولندا أعلنت رسميا انها مع موقف الاتحاد الأوروبي والاتفاق على خروج بريطانيا من الاتحاد فلا يمكن لهولندا ان تشذ، وأعلنتها صراحة هناك اتفاق ولابد ان يمضي لكن الآن الكرة في مرمى بريطانيا، فبعد استقالة رئيسة الوزراء البريطانية الكل يترقب هل ستمضي في الاتفاق ام هناك موقف جديد، لكن عامة الموقف في هولندا هو موقف الاتحاد الأوروبي.