- عاصر فترة وضع المخطط الهيكلي للبلاد الذي بدأ من خلاله تشييد الطرق السريعة وأسهم في إنشاء الجسور
- شغل عضوية العديد من الهيئات الحكوميةوالشركات الكبرى ذات الاختصاص الاستثماري والعقاري
- التحق بالحكومة الكويتية في الطائف وكان متحدثاً رسمياً للمسؤولين والإعلاميين الأجانب بالإضافة لدوره في إعادة الإعمار
ودعت الكويت السبت الماضي وزير الدولة لشؤون البلدية الأسبق م.فهد عبدالله الحساوي عن عمر يناهز الـ 82 عاما، وقد نعاه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير الدولة لشؤون البلدية فهد الشعلة، معربا عن بالغ الحزن لوفاته، معتبرا أن الراحل كان ممن ساهم ووضع بصمة في بناء وتطوير العمل البلدي، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده بالرحمة والمغفرة وجنات النعيم وأن يلهم أبناءه الصبر والسلوان.
وشغل الراحل، بالإضافة لوزارة الدولة لشؤون البلدية رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية وعضوية هيئة الشعيبة الصناعية وعضوية هيئة المنطقة المقسومة مع المملكة العربية السعودية وعضوية شركات عقارية واستثمارية عدة.
رحلة الحياة
ولد م.فهد عبدالله الحساوي ـ رحمه الله ـ سنة 1937م، ودرس في المدرسة القبلية التي أنهى فيها المرحلة الابتدائية، وكان آخر صف فيها - آنذاك - هو الصف السابع في نظام تلك الأيام، وعندما أنهى دراسته في هذه المدرسة واصل دراسته إلى أن أنهى المرحلة الدراسية الثانوية بتفوق ظاهر في سنة 1958م.
فقررت دائرة معارف الكويت (وزارة التربية حاليا) أن ترسله إلى خارج البلاد من أجل استكمال دراسته فكان طريقه العلمي ينتهي في الولايات المتحدة الأميركية، فاستأنف الدراسة هناك في جامعة الباسفيك بولاية كاليفورنيا.
وقد تخرج في هذه الجامعة سنة 1964م، وكان تخصصه الهندسي في الطرق والمرور من فروع الهندسة المدنية.
وفور تخرجه وعودته إلى الوطن بدأ عمله في دائرة بلدية الكويت منذ سنة 1964م، وأبدى جهدا طيبا في عمله وأبدع فيه حتى التفتت إليه أنظار المسؤولين، فانفتح أمامه باب الترقي، مما جعله يتدرج في وظائف البلدية إلى أن صار حاصلا على رتبة وكيل مساعد (يسمى في البلدية مساعد المدير العام)، وأصبح نائبا لرئيس المهندسين في سنة 1974م.
وبعد ان عمل في هذا المنصب أتيحت له ترقية أخرى، فصار رئيسا للمهندسين بدرجة وكيل وزارة وذلك في سنة 1984م، واستمر في عمله هذا إلى أن تم اختياره وزيرا للدولة لشؤون بلدية الكويت في سنة 1990م.
وقبل تسلمه وزارة الدولة لشؤون البلدية شغل مناصب عدة فعندما جرى تشكيل اللجنة المركزية التي كانت تقوم مقام المجلس البلدي في فترة من الفترات كان أبو عبدالله «رحمه الله» عضوا في هذه اللجنة.
كما كان عضوا في مجلس إدارة هيئة الشعيبة الصناعية وهي هيئة لها دورها المهم في تنمية الصناعة في البلاد وشغل أيضا عضوية هيئة تقسيم المنطقة المقسومة مع المملكة العربية السعودية، وكان المسؤول الفني في الهيئة المذكورة. وقد بقي ملازما لهذا العمل إلى أن جرى توزيره.
المخطط الهيكلي
كما شغل الراحل ـ رحمه الله ـ عضوية عدد من الشركات الكبرى ذات الاختصاص الاستثماري والعقاري، وكان دوره في بعض هذه المجالس بحسب تقرير سابق للاستاذ يعقوب يوسف الغنيم ممثلا لحكومة الكويت، وأثناء وجوده في العمل ببلدية الكويت كان معاصرا لفترة وضع واعتماد المخطط الهيكلي للبلاد.
وقد قام في هذا المجال بدور بارز، ساعد من خلاله في بدء العمل بالطرق السريعة ذات الارتباط بالمخطط المذكور. وأسهم في إنشاء الجسور التي بدأ إنشاؤها في تلك الفترة.
