- صاحب السمو يمثل دعامة رئيسية وأساسية للعالم كله لما يتمتع به من حكمة وديبلوماسية
- العلاقات الديبلوماسية بين الكويت وهولندا بدأت منذ 1964 وهناك تعاون كبير في مجال الطاقة
- 25 طالباً كويتياً يدرسون حالياً في الكليات الهولندية وارتفاع عدد الكويتيين المالكين للعقارات
- لا عوائق أمام الجالية الكويتية في ممارسة شعائرها الدينية وندعو رعايانا إلى مراعاة قوانين البلد
دعاء خطاب
أكد سفيرنا لدى هولندا عبدالرحمن العتيبي عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، لافتا الى ان حجم التبادل التجاري بلغ مليار دولار، وهناك اتجاه لرفع معدلات هذا التبادل.
وقال العتيبي في لقائه مع «الأنباء» على هامش مشاركة الكويت بمهرجان السفارات في «لاهاي» إن العلاقات الديبلوماسية بين الكويت وهولندا بدأت منذ العام 1964، كما أن هناك تعاونا كبيرا، خاصة في مجال الطاقة والبتروكيماويات، وهولندا لديها مصادر مهمة خاصة موارد المياه والزراعة والطاقة المتجددة، وهذه أمور مهمة.
وأشار الى قلة عدد الجالية الكويتية في هولندا، غير أن هناك أسرا مقيمة بحكم الزواج، لكن الملاحظة أن هناك زيادة في عدد السائحين الكويتيين لهولندا في الفترة الأخيرة.
ولفت الى ان هناك تعاونا سياسيا متسقا ومتناسقا مع الجانب الهولندي، وليست لدينا نقاط خلاف سواء في القضايا الإقليمية أو الدولية، حيث ان هولندا لها مواقف جيدة جدا معنا في مجلس الأمن، وهناك استفادة من التكنولوجيا المتوافرة فيها، ومن قدراتها الصناعية خاصة في مجال موارد المياه ومجال الزراعة. وأوضح ان السفارة ترشد الكويتيين الراغبين في تملك عقارات في هولندا الى الاجراءات الصحيحة وكيفية استكمال الاجراءات القانونية لحمايتهم ومعرفة كل ما يتعلق بالاستثمار وفقا للقوانين الهولندية. وإلى نص الحوار:
بداية، حدثنا عن وسام الشمس المشرقة والنجمة الفضية والذهبية التي حصلت عليها في اليابان؟
الوسام الذي حصلت عليه من إمبراطور اليابان، هو تتويج لمسيرة عمل دامت لأكثر من 10 سنوات، قدمت خلالها ما هو مطلوب من الديبلوماسي أو من السفير تحقيقه، وفي نهاية المطاف نحن نمتثل إلى توجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والمسؤولين في الدولة لتعزيز العلاقات بين الكويت ودول العالم كافة، وواجبنا تنمية وتطوير العلاقات بقدر الإمكان، وأرى أني كنت موفقا خلال فترة عملي في اليابان.
سجل الإنجازات
ماذا عن الإنجازات التي حققتها؟
٭ الإنجازات متعددة، حيث إن تعزيز العلاقات يتطلب البحث في مكامن النقص في العلاقات وكيفية تعويض هذا النقص، ونظرا لأن اليابان دولة صديقة للكويت حتى قبل الاستقلال، وعلاقتنا بها تطورت منذ العام 1958، عندما منح الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، شركة «زيت العربية» امتيازا للتنقيب في المنطقة المحايدة بين الكويت والسعودية، وتطورت العلاقة ديبلوماسيا مع اليابان.
كما أن اليابان من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الكويت في 8 ديسمبر 1961، وشهدت العلاقات في تلك الفترة تصاعدا إيجابيا في كل المجالات، ونستذكر أيضا موقف اليابان إبان الغزو العراقي للكويت، وما قدمته من مساعدات مالية لقوات التحالف بلغت تقريبا 14 مليار دولار في تلك الفترة، حقيقة هذا موقف مشرف لليابان.
