- ينقصنا الدعم المادي حتى نستمر لنقل تجربة العمل الخيري
- سنتخذ مقراً جديداً يتسع للكوادر البشرية ومكتبة الكويت
ليلى الشافعي
مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني (فنار) هو مركز بحوث ودراسات يساهم في توثيق العمل الانساني الكويتي ويشجع الباحثين والمهتمين بتاريخ الكويت على الكتابة والتوثيق لتاريخ العمل الانساني الكويتي.
وتقديرا للدور الذي يقوم به المركز كان لـ «الأنباء» هذا اللقاء مع رئيس مجلس ادارة المركز د.خالد الشطي.. فإلى التفاصيل:
ما الأسباب التي من أجلها تأسس مركز «فنار» لتوثيق العمل الإنساني، وهل هو اول مركز متخصص يقوم بهذا العمل، ومتى تم إنشاؤه؟
٭ عندما نظرنا إلى العمل الخيري في الكويت وجدناه يعود إلى نحو 4 قرون، ووجدنا تطورا هائلا لهذا المجال على مدى الدهر، ووصلت المشاريع الخيرية الكويتية والإنسانية إلى أصقاع الأرض، لكن في نفس الوقت جهود توثيق هذه الأعمال كلها فردية تقوم بها كل مؤسسة او جهة خـيرية او حتى أفراد، فكان لابد من إيجاد مركز توثيق متخصص لهذه الأعـمال وهو حلم يراودني منـذ فـترة بعيدة، ولذا زرنا كل مراكز البحوث والدراسات ودور الـطـباعة حتـى نستشف تجربتهم ونسـير في تجربتنا الجديدة بإنشاء مركز «فنار».
متى تأسس «فنار»؟
٭ تأسس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني «فنار» في 30 نوفمبر 2016، وقد اخترنا للمركز اسما مختصرا هو «فنار» كأول مركز متخصص في توثيق العمل الإنساني في الكويت ليبقى شاهدا على كل ما قدمته الكويت في مجال العمل التطوعي والخيري والإنساني محليا وخارجيا، كمنارة مشعة بالضوء حتى تبقى هذه الأعمال الجليلة والسامية خالـدة في ذاكرة التاريخ تتناقـلها الأجيال وتفتخر بها بين الأمم.
ما رسالتكم وأهدافكم التي تسعون إليها من خلال «فنار»؟
٭ «فنار» هو مركز دراسات وبحوث متخصص في توثيق العمل الإنساني في الكويت، ورؤيته هي الريادة والتميز في توثيق العمل الإنساني الكويتي وإبراز دوره محليا وعالميا، ورسالتنا هي توثيق العمل الإنساني الكويتي وإبراز دوره محليا وعالميا وفق أسس ومعايير علمية ومنهجية، تقديرا للجهود الإنسانية المبذولة، وتحفيزا للأجيال القادمة للاستمرار في هذا المجال، أما أهدافنا فهي توثيق العمل الإنساني الكويتي وإبراز دوره محليا وعالميا، وتشجيع ودعم الباحثين في تاريخ الكويت للعمل الإنساني.
ما الـمظلة القانونية للمركز؟
٭ في بداية عمل مركز «فنار» كانت مظلته القانونية عند التأسيس جمعية ملتقى الكويت وهي جمعية نفع عام أهلية تعنى بتشجيع وتطوير العاملين والمتطوعين في المجال الخيري والإنساني والمجتمعي، وذلك بشكل مؤقت لحين استقلال المركز، واعتبارا من 1 أغسطس 2018 انتقل المركز إلى مظلة شركة فـنـار الـخير للتجارة العامة، وهي شركة تجارية غير ربحية تأسست في يونيو 2018 من أجل انتـقـال تـبـعـيـة المركز لها.
وتم تأسيس وقف الكويت للعمل الإنساني لتمويل مشروعات المركز البحثية، ودعم بعض الأفـراد والجهات لإصدارات المركز في مجال توثيق العمل الإنساني في الكويت.
تم تكريمكم من قبل صاحب السمو بعد حصولكم على جائزة وشاح الكويت للبصمة الإنسانية، فما تعليقكم على ذلك؟
٭ تشرفت بمقابلة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «قائد العمل الإنساني» بعد حصولي مع 37 شخصا آخرين بجائزة وشاح الكويت للبصمة الإنسانية التي تنظمها جمعية ملتقى الكويت، وقد فوجئت بان سموه يعلم أننا أنشأنا هذا المركز لتوثيق العمل الإنساني، وقمت بإهداء سموه إصدارات مركز «فنار» المتنوعة، فسموه أبو الانسانية ووالد الجميع، وليس الامر بغريب عليه أن يكرم أبناءه ممن لهم جهود في العمل الخيري والتطوعي.
