- عدد كبير من الأشجار والشجيرات يمكن أن يحل مكان «الكونكاربس» كنبتة تجميلية وكل ما يزيد عن حده غير مناسب
- إنشاء وحدة متخصصة لأبحاث تطوير المزروعات التجميلية في السالمية على مساحة 48 ألف متر مربع مقابل البحر
- الكويت تعاني التهديدات البيئية وخطرها على التنوع البيولوجي والكائنات الطبيعية والبيئة البحرية
- نأمل زيادة الحدائق وتخضير الشوارع في مختلف المناطق السكنية وتغيير التركيبة الزراعية فيها
- السدر والزيتون والصفصاف بدائل جيدة لـ «الكونكاربس» ولدينا لائحة كبيرة من الأشجار والشجيرات
أجرت الحوار: دارين العلي
أدخلت شجرة الكونكاربس إلى المشاريع التجميلية في الكويت منذ تسعينيات القرن الماضي، وبدأت تنتشر وتتكاثر في كل بقعة من المناطق السكنية كزراعة تجميلية، إلا أن الأمطار التي سقطت على الكويت خلال موسم الشتاء الماضي وضعت حدا لزراعة هذه الشجرة بعد إعلان المجلس الأعلى للبيئة بمن يمثله من جهات في الدولة بوقف زراعة هذه الشجرة الى حين عمل المزيد من الدراسات وإزالتها لمن يرغب بذلك شرط الاستعاضة عنها بالبدائل المناسبة.
عدد كبير من الأشجار والشجيرات تعتبر مناسبة لأجواء الكويت يمكن الاستعاضة بها عن الكونكاربس وفقا للدراسات والتجارب التي أقامها معهد الكويت للأبحاث العلمية على حد قول مديرة برنامج الزراعة والنظم البيئية الصحراوية في المعهد د.ماجدة سليمان، التي تدير مشروع «تصميم وإنشاء مرافق متخصصة لأبحاث تنمية الصحراء وأنشطة التنمية الحضرية» الذي ينفذه المعهد كأحد المبادرات الحكومية الممولة من المجلس الأعلى للتخطيط.
«الأنباء» التقت مديرة المشروع د.ماجدة سليمان التي تحدثت عن أهمية المشروع وحجم الإنجاز، لافتة إلى أن هناك ما يقارب الـ 130 نوعا مناسبا من النباتات يمكن ان ينمو ويستمر في البلاد وقادر على تحمل الاجواء المناخية فيه، حيث يمكن استخدامه كزراعات تجميلية في المناطق السكنية والحدائق.
وقالت د.سليمان ان التصحر يسيطر على نحو 80% من المساحة العامة، فالبلاد بحاجة لمزيد من المناطق المحمية متحدثة عن نشاطات بنك البذور وبنك إعادة التأهيل والذي يهدف لإكثار النباتات والاستفادة من بذورها، وفيما يلي التفاصيل:
بداية حدثينا عن المشروع الوطني الذي تقومون بتنفيذه مع «التخطيط» كمبادرة حكومية؟
٭ لقد وضع اقتراح مشروع تصميم وإنشاء مرافق متخصصة لأبحاث تنمية الصحراء وأنشطة التنمية الحضرية والذي بدأ العمل به في العام 2010 بهدف إنشاء وحدة متخصصة لأبحاث تطوير المزروعات التجميلية في مدينة السالمية على مساحة حوالي 48 الف متر مربع مقابل البحر، بهدف ايجاد نماذج مختلفة للمزروعات التجميلية بأقل تكلفة اقتصادية وبيئية حيث يعمل المشروع كمنصة لتعزيز الأبحاث، وإبراز النباتات الفطرية والصحراوية، والنباتات الحضرية الملائمة لظروف الكويت المناخية، وتعزيز تكنولوجيا التصميم المناظري المستدام وبالتالي يعمل كنواة للثقافة والتوعية العامة، وتماشيا مع رؤية الدولة 2035 قام معهد الكويت للأبحاث العلمية بوضع الخطة الاستراتيجية الثامنة التي تعزز «رؤية الكويت 2035» وفي اطارها قام برنامج الزراعة والنظم البيئية الصحراوية بتفعيل تلك الخطة من خلال وضع خارطة عمل أحد مساعيها تحسين وتنمية المزروعات التجميلية والمساحات الخضراء، ولذلك تم طرح هذا المشروع في منطقة الشعب البحري بهدف إنشاء وحدة متكاملة لإجراء الأبحاث التطبيقية تسعى إلى تطبيق تقنيات وتكنولوجيا الاستدامة، ويهدف هذا المشروع لتطوير تقنيات ونظم لإدارة وتنمية المزروعات التجميلية والموارد الصحراوية وأنشطة التنمية الحضرية في الكويت تمهيدا لإعداد برامج تقنية لمعالجة المعوقات الزراعية، وضمان نقل المعلومات للمستخدمين والمهتمين ومتخذي القرار في الدولة.
