عقد مجلس مديري المنظمة الآسيوية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الآسوساي» اجتماعه الـ 54 في الكويت أمس لبحث إدارة التخطيط الاستراتيجي وتطوير الخطة الاستراتيجية للمنظمة وموضوعات متخصصة.
ويستضيف الاجتماع ديوان المحاسبة على مدى يومين بمشاركة 11 جهازا رقابيا آسيويا، إضافة إلى لجنة التدقيق ممثلة بمحكمة الحسابات التركية، ولجنة الحسابات للرقابة على تنفيذ ميزانية جمهورية كازاخستان، وممثلين عن الأمانة العامة للآسوساي وأعضاء لجنة التدقيق.
وأكد رئيس ديوان المحاسبة بالإنابة عادل الصرعاوي في كلمته الافتتاحية أن الاجتماع يكتسب أهمية بالغة لأنه يأتي قبل انعقاد المؤتمر الدولي
الـ 23 لـ (الإنتوساي) إذ سيتم بحث العديد من الموضوعات والأنشطة من قبل لجان وفرق ومجموعات عمل المنظمة.
وتابع الصرعاوي: لقد أسهمت منظمتنا الدولية (الإنتوساي) بوضع أسس منضبطة لتحقيق المسؤولية الاجتماعية من قبل الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة وأداء دورها المأمول في هذا المجال من خلال ما تضمنه المعيار الصادر عن الانتوساي رقم (12) بعنوان «قيمة ومنافع الأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة - إحداث الفارق في حياة المواطنين»، الأمر الذي يفرض علينا تلمس احتياجات مجتمعاتنا وأصحاب العلاقة من المواطنين وجمعيات النفع العام والإسهام في تحقيق تلك الاحتياجات من خلال زيادة التواصل وبذل المزيد من الجهد والعمل الخلاق، الأمر الذي يحدث الفارق ويظهر الأثر الفاعل في حياة المواطنين، إضافة الى ان المنظمة خطت خطوات فاعلة نحو التميز المهني المستدام من خلال ما تضمنه «إعلان هانوي» الصادر عن الاجتماع الـ 14 للجمعية العامة، وما تضمنه من توصيات وآمال وطموحات تكون نبراسا لخطة عمل المنظمة في الفترة المقبلة، خاصة أنه على أجهزتنا مسؤولية متابعة وتقييم ما تم من إجراءات من قبل حكوماتنا بشأن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والإقرار عن ذلك الأمر، والذي يستلزم إنشاء لجنة أو فريق يختص بذلك، وهو ما اقترحنا إقراره نظرا لأهميته ومواكبة للتطورات والتطلعات الدولية في هذا الشأن.
وأكد الصرعاوي ضرورة إيلاء الاهتمام بالشباب والحرص على تأهيله مهنيا وإداريا لكي يتبوأ الدور المأمول في قيادة أجهزتنا في المستقبل كقادة شباب كأمر تفرضه المسؤولية الاجتماعية علينا نحوهم، وتدعونا إلى الحرص على تحقيقه من خلال خطط طموحه ومشروعات تأهيلية، وفي ديوان المحاسبة حرصنا على تحقيق ذلك بإقامة ملتقى للشباب كل عامين يتم خلاله تنظيم فعاليات وورش عمل وعرض الأفكار والمقترحات التي يرى المشاركون تطبيقها، وتتم دراستها وتنفيذ الممكن منها، وقد حقق الملتقى الأول عام 2017 النجاح المأمول، وتم تنفيذ عدة أفكار ومقترحات قدمت خلاله، ويتم التجهيز حاليا للملتقى الثاني خلال هذا العام 2019، ويسعدنا الترحيب بكم والمشاركة بذلك الحدث الذي يسهم في خلق جيل واعد يتطلع للريادة والقيادة بخبرة وتميز.
وزاد الصرعاوي: إن المهام الجسام الملقاة على عاتق مجلسكم ودوره المحوري في تنفيذ سياسات منظمتنا والمتابعة، والتخطيط المتميز لسياسات وبرامج منظمتنا استشرافا لأحداث المستقبل والاستعداد لها سمة من سمات عملكم الدؤوب ومشاركاتكم البناءة، معبرا عن أمله في أن يستمر ذلك التعاون المتميز، مؤكدا أن هذا الاجتماع قد نجح قبل أن يبدأ من خلال ما تميز به من فعاليات أظهرتها نتائج أعمال اللجان، وكذلك الحرص على تحقيق مزيد من التعاون الفاعل من خلال عقد لقاءات ثنائية بين الأجهزة المشاركة، كما تم التوقيع على مذكرات التفاهم بين بعض الأجهزة الزميلة من جهة ومنظمتنا الآسيوية والعربية من جهة أخرى.
بدوره، قال رئيس منظمة «الآسوساي» دوك فوك هو: ان الاجتماع الـ 14 للجمعية العامة للاسوساي في هانوي كان مثمرا، اذ سجل خطوة الى الأمام تحتسب للمنظمة خلال مسيرة استغرقت 40 عاما، متابعا انها حققت عددا من الإنجازات كونها واحدة من أهم المنظمات الإقليمية التابعة للانتوساي ورائدة في مجال التدقيق الحكومي والحوكمة العامة والابتكار.
وأضاف دوك: ان «الآسوساي» مثال يحتذى في تعزيز سبل التعاون المبنية على التآزر وحل المشكلات التي تواجه الأجهزة الرقابية في هذا العصر لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، موضحا أن الاجتماع سيناقش موضوع إدارة التخطيط الاستراتيجي وتطوير الخطة الاستراتيجية للمنظمة.
وبين دوك ان منظمة «الآسوساي» تهدف بالتعاون مع «الإنتوساي» والمنظمات الإقليمية الأخرى إلى تعزيز تبادل الخبرات، وتعزيز الإجراءات والمعايير، والاهتمام بتدريب مدققي الأجهزة الرقابية، وأن نجاح هذا الاجتماع يأتي كثمرة للتعاون المستمر والبناء بين أعضاء «الآسوساي» ومساهمتهم، منوها بأن استضافة الكويت الثرية بهويتها الثقافية لهذا الحدث تعتبر من العوامل التي تساهم في نجاح أعماله.
وذكر ان الاجتماع ستتم مناقشة الموضوعات المتعلقة بمبادرات أعضاء مجلس المديرين في المنظمة وتوصياتهم الى جانب جهودهم لتبني إعلان هانوي والمتعلق بالتدقيق البيئي والتدقيق على أهداف التنمية المستدامة على المستوى الإقليمي، وتقديم الدعم والمشاركات في جدول أعمال 2030، مضيفا ان المشاركين سيستمعون الى مجلس المديرين بخصوص تنفيذ خطة الاسوساي الاستراتيجية لـ 2016-2021 بما فيها التزكية وغيرها من التوصيات، وذلك لتعزيز أداء «الآسوساي» بصورة اكبر، ويشمل ذلك مشروع بحث الآسوساي لإدارة التخطيط الاستراتيجي، وتجديد مجلة الآسوساي، وتطوير الخطة الاستراتيجية للمنظمة للأعوام 2022 حتى 2027.
وتعتبر «الآسوساي» مجموعة الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة بالدول الآسيوية، وهي إحدى المجموعات الإقليمية لدى المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الإنتوساي».