ماذا قدم «فنار» منذ إنشائه إلى الآن؟
٭ مر على تأسيس «فنار» 3 سنوات، وبإمكاناته البسيطة حقق عدة نجاحات متتالية، فقد تمكنا من إصدار مجلة «فنار» الربع سنوية وصدرت منها 8 أعداد، وفي مجال الكتب صدر عنه حتى الآن 11 كتابا وهناك 5 كتب تم الانتهاء منها وجار طباعتها بإذن الله، كما أن هناك مجموعة من الإصدارات والبرامج التي يستعد لإنتاجها المركز.
وفي مجال الإنتاج المرئي والمسموع، استطاع فنار أن يقدم نحو 200 حلقة من برنامج رواد الخير على قناة إثراء بتلفزيون دولة الكويت كل يوم سبت ويتناول مسيرة الكويتيين العاملين في مجال العمل الخيري والتطوعي، وبرنامج حصاد الخير الاسبوعي على إذاعة القرآن الكريم كل خميس الساعة 9:30 صباحا، لتسليط الضوء على جميع أخبار العمل الخيري الكويتي في أسبوع بشكل سريع ويتواصل مع ذوي الشأن في أهم الأخبار الواردة بالبرنامج.
وفيما مضى برنامج بلد الخير على إذاعة القرآن الكريم الذي وثق أعمال نحو 100 شخصية كويتية من أصحاب الأيادي البيضاء ممن توفاهم الله، بالإضافة إلى المشاركات في العديد من البرامج والمداخلات التلفزيونية والاذاعية.
ما أهم الشخصيات والأعمال الخيرية التي تم توثيقها حتى الآن؟
٭ صدر عن المركز عدة كتب لتوثيق الشخصيات والأعمال الخيرية والتطوعية في دولة الكويت منها: كتاب «الأعمال الخيرية الكويتية قديما في المناسبات الموسمية»، كتاب «فلسطين في عيون الكويت»، كتاب «سقيا الماء وجهود أبناء الكويت التطوعية قديما وحديثا»، كتاب «العمل التطوعي الكويتي في أربعة قرون»، كتاب «الجودة الإدارية في المؤسسات الخيرية الكويتية»، كتاب «الأعمال الخيرية الكويتية في موسم الحج»، كتاب «مدرسة السعادة للأيتام ومؤسسها شملان بن علي آل السيف»، وكتاب «أوائل المؤسسات التطوعية والخيرية في دولة الكويت 1911 ـ 1961».
وفي مجال توثيق تجارب المؤسسات والأشخاص ذات الطبيعة الإنسانية، قام «فنار بإنتاج كتاب «جمعية ملتقى الكويت الخيري.. مسيرة خمسة اعوام»، كتاب «ندوة رؤية استشرافية لمستقبل العمل الخيري الإنساني الكويتي»، وكتاب «الملتقى الأول لاتحاد المبرات والجمعيات الخيرية الكويتية نحو التكامل المنشود بين القطاع الحكومي ومؤسسات العمل الخيري.. الحلول والمقترحات».
وهناك عدة كتب أخرى تحت الطباعة هي: كتاب «ثلث عبدالله علي عبدالوهاب المطوع في 15 عاما (2006 ـ 2020)»، كتاب «زراعة النخيل والتبرع بتمورها في دولة الكويت تجربة فريق «ولو بشق تمرة» في عشرين عاما»، كتاب «حكام الكويت.. مآثر خيرية ومواقف إنسانية»، كتاب «العمل التطوعي النسائي في دولة الكويت».
هل يقتصر عملكم فقط على الإنتاج المطبوع والمرئي والمسموع؟
٭ إيمانا من مركز «فنار» بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي، قام بإطلاق حساباته على وسائل التواصل المختلفة من أجل سهولة التواصل معه، والمساهمة في توثيق العمل الإنساني الكويتي، وتشجيع الباحثين والمهتمين بتاريخ الكويت في مجال العمل الإنساني، وتقوم حسابات «فنار» على شبكات التواصل الاجتماعي بنشر أخبار المركز وأنشطته، كما تروج لجميع الأعمال الخيرية والإنسانية والتطوعية في الكويت، وحسابات المركز على وسائل التواصل للاجتماعي هي: تويتر @fanarkwt وفيسبوك Fanar Kwt وانستغرام fanarkwt، كما يحرص مركز «فنار» على إثراء ساحة العمل الإنساني في الكويت من خلال المشاركة في النقاشات والندوات والمحاضرات التي تتناول هذا المجال، وأيضا المعارض والمؤتمرات للتعريف بالمركز وبأنشطته وبجهوده في توثيق العمل الإنساني والخيري والتطوعي في الكويت.
