آلاء خليفة
استضاف مركز الدراسات الخليجية «CGS» في الجامعة الأمريكية بالكويت بالتعاون مع «Science Po» ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي محاضرة بعنوان «الخليج ومصر.. الروابط الدينية» قدمها الأستاذ المشارك للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية في باريس د.ستيفان لاكروا، وذلك في قاعة الجامعة الأمريكية المفتوحة بحضور سفيرة فرنسا في الكويت ماري ماسدوبوي.
بدأ لاكروا محاضرته بعرض أصول السلفية في المملكة العربية السعودية ودورها في تطبيع السيادة السعودية وتتبع الحركة الدينية عبر الحدود في مصر والتي أثرت على أيديولوجية الحركة وممارساتها وأدت إلى إنشاء منظمة أكثر رسمية في مصر، موضحا انه على الرغم من أن الحركة السلفية المصرية كانت مدفوعة في البداية بالتأثير الديني للمملكة العربية السعودية إلا أن نمو الحركة خلال القرنين العشرين والواحد والعشرين في مصر كان بسبب عوامل داخلية، منها زيادة نشر المنهج السلفي من خلال مجلة المنار في مصر والتي أدت إلى إعادة إحياء أعمال ابن تيمية، وأثرت في إنشاء مؤسسات دينية أخرى. وأضاف لاكروا خلال تعقيبه على المحاضرة: ما حاولت القيام به في عرضي هو إضافة الفهم الدقيق إلى فهمنا للعلاقات الدينية بين الخليج ومصر، ومن الأفكار الشائعة على وجه الخصوص هو أن الحركة السلفية في مصر مجرد امتداد للنفوذ الديني السعودي، وما أردت توضيحه هو أنه على الرغم من وجود روابط واضحة بين الاثنين، إلا أنه عندما ينظر المرء إلى الأدلة التاريخية والاجتماعية يبدو أن هذه العلاقة مبالغ فيها إلى حد كبير، ولقد كان من دواعي سروري أن ألقيت محاضرة في الجامعة الأمريكية بحضور نخبة من الباحثين والأساتذة والطلاب، كما انني ممتن بشكل خاص لأصدقائي الأعزاء في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتنسيق هذه المحاضرة.
بدورها، قالت مديرة مركز الدراسات الخليجية د.شريفة العدواني: تناول لاكروا بعض المعتقدات الشائعة حول التاريخ وروابط الأيديولوجيات المختلفة في منطقتنا ووجد أن العلاقات بين الأيديولوجيات ليست دائما بسيطة، كما انعكس في البداية في كل من الدراسات الخليجية وفي المجتمعات بشكل عام، وتحدث عن التفاعلات المعقدة الاستقلالية التي يتمتع بها الناس والمؤسسات في مصر والخليج. إن أبحاث د.لاكروا المتطورة تساهم بشكل كبير في الأدب البحثي في دراسات الخليج، وقد استمتع مجتمع الجامعة الأمريكية في الكويت بكونه من أوائل جماهيره الذين سمعوا عن كتابه القادم.