كيف تقيمون اهتمام المعنيين في الدولة بهذا المشروع والمشاريع المشابهة؟
٭ لقد أدرك القائمون في معهد الكويت للأبحاث العلمية والمسؤولون في الدولة بأن الكويت تعاني من التهديدات البيئية التي تشكل خطرا على التنوع البيولوجي والنظم البيئية المحلية، والكائنات الطبيعية والبيئية البحرية، كما أن حماية البيئة وتعزيز التنمية الخضراء تشكل احدى أهم ركائز «رؤية الكويت 2035» والتي تهدف الى دفع عجلة التنمية الاقتصادية بطريقة مستدامة للبيئة من خلال استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة عالية وتنفيذ التشريعات البيئية بصرامة، وتطوير مشاريع مستقبلية ضخمة ذات أهمية وطنية كبيرة لتطبيق افضل ممارسات المعاير البيئية المستدامة وحماية الانظمة البيئية. ولإنجاز تلك الرؤية وتطبيق التشريعات، وظفت الحكومة جميع معاهدها وهيئاتها لطرح إطار عمل وخطط التعاون مع القطاع الخاص لغرس نماذج وقوانين بيئية مستدامة.
متنفس بيئي
وما أبرز أهداف هذا المشروع وإلى ماذا تسعى الدولة من خلاله؟
٭ تتمثل أهداف هذا المشروع في تعزيز تكنولوجيا المناظر الطبيعية، وإنشاء برامج متخصصة للدراسات البحثية، من خلال إنشاء مركز للبحوث والزوار، ومشتل نموذجي، ومراكز ثقافية وتعليمية صغيرة منتشرة على كل المشروع، كذلك يسعى إلى توعية المجتمع والاسهام في حث أفراد المجتمع على الاستخدام المستدام للموارد البيئية، إضافة إلى ذلك يعمل المشروع على تطبيق المعاير البيئية المستدامة من خلال العمارة الخضراء، كما أنه يوفر متنفسا بيئيا لا سيما وأنه يقع في أحد أهم المدن الكويتية، ويزود المجتمع بالمعلومات من خلال المراكز والبرامج التوعوية والثقافية. علاوة على ذلك، يسعى المشروع إلى تطوير قطاع الزراعة التجميلية، وتحسين الإنتاج الزراعي، والمحافظة على الموارد الطبيعية، ناهيك عن ذكر الدور الكبير الذي تلعبه هذه الوحدة في مجال التنوع البيئي المدني والصحراوي، وتدريب القوى المحلية والقوى العاملة في مركز الأبحاث. الجدير بالذكر أن هذا المشروع يخدم برامج عديدة في معهد الكويت للأبحاث العلمية من خلال توفير الفرص وورش العمل المحلية والاقليمية والعالمية والمراكز التي يقدمها.
