- الخشتي: زيارة الطبيب قد تخفف كثيراً من المشاكل التي نمر بها ويمكن أن تحدّ من نسبة الجرائم والحوادث التي تقع بسبب حالات نفسية
- المتروك: أرى وجوب مراجعة الاستشاري النفسي بين الفترة والأخرى لتخفيف ما نتعرض له من ضغوطات الحياة من دون أي إحراج
- عبدالحميد: يجب أن تكون هناك حملات ترويجية وإعلانات وندوات توعوية بخصوص هذا الموضوع الذي ما زلنا نعاني الخجل منه حتى الآن
- الماجد: يجب زيارته بشكل روتيني لأننا جميعاً نمر بضغوطات نفسية يومية من العمل وفي المنزل من العائلة والأولاد وفي الشارع من الأشخاص الذين نواجههم
ندى أبو نصر
في هذه الأيام تزداد ضغوط الحياة، ولعل الكثيرين منا بحاجة إلى ما يخفف ولو شيئا بسيطا مما نتعرض له من تلك الضغوط والأعباء التي نواجهها في معظم الأوقات والمواقف، ورغم أن هناك فئة متخصصة في متابعة الحالة النفسية وتقديم العلاج المناسب بأسلوب علمي ومدروس ليعطي كل حالة على حدة فيخفف من معاناتها سواء من خلال تقديم بعض النصائح والإرشادات أو من خلال بعض الطرق العلاجية المتبعة، إلا أن المواقف الخاطئة مازالت ماثلة لدى الكثير من الناس حول زيارة الطبيب النفسي حينما يحتاج المرء الى ذلك فيسعى المريض جاهدا الى انكار زيارته للطبيب خوفا لما قد يجر ذلك عليه من عواقب سلبية يمكن ان تؤثر على سمعته في المجتمع الذي قد ينعته بالمجنون، رغم ان حياتنا اصبحت مكتظة بالمشاكل والضغوطات اليومية ولربما الكثير من يعانون من ازمات نفسية لكنهم يرفضون الاعتراف بذلك لتجنب زيارة الطبيب الذي يعتبر في نظرهم بصمة عار اجتماعية فتزداد وطأة المريض ليصبح شفاؤه مستعصيا.
وكما نعرف جميعا ان النفس السليمة تنعكس على الجسد السليم، وان الاعتلال النفسي يولد مشاكل جسدية كثيرة، لأن الانسان كائن حساس بطبعه ولا بد على كل إنسان من وقت لآخر من استشارة مختص او طبيب نفسي للبقاء سليما بما يخفف تدريجيا من الضغوطات التي تواجهه كل يوم ولتفادي تراكمها لان العلاج النفسي بمختلف تشعباته من شأنه ان يحافظ على النفسية مرتاحة بمعنويات عالية منعا من تراكم الضغوطات ليتقبل وضعه ويثابر في المضي قدما ويحقق تصالحه مع ذاته.
وعن هذا الموضوع جالت «الأنباء» لمعرفة آراء بعض المواطنين للتعرف على نظرتهم حول زيارة الطبيب النفسي وكيفية محاولة تغيير النظرة الخاطئة في مجتمعاتنا تجاهها لتكون زيارة الطبيب النفسي زيارة روتينية مثل زيارة اي طبيب وفيما يلي بعض الآراء:
في البداية، اعتبرت عبير الماجد أن الكثير من المجتمعات العربية لاتزال متأخرة كثيرا في هذا المجال ويعتبرون من يقصد الطبيب النفسي مجنونا، ولهذا اغلب الناس تتراجع عن زيارة الطبيب النفسي خوفا من النظرة المجتمعية السلبية له على الرغم من ان الطبيب النفسي حاله حال اي طبيب آخر كطبيب الباطنية أو الجراحة أو الأسنان او العيون وغيرها من التخصصات، ويجب زيارته بشكل روتيني لأننا جميعنا نمر بضغوطات نفسية يومية من العمل من المنزل من العائلة ومن الأولاد ومن الشارع والأشخاص الذين نواجههم كل يوم ونتعامل معهم، فهم يؤثرون على نفسيتنا بشكل سلبي، ولهذا يجب عدم التردد في اللجوء الى طبيب او استشاري نفسي لكي لا تؤثر تلك الضغوطات التي نمر بها علينا أكثر، والتي اذا لم تعالج فستؤثر سلبا على المجتمع ككل، فأكثر الجرائم في العالم والمشاكل بين الشباب هي مشاكل تعود لأسباب نفسية.
ضرورة وروتين
من جانبها، قالت سارة المتروك انه ليس فقط المريض النفسي الذي عليه الذهاب للطبيب النفسي ويجب ان تكون نظرة المجتمع مغايرة لهذا الموضوع، وان تكون زيارة الطبيب النفسي ضرورة لكل شخص وبشكل روتيني وان نتوقف عن الخجل من الحديث عن هذا الموضوع، وعلينا أن نتحرر من هذه القيود وان يصبح عند الشخص قناعة تامة بأنه يجب مراجعة الاستشاري النفسي بين الفترة والأخرى من دون اي حرج.
حملات توعوية
أما عبدالعزيز عبدالحميد فقال: ان زيارة الطبيب أو الأخصائي النفسي لها فوائد كبيرة في تخفيف الضغوطات التي نمر بها، وخصوصا المشاكل التي نراها الآن في الكويت والعالم، وعند جميع الفئات وخاصة الشباب حيث تؤثر الضغوطات النفسية التي يمرون بها عليهم بشكل واضح، ويجب ان تكون هناك حملات ترويجية وإعلانات وندوات توعوية بخصوص هذا الموضوع الذي ما زلنا نعاني من الخجل منه حتى الآن.
