هذه هي الحياة تكون قاسية عندما يمتزج الحزن والأسى على فقدان شخص عزيز على القلب، تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الأخ العزيز الغالي المرحوم محمد عبدالوهاب العثمان «أبو عبدالله» الذي وافاه الأجل يوم الجمعة الموافق ١٩-6-2020 والذي فارقنا بجسده الطاهر بعد مشوار حياة حافلة تاركا سيرة عطرة وذكرى طيبة في النفوس. عرفته عن قرب حيث تربطني به صلة الزمالة لعدة سنوات بجامعة الكويت وصلة النسب فهو خال أولادي، ولا يسعنا إلا أن نقول إلى جنات الخلد يا بوعبدالله وستظل ذكراك العطرة باقية في قلوبنا.
ولد المرحوم عام 1941 في حي القبلة مدينة الكويت. ويعتبر أبو عبدالله أحد الرواد المؤسسين لجامعة الكويت، حيث عمل بالجامعة بعد تخرجه في جامعة عين شمس عام 1967 مدير إدارة الخدمات العامة، وله سجل زاخر بالجهد والعطاء، كما كانت له مساهماته المميزة في تطوير العمل بالإدارة ودوره الكبير في بناء مسجد المرحوم والده عبدالوهاب العثمان بحرم الجامعة بالخالدية في عام 1976.
إن الفقيد الغالي رجل ذو شخصية صقلتها التجارب والخبرات الطويلة وهو من رجالات الكويت تميز بالأخلاق النبيلة وصفاء النفس والتواضع الجم والموضوعية في الحديث وحبه لأعمال الخير فخورا ومحبا لوطنه وأسرته وأصدقائه، وكان رجلا صالحا تقيا يشع وجهه بالإيمان ومن يراه يرى في وجهه طيبة وسماحة وأصالة أهل الكويت الكرام ومن يجالسه يشعر بأن قلبه مليء بالود والمحبة وحب الخير للآخرين.
جالسته وسافرت معه كثيرا فرأيت فيه الصدق وطهارة القلب واللسان والكرم والعمل بصمت لمرضاة الله والحلم وسعة الصدر وكان قدوة ومثال يحتذى في التسامح وعمل الخير. وفي جميع المواقف والتصرفات كانت له لفتات تميزه في تعامله الحنون مع الأطفال والشباب واهتمامه بهم. فكان أبا بكل ما تحمله الكلمة من معنى فكان المعلم والقدوة يحرص دائما على غرس الفضائل والأخلاق الكريمة والكلمة الطيبة، لا يتردد في المساعدة وتقديم النصح والمشورة وخلاصة خبرته للجميع، كما كان له حضور اجتماعي مميز ولا تفارقه الابتسامة، وقد تجلت هذه الصفات الطيبة في أبنائه وإخوانه الكرام.
عشت يا أبا عبدالله عزيزا شامخا طيب القلب ومتفائلا حتى آخر لحظات حياتك وأبا حنونا لأسرتك وأصدقائك. آلمنا فراقك وستبقى محبتك ومكانتك وذكراك الطيبة راسخة في قلوبنا دائما. وإن شاء الله ستجد أعمالك الخيرة في ميزان حسناتك بإذن الله.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا «أبا عبدالله» لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي الله عز وجل «إنا لله وإنا إليه راجعون».
نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ونتقدم لعائلته العثمان الكرام ولأهله وأصدقائه ومحبيه بأحر التعازي والصبر الجميل والله المستعان.