دارين العلي
أكد خبير الأمن الغذائي المهندس الزراعي المتخصص في وقاية النبات من مزرعة المسيلة في الوفرة م.محمد النجار أن الأوضاع الحالية التي يمر بها العالم كله، أثبتت أنه لا بد من التركيز على مقومات الحياة الأساسية وعلى رأسها تحقيق الأمن الغذائي والذي يتمثل في توفير وتأمين الغذاء ضمن الدولة الواحدة أو ضمن مجموعة من الدول لتحقيق الإمدادات الغذائية لأفراد المجتمع أو ما يزيد على هذه الإمدادات.
وقال في تصريح لـ«الأنباء» إن أهمية الأمن الغذائي تكمن في الظروف الطارئة التي تنتج عن الجفاف أو الكوارث أو الحصار أو توقف الأنشطة الحيوية لسبب ما.
ركائز أساسية
وحول الركائز الأساسية التي لا بد من تحقيقها لتوفير الأمن الغذائي، قال إن أبرزها إدارة وزراعة الأراضي بالمحاصيل المناسبة وتربية الثروة الحيوانية بكل قطاعاتها، والوصول إلى الغذاء كما ونوعا عن طريق الاكتفاء الذاتي أو عن طريق الشراء وتكامل القطاعات الزراعية المحلية فيما بينها.
وشدد على أن المواد الغذائية يجب أن تكون قابلة للتخزين ومتوافرة على مدار العام لتلبية الطلب المحلي عليها في أي وقت.
معوقات الأمن الغذائي
وأوضح أن هنالك معوقات لتحقيق الأمن الغذائي، أهمها توفير المياه الصالحة للزراعة، وإدارة التربة بالشكل الصحيح وعدم تدهورها والحفاظ على خصوبتها.
وقال إن التقلبات المناخية وعلى رأسها الجفاف، يشكل تحديا في كثير من الدول العربية ودول العالم، لافتا إلى أن من المعوقات أيضا الآفات الزراعية الدخيلة على المحاصيل، كما حصل في كثير من المجاعات في دول العالم، بالإضافة إلى انه في الآونة الأخيرة تم الاتجاه نحو زراعة محاصيل يمكن الاعتماد عليها لإمداد قطاعات صناعية مثل الوقود الحيوي. وأضاف أن من المعوقات أيضا ما يدخل ضمن نفوذ الأشخاص لدعم المناطق الحضرية والصناعية على حساب المناطق الزراعية أو تحويل المناطق الزراعية إلى غير أهدافها.
المحاصيل القابلة للتخزين
ولفت الى أن كل المحاصيل القابلة للتخزين تعتبر محاصيل رئيسية للأمن الغذائي مثل التمور والحبوب والزيوت.
أما فيما يتعلق بهذه المعوقات في الكويت، فلفت إلى أن مناخ البلاد أقرب إلى الصحراوي الجاف، بالإضافة إلى ندرة نوعية المياه الصالحة للزراعة، والتي تعتبر من أهم معوقات الإنتاج الزراعي، موضحا أنه في حال توفير هذه المياه فإن الكلفة عالية جدا بواسطة صهاريج المياه أو محطات التحلية والتي كانت لها آثار سيئة على التربة نتيجة المياه المستخلصة منها والمالحة جدا وعدم التخلص منها بطرق علمية.
دعم الدولة
وقال انه على الرغم من كل هذه التحديات في الكويت، فهناك دعم مقدم من الدولة ممثلا بالهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية التي قدمت الكثير من الدعم والتوجيهات للمزارعين، حيث تم تحقيق إنتاج كميات وفيرة من المحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها محصول التمر والذي يعتبر العماد الرئيسي لتحقيق الأمن الغذائي، خصوصا في منطقتنا كون شجرة النخيل تتحمل الظروف الجوية القاسية، بالإضافة إلى محاصيل استراتيجية مهمة وعلى رأسها البطاطا والبصل والقرع، ومحاصيل الخضار بأنواعها المختلفة التي تنتج على مدار العام وأحيانا بكميات فائضة عن حاجة السوق في بعض الأوقات.