- الفليج: وجدنا شباباً لديهم إمكانات رائعة وخدمات بلا حدود
- الدوسري: لمست حبـاً كبيراً للعمل التطوعي بـلا مقابل
ليلى الشافعي
تتواجد في الكويت مئات الفرق التطوعية التي تقدم خدمات مجتمعية متنوعة ومتعددة في مختلف المجالات داخل الكويت وخارجها، والتي حاول د.عصام الفليج استكشافها من خلال البرنامج التلفزيوني «أيادي بيضاء»، فوجد فيها مفاجآت عديدة.سنتعرف على البرنامج والمشاركين فيه من خلال هذا اللقاء الذي كان ضيوفنا فيه المعد للبرنامج د.عصام الفليج والمخرج محمد الدوسري واثنان من المتطوعين فيه من فريق البحث والإنقاذ الكويتي التطوعي محمد البكر الطالب بالجامعة الأميركية واحمد مال الله الطالب بالجامعة العربية المفتوحة، فإلى التفاصيل:
في البداية كيف جاءت فكرة البرنامج التلفزيوني «أيادي بيضاء»؟
٭ د.عصام الفليج: بحكم اهتمامي بالعمل الخيري والتطوعي بشكل عام وجدت أن هناك نشاطا اجتماعيا كبيرا من خلال الفرق التطوعية فبدأت بالبحث ووجدت أن هناك أكثر من 180 فريقا تطوعيا تحت مظلة وزارة الشؤون والعدد نفسه تحت مظلة الجمعيات الخيرية وجمعيات النفع العام، فجاءت الفكرة لإبراز هذه الأنشطة التي لا يعرفها كثير من الناس في بلد الإنسانية، ولأن الفكرة هي تشجيع العمل التطوعي الشبابي قدمتها الى قناة الشباب والرياضة فوافق عليها مباشرة مدير القناة مشكورا عادل العنزي، وصورنا 34 حلقة لدورة شهر رمضان وعيد الفطر، وبعد نجاح العمل تم تمديد عمل البرنامج لدورة الصيف وصورنا 68 حلقة أخرى حتى نهاية شهر سبتمبر.
متى انتظم العمل التطوعي؟
٭ د.عصام الفليج: الشباب الكويتي مليء بالطاقة والحيوية والنشاط منذ القدم، وبدأ نشاطه من خلال جمعيات النفع العام، ومع تنوع الأنشطة لم تعد الجمعيات تستوعبها، فكانت المبادرة الرائعة من الشيخة أمثال الأحمد بتأسيس مركز الكويت التطوعي الذي انضوى تحت مظلته العديد من الطاقات والفرق التطوعية، وكان ذلك دافعا لأن تصدر وزارة الشؤون الاجتماعية قانونا خاصا للفرق التطوعية لاستيعاب هذه الطاقات، هذه الطاقات ان لم تشغلها بخير انشغلت بغيره، وكانت ملاذا للعديد من الناس كبارا وصغارا، رجالا ونساء للعمل تحت مظلتها، ووجد الشباب ضالتهم فيها.
أين يتم تصوير البرنامج؟
٭ د.عصام الفليج: تم تصوير جميع الحلقات في 3 ديوانيات كبيرة، وهي ديوان عبدالعزيز الغنام وديوان عبدالعزيز البابطين وديوان بدر العصيمي، والذين فتحوا لنا ديوانياتهم مشكورين طوال هذه الفترة مع كامل خدمات الضيافة والرعاية. وكانت الفكرة ان الديوانية الكويتية هي رمز الاجواء الرمضانية كون الحلقات الاولى كانت في شهر رمضان المبارك ولنجاح التجربة استمررنا بالتصوير فيها.
ما الهدف من اقامة حفل تكريم للفرق؟
٭ د.عصام الفليج: عندما لمست الجهود الكبيرة التي يبذلها أعضاء الفرق التطوعية الذين قابلتهم فكرت بعمل تكريم لهم، وتواصلت مع اتحاد المبرات والجمعيات الخيرية الذين وافقوا مباشرة على الفكرة، وتكفل المحسن الكبير عبدالإله عبدالله العلي المطوع بتكاليف الحفل مشكورا، وتم منح كل فريق التقيناه درعا تقديرية لهم، وكان الحفل برعاية العم خالد العيسى الصالح، كما تم تكريم أصحاب الديوانيات ومدير قناة الشباب والرياضة وتكريم جميع اعضاء الفريق الفني المنفذ للعمل، وجار الاعداد لحفل تكريم للفرق التي التقيتها في الدورة الصيفية وجار البحث عن راع للحفل.
