- الطبطبائي: التكنولوجيا أحدثت ثورة في البحث العلمي وسهّلت الدعوة إلى الله كثيراً
- الخليفي: الإحصائيات تؤكد أن الأسر أصبحت مدمنة على النظر في شاشات الهواتف
- العيدان: وزارة الإعلام رخصت 242 موقعاً إلكترونياً وأمامها تحديات عدة
- العجمي: التعليم عن بُعد أصبح ضرورة وطنية ملحة ولا يمكن مناقشة قانونيته
ثامر السليم
لليوم الثالث على التوالي، واصلت الجمعية الكويتية لتقنية المعلومات فعاليات مؤتمر «التكنولوجيا في خدمة الكويت» عبر تطبيق «زووم»، حيث ناقشت الجلسة الثالثة «التكنولوجيا في تربية الأبناء والوالدية الرقمية»، بمشاركة كل من الخبير الأسري د.إبراهيم الخليفي وعميد كلية الشريعة السابق د.محمد الطبطبائي، ورئيس جمعية المعلمين مطيع العجمي، والإعلامي بركات الوقيان والإعلامي عادل عيدان، وأدار الجلسة نائب رئيس الجمعية م.ناصر العيدان، حيث تم التطرق لقضايا الوعظ الإلكتروني، والتعليم عن بعد خلال جائحة كورونا، وثورة الإعلام الإلكتروني وأثرها على المجتمع.
في البداية، قال م.ناصر العيدان ان للتكنولوجيا دورا كبيرا في نشر التوعية وتسهيل أداء بعض العبادات من خلال الزكاة اونلاين والاستشارات عن طريق التطبيقات الإلكترونية، مؤكدا ان التكنولوجيا كان دور مهم في نشر الإسلام وهي سلاح ذو حدين، مشيرا الى انه مع ظهور التكنولوجيا وانتشارها ظهرت الأجهزة والتي في متناول أبنائنا وبناتنا فيكف يمكن الحفاظ عليهم وكيف تكون التربية في ظل الوسائل التكنولوجية؟، لافتا الى ان التعليم عن بعد أخذ حيزا كبيرا من النقاش ومازالت هذه التجربة جديدة والإنسان عدو ما يجهل، مشيرا إلى ان وزارة التربية قامت بتوفير 4 وسائل تعليمية في منصتها منها حصص افتراضية ومواد تعليمية مسجلة وبنك الأسئلة والمعلومات وهو تطور ملحوظ، ونتمنى ان يستمر، لافتا الى ان التحول الرقمي في التعليم خيار استراتيجي للدولة لابد من المضي فيه.
وذكر العيدان ان وزارة الإعلام قامت بترخيص 242 موقعا إلكترونيا كمواقع إخبارية وأمامها تحديات تتعلق بحاجة القائمين عليها لدورات تدريبية وفنية ومتخصصة في الإعلام الاخباري وتصميم الموقع والاستضافة الآمنة وإدارة الموقع، مشيرا الى ان قناة الجزيرة لديها أكاديمية متخصصة بالإعلام الاخباري وخرجت العديد من الإعلاميين.
ثورة بحثية
من جانبه، قال عميد كلية الشريعة السابق د.محمد الطبطبائي ان التكنولوجيا أثرت في البحث العلمي من خلال برامج تكنولوجية بدأت عام 1999، حيث بدأت ثورة بحثية وسهلت وصول المعلومات والبحث فيها، وفي هذا الوقت بدأت الشركات بعمل برامج لكيفية الوصول الى المعلومات، حيث ان البحث العلمي في الشريعة الإسلامية يقوم على أصول وهي المراجع الاصيلة وهناك مراجع محددة لكل مذهب من المذاهب، والانسان يستطيع حاليا الوصول الى المعلومات بطريقة سريعة جدا.
وأشار الى ان افضل ذكر هو القرآن الكريم وهناك عبادة القراءة والاستماع فيمكن ان تقوم بتشغيل القرآن وتستمع إليه ويكون الذكر من خلال التكنولوجيا والتي أصبحت في متناول الجميع، وظهرت جامعات إسلامية ساهمت الكويت بتأسيسها ومنها على سبيل المثال جامعة المدينة في ماليزيا وهي جامعة افتراضية وليست بها فصول حقيقية تهدف للوصول الى فئات لا يمكن الوصول إليها، مبينا ان الدعوة الى الله أصبحت لها مميزات كثيرة من خلال سهولة التعامل معها واختصار الوقت والانتقال وفي أوقات يسيرة تنجز أمور عديدة والسرعة في الوصول الى العالم او الباحث وسعة الانتشار، مبينا ان البرامج الحديثة تشمل برنامج المواريث بحيث تقوم بإدخال بيانات وممتلكات المتوفى وتعطيك النتائج وكذلك برامج لاحتساب الزكاة، لافتا الى توفر الكتاب الإلكتروني، حيث استطاعت وزارة الأوقاف عمل الموسوعة الفقهية وهي خدمة عظيمة قدمتها للبحث العلمي وكان الحصول عليه في السابق أمرا من الصعوبة بمكان كونها يتضمن 45 مجلدا وتحتاج من يثق بانك ستستفيد منه وتحتاج الى تزكية من أحد الباحثين للحصول عليها.
