بقلم: د.ربيعة بن صباح الكواري أستاذ الإعلام بجامعة قطر
لا شك ان المصالحة المنشودة بين دول التعاون مسألة مهمة لا يختلف عليها أحد.. فمهما بلغ اوج اية خلافات بيننا لا بد ان تحل في نهاية المطاف طال الزمان او قصر.
ولعل الخلافات العربية أكبر شاهد على هذا، فالعرب يختلفون فيما بينهم، وقد تطول هذه الخلافات عندما لا يوجد لها أي حل.. ولكن متى ما وجد الحل المناسب لأي خلاف عارض فإن الأمور ستسير بيسر وسهولة خاصة عندما يكون التفاهم متواجدا وحاضرا بكل قوة.. وهناك حرص واضح وكبير من قبل دولة الكويت الشقيقة التي أثبتت الأيام والأعوام أنها كانت ومازالت تسعى الى لمّ الصف الخليجي ونسيان شوائب الماضي ونبذ أي خلافات لا تعود على دولنا بالفائدة.
وهذا يؤكد ان المرحلة التي تمر بها دول المنطقة اليوم باتت تسير نحو فتح صفحة جديدة وعدم تعقيد الأمور أكثر مما مضى.. فنسيان الخلافات سيأتي بكل تأكيد مهما كانت التحديات والظروف السياسية التي مررنا بها خلال الفترة السابقة.. فالتعاون والتكاتف وتفعيل عامل الشراكة بين دول المنطقة كلها.. عوامل باتت منشودة في هذا التوقيت بالذات لتفعيل هذه الوحدة وإعادة الهيبة من جديد لمجلس التعاون الخليجي.. هذه المنظمة التي نعول عليها الكثير في وحدة الصف الخليجي، خاصة إذا علمنا ان إطالة أي أزمة لا يكون في صالح المجلس ودوله التي أسسته منذ عام 1981م بفضل حنكة قادة دول المجلس في تلك الحقبة التاريخية المهمة من مراحل وحدتنا الخليجية.
ولعب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد دوره الريادي والرائد لتأسيس وحدة خليجية متميزة رغم الصعاب.. فقد كانت له الكثير من المبادرات والتحركات منذ عام 2017 والتي لا يمكن إغفالها في مثل هذه الظروف.. فقد كان سموه يحرص كل الحرص على ان ينتهي أي خلاف خليجي بأسرع وقت ممكن قبل ان يكبر ويسيء لسمعة دولنا وشعوبنا وهو ما لا يحسب لصالح هذه الوحدة.. كما ان مبادراته كانت تنطلق من خلال مجلس التعاون الخليجي.. هذا البيت الذي يجمعنا منذ عقود حيث كان يؤكد ان يكون الجهة التي ننطلق عبر بوابتها لتحقيق عامل لم الشمل من جديد.
كلمة أخيرة:
الوحدة الخليجية التي ننشدها جميعا اليوم باتت من الأولويات.. والكويت الشقيقة بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أصبحت تقدم المبادرات تلو المبادرات لتحقيق حلم الوحدة الخليجية.. «ففي الاتحاد قوة» كما يقولون.. حفظ الله الخليج من كل مكروه وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان ونعمة الوحدة والتكاتف مهما كانت النوائب والشوائب.. اللهم آمين.
[email protected]