عبدالحميد الخطيب
لا يمكن أن ننكر أهمية أدب الطفل في تكوين شخصية الصغار وتحميلهم بالقيم المختلفة، مع نقل التأثير الإبداعي الذي يصوغه الكاتب ويؤثر فيهم نفسيا وينعكس على تصرفاتهم اجتماعيا.
وبرع في هذا المجال الكثير من الكتاب المؤثرين، والذين يقدمون خلاصة أفكارهم من خلال قصص متنوعة، ليؤكدوا ما يقال عن أدب الأطفال بأنه هو عبارة عن «خبرة لغوية في شكل فني، يعيشه الأطفال ويتفاعلون معه، فيمنحهم المتعة والتسلية، ويدخل على قلوبهم البهجة والمرح، وينمي فيهم الإحساس بالجمال وتذوقه، ويقوي تقديرهم للخير ومحبته، ويطلق العنان لخيالاتهم وطاقاتهم الإبداعية، ويبني فيهم الإنسان».
وكما هو معروف فقد شغل أدب الطفل العديد من الكتاب والأدباء في العالم، والذين آمنوا بضرورة التركيز عليه، وإظهاره بشكله ومميزاته، حتى يقف إلى جانب أدب الكبار، وحتى يسهم في خدمة الجيل الصاعد، الذين هم أطفال اليوم وبناة المستقبل، وهذا ما انتبهت اليه الأديبة الكويتية المتميزة هبة مندني منذ دخولها مجال الكتابة في 2013، حيث اتخذت هذا الأدب الصعب ملعبا لها، تعطي من إبداعها وتنقل أفكارها التي تنبض بالحياة، فحققت المعادلة في التوفيق بين الأسلوب الجميل الشيق الذي يجذب الأطفال ويحاكي عقولهم وبين تقديم معلومات مفيدة قوامها التأكيد على القيم والعادات الإيجابية والتي تسهم في بناء جيل جديد واع ومثقف ما ينعكس على رقي المجتمع ككل.
مندني طرحت قصة علمية جميلة تعتمد على لغة سردية سهلة وتحمل معاني مفيدة، بعنوان «دواء أحمد»، ناقشت من خلالها مفهوم الصحة وأهمية اتباع تعليمات الطبيب ونصائحه من اجل ان نبرأ من الأمراض، وتدور حكاية القصة حول أحمد الذي يصاب بحمى وترتفع درجة حرارته فتأخذه والدته الى الطبيب ويصف له بعض الأدوية التي تساعده في خفض حرارة جسمه المرتفعة، وقدم له مجموعة نصائح يجب أن يتبعها، لكن أحمد يعاند والدته ويرفض تناول الدواء بعدما تذوقه ووجد أن طعمه مر، معتقدا أن صحته ستعود جيدة دون ان يشرب الدواء، لكن درجة حرارته ترتفع اكثر.
تأخذنا القصة بعد ذلك الى حوار يدور بين احمد وقطرة من الدواء، حيث يقومان برحلة داخل جسم الإنسان، فيمران بالمريء والمعدة والأمعاء، ويتعرف احمد على كل عضو ووظيفته وماذا يحدث له اذا تعرض للجراثيم المسببة للأمراض وما فائدة الدواء لمساعدة الإنسان في الشفاء، وفي النهاية يعلم احمد أهمية الدواء لتحسين صحته والشفاء والوقاية من الأمراض مهما كان طعمه مراً.