الاحتلال العراقي
وأثناء الاحتلال العراقي الآثم التحق ـ رحمه الله ـ بالحكومة الكويتية التي اتخذت لها مقرا مؤقتا في مدينة الطائف السعودية. ومن المعروف أن حكومة الكويت في ذلك الوقت وذلك المكان كانت تقوم بأعباء كثيرة ومتنوعة، منها ما يتعلق برعاية المرابطين في الوطن الصابرين على ما أصابهم من أعمال العدوان.
وكانت تقوم بالدعوة عالميا إلى نصرة البلاد والمساهمة في تحريرها، كما كانت تقوم بالدعاية التي قصدت من ورائها بيان حق الكويت في الاستقلال، وإيضاح تاريخها الذي لم تكن فيه يوما من الأيام تابعة لأي بلد آخر، فصدرت في هذه الفترة كتب كثيرة ونشرات موضحة، وخرجت إلى مختلف البلدان وفود تدعو إلى نصرة الكويت، وإظهار حقها وبيان مدى العدوان الذي وقع عليها، بالإضافة إلى ذلك كله فقد كان لحكومة الكويت في ذلك الوقت اهتمام بإعادة إعمار البلاد بعد أن أتلف المحتل الغاشم كثيرا من مرافقها، ومبانيها، وكانت هناك لجنة مهمة يقتصر عملها على إزالة آثار العدوان.
ولقد قام م. فهد عبدالله الحساوي بصفته وزير الدولة لشؤون البلدية في تلك الحكومة بدور مهم فيما يتعلق بإعادة الإعمار، وكانت الحكومة قد أقرت تشكيل لجنة لذلك في الولايات المتحدة الأميركية، وكان وزير الدولة لشؤون البلدية في حكومة الكويت هو المنسق العام الرابط بين توجهات الحكومة وأهداف اللجنة وأعمالها.
الهيئة العامة للزراعة
وبعد التحرير استقالت الحكومة لكي تحل محلها حكومة أخرى. لم يكن فهد الحساوي من أعضائها، ولكن الحاجة إليه في خدمة الوطن لم تتركه، فتم اختياره رئيسا للهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية بدرجة وزير، واستمر في هذا العمل لمدة خمس سنوات، استقال بعدها، وبقي متقاعدا متفرغا لأعماله الخاصة.
وخلال مدة ترؤسه الهيئة عملت الهيئة على مشاريع عدة، منها مشروع كبد لحظائر الأغنام، إنشاء 14 حديقة في مناطق مختلفة، خطة توسعة للتخضير، دراسة وتصميم حدائق عامة في مناطق مختلفة، تطوير أبحاث النخيل، مشروع الوفرة لتربية الأغنام والإبل، استكمال مشروع كبد للأغنام، استكمال مشروع الوفرة، العمل على إنشاء مركز للتلقيح الصناعي ونقل الأجنة في الأغنام والماعز بهدف التحسين الوراثي للاغنام المحلية واستخدام هذه البرامج لأول مرة في الكويت، إنشاء مزرعة نموذجية ارشادية للاغنام مع اتباع نظام الانتاج المكثف للحملان ودراسة لمشروع تربية 65 ألف رأس من الابل بالجهراء، بالإضافة الى مشروع لتنمية الثروة الحيوانية بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ومشروع الوفــرة لتربية الدجاج اللاحم فطاقته الإنتاجية 10 ملايين فروج سنويا وبمساحة كلية 4.6 كيلومترات مربعة، ولعل مشروع المختبرات المركزية من أهم المشاريع التي تم العمل عليها وذلك للأهمية التي تلعبها المختبرات كعامل مساند لتطوير الثروة الحيوانية.
كما تم طرح أربعة مستوصفات للقطاع الخاص، فضلا عن فتح العديد من المستودعات البيطرية «صيدليات» من خلال منح تصاريح لهذا الغرض للقطاع الخاص.
كما تم العمل على زيـادة طاقة المحاجر عن طريق توسعـة المحاجر الحدوديـة وكذلـك إنشـاء محجر للأبقار بمنطقة كبد وهو مـن المشاريع التي أولتها الهيئة أهميـة.
وكان ـ رحمه الله ـ مدافعا عن المزارعين وطموحاتهم وكان يعتبر أن المطالبة بإلغاء الهيئة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ودمجها مع وزارة الأشغال العامة ليس هو الحل لتحقيق طموحات المزارعين والمربين، وإنما يكمن الحل في دعم الهيئة فنيا وماديا باعتماد الاموال اللازمة لاستكمال المشروعات قيد الانجاز واعتماد الأموال للبدء في تنفيذ المشروعات المؤجلة وإنشاء المزيد من المختبرات وتزويدها بالكوادر الفنية حتى يمكن تشغيل هذه المختبرات بكل كفاءة، واعتماد الميزانيات اللازمة لدعم الارشاد الزراعي في تقديم الخدمات،
وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم «الأنباء» إلى عائلته الكريمة بأحر التعازي، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).