وعملنا في اليابان يفرض علينا اجتياز تحدي تطوير هذه العلاقات، ونجحنا في ذلك، وأكبر دليل على ذلك الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين البلدين، كما كانت هناك لقاءات مع كبار المسؤولين في البلدين، ونستذكر هنا زيارة صاحب السمو الأمير بدعوة كريمة من إمبراطور اليابان السابق لليابان في مارس 2012، حيث عبرت اليابان في هذه الزيارة عن شكرها وامتنانها لصاحب السمو الأمير لما قام به من مبادرة بدعم ومساعدة اليابان إبان محنة الزلزال والتسونامي في مارس 2011، وسبقت زيارة سمو الأمير إلى اليابان زيارة أخرى لسمو الشيخ ناصر المحمد في 2008، وبعدها زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك في 2016، كما تم خلال زيارة وزير الخارجية السابق الشيخ د.محمد الصباح إلى اليابان توقيع اتفاقية اللجنة المشتركة، بالإضافة إلى زيارات متكررة من الوزراء وكبار الشخصيات الكويتية والمسؤولين إلى اليابان، بالإضافة إلى قيام رئيس وزراء اليابان بزيارة الكويت في 2013، فكل هذه الأمور جاءت لتعزيز وتقوية هذه العلاقات، ونعتبرها كلها إنجازات في العمل الديبلوماسي، كما نجحنا في خلق نوع من التواصل المستمر والدائم بين المسؤولين في كل من البلدين.
مكافحة الإرهاب
ماذا عن دور السفارة في مواجهة الإرهاب والصراعات العربية والإقليمية وتداعياتها؟
٭ لا شك أن موضوع الإرهاب في أوروبا هو قضية سياسية ابتداء من أحداث 11 سبتمبر وما تبع ذلك مما يسمى بـ«القاعدة» ومن ثم ما يسمى بـ«تنظيم الدولة الإسلامية» والأعمال الإرهابية، وأوروبا أصبح لديها هاجس خاصة بعد الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، وهولندا من دول الاتحاد الأوروبي التي تتبع نفس السياسة في محاولة مكافحة الإرهاب، ونحن كدولة الكويت نتعاون مع هولندا، ولدينا تعاون بناء في هذا الجانب، كما أن هذا التعاون يمثل ركيزة من ركائز السياسة الديبلوماسية الكويتية، كما قمنا بالانضمام إلى التحالف العالمي الدولي لمكافحة الإرهاب.
ما انطباعك عن هولندا بعد قضائك فترة عام كسفير للكويت بها؟
٭ هولندا بلد جميل صغير من الناحية الجغرافية، لكن إنجازاتها أكبر من حجمها الجغرافي، حيث إنها تعتبر في المرتبة الـ16عالميا في المجال الاقتصادي، والحياة الاقتصادية دائما متطورة هناك، فالمواطن الهولندي يشعر بالارتياح والأمان الاقتصادي، وهذا في حد ذاته مهم جدا.
كما أن لهولندا أهمية بالنسبة لنا كعلاقات ثنائية، حيث ان العلاقات الديبلوماسية بين الكويت وهولندا بدأت منذ العام 1964، كما أن هناك تعاونا كبيرا خاصة في مجال الطاقة والبتروكيماويات، وهولندا لديها مصادر مهمة بالنسبة للتعاون خاصة بموارد المياه والزراعة والطاقة المتجددة، وهذه أمور مهمة.
التبادل التجاري
حدثنا عن حجم التبادل التجاري والصناعي بين الكويت وهولندا؟
٭ التبادل بيننا يتعدى تقريبا المليار دولار، ونسعى إلى رفع هذا التبادل إلى أعلى من ذلك، حتى الجانب الهولندي مهتم جدا بزيادة التبادل التجاري مع الكويت.
ما أبرز الملفات المطروحة أمامكم للبحث؟
٭ في الجانب السياسي لدينا تعاون ولا توجد نقاط خلاف سواء في القضايا الإقليمية أو الدولية، وهولندا كانت عضوا غير دائم في مجلس الأمن العام الماضي، وشاركت الكويت، وكان لها مواقف جيدة جدا معنا في مجلس الأمن، كما أن الجانب الاقتصادي مهم أيضا، حيث اننا لابد أن نستفيد من هذه الدولة ومواردها ومن التكنولوجيا المتوافرة فيها، ومن قدراتها الصناعية خاصة في مجال موارد المياه ومجال الزراعة، نتمنى أيضا أن تكون هناك زيادة تعاون في المجال الثقافي أكثر من الموجود حاليا.
