- سياسة الكويت المتزنة والحكيمة جعلتها موضع ثقة واحترام مختلف دول العالم
- تصريحات الغانم في الاتحاد البرلماني العربي أصابت وسائل الإعلام الإسرائيلية بهستيريا
- كل فلسطيني مقيم على أرض الكويت هو جندي مجند لحمايتها.. وخطيئة عام 1990 لن تتكرر
- الولاية الأردنية على المقدسات في القدس أنقذتها من براثن الاحتلال وعصابات المستوطنين
أجرى الحوار: أسامة دياب
أكد السفير الفلسطيني لدى البلاد رامي طهبوب أن ما اصطلح على تسميته بـ «صفقة القرن» هو صفقة ولدت ميتة ولا تعدو كونها محاولة بائسة لإجهاض القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن رفض القيادة الفلسطينية للصفقة المشبوهة جاء مدعوما بموقف عربي وإجماع إسلامي قوي ومشرف.
وشدد طهبوب في لقاء خاص لـ «الأنباء» على أن موقف الكويت من «صفقة القرن» يتسق مع قناعاتها ومساندتها التاريخية للقضية الفلسطينية، موضحا أن سياسة الكويت المتزنة والحكيمة جعلتها موضع ثقة واحترام مختلف دول العالم بمبادراتها ووساطاتها المميزة، لافتا إلى أن الكويت وعلى رأسها صاحب السمو أحد أهم عناصر دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولفت إلى أن الكويت كانت صوت العرب والمسلمين ولسان حال الفلسطينيين والمدافع عن قضيتهم في مجلس الأمن، مشيدا بفترة عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن.
وكشف السفير طهبوب عن ترتيبات جارية للإعداد للاجتماع الأول للجنة المشتركة الفلسطينية - الكويتية على مستوى وزراء الخارجية، كما تطرق اللقاء إلى عدد من الملفات التي تهم العلاقات بين البلدين، فإلى التفاصيل:
كيف ترون مقترح السلام الأميركي المعروف إعلاميا بـ «صفقة القرن»؟
٭ موقف القيادة الفلسطينية تجاه ما اصطلح على تسميته إعلاميا بـ «صفقة القرن» واضح وصريح، فهي بالنسبة لنا مجرد صفقة مشبوهة ولدت ميتة ومحاولة بائسة لإجهاض القضية الفلسطينية ولا تساوي الحبر الذي كتبت به.
والقيادة الفلسطينية رفضت هذه الصفقة منذ بدايتها عندما اعترفت الولايات المتحدة الأميركية بالقدس الموحدة لإسرائيل وأزاحتها مع موضوعي الاستيطان واللاجئين عن طاولة المفاوضات.
وأود أن أشير إلى أن الموقف الفلسطيني الرافض لهذه الصفقة جاء مدعوما بموقف عربي واضح، ظهر جليا في اجتماع جامعة الدول العربية، حيث خرج بأقوى رد على هذه الصفقة المسخ، وإجماع إسلامي رافض لها أيضا في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في جدة، بالإضافة إلى الموقف الأوروبي الذي يأخذ موقفا متقدما رافضا لهذه الصفقة جملة وتفصيلا، وكذلك أعلنت الأمم المتحدة بكل وضوح أن حل القضية الفلسطينية يجب أن يكون على أساس حل الدولتين والتفاوض المباشر وقرارات الشرعية الدولية.
موقف يثلج الصدر
ماذا عن قراءتكم للموقف الكويتي من «صفقة القرن»؟
٭ هنا يجب أن أشيد بالموقف الرسمي الكويتي الواضح والقوي الذي عبر عنه بيان وزارة الخارجية الكويتية قبل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب، والذي أكدت فيه الكويت ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية وقراراتها ومبادرة السلام العربية، وذلك بتوجيهات من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، أطال الله في عمره ومتعه بالصحة وموفور العافية، ولقد ثمنت القيادة الفلسطينية هذا الموقف عاليا وهو موقف يأتي متسقا مع قناعات الكويت ومساندتها التاريخية للقضية الفلسطينية.
وعلى صعيد الموقف الشعبي المشرف نجد أنه ظهر جليا في جلسة مجلس الأمة التي خصصت لمناقشة موضوع «صفقة القرن»، ولقد تشرفت بحضور هذا الجزء من الجلسة، وقد أكد البيان الصادر عن المجلس في أعقاب تلك الجلسة رفض كل ممثلي الشعب الكويتي لهذه الصفقة.
وعلى صعيد اتحاد البرلمان العربي في جلسته الطارئة نجد أن العالم كله قد استمع لتصريحات رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، والتي كانت بيانا كويتيا خالصا أثلج صدور الفلسطينيين وأعطاهم دفعة قوية وخصوصا عندما رمى بصفقة القرن في سلة المهملات، ومن خلال متابعتنا لردود الأفعال في الصحافة الإسرائيلية وجدنا أنهم أصيبوا بهيستيريا من جراء تصريحات الغانم وكانت في صدر صفحاتها الأولى.
