- الصين تشكل ثقلاً اقتصادياً كبيراً وهي من الدول الرائدة في العالم لذا يمكن الاستفادة من إمكاناتها الهائلة
- بموازاة رفع درجة الاستعداد في البلاد لدينا تحرك ديبلوماسي على أعلى مستوى لاحتواء الأوضاع في المنطقة
- لدينا تنسيق سياسي عالي المستوى مع الصين في مجلس الأمن ونثمن دورها الداعم للقضايا العربية بما يحقق التوازن
- مهاجمة مندوب سورية في الأمم المتحدة للكويت تتضمن مغالطات لا أساس لها على الإطلاق وقمنا بتفنيدها
- الحدود البحرية بين الكويت والعراق بعد النقطة 162 تحتاج إلى ترسيم وحديثهم عن اتفاقية خور عبدالله غير دقيق
- ننظر لشكوى العراق إلى مجلس الأمن حول الحدود البحرية على أنها محاولة توضيح وقد أرسلنا مذكرة مفصلة
- نتمنى أن تقترن تصريحات المسؤولين الحوثيين بالأفعال فيما يخص وقف الهجمات ضد المملكة العربية السعودية
- السفير لي مينغ قانغ: 18.7 مليار دولار حجم التجارة بين الصين والكويت في العام 2018 بزيادة سنوية قدرها 55.1%
- الصين تحتفظ بمكانها كأكبر مصدر للواردات في الكويت وفي الوقت ذاته هي ثاني أكبر وجهة للصادرات الكويتية
- إيماننا شديد بأن التشارك الصيني والكويتي في مبادرة «الحزام والطريق» سيحقق نتائج مثمرة ليعود بالنفع على الشعبين
أسامة دياب
قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله: لقد استمعنا الى التصريحات الإيجابية من وزير الطاقة السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بشأن المنطقة المقسومة، موضحا ان الكويت تشاطره روح التفاؤل للوصول الى وضع حد لهذا الخلاف حولها، معربا عن أمله خلال الاحتفال أمس باليوم الوطني السعودي الـ 89 في ان تتمكن الدولتان الشقيقتان من طي صفحة هذا الخلاف في القريب العاجل.
وأعرب عن سعادته لمشاركته في الحفل الذي أقامته سفارة جمهورية الصين الشعبية بمناسبة الذكرى الـ 70 لتأسيس الجمهورية.
ووصف الجار الله، في تصريحات للصحافيين، العلاقات الكويتية - الصينية بالتاريخية والمتجذرة، لافتا إلى أن العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بدأت منذ عام 1971، وكانت الكويت في طليعة الدول التي تقيم علاقات ديبلوماسية مع الصين.
وأضاف الجارالله أنه تمت إقامة علاقة استراتيجية مع الصين في كل المجالات، حيث توالت الزيارات بين مسؤولي البلدين، وعلى رأسها زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، العام الماضي والتي تخللها توقيع العديد من الاتفاقيات ولتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الصين بما يسهم في تنفيذ رؤية صاحب السمو بتحويل الكويت إلى مركز مالي واقتصادي عالمي ويحقق أيضا رؤية الكويت التنموية 2035.
وأشار الجار الله إلى أن الصين تشكل ثقلا اقتصاديا كبيرا، حيث إنها من الدولة الرائدة في العالم، وبالتالي يمكن الاستفادة من إمكاناتها الهائلة، مشددا على أنه لا ينسى موقف الصين التاريخي والمشرف في نصرة الحق الكويتي عندما تعرضت الكويت إلى محنة الغزو الغاشم لأراضيها عام 1990.
وذكر أن هناك تنسيقا سياسيا عالي المستوى مع الأصدقاء في الصين من خلال عضوية الكويت غير الدائمة في مجلس الأمن حول مختلف القضايا السياسية التي تطرح على المجلس، مثمنا الدور الصيني الكبير في دعم القضايا العربية، حيث إنها دائما ما تحقق التوازن لقضايا أمتنا العربية الحساسة والمصيرية.
سلامة الملاحة
وحول الوضع في المنطقة الذي يوحي بالانفجار ودعوة الولايات المتحدة لإقامة تحالف لحماية الملاحة البحرية وطرق التجارة، قال الجارالله أولا أتمنى ألا ينفجر الوضع في المنطقة، ثانيا هناك مبادرات طرحت ومن ضمنها مبادرة الولايات المتحدة الأميركية لإنشاء تحالف دولي لضمان سلامة الملاحة في منطقة الخليج وفي مضيق هرمز وخليج عمان، والكل يعلم أن هناك اجتماعات عقدت في هذا الإطار والكويت شاركت في اجتماعات تامبا والبحرين، وهذه المشاركة كانت بهدف التعرف على المزيد من تفاصيل هذه المبادرة، وبالتالي هذه التفاصيل ستقود لبلورة موقف محدد حيالها.
