بقلم:أحمد الحبيب
نقف كلنا احتراما وتقديرا لجهود الشباب الكويتي المتطوع لتلبية نداء الوطن وخدمته، ولكن بات اليوم بعض المتطوعين عبئا ثقيلا على الواقع الكويتي، فبسبب عدم اتباع الإرشادات بات الوباء ينتشر، في حين يتحدث الكثيرون عن سلوكيات بعض المتطوعين غير المنضبطة والخروج عن العادات والتقاليد والتصرف بطريقة غير حضارية مع المتسوقين.
لا شك أن اللبيب من الإشارة يفهم، ففي الوقت الذي كانت الجمعيات التعاونية تعاني أزمة في توفير العمالة لخدمة المتسوقين والاستغناء عن العمالة الآسيوية في المناولة وتوصيل الطلبات للمنازل وتنظيم التسوق والوقوف أمام الأسواق للتأكد من تطبيق المعايير الصحية واشتراطات وزارة التجارة لبى أبناء الوطن بكل الأعمار نداء الواجب ووقفوا موقفا مشرفا لتخفيف الأعباء.
ولكن الأمور تبدلت اليوم وتغيرت، فبعض المتطوعين اتضحت نواياهم غير السوية، إضافة إلى إصابة البعض منهم بوباء كورونا المستجد ما استدعى إغلاق الكثير من الأسواق المركزية والفروع ومباني الإدارات العامة للتعقيم ليوم أو أكثر وإيقاف جميع المتطوعين وتحويلهم للفحص، وعليه ظهرت دعوات لزيادة الرقابة على المتطوعين لكون بعضهم بات يشكل عبئا على العمل التعاوني.
ولا ينكر أحد الجهد الكبير والتضحية التي قدمها الأسوياء من المتطوعين، فما فعلوه وسام يعلق على صدورهم جميعا، ولكن أصبح الأمر مختلفا تماما مع وجود متطوعين غير أكفاء، وأصبحوا عبئا على الجمعيات التعاونية والواقع الصحي ووزارة التجارة، فلا حاجة إلى كل هذه الأعداد الكبيرة من المتطوعين في الجمعيات بدون رقابة وتدقيق عليهم، وبات من الضروري تقليل أعدادهم لسد الحاجة الضرورية فقط.
لعل ما حملني على كتابة هذه الكلمات هو الأحاديث التي تتوالى حول بعض المتطوعين والانتهاكات التي تصدر منهم والتي تخالف العادات والتقاليد وعدم احترام خصوصية شهر رمضان المبارك من حيث تجمع بعض الشباب والفتيات أمام أبواب الجمعيات وقص القصص وانتشار الضحك وتبادل النكات والأحاديث المختلفة التي تتعارض مع الهوية الكويتية المحافظة، ولا يقبل أي ولي أمر أن يرى فلذات أكباده على هذه الحال، هذا إلى جانب تعامل بعض المتطوعين مع المتسوقين بطريقة خاطئة، ما جعل وجودهم عبئا ثقيلا على الجمعيات التعاونية.
إن هذه الكلمات هي رسالة لكل صاحب ضمير حي، فهذه الأعداد الكبيرة من المتطوعين بالجمعيات لا حاجة لها ونرجو تقليل أعدادهم بما يتوافق مع الحاجة الفعلية للمكان، وأعود لأقول: هناك متطوعون أثبتوا أنهم خير سفراء للكويت ولأسرهم وعائلاتهم، ولكن للأسف هناك فريق آخر شوه صورة المتطوعين.