ماذا عن الدعم والتحفيز اللازم للفرق التطوعية؟
٭ عصام الفليج: تفتقد كل الفرق الدعم اللازم، سوى المظلة الرسمية التي تتيح لهم العمل، فهم بحاجة للدعم المالي من الدولة ومن القطاع الخاص، ليس كمكافأة لهم بل لدعم المصروفات التي ينفقونها على أنشطة تخص المجتمع، فهم يحفظون الشباب من التسكع في الطرقات ومضايقة الناس، وهم يقدمون برامج توعوية ودورات تنموية للشباب وهم يتنقلون بسياراتهم الخاصة ويسافرون على حسابهم ويقيمون الملتقيات والبرامج الجماهيرية، وكلها تحتاج دعما ماليا، علما انه توجد هناك الخدمات المجتمعية في النظام الاساسي لمعظم البنوك والشركات الاستثمارية الكبرى وللأسف فهي تصب في برامج محدودة وجهات قليلة جدا، ويعد هذا البرنامج احدى وسائل الدعم الإعلامي لهم، لذا انا اخترت قناة الشباب والرياضة لأن البرنامج موجه لفئة الشباب لأجل ابراز أنشطتهم وجهودهم الكبيرة، ووجدت السعادة عندهم بهذه التغطيات، فشكرا لوزارة الاعلام وشكرا لقناة الشباب والرياضة وأدعو وسائل الإعلام لتشجيعهم.
ما الذي لمسته خلال الالتقاء مع هذه الفرق؟
٭ محمد الدوسري: لمست حبا كبيرا للعمل التطوعي بلا مقابل، لا مال ولا شهرة ولا أي شيء آخر، ووجدت أفكارا رائعة لدى الشباب لم تخطر على بال احد، بل لم تخطر على بال المؤسسات الرسمية، فيها من الابداع والتجديد والعطاء الشيء الكثير، كما لاحظت إقبالا كبيرا على العمل التطوعي من الشباب الكبار ممن تخطوا عمر الخمسين عاما ومن المتقاعدين رجالا ونساء في مختلف المجالات، وبتميز وإبداع لا يقل عن الشباب، مدمجة بالخبرة والحكمة وبعد النظر، ووجدت أعمالا لم تقم بها المؤسسات الحكومية وقام بها شباب كويتيون متطوعون دون أي دعم من أحد، هؤلاء هم شباب الكويت ويستحقون الشكر لمبادراتهم المتنوعة.
ما أبرز الأنشطة للفرق التطوعية؟
٭ محمد الدوسري: هناك أنشطة كثيرة متكررة مثل توزيع وجبات الافطار في رمضان وتوزيع مساعدات ومواد غذائية على اللاجئين السوريين، وتنظيف الشواطئ وغير ذلك، وهناك انشطة فريدة من نوعها مثل الغوص لتنظيف البيئة البحرية الكويتية وهذه فيها جهد كبير جدا وتكاليف مالية، وكذلك انقاذ ومساعدة الناس في البر والبحر والطرق وخلال الأمطار الغزيرة، وهذه الفرق تستعين بها وزارة الداخلية والاطفاء، وهناك فرق لتنظيف الشواطئ من مواد مدفونة تحت الرمال، والتي قد تسبب جروحا للمشاة الحفاة مثل: ميدار مستعمل، اغطية علب حادة، مسامير، وغيرها.
لماذا اهتمت قناة الشباب بإبراز الطاقات الشبابية؟
٭ محمد الدوسري: لكثرة هذه الطاقات بالكويت التي لا نهاية لها يجب الاهتمام بهم والاستفادة من طاقاتهم في خدمة المجتمع، وارى ان لم تهتم وزارة الاعلام بهذه الامور فلن يهتم غيرها، لذا نشكرها، حيث لمست العطاء اللامحدود للشباب الذي يعمل من دون مقابل ويريد خدمة بلده وأهله.
هل هناك تطوير للعمل مستقبلا؟
٭ الدوسري: أي عمل أقوم به اشعر بأنه ابني واخرجه بشكل مميز، وعندما تعاملت مع الفريق كنت في البداية أتعامل معه كمخرج عادي يريد ان يخرجه بصورة جميلة والضيوف جعلوني اشعر بأنني متطوع ولست مخرجا فقط، وانني اعمل معهم، فقمت بالاخراج وأنا سعيد بما كان، أما عن خطط المستقبل فقد طرحت عدة افكار وان شاء الله نقوم بتنفيذها.
لو طلب منكم الاستمرار في حلقات اخرى، هل ستوافقون؟
٭ الدوسري: لن أتأخر عن هذا العمل الانساني، وهناك فرق من كثرة اعمالهم عملناها على اكثر من حلقة، وأعضاء الفريق كانوا سعداء مستمتعين بالتصوير ودائما يسألون: هل سنكمل من حبهم في العمل.