وعلى أرض الواقع ماذا سيغير المشروع بعد الانتهاء منه؟
٭ إن إنشاء هذه الوحدة يزيد من عدد المتنزهات الوطنية كما أن أهدافها ومساعيها تجسد وتعزز الرؤية والاتفاقيات التي وقعتها الكويت وتلبي الحاجة المحلية للزيادة المساحات الخضراء وحماية الموارد الطبيعية والفطرية من خلال الحدائق النموذجية وتطبيق التقنيات والتكنولوجيا المستدامة.
متى سيتم الانتهاء من العمل بالمشروع؟
٭ المشروع يتألف من جزأين، الأول يتعلق بالبنى التحتية والتسوير والحدائق النموذجية والمسرح الخارجي وينتهي نهاية العام الحالي، اما الجزء الثاني الخاص بالمباني الاساسية التي تحوي على المركز البحثي والمعرض ومركز الدراسات، فنحن في طور انهاء اجراءاتها الرسمية واخذ الموافقات الرسمية بشأنها. الجدير بالذكر ان هذه المراكز لن تكون مخصصة للمعهد فقط وانما لكل الجهات المعنية بالدراسات المتخصصة بهذا الشان وكذلك للمدارس والجامعات.
الى اي مدى تساهم هذه المبادرة بزيادة الغطاء النباتي في الدولة؟
٭ هناك العديد من الجهات في الدولة تعمل لزيادة الغطاء النباتي وهذه المبادرة تختلف من حيث نوعية النبات والتقنيات المستخدمة والنتائج المستهدفة في تقليل نسبة المياه والتبريد للنباتات التجميلية، حيث سيتم اختيارها بما يتناسب مع البيئة المحيطة بما يسمح بترشيد الطاقة والمياه.
استغلال الموارد الطبيعية
ما أبرز المواصفات التي تميز هذا المشروع؟
٭ الهدف الرئيسي لدينا من خلال هذا المشروع هو استغلال الموارد الطبيعية استغلالا سليما، سواء من حيث عمارة المباني المكونة من الدور الواحد للمحافظة على المنظر العام وكذلك التي سيتم تصميمها وبناؤها وفق نظام بيئي صحراوي خاص بالمحافظة على البيئة وذلك بهدف التقليل من الاستخدامات الخاطئة للموارد الطبيعية بالإضافة إلى استخدام تقنيات موفرة في تقنيات الري واستخدام عوازل البيوت المحمية وغيرها من الاجراءات المشابهة فنحن نبذل جهودا للعمل في اعلى معايير خاصة بالبيئة ليس فقط بسبب التزاماتنا بالاتفاقيات وانما هدفنا دائما التقليل من الضغط على البيئة.
كيف تقيمون عملكم مع المجلس الاعلى للتخطيط؟
٭ نحن في المعهد لدينا عدد من المبادرات مع المجلس وتتابعها لجنة المبادرات الحكومية برئاسة د.عفاف الناصر التي تنسق مع المجلس ويمكن القول ان التعاون على قدر كبير وفعال لا يشوبه أي خلل.
ما التصور المزمع الحصول عليه من خلال هذه المبادرة؟
٭ نحن نأمل زيادة الحدائق وتخضير الشوارع في مختلف المناطق السكنية باستخدام أساليب مستدامة ونسعى لزيادة التنوع البيولوجي وتغيير التركيبة الزراعية فيها.
زيادة النباتات التجميلية
ماذا تقصدون بتغيير التركيبة الزراعية؟
٭ نحن نقصد أنه لدينا الكثير من النباتات التي تتحمل البيئة والأجواء المناخية في البلاد، الا انه منذ التسعينيات تم الاعتماد على نوع نبات واحد سيطر على المساحة المزروعة في المناطق الحضرية على الرغم من وجود انواع كثيرة مناسبة يمكنها النمو والاستدامة في البلاد وقادرة على تحمل الاجواء المناخية فيها، ونطمح بذلك الى توسيع القاعدة النباتية التجميلية وعدم الاعتماد على نوع واحد وبكميات كبيرة وانما اختيار النبتة المناسبة في المكان الصحيح.
