- قد نلجأ إلى «الداخلية» لإنقاذ الحالات الطارئة في حال تطبيق الحظر الكلي
دعاء خطاب
doaa26@
مع تدابير الإغلاق والحجر الصحي الإلزامي الذي أجبر الناس على البقاء في المنزل وانتشار الشائعات والمخاوف لدى البعض من انتقال عدوى فيروس «كورونا» إليهم من حيواناتهم الأليفة وجد البعض أنفسهم مجبرين على التخلص منها إما عن طريق عرضها للتبني أو تسريحها في الشوارع مما يعرضها لمصير واحد محتوم هو الموت. ورغم نفي منظمة الصحة العالمية وصحة الحيوانات لاحتمالية نقلها للأمراض ألا أنه تم تسجيل حالتين: وفاة كلب في الصين، وإصابة قطة في بلجيكا.
«الأنباء» قامت بدورها في البحث والتقصي لمعرفة حقيقة انتقال العدوى من الحيوانات للبشر ورأي مقتنيها في التخلي عنها، فإلى التفاصيل:
في البداية، أكد الطبيب البيطري د.عبيد العازمي أن القطط والكلاب الأليفة لا يمكن أن تنقل فيروس كورونا المستجد إلى البشر، قائلا «لا توجد اي دراسة منذ شهر ديسمبر 2019 وحتى مارس 2020 تؤكد إمكانية حدوث عدوى من الحيوانات إلى البشر، وقد تتطور في المستقبل كونه فيروسا متحورا وتصبح معدية، في ذاك الوقت يجب التحذير، لكن حتى هذه اللحظة لا يوجد تأكيد».
وقال العازمي خلال حديثه لـ «الأنباء» إن فيروس «كورونا» الذي يصيب الإنسان ليس له تأثير على الحيوانات المنزلية أو حتى الجمال والخيل والأسماك، مضيفا: حتى في حالات الإصابة للحيوانات حين تكون مناعتها قوية، تكون الأعراض بسيطة ولا تحتاج إلى تدخل الطبيب البيطري ولا ينتقل للبشر، موضحا أن الفيروس المستجد، هو تطور لسلسلة فيروسات متحورة ظهرت منذ 2003 في الصين وعرفت باسم «سارس».
أول وفاة
وتعليقا على موت أول كلب في هونغ كونغ الصينية بسبب الكورونا، قال العازمي: «حين نحن نتحدث عن دولة يتجاوز عدد السكان فيها 7 ملايين شخص وعلى الرغم من ذلك فإن الحالة المسجلة وجدوا بها أعراضا بسيطة لم تؤكدها العينات، ولم يتم تسجيل حالات مماثلة بين القطط والكلاب التي تخطت أعدادها الـ 2 مليون، كذلك فإن حالة إصابة القطة المسجلة في بلجيكا كانت مجرد أعراض ولم يتم إثباتها»، مضيفا «حتى اذا تم تأكيد الإصابة فهي لا تنتقل إلى بشر»، وأكمل: «بالمقارنة فإن دولاً مثل أميركا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا تملك كل أسرة فيها على الأقل كلباً وقطة، ولم تسجل إصابة واحدة مؤكدة لحيوان أليف». وواصل قائلا: «ان منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، نفتا وجود دليل على أن أي حيوان أليف يمكنه نقل كورونا».
الحظر الكلي
وعن آلية إنقاذ الحالات الطارئة في حال فرض الحظر الكلي، أجاب العازمي «في حال فرض الحظر الكلي لن اهتم بالجانب المادي وسأقوم باستقبال الاستفسارات على رقمي الشخصي، وفي الحالات الاستثنائية او الاصابات الخطيرة قد نلجأ الى الزيارات المنزلية بعد الحصول على التصريح من وزارة الداخلية عن طريق الموقع الرسمي».
إجراءات وقائية
ودعا العازمي مقتني الحيوانات الأليفة إلى أن يهتموا بنظافتها جيدا، وكذلك يجب الاهتمام بنظافتهم الشخصية بغسل اليدين قبل وبعد التعامل مع الحيوانات وغذائها وإمداداتها وعدم تقبيلها. ويجب على الأشخاص المصابين تجنب الاتصال مع الحيوانات الأليفة. كذلك انصحهم بعدم اصطحاب الحيوانات الى الخارج وتأجيل التطعيمات الدورية حتى يستقر الوضع، وبصرف النظر عن الإجراءات الوقائية، أنصحهم ألا يكونوا قلقين بشكل مفرط وألا يقوموا بالتخلي عن حيواناتهم تحت أي ظرف.
تنقل الحب
من جانبه، قال المواطن صالح سليمان الشيتان - مقتني قط -: «ارفض التخلي عنها فهي مخلوقات ضعيفة، وقد أعلنت منظمة وهيئات الصحة الحيوانية انها لا تنقل العدوى، فلا أجد ما يدعو للخوف منها، وكل انسان متعلم ومطّلع يعي هذه الحقائق، أما مروجو الشائعات فهم من يدّعون أنها تنقل العدوى والأمراض، كما انني احرص على الاعتناء به- أي القط - وإخضاعه للفحص والتطعيمات الدورية واستشير الطبيب عند ملاحظتي لأي عارض غريب وادعو الجميع للرأفة بها».
أما محمد- مقتني طائر الببغاء «كاسكو»- فأجاب: «لا اعلم اذا كانت هذه الحيوانات ناقلة لمرض «كوفيدـ 19» أم لا، ما أعلمه هو أننا نحن أصحابها ومسؤولون عنها أمام الله ونستطيع التعامل معها بحذر يجنبنا الإصابة. مضيفا: وعن نفسي لن أتخلى عن صديقي مهما حدث».
ومن ناحيتها، رأت أم يسرا- مربية قطة- ان هذه الحيوانات لا تنقل سوى الحب فلا تستحق إلا أن نحميها، وواصلت: هذه الكائنات «شركاؤنا» على الأرض، والقطط تعيش معنا في المنزل فكيف نتخلى عنها؟! صحيح انها لا تتحدث لكنها تشعر بكل شيء، وإن صح القول فنحن من ينقل لها العدوى، وإن تركنا الحيوانات في الشارع فستموت وتتحلل مسببة الأمراض والأوبئة وهو ما يخل بالتوازن البيئي. ووافقتهم أماني الرأي قائلة: «انا اتعامل مع الحيوانات الأليفة كأنها فرد من الأسرة لا فرد زائد في الأزمات». وأردفت قائلة: «إن الانسانية هي جل ما نحتاج إليه واننا نتضرع للخالق الرحيم في هذه الأيام العصيبة أن يحمينا ويقينا. واختتمت: ثقوا أن الراحمين يرحمهم الله».