وأود أن أوضح أن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أصبح يتمتع بشعبية جارفة وكبيرة في الشارع الفلسطيني، وسر هذه الشعبية يكمن في أن الجميع في فلسطين يدرك أنه ينتمي لمدرسة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، كما أنه يمثل وجهة نظر الكويت كاملة.
خط أحمر
تعلمنا منذ نعومة أظفارنا أن القدس ليست قضية وإنما القدس عقيدة، إلى أي مدى تعتقد أن القدس مازالت عقيدة عند كل الدول العربية والإسلامية؟
٭ نقولها دائما ومرارا وتكرارا ان القدس ليست لنا وحدنا ولكن هي لكل عربي ومسلم ومسيحي ونحن حماة هذه المدينة وهذه المقدسات ونتعهد أمام العالمين الإسلامي والمسيحي بأننا سنصمد دفاعا عن تلك المقدسات وسنحميها بدمائنا، فالقدس خط أحمر والدفاع عن مقدساتها عقيدة وواجب على كل عربي ومسلم ومسيحي في العالم.
هل تعتقد أن «صفقة القرن» من الممكن أن تمر؟
٭ «صفقة القرن» لن تمر، فهي صفقة أحادية الجانب أبرمت من طرف واحد وقعها من كتبها، شعبنا شعب جبار.. شعب صامد، عانى على مدار 70 عاما وعلى استعداد أن يبذل الغالي والنفيس في سبيل قضيتهم العادلة.
وقد وصف الرئيس محمود عباس الموقفين العربي والإسلامي الرافض لهذه الصفقة العار بالمشرف، وهو بالفعل موقف موحد وضد هذه الصفقة من الألف إلى الياء والرئيس ذهب إلى الأمم المتحدة متسلح بهذا الموقف.
تنسيق عربي وإسلامي
ما الخطوات التالية التي ستتخذها القيادة الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن؟
٭ من الضروري هنا أن أؤكد أن أي خطوة فلسطينية قادمة سيكون منسقا لها عربيا وإسلاميا فنحن نعول كثيرا على الدعم العربي والإسلامي، وبالنسبة لنا على الأرض سنستمر في المقاومة السلمية الشعبية والتي تعتبر أحد مفاتيح صمودنا ولن نحيد عنها كخيار وحيد ولن نذهب بأي حال من الأحوال إلى العنف، وسنحافظ على الدعم العربي والإسلامي والأوروبي.
كيف تصف العلاقات الكويتية ـ الفلسطينية؟
٭ العلاقات الفلسطينية ـ الكويتية علاقات تاريخية ومتميزة وتعيش الآن أفضل عصورها وأوج قوتها، الكويت كانت وما زالت من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية، فالدعم الكويتي للقضية الفلسطينية تاريخي وغير مسبوق، لامحدود ولم يتوقف يوما واحدا.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الكويت قدمت الدعم للقضية الفلسطينية بكل أشكاله دون أي مقابل، ولم يكن لها في يوم من الأيام أي أجندة خفية تجاهها ولم تعمل إلا لمصلحة الشعب الفلسطيني.
ولا بد أن نذكر في هذا المقام أن الكويت احتضنت أبناء الشعب الفلسطيني لفترات طويلة ولم يشعروا للحظة واحدة أنهم في غربة أو شتات، وكل فلسطيني مقيم على أرض الكويت الآن هو جندي مجند لحمايتها والدفاع عنها ضد أي عدوان أو تهديد خارجي مهما كان، والخطيئة التي حدثت عام 1990 لن تتكرر بأي شكل من الأشكال.
دور كبير ورئتان
كيف تصف التنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي؟
٭ بالطبع هناك تنسيق دائم ومستمر مع دول الاتحاد الأوروبي نظرا للدور الفاعل الذي من الممكن أن تلعبه تلك الدول في مواجهة «صفقة القرن»، وأود أن أشير إلى أن الاتحاد الأوروبي هو الداعم الأول للاقتصاد الفلسطيني من خلال المشاريع التي يقدمها من خلال استمراره في دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حيث لم يتوقف الاتحاد الأوروبي عن هذا الدعم.
ونحن كعرب وفلسطينيين نرى أن الاتحاد الأوروبي سيكون له دور كبير في دعم وإسناد القضية والموقف الفلسطيني المبني على حق تقره الشرائع والقوانين الدولية.