كما أن لدينا عددا محدودا من الطلاب الكويتيين في هولندا يمثلون نحو 25 طالبا، لكن توجد نوايا طيبة لتعزيز هذا التعاون، كذلك هناك مجالات أخرى يحدث فيها تطور وتنمية، فعلى سبيل المثال مجال الطب، فلدينا الآن مرضى كويتيون يتلقون العلاج في المستشفيات الهولندية، فهذه الملفات نحاول إن شاء الله تغطيتها.
ما طبيعة العلاقة بين الملحق الثقافي والسفارة الكويتية ؟
٭ ليس لدينا ملحق ثقافي نظرا لعدد الطلبة الكويتيين الضئيل في هولندا، لكن أعتقد أن الأمور ليست سيئة، بالعكس طيبة جدا، فنحن لم نتلق أي شكوى من أي طالب.
كم عدد الجالية الكويتية في هولندا؟
٭ الجالية الكويتية في هولندا عددها قليل، إلا أن هناك أسرا مقيمة بحكم الزواج، لكن الملاحظ أن هناك زيادة في عدد السائحين الكويتيين لهولندا في الفترة الأخيرة.
وما تفسيرك لتلك الزيادة؟
٭ هولندا من الدول الأوروبية الجميلة جدا، وتتمتع بنوع من الأمان، كما أن العنصرية هناك قليلة جدا مقارنة بغيرها من الدول، كما أن سهولة الحركة من خلال خطوط الطرق السريعة أو المطارات من أهم عوامل الجذب للسائحين.
ماذا عن سبل التنسيق والتعاون بين البلدين؟
٭ التعاون يتم عن طريق الأطر الرسمية، أي عن طريق وزارة الخارجية والسفارة الكويتية في هولندا والسفارة الهولندية في الكويت، فالتنسيق دائما مستمر، وعندما أعود إلى الكويت أكون على تواصل دائم بالسفير الهولندي هناك، وبالعكس، ونبحث معا إمكانية التعاون، وعما إذا كانت هناك معوقات سواء في الكويت، بدوري أحاول أن أذللها له، كما يقدم لي العون إذا وجدت أي معوقات أمامي في هولندا، وهكذا.
هل هناك استثمارات كويتية في هولندا؟
٭ يوجد في هولندا بعض الكويتيين الذين يمتلكون العقارات، وبدأ هذا الأمر في الازدياد بالآونة الأخيرة، حيث ان الأشخاص الذين يرغبون في التملك يأتون إلى السفارة ونحن بدورنا نرشدهم إلى المحامي المختص بهذا الأمر، ويقوم هذا الأخير بإبلاغهم بالقانون الهولندي والحقوق والالتزامات، وتتم عملية الشراء، بعد أن تستكمل الأمور والجوانب القانونية التي تحميهم، وتجعل المستثمر مطلعا على الواجبات، سواء واجبات ضريبية، أو التزامات تتعلق بالعقار نفسه، ولا توجد لدينا أي مشاكل أو شكوى من أي مواطن كويتي تملك في هولندا، بسبب أن الإجراءات تمت بطرق قانونية صحيحة.
المحكمة الدولية
ماذا عن دور المحكمة الدولية إبان الغزو العراقي للكويت؟
٭ قضية الغزو العراقي للكويت كانت قضية مختلفة لم تعرض على المحكمة الدولية، لأنها تتعلق بميثاق الأمم المتحدة، والميثاق واضح في هذه النقطة بالنسبة للعلاقات الدولية، كما أن الدولتين معترف بهما، وصدرت بها قرارات مجلس الأمن ابتداء من القرار 660 وتتابعت القرارات إلى تحرير الكويت، لكن محكمة العدل الدولية تنظر في القضايا الخلافية بين الدول التي توافق على هذه الخلافات، ولابد من وجود طرفين يقبلان بولاية المحكمة، من هنا كل طرف يقدم ادعاءه وتنظر المحكمة.
وتتكون محكمة العدل الدولية من 15 قاضيا ينتخبون من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لمدة 9 سنوات، ونحن نتعاون بالطبع مع المحكمة الدولية، وكل الهيئات والمنظمات المنطوية تحت لواء منظمة الأمم المتحدة، وهذا تعاون مفروغ منه.
