في وداع هادئ لدنيانا التي تموج بأحداث جسيمة ومضطربة، فاضت روح إمام العمل الخيري والإنساني بالكويت والعالم العربي والإسلامي العم يوسف جاسم الحجي يرحمه الله، بعد مسيرة حافلة بالخير والعطاء وإغاثة الملهوفين في شتى البقاع، بدون ضوضاء وبعيدا عن الأضواء، والمطالع لسيرة العم بويعقوب يرحمه الله، يجده وإخوانه من رواد العمل الخيري هم من صنعوا تاريخ الكويت الحديث وتحديدا في ساحات العمل الخيري والإغاثي.
وعلى ضوء ذكرنا لرجالات الكويت الذين سطروا أسماءهم في سجل العمل الخيري، فقد كانت للعم يوسف الحجي، يرحمه الله، صولات وجولات مع العديد من العلماء العاملين في مجالات الدعوة والعمل الخيري، ومن بين الذين التقاهم خلال مسيرته، الشيخ عبدالله النوري يرحمه الله، الذي يعد أستاذا في فضاءات الدعوة الإسلامية والعمل الخيري.
وليس أجمل في دنيانا من وفاء أهل الخير بعضهم لبعض، وقد ظهر ذلك الوفاء جليا في حياة العم بويعقوب يرحمه الله، وفاء التلميذ لأستاذه، عندما لبى كالفارس النبيل نداء من محبي وأبناء الشيخ عبدالله النوري، بتأسيس صرح خيري باسم الشيخ عبدالله النوري، فبادر ومن معه من رجالات الخير في الكويت بتأسيس وإشهار جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية، وقد أصبح العم بويعقوب أول رئيس لمجلس إدارتها، والتي أصبحت في يومنا هذا بفضل الله ثم أهل الخير والإحسان، واحدة من منصات العمل الخيري الرائدة، داخل الكويت وخارجها.
ويذكر للفقيد يرحمه الله، حيال تأسيسه الجمعية، تأكيده على ضرورة الاستمرار في أعمال الخير والنفع التي قدمها الشيخ عبدالله النوري، بالإضافة إلى حرصه الشديد على استمرار روابط الجمعية بالهيئات الإسلامية في شتى البقاع.
هكذا هي سيرة أهل العطاء والإنسانية، تعطرها دعوات الضعفاء والمحتاجين، وتحيطها ابتسامات المنكسرين، ترجل فارس الخير والبر العم يوسف الحجي تاركا خلفه سجلا ناصعا بدعم الضعفاء وإغاثة المنكوبين في مختلف الأنحاء، ليكون ذكره الطيب نبراسا مضيئا ودليلا ممتدا لأهل العطاء والإحسان داخل الكويت وخارجها، رحم الله العم بويعقوب وأنزله الفردوس الأعلى من الجنة جزاء ما قدم وبذل وأغاث وأعطى.
جمال عبدالخالق النوري
رئيس مجلس إدارة جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية