كريم طارق
في ورشة صغيرة بداخل منزله، بدأ الشاب الكويتي ناصر العازمي تجربة جديدة ضمن سلسلة من التجارب الناجحة التي يخوضها الشباب الكويتي مؤخرا نحو العودة إلى المهن اليدوية والفنية كأحد مصادر الرزق وتحسين الدخل، وذلك في محاولة لكسر الصورة النمطية عن المواطن الكويتي الذي يفضل العمل المكتبي عن المهن الفنية والحرفية التي غالبا ما تكون شاقة.
ويعمل العازمي، الذي التقته «الأنباء»، في ورشته الخاصة كفني كهرباء، وذلك بعد انتهائه من عمله الرسمي صباحا في إحدى الجهات الحكومية، إذ يرى في مهنة «الكهربائي» التي عشقها منذ سنوات مصدرا جيدا لتحسين الدخل ورفع مستوى المعيشة له ولأسرته، ليبدأ منذ أسابيع قليلة بتلقي اتصالات العملاء والزبائن واستقبال جميع الأعمال المتعلقة بتصليح مشاكل وأعطال الكهرباء والأدوات المنزلية وتركيب الإضاءات.
وأشار العازمي إلى أن ممارسته وتعلمه لمثل هذه المهنة الخطرة التي تتطلب التعامل مع واحدة من أخطر مصادر الطاقة جاءت عن طريق التدريب والممارسة وليس الدراسة، مما دفعه لتعلم المزيد وأخذ الخبرات الكافية قبل انطلاقه للعمل الميداني، لافتا إلى أن ردود أفعال واتصالات العملاء والزبائن وتشجيعهم المادي والمعنوي كان بمنزلة الدفعة الأولى لاستمراره في العمل دون انقطاع.
وفيما يتعلق باستراتيجيته للمنافسة في مثل هذا السوق المليء بالعمالة الفنية، أوضح أن الشعب الكويتي دائما ما يدعم أبناءه الجادين في العمل، مشيرا إلى حرصه على تقديم أفضل الخدمات الفنية من تصليح وغيره وبأسعار أقل من المتواجدة في السوق وبذات الجودة والكفاءة، وهو ما سيجعل جميع العملاء أكثر راحة وثقة فيما يقدمه من خدمات فنية، لافتا إلى حرصه من خلال تعامله مع الزبائن على تقديم الإرشادات المتعلقة باستخدام الخامات والمواد الكهربائية ذات الجودة العالية في منازلهم، وذلك حفاظا على حياتهم وممتلكاتهم الشخصية من التماس الكهربائي، والذي قد يسبب الكثير من المشاكل في حالة استخدام المواد رديئة الصنع.