هل تقصدين شجره الكونكاربس بحديثك عن النوع المحدد من النباتات التجميلية؟
٭ نعم الكونكاربس من الاشجار التجميلية الجميلة الشكل والسريعة النمو تم ادخالها الى النظام الزراعي في التسعينيات ولكن اي نوع يزيد عن حده يصبح غير مناسب.
وما البدائل التي يمكن زراعتها بدلا من الكونكاربس؟
٭ بامكاننا استخدام أنواع اخرى مثل السدر والزيتون واحد انواع الصفصاف وغيرها الكثير، فلدينا لائحة كبيرة من الاشجار والشجيرات يمكن ان يتم الاستعاضة بها عن الكونكاربس وهناك انواع موجودة منذ زمن بعيد، ولكن غير معممة على الحدائق.
هناك مناطق جديدة يتم بناؤها حاليا فهل هناك من توصية لتبني هذه المبادرة من قبل الجهات المعنية للزراعات التجملية في هذه المناطق؟
٭ دورنا هو ارسال هذه التوصيات للجهات المعنية التي من شأنها ان تأخذ بها وفق ما تراه مناسبا على ارض الواقع.
هناك مشروع بحثي في المعهد لإنشاء بنك البذور فهل يساهم في تطوير المادة النباتية؟
٭ نعم بالطبع، فإن هدف بنك البذور هو تجميع البذور والمحافظة على المادة النباتية الفطرية وتخزينها، والجدير بالذكر ان عملية التخزين تكون متوسطة وطويلة الأمد بحيث يتم فحص جودتها دوريا للتأكد من حيويتها.
كم تحتاج الكويت لإعادة الغطاء النباتي؟
٭ التصحر يأخذ سنين قليلة نسبيا ولكن اعادة التأهيل تأخذ عقودا، وهذا ما يجب التنبه له ولكن الجيد ان بذور النباتات الفطرية تتخزن في التربة وتبقى حية وتشكل التربة بنك بذور طبيعي ولكن عوامل التعرية في البيئة البرية تفقدنا هذا البنك الطبيعي ولذلك علينا استغلال النباتات التي نجدها طوال السنة ونحن نرصد تلك النباتات ونعرف اين ومتى يكون وقت تجميع بذور كل نبتة وفق برنامج محدد يتعلق بنوع النبات.
%80 من أراضي الكويت يسيطر عليها التصحر ونحتاج لزيادة المناطق المحمية
لدى سؤال د.ماجدة سليمان بوصفها مديرة برنامج الزراعة عما ينقص الكويت لتطوير القطاع الزراعي، قالت إن التصحر في البلاد وصل 80%، وبالتالي قلما نجد نباتات الا في المناطق المحمية، وهذا ما يؤكد بأننا بحاجة الى المزيد من المناطق المحمية لأننا بدأنا نخسر قاعدتنا الجينية النباتية وهذه المشكلة باتت عالمية في ظل التصحر الحاصل بسبب التغير المناخي.
وأضافت: في الكويت هناك العديد من الجهات في الدولة تعمل على زيادة الغطاء الخضري ومنها الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية والهيئة العامة للبيئة والبلدية والمعهد، كما أن هناك خطة عشرينية مع نقطة الارتباط الوطنية ضمن مشاريع التعويضات البيئية حددت عددا من المحميات، وكل هذه تعتبر إجراءات مساعدة ولكننا فعليا نحتاج لاعادة النظر في التعامل مع البيئة فهي ايضا من حق الاجيال القادمة، وعلى الجميع أن يدرك أن المادة النباتية من اهم المواد فهي التي تتحمل التغيرات فلابد من أن نكثف الجهود للمحافظة عليها.