حرية مسؤولة
هولندا من الدول المنفتحة وبها ما لا يتاح في بلداننا العربية.. كيف ترى تأثير ذلك على الرعايا الكويتيين؟
٭ في الوقت الحاضر أصبح الزائر أو السائح بإمكانه معرفة أكثر مما تعرف السفارة عن البلد، بحكم وسائل التواصل الاجتماعي الآن، وكل مواطن يعلم جيدا البلد، كما لو أنه زارها من قبل، وبالطبع هولندا من الدول المسموح فيها بالمخدرات وعندهم فلسفة في هذا الأمر، ويقولون إن هذا القرار هو للحد من المخدرات، وحقيقة أنا في هولندا لم ألاحظ أي مشكلة، ونحن نتمنى من الزائر الابتعاد عن هذه الأمور، لأنها أولا أمور مع كونها مسموحا بها في البلد إلا أن لها أضرارا كبيرة على الإنسان، وهناك جانب أفضل من هذه الجوانب يمكن للسائح أو الزائر أن يقضي فيه وقته. ومع أن المخدرات مسموح بها في هولندا، لكن غير مسموح بها في الكويت، وإذا حملها أحد خلال العودة للبلاد، فسوف يتحمل عواقب وخيمة.
هل ترى أن هناك عوائق أمام ممارسة بعض من أفراد الجالية شعائرهم الدينية في هولندا؟
٭ لا توجد أي عوائق أمام الجالية الكويتية في ممارسة شعائرها، فهناك مساجد كبيرة، والشعائر متوافرة للجميع، كما يوجد أيضا أكثر من مركز للصلاة، نظرا لأن هولندا من الدول المتسامحة في حرية «الشعائر الدينية».
كيف تعاملتم مع قرار حظر النقاب في الأماكن الحكومية بهولندا؟
٭ نحث الرعايا الكويتيين دائما على مراعاة قوانين البلد الذي يتواجدون فيه، ووضعنا إقرار البرلمان والحكومة الهولندية لحظر النقاب في الأماكن الحكومية الرسمية والذي صدر في الأول من اغسطس 2019 في عين الاعتبار، إلا أن الأماكن العامة توجد بها حرية واختلاف، وفي هذه الحالة نقوم كسفارة بتبليغ الرعايا الموجودين على الأراضي الهولندية.
ودائما ما نحذر الكويتيين من عدم الاقتراب من الأماكن المشبوهة، كما ننبه على التقيد بقوانين السلامة، مثلا لا أحد يحمل نقودا أكثر مما ينفق، فهناك بنوك توفر القيام بعملية الإنفاق بكل سهولة، كما ننبه أيضا على عدم المبالغة في المظاهر، لأن هذه وسيلة للفت الانتباه وما إلى ذلك.
هل تحظى المرأة الكويتية بفرصة متساوية مع الرجل لتمثيل بلدها في الخارج؟
٭ المرأة الكويتية أصبح أمامها الآن مستقبل مشرق، بحكم عدد الديبلوماسيات الكويتيات في وزارة الخارجية والسفارات بالخارج، وستشهد الفترة المقبلة تبوؤ أكثر لأخواتنا الكويتيات للكثير من المراكز، ولدينا الآن بالفعل سفيرة للكويت في دولة كندا، كما كانت هناك سفيرتان للكويت في دول أخرى، وأرى أن المرأة الكويتية سوف تأخذ دورها بشكل كبير في الفترة القادمة.
ماذا تود أن توجه من كلمات لصاحب السمو بالتزامن مع مرور 5 سنوات على تسميته «قائد العمل الإنساني»؟
٭ الكلمات لا توفي صاحب السمو الأمير حقه، ونتمنى من الله أن يمن على سموه بالصحة والعافية، وأن يمد في عمره، كما أن صاحب السمو يمثل دعامة رئيسية وأساسية ليس للكويت فقط، ولكن للإقليم أيضا وللعالم بشكل عام، لما يتمتع به من حكمة وديبلوماسية امتدت لأكثر من 50 عاما.
ونهنئ سموه بالذكرى الخامسة لحصوله على لقب «قائد العمل الإنساني» الذي منح له من قبل الأمين العام للأمم المتحدة السابق «بان كي مون»، ونتضرع إلى الله أن يديم على الكويت الأمن والأمان والاستقرار في ظل قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين، وندعو الله أن ينعما بالخير دائما.
محطات
هل تأثرت حياتك الاجتماعية بمهام عملك كسفير للكويت؟
٭ بدأت مسيرة العمل الديبلوماسي منذ 61 عاما، وانتقلت بين البلدان، فعلى سبيل المثال انتقلت بين لندن وهولندا والهند، ومن ثم إلى مصر، وكانت لي عودة مرة أخرى الى الكويت لمدة سنتين، ومن ثم كنت سفيرا في اليمن وبعدها انتقلت إلى اليابان، وصولا إلى المحطة الحالية في هولندا.