وحول ما إذا كان التفاؤل ما زال قائما لحلحلة الأزمة الخليجية في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة، قال يفترض أن تقودنا هذه الأوضاع إلى التفاؤل بحل هذا الخلاف منه إلى التشاؤم.
وأعتقد أن الأوضاع في المنطقة تقود باتجاه القرب اكثر إلى التفاؤل ونحن حريصون على مواصلة الدور الكويتي ووساطة الكويت ومادامت هناك أوضاع ملتهبة في منطقتنا فهذا يدعونا اكثر وأكثر إلى أن نتسامى فوق الجروح وأن نوحد موقفنا الخليجي وأن نحقق الصلابة في هذا الموقف.
اتجاه صحيح
وعن محتوى الرسائل التي أرسلت من قبل صاحب السمو الأمير إلى قطر والمملكة العربية السعودية وقادة المنطقة، وما الذي تمخض عنها، قال نائب وزير الخارجية إن الرسائل في الاتجاه والطريق الصحيح، ونحن إن شاء الله ماضون في هذا الطريق.
وبخصوص محتوى رسالة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى صاحب السمو، أوضح أنها لا تتعلق بتوقيع دول مجلس التعاون على معاهدة عدم الاعتداء ولكنها أتت في إطار دور الكويت وحرصها على التهدئة وعلى النأي بهذه المنطقة عن أي تصعيد يمكن أن يحدث.
وعما إذا كانت الولايات المتحدة قد فقدت الاهتمام بالمنطقة في ظل تضارب تصريحات الرئيس دونالد ترامب وإدارته، قال الجارالله: لا، لم نلمس أي عدم اهتمام من قبل الولايات المتحدة بالمنطقة، بل بالعكس المنطقة ودول المنطقة ودول مجلس التعاون جميعها لديها شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة وأيضا هنا تحالفات استراتيجية وهناك تنسيق، وأعتقد أن المراقب والمطلع يدرك هذا الأمر، خصوصا من خلال المقترح الأميركي لإنشاء التحالف لسلامة الملاحة في المنطقة.
وعن موافقة الپنتاغون على إرسال قوات إضافية الى المنطقة واذا ما كانت هذه القوات ستأتي إلى الكويت، أجاب كما أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن إرسال قوات إضافية إلى المنطقة ستكون كما حددتها بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.
تفنيد المغالطات
وحول مهاجمة مندوب سورية في الأمم المتحدة الكويت للمرة الثانية، قال مؤسف هذا الطرح من قبل مندوب سورية في الأمم المتحدة، والحقيقة ما ذكره عبارة عن مغالطات لا أساس لها على الإطلاق وفندها مندوب الكويت في الأمم المتحدة منصور العتيبي وعلى استعداد لتفنيدها في المستقبل فيما لو تم التطرق وإعادة مثل هذه المغالطات من قبل المندوب السوري.
وحول وجود تحرك ديبلوماسي في ظل رفع الكويت استعداداتها نظرا للأوضاع في المنطقة، قال نائب وزير الخارجية: صحيح الكويت رفعت استعداداتها وهذا أمر طبيعي وهناك تحرك ديبلوماسي سواء على مستوى مجلس الأمن أو الاتصالات التي تجرى باستمرار مع الأشقاء والأصدقاء والحلفاء.
ملف الحدود مع العراق
وعما أثير حول الشكوى العراقية ضد الكويت في مجلس الأمن ووجود مطالبات نيابية بإيضاح الوضع ومستقبل الحدود البحرية ما بين البلدين بعد النقطة 162، أجاب: مستقبل الحدود البحرية بين البلدين بعد النقطة 162 يحتاج إلى ترسيم، فعندما يتحدثون عن اتفاقية خور عبدالله بأنها اتفاقية ترسيم حدود فهذا كلام غير دقيق، فخور عبدالله مرسوم وفق القرار 833 الصادر من مجلس الأمن الدولي وهذا الترسيم إلى النقطة 162 وما بعدها يحتاج الى الجلوس والتفاوض وبحث بين الجانبين لترسيم هذه الحدود وفق قواعد القانون الدولي ووفق ما هو متبع بين دول العالم.
وعن قراءته لإثارة هذا الموضوع وتقديم الشكوى في هذا التوقيت وإذا ما كانت هناك أطراف تحرك الوضع، أجاب: لا نغفل أن بعض الجهات في العراق الشقيق تحاول أن تغذي هذه الأمور بكل أسف، وننظر إلى هذه الشكوى من قبل الأشقاء العراقيين إلى مجلس الأمن في إطار محاولة توضيح، موقف وأيضا من جانبنا أرسلنا مذكرة واضحة وشارحة ومفصلة للموقف الكويتي حيال ما تم التطرق إليه من قبل الأشقاء في العراق.