كيف يتم التواصل مع الجهات المختلفة والأفراد لتوصيل رسالتكم؟
٭ يقوم مركز «فنار» بالتواصل والتنسيق مع وزارات الدولة الرسمية والهيئات الحكومية والأهلية وجمعيات النفع العام والدواوين والمدارس في الكويت بغرض التوعية والتثقيف سواء بزيارة هذه الجهات وعقد ندوات تثقيفية وتعريفية بالمدارس بالعمل الخيري والتطوعي في الكويت بما يتماشى مع الأعمار المختلفة لطلاب المدارس، أو حتى باستقبال المركز لزيارات الطلاب واطلاعهم على مشروعات وأنشطة المركز.
كيف تقدمون الدعم للباحثين في مجال العمل الإنساني؟
٭ يستقبل المركز العديد من الباحثين وطلبة العلم المعنيين بمجال العمل الإنساني الخيري والتطوعي بغرض الاستفادة المجانية من «مكتبة الكويت للعمل الإنساني» التي أنشأها فنار وتضم العديد من الكتب التخصصية بغرض الاستفادة منها بما تضمه من كتب ومراجع تخصصية ووثائق ومخطوطات مختلفة أمام الباحثين حتى يتمكنوا من انجاز أعمالهم ورسالاتهم البحثية بشكل ميسر، تقديرا لدورهم العلمي في خدمة وطنهم ومجتمعهم، وستتوسع المكتبة لتضم نحو 120 ألف كتاب، و30 ألف مجلة و20 ألف شريط فيديو، وذلك بعد اختيار مكان مناسب لمقرها يتماشى مع ما ستحتويه من عدد هائل من الكتب، ويقدم الكادر الفني بفنار بما يملكونه من خبرات متراكمة النصائح والإرشادات التي تفيد الباحثين في عملهم.
ما المعوقات التي تواجهكم في عملكم؟
٭ الحمد لله الأمور الخاصة بالعمل في مركز «فنار» تسير بشكل جيد، لكن أبرز مشكلة تواجهنا هي توفير الدعم لإصدارات المركز، لأن تأليف كتاب يتكلف مبلغا ليس بالمبلغ الصغير والأمر هنا لا يعني إصدار كتاب واحد مثلا أو فيلما او برنامجا واحدا، نحن نتكلم عن خطط كبيرة لمركز في بداياته، وهو يحتاج الى دعم مادي، ولذا فقد أنشأنا وقف الكويت للعمل الإنساني حتى يمكن ان يضم هذا الوقف شيئا يدر عائدا ماديا على المركز حتى يستمر في عمله، ولتكون تجربة متميزة لكن يخشى عليها من التوقف، كما أن المركز لديه خطة كبيرة تضم مئات الكتب والبرامج والأنشطة وهي تحتاج دعما ماديا كبيرا، وهي دعوة لكل من يهتم بعملنا للتبرع له ودعمه حتى نحافظ على نقل تجربة العمل الخيري في الكويت الممتدة على مدى 4 قرون مضت، لتبقى هذه الأعمال الجليلة والسامية خالدة في ذاكرة التاريخ تتناقلها الأجيال وتفتخر بها بين الأمم.
هل ترون أن إنشاء اتحاد للمبرات والجمعيات الخيرية سيساهم في تنظيم العمل الخيري؟
٭ إذا كان للعمل الخيري أب متمثل في وزارة الشؤون الاجتماعية، فإن اتحاد المبرات والجمعيات الخيرية الكويتية هو بمنزلة الأم الحنون على هذه الجمعيات والمبرات الخيرية، من اجل التنسيق بينها لترتيب الأعمال والأنشطة لأن العمل الخيري عموما التنافس فيه هو تكامل وليس تنافسا كما هو الحال في المنافسة بين الشركات التجارية، ولذا فإن تأسيس هذا الاتحاد هو شيء من صالح العمل الخيري يساهم في تطويره والتشجيع على الانخراط فيه.
ما مشاريعكم المستقبلية؟
٭ بإذن الله نحن سنتخذ مقرا جديدا للمركز يتسع للكوادر البشرية الخاصة به، بالإضافة إلى توفير مكان كبير لمكتبة الكويت للعمل الإنساني، وهي المكتبة العامة الخاصة بالمركز لنقل الكتب المتوافرة لدينا إليها ووضع موقع الكتروني لهذه الكتب حتى يتمكن الباحثون من الاستفادة منها بشكل أكبر، ونحن حاليا انتهينا من تشغيل الموقع الإلكتروني التجريبي للمركز، وسنبدأ في وضع جميع أعمالنا عبر هذا الموقع.
أيضا لدينا خطة كبيرة في اصدار الكتب وإنتاج البرامج في الفترة المقبلة، والتي نرجو الله تعالى ان يوفقنا فيها لخدمة وطننا الحبيب لنقل الصورة البيضاء عن أهلها الذين جبلوا على حب العمل الخيري وتوارثوه من الآباء والأجداد ليظل شجرة مورقة ومثمرة بين الأبناء والأحفاد، للتأكيد على أن الكويت هي بحق «مركز العمل الإنساني»، وأن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «قائد العمل الإنساني».