الوالدية الرقمية
بدوره، قال الخبير الأسري د.إبراهيم الخليفي ان «الوالدية الرقمية» مصطلح تبنته الأمم المتحدة قبل 3 سنوات والمشاكل التي تواجه الأب الكويتي تواجه غيره من الاباء بسبب تسارع التقنية ومعرفة الأبناء الفائقة لها مما جعل الوالدين متأخرين عن ملاحقتهم، وهناك حرب إلكترونية ونحن مستهدفون ويجب عدم إلقاء اللوم على الآخرين، واذا ما حدثت أي جريمة إلكترونية من الابن فأول من سيتم استدعاؤه ومحاسبته هو الأب كون من قام بشراء جهاز الهاتف وهو من يدفع اشتراك الانترنت، لافتا الى ان الامر لم يقتصر على الجرائم الالكترونية او غيرها بل وصل الى المعتقدات فالبعض منهم ارتد عن الإسلام.
وذكر الخليفي ان من الخسائر التي تتكبدها الاسر جراء الجلوس خلف الشاشات تضخم أجسام الأبناء ولكن أحلامهم كالعصافير تنتج عنها انفعالية وسرعة غضب وعدم احترام الكبار بحيث تزيد معرفة الأولاد من خلال تلك الشاشات وتقل نسبة الأدب لأن تعلمه لا يكون إلا عبر المخالطة، مشيرا الى ان أولادنا أصبحوا يستحون من قيمهم فالكثير من البنات نجدهم يراجعون خلع الحجاب والالتزام الأخلاقي وهذا يدل على ان هناك ضعفا في تحمل الهوية، مبينا ان الإحصائيات تدل على ان الأسر أصبحت مدمنة على النظر في شاشات الهواتف النقالة.
وأكد ان إحصائية الجرائم الإلكترونية في 2017 تظهر تسجيل 4096 جريمة إلكترونية و965 جريمة سب وقذف و250 جريمة ابتزاز و124 جريمة تحريض على الفسق والفجور، مشيرا الى ان العلاج يكون بالحوار والبدء باسترجاع القيادة الوالدية، مطالبا أولياء الأمور بضرورة التعلم والتعرف على برامج التواصل الاجتماعي وكيفية التعامل معها، مشيرا الى ان القيادة الوالدية تشمل 7 قضايا منها المحبة والخدمة والديمقراطية والشورى وتلمس مواطن القوة والتزويد بالقيم واستشراف المستقبل والحزم العسكري والرأفة والرحمة.
أهمية التعليم
من جهته، قال رئيس جمعية المعلمين مطيع العجمي ان قطاعات كثيرة تأثرت بأزمة كورونا ولعل اكبر الخاسرين قطاع التعليم وهو لا يقل أهمية عن الصحة والاقتصاد، مبينا ان قرار إصدار تعطيل الدراسة لا يعني تعطيل التعليم عن أبنائنا وبناتنا ولا زالت هذه الآثار الى يومنا هذا مستمرة فطلبة المرحلة الابتدائية والمتوسطة منقطعون عن الدراسة منذ 6 شهور وهذا الأمر لا يمكن القبول به واننا في جمعية المعلمين كنا على تواصل مستمر مع القيادات في وزارة التربية وتم تقديم عدد من المقترحات والحلول فيما يتعلق بالتعليم عن بعد.
وأضاف العجمي، انه تم تقديم مبادرة حملت عنوان «التعليم بعد جائحة كورونا» والتركيز على نقاط محددة كون قطاع التعليم هو الخاسر الأكبر بسبب الأزمة، مشيرا الى ان المبادرة تضمنت عدة محاور منها وضع التعليم أثناء الجائحة ومستقبل التعليم بعد انتهائها وتقديم نموذج عملي للتعليم عن بعد والمعالجة للعام الدراسي الحالي، ويظهر جليا غياب دور المؤسسات التعليمية المعنية بالقرار التعليمي ومنها المجلس الأعلى للتعليم وكذلك غياب دور قطاع التخطيط في وزارة التربية، ونحن أمام تحديات ومعوقات قد تكون تقنية وتكنولوجيا وحتى على مستوى تدريب المعلمين وأولياء الأمور وتهيئتهم والتعامل مع الأجهزة الإلكترونية، مؤكدا ان التعليم عن بعد أصبح ضرورة وطنية ملحة ولا يمكن مناقشة قانونيته من عدمها.
وذكر ان عددا كبيرا من أولياء الأمور لن يقبلوا بعودة أبنائهم الى الدراسة لأسباب كثيرة منها عدم جهوزية المدارس والاستعداد بالإضافة الى ان عددا من أبنائهم يعانون من الأمراض الصحية وكذلك الأزمة كانت لها آثار نفسية على عدد كبير من الطلبة، مشيرا الى ان قرار عودة الطلبة الى الدراسة يجب ان يكون مدروسا بعناية ويؤمن مصلحة الطلبة.
منصة «مدرستي»
في السياق ذاته، قال الإعلامي عادل عيدان انا معجب بتجربة دبي للتعليم ولم المس أي دولة جاهزة من دول الخليج للتعليم عن بعد سوى منصة «مدرستي» الموجودة في دبي حيث أظهرت مزايا الإنفاق على البنية الرقمية والإلكترونية، مشيرا الى انه لم يكن هناك انقطاع كبير وطويل عن التعليم كما حدث في دول الخليج كالكويت والسعودية وغيرها.
وأشار عيدان الى انه تم فرض رسوم وغرامات على الطلبة ممن لم يلتزموا فكيف سيتم تطبيقها كذلك على الطلبة في الكويت وغيرها من الدول وفي حال تأخر الطالب عن التسجيل في المحاضرة خلال اول 3 دقائق يصل ايميل لولي الأمر فهل سيتم هذا الامر في الكويت وهذه أسئلة بحاجة الى إجابة، مشيرا الى ان بعض القنوات الإخبارية اضطرت الى التنازل عن بعض معاييرها المهنية بعد التضييق ومنع مراسليها فتم السماح للمواطن الصحفي ان ينقل الحدث ويعبر عنه.