أكدت مبرة «خير الكويت» في بيان لها أن الزيارة التي قام بها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أخيرا إلى العراق ذات دلالة كبيرة ومغزى ورسالة يجب أن تستوعبها جميع قطاعات مؤسسات المجتمع المدني بالكويت، خصوصا قطاع العمل الخيري والإنساني انطلاقا من كون الزيارة ذات صبغة إنسانية في المقام الأول
وقال رئيس مجلس إدارة المبرة ناصر العيار هذه الزيارة تعتبر الأولى من نوعها منذ تولي صاحب السمو مقاليد الحكم في البلاد لكون الزيارة السابقة قد تمت في إطار اجتماع القمة العربية في مارس من العام 2012 والتي انعقدت في العاصمة العراقية «بغداد»، ولذا فهي تتسم بخصوصية أكبر تتمثل في تأكيد تجاوز الكويت كدولة للآثار النفسية المؤلمة لدى الكويتيين والتي تسبب فيها الاحتلال الصدامي الغاشم وذلك انطلاقا من وحدة الدم والمصير وصلة القربى والمودة التي تربط بين الشعبين الشقيقين والتي لا يمكن بحال أن تنال منها أي أفعال يقترفها البعض تجاوزا على هذه الحالة الخاصة في العلاقة.
وأضاف العيار أن صاحب السمو ضرب أروع المثل في نبل العطاء للأشقاء العراقيين من خلال مبادرات إنسانية عديدة باسم الكويت كما كان في طليعة المتجاوبين مع أي نداءات أو مناشدات إنسانية من شأنها أن تساعد المحتاجين وتغيث الملهوفين وتسهم في تنمية المدن العراقية وساكنيها وذلك عن طريق الحكومة الكويتية أو من خلال جمعية الهلال الأحمر الكويتي أو عبر منظمة المدن العربية التي أنشأت بمبادرة كويتية العام 1967 وتتخذ من الكويت مقرا لها منذ ذلك العام والتي استمرت في أداء دورها حتى خلال فترة الاحتلال.. وكل هذا كان أحد المقومات التي جعلت أرفع منظمة دولية وهي الأمم المتحدة تمنح صاحب السمو، حفظه الله، لقبا أمميا غير مسبوق البتة وهو «قائد العمل الإنساني» فضلا عن اعتبار الكويت مركزا عالميا للعمل الإنساني.
وتابع العيار بالقول: وقد انسجمت المؤسسات الخيرية في الكويت مع هذا التوجه وكان لها دور لا ينكر في دعم الأشقاء في العراق وهذا الدور نرى في مبرة «خير الكويت» ضرورة تعاظمه في المرحلة المقبلة تلقفا للرسالة الأميرية السامية وتناغما وتفاعلا معها لأننا على قناعة تامة بأن الأشقاء العراقيين هم الأولى بدعمنا لأن أي دعم يصب في استقرار العراق إنما يصب في مصلحتهما أيضا.. وكلما كان العراق مستقرا كان لذلك أثره الإيجابي على الكويت ويجب ألا تؤثر فينا أي انتقادات توجه من هنا أو هناك، فالهدف الذي نسعى إليه نبيل والغاية شريفة والوسيلة مشروعة، ونتمنى من المؤسسات الخيرية الكويتية أن تجعل من العام المقبل 2020 عاما لدعم الأشقاء في العراق إنسانيا، ونأمل أن نشرع في الإعداد لذلك من الآن.
واختتم العيار بيان المبرة قائلا: كما لابد من الإشارة إلى أن الزيارة السامية تأتي في ظروف إقليمية بالغة الدقة، فالمنطقة تغلي والأحداث تنذر بإمكانية نشوب حرب، ومثل هذه الأجواء تستدعي منا جميعا الانتباه والحذر ودعم جبهتنا الداخلية، وما دعونا إليه يمثل احدى الوسائل المهمة في دعم الجبهة الداخلية التي يجب بالوحدة الوطنية ودعم الأشقاء في العراق تحت راية هذه الوحدة.