ماذا عن التنسيق مع كل من مصر والأردن؟
٭ مصر هي رئة فلسطين الجنوبية والأردن الرئة الشرقية، ونحن لا نستطيع التحرك دون التنسيق معهما، فلا غنى عن الدورين المصري والأردني في دعم وإسناد القضية الفلسطينية، ونقدر عاليا ما قدمته وتقدمه الدولتان من دعم للقضية والشعب الفلسطيني.
ولا ننسى أن الأردن له الولاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الفلسطينية ونحن متمسكون بهذه الولاية من منطلق إدراك أن الولاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس أنقذتها من براثن الاحتلال وعصابات المستوطنين.
صمام أمان
الكويت أنهت مؤخرا عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن، كيف تصف الدور الذي لعبته خلال هذه الفترة؟
٭ الكويت كانت صوت العرب والمسلمين بصفة عامة في مجلس الأمن ولسان حال الفلسطينيين والمدافع عن قضيتهم بصفة خاصة، ولعبت دورا كبيرا بترتيب كامل لزيارة الرئيس محمود عباس لمجلس الأمن في فبراير 2018 لإلقاء خطابه أمام المجلس، كما ناصرت وساندت كل القضايا العادلة في مختلف أنحاء العالم.
الآن تونس تمثل العرب في مجلس الأمن وهي من الداعمين للقضية الفلسطينية وأكاد أجزم أنها ستلعب نفس الدور الداعم للقضية الفلسطينية.
ماذا عن الدور الذي تلعبه الكويت إقليميا ودوليا في حل النزاعات وإحلال السلام من خلال وساطاتها ومبادراتها؟
٭ أقول دائما إن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد هو صمام أمان الأمة العربية والمنطقة وحكيمها، وبالتالي فإن الكويت وعلى رأسها صاحب السمو هي أحد أهم عناصر دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
الحقيقة أن سياسة الكويت المتزنة والحكيمة جعلتها موضع ثقة واحترام مختلف دول العالم بمبادراتها ووساطاتها المميزة.
الديبلوماسية الكويتية تمثل مدرسة رائدة وفريدة من نوعها أسسها ووضع قيمها ومبادئها صاحب السمو.
كم أصبح عدد المدرسين الفلسطينيين الذين استعانت بهم وزارة التربية؟
٭ يبلغ عدد المدرسين الفلسطينيين الذين تعاقدت معهم وزارة التربية إلى الآن حوالي 520 مدرسا ومدرسة، وذلك مع الدفعة الأخيرة، وأنا على تواصل دائم ومستمر معهم من خلال أحد الزملاء في السفارة يتولى هذا الملف، وهو على تواصل شبه يومي معهم، وفي الحقيقة المعلمون يعبرون عن ارتياحهم ويتمتعون بسمعة طيبة ونثمن تعاون وزارة التربية في هذا الصدد.
وهناك دفعة قادمة من المعلمين وستتوجه لجنة من وزارة التربية إلى فلسطين خلال الشهرين المقبلين لإجراء المقابلات ولكن لا نعرف بالضبط العدد المطلوب.
هل تعملون حاليا على ترتيب أي زيارات مرتقبة؟
٭ في الحقيقة العديد من الوفود الفلسطينية تزور الكويت باستمرار سواء في زيارات رسمية أو زيارات عمل، ونعمل الآن على ترتيب الاجتماع الأول للجنة المشتركة الفلسطينية- الكويتية على مستوى وزراء الخارجية وخصوصا بعد تعيين سفير غير مقيم للكويت في رام الله الأخ العزيز عزيز الديحاني، وهناك عدد من الملفات التي نعمل على التنسيق فيما بيننا لمناقشتها خلال اجتماع اللجنة المشتركة.
من أجواء اللقاء
٭ جريدة العرب: أشاد السفير الفلسطيني لدى البلاد رامي طهبوب بجريدة «الأنباء» وطرحها الموضوعي والوسطي، مشيرا إلى أنها جريدة العرب، حيث تتبنى كل القضايا العربية ومن أشد المناصرين للقضية الفلسطينية.
٭ أملاك الكويتيين في فلسطين تحت تصرفهم ونرتب لزيارة قريبة لهم ليتفقدوها: أكد السفير الفلسطيني لدى البلاد رامي طهبوب أن أملاك الكويتيين في فلسطين مصونة ومعظمها خال وهي تحت تصرف الكويتيين متى أرادوا تسلمها، لافتا إلى الزيارة التي قام بها رئيس سلطة الأراضي الفلسطينية إلى الكويت لتسليم عدد من وثائق الملكية المجددة لبعض أصحاب الأملاك من الكويتيين. وأوضح طهبوب أن السفارة بصدد تنظيم زيارة لأصحاب الأملاك من الكويتيين إلى فلسطين للوقوف على أملاكهم، مبينا أن بعض أصحاب الأملاك قاموا ببيع أملاكهم والأمور سارت على ما يرام.