أما عن حياتي الاجتماعية، فمما لا شك فيه أن هناك صعوبات في التنقل من بلد إلى آخر، لكن بحكم عملي، أتحمل هذا، لكن بالنسبة لأبنائي في بداية مسيرة عملي كانوا لا يشعرون بذلك نظرا لأنهم كانوا صغارا، ولكن عندما كبروا وأخذوا أماكنهم في الدراسة أصبحت الأمور أصعب، خاصة عملية التنقل من مدرسة لأخرى، وبين نظام تعليمي وآخر وغيرها من الأمور،
ونتيجة لذلك، تلقى كل من أبنائي تعليمه منفصلا في بلد مختلف، وهنا بدأت أشعر بأنهم دفعوا الثمن ضريبة كبيرة جدا، إلا أنه من الجانب الآخر، فهذه المحطات والتنقلات أفادتهم بشكل كبير، وزادت من أرصدتهم الثقافية والعلمية ونظرتهم للحياة وللناس ونمط التفكير أيضا، وهذا في نظري «نمط إيجابي».
ما الشيء الذي تفتقده في الكويت خلال وجودك بهولندا؟
٭ لا شك أن الإنسان في أي بلد آخر خارج بلده، تفتقده العائلة والأصدقاء، وأنا كذلك أفتقدهم كثيرا، كما افتقد أيضا الأجواء الكويتية، فالإنسان بدون بلد جسم بلا روح، ومهما ذهب الإنسان إلى أماكن أخرى تتوافر فيها وسائل راحة متعددة، فلا يجد في حقيقة الأمر الراحة التي يجدها في موطنه، فالكويت هي موطني الذي أحبه وافتقده.
أول مشاركة للكويت في المعرض السنوي للبعثات المعتمدة بـ «لاهاي»
قال سفيرنا لدى هولندا عبدالرحمن العتيبي: «إن السفارة شاركت للمرة الأولى في المعرض السنوي للبعثات الديبلوماسية المعتمدة في «لاهاي» والتي تنظمه البلدية والعديد من المنظمات في هولندا، ويعتبر ملتقى للعديد من الثقافات المتنوعة، حيث تقوم سفارات الدول المعتمدة بالمشاركة، سواء بمواد ثقافية تعريفية عن الدول، أو بالمأكولات الشعبية أو الموسيقى الفلكلورية والحرف اليدوية بهذه الدول»، مضيفا «استطعنا بالتعاون مع وزارة الخارجية في الكويت التي زودتنا بعدد من المواد الفلكلورية والتراثية، أن نعزز مشاركتنا في هذا المعرض السنوي الذي نال استحسان وإعجاب الزائرين الذين قاموا بزيارة جناح الكويت، وهذه المشاركة في نظري هي جزء بسيط من عوامل التعريف بالثقافة أو بالموروث الثقافي لدولة الكويت».
ولفت العتيبي إلى أن الجانب الثقافي مهم في إبراز الدول، وذلك من خلال إقامة المعارض والأمسيات الثقافية، والمتاحف، فهولندا بلد مشهور بالمتاحف، وهناك معروضات كويتية تعرض في هولندا، كما أننا لدينا دار الآثار الإسلامية في هولندا أيضا، ويقوم عليها الشيخ صباح السالم الصباح، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد، وأعتقد أن التبادل الثقافي سواء بزيارة وفود ثقافية وإقامة معارض ثقافية وزيارة المتاحف، من جانب الكويت، أو من جانب هولندا، هو الطريق الصحيح للتعريف بالمجتمع والبلد.
القراءة والتنس
عن هوايات السفير العتيبي المفضلة، قال: أنا أعشق القراءة كثيرا، كما أنني أحب الرياضة أيضا، وأمارس «لعبة التنس»، كما أفضل «المشي» في بعض الأحيان، لكني الآن متكاسل قليلا في القراءة، نظرا لأن القراءة الإلكترونية أصبحت تأخذ مجالها أكثر من القراءة الورقية، لكنها لا تؤدي إلى فائدة الورقية، فبالرغم من أن القراءة الإلكترونية جميلة، لكنها لا تضاهي في نظري متعة الكتاب الورقي.