وحول ما إذا كان هناك موعد حُدد لعقد قمة أميركية- كويتية بعد تحسن صحة صاحب السمو الأمير، قال: أولا نحمد الله على تحسن صحة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والآن سموه في فترة نقاهة بالولايات المتحدة، ولم يتم أي شيء فيما يتعلق بتحديد موعد مع البيت الأبيض مجددا.
وحول تصريح وزير خارجية إيران حول طلب الوساطة بين بلاده والمملكة العربية السعودية أثناء زيارته إلى الكويت، أجاب: لا، لم نتحرك في ذلك الوقت حول هذا الاتجاه.
وحول إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني عن مبادرة لإنشاء اتحاد لحماية الخليج بمشاركة السعودية والعراق وإيران والإمارات ورد الكويت عليها، قال نائب وزير الخارجية: لم أطلع على المبادرة المقدمة وقد يكون بها شيء جديد.
وعن رأيه في إعلان الحوثيين وقف هجماتهم ضد المملكة قال: لقد رحب المبعوث الدولي غريفيث بهذا التصريح، ونحن من جانبنا نشاطر المبعوث الدولي هذا الترحيب ونتمنى أن تقترن الأقوال بالأفعال وان نرى تطبيقا على ارض الواقع لهذا الموقف الذي تم التعبير عنه من قبل الجانب الحوثي.
علاقات قوية
من جهته، أكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد لي مينغ قانغ قوة ومتانة العلاقات الصينية- الكويتية، لافتا إلى أن الكويت هي أول دولة خليجية تقيم علاقات ديبلوماسية مع الصين، كما أنها أول دولة عربية تقوم بتوقيع وثائق تعاون تحت مبادرة «الحزام والطريق».
وأضاف قانغ، في مجمل كلمته التي ألقاها خلال الحفل، أنه في يوليو العام الماضي قام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بزيارة دولة ناجحة إلى الصين، موضحا انه أثناء هذه الزيارة اتفق البلدان على تأسيس علاقات الشراكة الاستراتيجية لضخ زخم جديد في العلاقات الثنائية.
وأشار الى ان البلدين يتبادلان الدعم في القضايا المتعلقة بالهموم الرئيسية، ويتعاونان عن كثب في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات المتعددة الأطراف.
وأوضح انه في عام 2018 بلغ حجم التجارة الثنائية 18.7 مليار دولار بزيادة سنوية قدرها 55.1%، مبينا ان الصين تحتفظ بمكانها كأكبر مصدر للواردات في الكويت وثاني أكبر وجهة للصادرات الكويتية وأكبر شريك تجاري غير نفطي للكويت.
تعاون اقتصادي
وأضاف ان الكويت تعد أحد أهم مصادر واردات النفط الخام في الصين، حيث استوردت الصين 23.21 مليون طن من النفط الخام من الكويت عام 2018، بزيادة قدرها 27.2% على أساس سنوي. وبالإضافة إلى ذلك، يتوسع باستمرار تعاون البلدين في مجالات البنية التحتية والمالية والاستثمار وغيرها.
وتابع: مكتب الهيئة العامة للاستثمار (KIA) الذي تم افتتاحه في شنغهاي يعتبر ثاني مكتب استثمار كويتي في الخارج. كما تمضي عملية إنشاء المركز الثقافي الصيني في الكويت على قدم وساق، مشددا على ان العلاقات الصينية- الكويتية تمر حاليا بأزهى مراحلها.
وأوضح ان الصين على استعداد لدفع المواءمة بين مبادرة «الحزام والطريق»ورؤية الكويت 2035، والمشاركة في بناء المشاريع الكويتية الكبرى مثل مشروع تطوير «مدينة الحرير والجزر الخمس»، ومساعدة الشعب الكويتي في تحقيقه مبكرا لتطلعاته إلى حياة أفضل.
وأعرب عن إيمانه الشديد بأن التشارك الصيني والكويتي في بناء مبادرة «الحزام والطريق» سيحقق التعاون العملي بين الصين والكويت في كل المجالات مزيدا من النتائج المثمرة، ليعود بالنفع على الشعبين ويسهم أكثر في التنمية المشتركة للعالم أجمع.
نائب وزير الخارجية بحث مع سفيري أميركا والإمارات الأوضاع الإقليمية والدولية
اجتمع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أمس مع سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الكويت لورانس سيلفرمان، حيث تم خلال اللقاء بحث عدد من أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما اجتمع الجارالله في وقت لاحق مع سفير دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لدى الكويت صقر الريسي، وتم خلال اللقاء بحث عدد من أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين إضافة الى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
وحضر اللقاء مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب الوزير السفير أيهم العمر.