زيارة عادية
بدورها، قالت عذاري الخشتي: ان زيارة الطبيب النفسي فكرة جيدة ولكن للأسف هناك من يؤيد زيارة الطبيب النفسي والبعض يعارض، ويجب ان تركز وسائل الاعلام كثيرا على الفيديوهات التوعوية والإعلانات والإرشادات التي تحث الجميع على زيارة الطبيب النفسي، وان يعتادوا على هذا الشيء وان يكون الموضوع روتينيا وطبيعيا مثل زيارة اي طبيب آخر، فهذه الزيارات تخفف كثيرا من المشاكل التي نمر بها، وتخفف من نسبة الجرائم والحوادث التي تحصل والتي اغلبها نتيجة حالات نفسية لم تتم معالجتها منذ البداية بسبب بعض الضغوطات الكثيرة التي تزداد وتتفاقم حتى تتحول إلى مشكلات يصعب التعامل معها بسهولة.
المتخصصة في مفهوم الذات والفاعلية الذاتية أوضحت أن الأطباء النفسيين أيضاً يتعرضون للضغوطات ويذهبون إلى زملائهم للعلاج
الخالدي: كثيرون يفضلون الطبيب الأجنبي ليبقى الأمر سراً
قالت المتخصصة في مفهوم الذات والفاعلية الذاتية د.نادية الخالدي ان هناك خللا في عقل الانسان والبرمجة التي اعتدنا عليها في مجتمعنا، وأن نكون ضمن قوالب معينة، وإذا تغير القالب يصبح عند الانسان قلقا وتوترا، فكل انسان تعلم ان يعيش في قالبه الخاص، والقالب لا يوجد فيه وعي بالنسبة لزيارة الطبيب النفسي وان كل شخص يرى ان لديه مشكلة يجب ان يتخلص منها كأن يكون عصبيا وعليه ان يتخلص من عصبيته، او ان يدرك ان هذه العصبية تحتاج إلى «كونترول» ولكن للأسف مجتمعاتنا مازالت تعاني من الخجل من الذهاب للطبيب النفسي او الحديث عن هذه الزيارة، ولهذا هناك الكثير من الناس الذين يفضلون الذهاب الى اطباء اجانب ليظل الموضوع سريا وليكون بعيدا عن البيئة الكويتية، وهذا شيء خاطئ لان الطبيب ابن بيئتك يستطيع معالجتك بشكل افضل، بينما الطبيب الذي من غير بيئتك سيكون لديه قصور كبير في المعالجة لان ليس لديه الوعي الكامل عن البيئة التي تعيش فيها، مهما وصفت له الحالة.
وأضافت الخالدي: حتى بالنسبة للطلبة الذين يدرسون علم النفس او الطب النفسي في بلد اجنبي لا انصح بهذا الشيء لان الحالات او الأمراض التي يرونها ويتابعونها تكون بعيدة عن الحالات الموجودة في بيئتنا الحقيقية، فالدراسة في بيئتنا ومجتمعاتنا العربية افضل.
وبينت أنه على الرغم من النظرة العامة للموضوع وان الاغلب لديهم القلق والتوتر من زيارة الطبيب النفسي وان زيارته تسبب لهم القلق اكثر من المعالجة على الرغم من انهم في حالة الانفلونزا يذهبون للطبيب، ونفس الشيء يجب أن يكون في الحالة النفسية فالإنسان يقلق ويتعب ويحزن ويشعر في الهلع، وهذه أشياء طبيعية ونحن كأطباء نفسيين نمرض نفسيا ونكتئب وربما اكثر من الآخرين، لأننا نستقبل الكثير من الحالات ولهذا نذهب الى طبيب آخر لنخفف من الضغوطات التي نواجهها مثلنا مثل باقي الناس.
وشددت الخالدي على ضرورة الذهاب شهريا الى طبيب نفسي مثل طبيب العائلة ليتابع حالتك ويجعلك تتخلص من القلق ويساعدك بأن تقوم بالتصفية الذهنية والعقلية والحوار السقراطي، ولو أن كل انسان فينا يذهب بشكل روتيني كل شهر للطبيب النفسي مثلما يذهب إلى الصالون فقط للاسترخاء، فسنصل لمرحلة ان نتخطى الآلام والأمراض النفسية، فجميعنا نحتاج الى رحلة من الاسترخاء والتنمية الذاتية لان كل انسان لديه طاقة مثل السيارة تحتاج إلى الوقود، والإنسان يحتاج الى وقود نفسي وروحي واجتماعي من خلال زيارة المتخصصين والاطباء النفسيين.
وأوضحت ان هناك بعض الناس اصبح لديهم الوعي الكافي بهذا الموضوع ولاحظت هذا من خلال الذين يترددون على العيادة ولكن مازالوا يفضلون ان يكون الموضوع غير معلن.
ونبهت الخالدي من العلاج الدوائي الذي يتبعه اغلب الأشخاص لكي لا يذهبوا للطبيب النفسي، وهذا امر خاطئ لان العلاج الدوائي يجب ان يكون في المرحلة الأخيرة من العلاج وما بعد العلاج الفيزيائي وعند حالة الحاجة فقط.