في صباح يوم السبت 6 يوليو 2019 ودعنا المغفور له بإذن الله د.عبدالرحمن عبدالله العوضي، أحد الشخصيات الكويتية والقامة الوطنية التي أسهمت في بناء العديد من المجالات الحيوية في الكويت سواء في المجال الصحي أو السياسي أو البيئي أو الخيري أو الإنساني.
لقد ترك المرحوم د.العوضي ارثا ضخما من الإنجازات في هذه المجالات قد عددها الكثيرون أثناء تأبينه، وبالتالي لا حاجة لإعادتها، وسنركز على القليل من إسهاماته الإنسانية في حدود العلاقة التي جمعتني به فترة طويلة من الزمن كأمين تنفيذي للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية.
والحق أن المغفور له كان لا يرد أي سائل يطرق بابه بغض النظر عن جنسيته أو مكانته، وغالبا لا تعرف يده اليسرى ما تعطيه اليمنى، وكان كثيرون من ذوي الحاجة يطرقون بابه، سواء في منزله أو مكتبه، وهم على ثقة تامة بأن مطلبهم مقضي بإذن الله، ودائما ما كان يقول: «لو صدق السائل لهلك المسؤول».
وكان الراحل يحاول دائما مساعدة المحتاجين في حدود إمكانياته، مستخدما الوسائل المشروعة لهذه المساعدة، وفي حدود اللوائح والقوانين المعمول بها، ويقول إن الله سخره لخدمة هؤلاء الناس، وان هذا حق لهم لأنهم لا يستطيعون إيصال كلمتهم للمسؤولين في مراكز اتخاذ القرار، إلا انه كان دائما يسأل عن مدى توافق ومشروعية طلباتهم مع القوانين في الدولة، لأنه كان حريصا على عدم خرق القانون.
ولقد كان د.العوضي رحمه الله زاهدا في الدنيا، ودائما يحاول إبراز دور من يعمل معه وإعطائه الفرصة لتأكيد دوره الإيجابي، حيث شغل العديد من المناصب وعلى مختلف المستويات في حياته، وبالتالي كان يقول كفى، ويحرص على توزيع المسؤوليات على كل من يعمل بجانبه.
وكان دائم النصح لكل من يعمل معه بإظهار الابتسامة، إيمانا منه بأن تبسمك في وجه أخيك صدقة خاصة في وجه من هم أقل مكانة سواء من الناحية الاجتماعية أو الوظيفية، لأن هذه الابتسامة تعطيهم الثقة بالنفس والشعور بالطمأنينة واحترام الذات، فقد كان رحمه الله يتعامل مع جميع العاملين معه من منطلق الحب والاحترام وليس الخوف والترهيب، فمن يشعر بالحب والاطمئنان لابد أن يتفانى في اتقان عمله ومضاعفة إنتاجه وولائه لعمله.
هكذا كسب د.العوضي حب واحترام وتقدير الناس بالكلمة الطيبة، والابتسامة الدائمة التي ما كانت تفارقه. فليغفر الله للدكتور عبدالرحمن العوضي، وليسكنه فسيح جناته، وليتغمده بواسع رحمته، ويلهم أهله ومحبيه الصبر، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).