ولماذا اخترتم التصوير في الديوانية؟
٭ الدوسري: الديوانية تمثل المجتمع الكويتي، وهي المرجع الذي يشمل جميع أطياف المجتمع الكويتي.
هل فكرتم في الانتقال بالتصوير الى الميدان؟
٭ نعم نفكر للخروج للميدان وهناك أنشطة فيها انقاذ، عمل ميداني، ونجد بعض الفرق لديها عمل اغاثي في الاردن بمخيمات السوريين، وان شاء الله نفكر في السفر للتواجد في مكان الحدث، حيث نرى ان المساعدات الكويتية تطورت من مساعدات مالية وبناء مساجد ومدارس الى عمل اغاثي انساني كبير، كما اننا وجدنا الخروج الى الصحراء والبحر والجبال لنرى هذا العمل الانساني الكبير.
وهل وجدتم ملاحظة من أي جهة مراقبة في العمل؟
٭ الدوسري: بالعكس لم يذكر عليها اي ملاحظة بل إشادة من عدة جهات في التواصل الاجتماعي من حسابات معتبرة لأشخاص معروفين يشيدون بالبرنامج وبالشباب وتؤكد وجود متابعة من السوشيال ميديا، ونطمح الى الامتداد خارج الكويت، فأعمال الكويت الاغاثية ممتدة في كل بقاع الارض وتوجد بصمة للكويت فيها.
وهل وجدت تفاعلا مع هذا البرنامج؟
٭ الدوسري: نعم، فقد تناقل اعضاء الفرق التطوعية روابط الحلقات ونشرها فيما بينهم بشكل كبير، كما تمت اعادة بث الحلقات في مواقع اخرى، وجار دراسة تنفيذ العمل باللغة الانجليزية في القناة الثانية من تلفزيون الكويت، كما ان هناك طلبات من فرق تطوعية ومن بعض الفنيين للاستمرار في عرض البرنامج لما له من اثر جميل في المجتمع وإعطاء صورة إيجابية عن شباب الكويت وتشجيع العمل التطوعي. وعملي كمخرج لابد ان افهم نفسية من امامي فالاخراج قيادة وبصمة يتركها المخرج في البرنامج.
كلمة اخيرة؟
٭ د.عصام الفليج: اتوجه بالشكر والتقدير لقناة الشباب والرياضة بتلفزيون الكويت على استيعاب البرنامج الشبابي الحيوي واخص الاخ عادل عطالله العنزي مدير القناة ومراقب القناة والمخرج محمد الدوسري وفريق العمل كاملا وأصحاب الديوانيات التي استضافتنا.
المخرج محمد الدوسري: نحن نعيش في بلد تملك أميرها القلوب، وكان نموذجا للاعمال الخيرية والانسانية، فأصبح قولا وفعلا أمير الانسانية، ونحن لا نتوانى بعمل اي اخراج تطوعا من اجل الكويت، ونشكر كل من ساهم في انجاح العمل ومستمرون، ونشكر جريدة «الأنباء» على هذا اللقاء، واقول لكل انسان اصنع مستقبلك العملي من خلال العمل التطوعي وستجد السعادة في نفسك حينما تراها على وجوه الآخرين، ونشكر الأب الروحي لنا ذا الخبرة في هذا المجال منفذ البرنامج وصاحب فكرته.
البكر ومال الله: التجربة رائعة وتكريمنا دافع في الاستمرار بالعمل التطوعي
بسؤالنا لشباب فريق البحث والإنقاذ محمد البكر وأحمد مال الله عن انطباعهما عن التجربة، قال البكر ان التجربة كانت صعبة ولكن حبي في العمل التطوعي جعلني أتشجع ولا اخجل، خاصة ان المخرج كان يجلس معنا ويمتص التوتر الذي يشعر به الفريق المشارك، واشعر بأن تجربتي كانت شيئا حلوا ورائعا وانا اقدم عملا من دون مقابل من اجل الكويت التي أعطتنا الكثير، مضيفا: عندما نكرم بدرع تقديرية لجهودنا فهذا شيء كبير، صحيح انه ليس شيئا ماديا ولكن معناه اكبر واغلى من أي شيء.
بدوره قال الشاب احمد مال الله: التجربة كانت اكثر من رائعة، خاصة ونحن نعمل معا، المخرج والمنفذ، ونحن كأسرة واحدة نعمل من دون اي مقابل وسنستمر في هذا العمل وسنتوقف وقت الامتحانات فقط. ونحن نرى ان العمل التطوعي افضل شيء للشباب وادعو جميع الشباب للانخراط فيه، وتكريمنا معنويا بالدرع و«الله يعطيكم العافية» كان دافعا وتشجيعا لنا على الاستمرار في العمل التطوعي.