يبدو أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تريد أن تضرب عصفورين بحجر فمن جهة تواصل سياستها في الحد من الهجرة لضمان المزيد من الاصوات في الانتخابات المقبلة، ومن جهة أخرى تضغط على الجامعات لإجبارها على اعادة فتح أبوابها أمام الطلاب في الخريف المقبل بعد أن أعلنت الكثير منها التحول للتدريس عبر الانترنت «تونلاين»، حيث يصر الرئيس على فتح الاقتصاد، خاصة انه بشر بأن الفيروس ربما ينتهي قبل نهاية العام.
وفي الشهر الماضي، أصدر البيت الأبيض أمرا رئاسيا يحد بشكل كبير من الهجرة القانونية إلى الولايات المتحدة. كما أصدرت قرارا مماثلا بوقف منح تأشيرات العمل، بحجة إتاحة فرص عمل اكبر للأميركيين.
وهو ما عزز الاتهامات بأن ترامب يستغل فيروس كورونا لإجراء تغييرات سريعة وجوهرية على نظام الهجرة الاميركي، كجزء من الدعاية للحصول على مكاسب انتخابية تنعش حملته التي تتراجع أمام منافسه الديموقراطي جون بايدن.
ويرى آخرون بحسب محطة «سي ان ان» أنها جزء من تحرك أكبر من قبل الادارة.
وخلق القرار حالة من الفوضى والهلع بين الطلبة سواء الموجودون حاليا أو الذين يخططون لاستكمال دراستهم في أميركا، وكذلك في الجامعات التي تعتمد بشكل كبير على المداخيل التي يدفعها الطلاب الاجانب.
وكانت تخطط لإعادة فتح أبوابها في الخريف المقبل امام الطلاب مع الاخذ بعين الاعتبار تقصير مدة الفصل الدراسي. وإلغاء الحصص التي تتطلب الحضور الشخصي في قاعات المحاضرات. ما يعني عدم الحاجة لحضورهم الى البلاد.
وقالت مصادر ان الخطوة جاءت في سياق الضغوط على الجامعات لإجبارها على اعادة فتح أبوابها امام الطلاب كما يريد الرئيس الاميركي الذي اعلن امس الاول أن جميع المدارس والجامعات ستفتح أبوابها في الخريف حتى لو وقعت الموجة الثانية من انتشار كورونا.
وقالت «واشنطن بوست» ان السلطات أمهلت الجامعات حتى الـ 15 من الشهر الجاري لاتخاذ قرارها النهائي بشأن مقاربتها للدراسة في الفصل المقبل.
وأصبحت بالتالي بين نارين، العودة للدراسة المباشرة والسماح بعودة الطلاب للحضور شخصيا وبالتالي المخاطرة بالتعرض للإصابة بالفيروس الذي يواصل الانتشار بقوة في أميركا، وبين خسارة الطلاب والرسوم التي يدفعونها وما يمثله ذلك من مداخيل هامة على ميزانياتها.
ووفقا لمعهد سياسات الهجرة، وهو مركز أبحاث مقره في واشنطن العاصمة، هناك حوالي 1.2 مليون طالب يقعون تحت التأشيرات المتأثرة، ومسجلين في أكثر من 8700 جامعة منذ مارس 2018.
وجاء إعلان إدارة الهجرة والجمارك الأميركية بعد ساعات من إعلان جامعات عريقة مثل جامعة برينستون وهارفارد أنها ستقدم دروسا عبر الإنترنت فقط للعام الدراسي 2020-2021، لتصبح أحدث مؤسسة تعلن عن نموذج تشغيل عبر الإنترنت فقط لفصل الخريف على الأقل. وقالت إن ذلك يشمل ذلك الطلاب المقيمين في الحرم الجامعي أيضا، لكن يبدو ان هذا لن يعود متاحا.