عبر قياديو الهيئة العامة للقوى العاملة لـ«الأنباء» عن تأكيدهم على أهمية التفكر في المعاني الكبيرة والدروس المهمة لفترة الاحتلال العراقي للكويت، وذلك في الذكرى الثلاثين للغزو التي تمر علينا هذه الأيام، وأهمية غرس معاني التضحية من أجل الوطن والعطاء والولاء للكويت وقيادتها وشعبها في نفوس الأبناء والأجيال، وأن نستلهم من تلك المرحلة الصعبة في تاريخ الكويت كل ما يمكن أن يجسد حبنا لوطننا ويؤكد أهمية وحدتنا الوطنية والتفافنا خلف قيادتنا الحكيمة، وأن نعمل كل ما من شأنه رفعة ومكانة الكويت، مشيرين إلى أن أبناء الكويت لن ينسوا الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم فداء لترابها ودفاعا عنها، وكذلك تضحيات قيادتها وأبنائها الذين قدموا كل غال ونفيس في سبيل تحريرها.
وفي البداية، استذكر مدير عام الهيئة احمد الموسى الذكرى الاليمة للغزو الغاشم، قائلا لن ننسى تاريخ 2 أغسطس 1990 ذلك اليوم العصيب الذي أصابنا وأصاب وطننا الغالي الكويت.
ومع حلول الذكرى الثلاثين على الغزو الغاشم الذي عانينا منه جميعا، وراح ضحيته الكثير من أبناء الكويت كبيرا وصغيرا، رجلا وامرأة، وقد ضحوا بأرواحهم وبالغالي والنفيس للدفاع عن أرض الوطن وجعل رايته خفاقة في السماء.
واضاف الموسى: على مر ثلاثة عقود وفي كل الميادين سطرت بطولاتهم وتضحياتهم ومقاومتهم ذكرى فخر واعتزاز في أذهاننا لا تغيب. وشهداء طيب الله ثراهم رووا وطنهم بدمائهم الزكية.
نعم، إنها دروس نتعلمها ونتعظ منها، فلا ننسى تلك الأيام بتعاوننا وتعاضدنا في مواجهة العدو والتفافنا حول قيادتنا الحكيمة، ولا ننسى كذلك من وقف بجانبنا من الدول الشقيقة والصديقة وآزرونا في مصابنا.
ونسأل المولى عزل وجل أن يديم نعمة الأمن والأمان على وطننا الحبيب الكويت ويحفظ أميرنا وقائدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية عاجلا غير آجل، ويحفظ سمو نائب الأمير وولي العهد الأمين الشيخ نواف الأحمد، حفظهما الله ورعاهما.
اختبار حقيقي
بدوره، نائب المدير العام لقطاع شؤون العمالة عبدالله المطوطح: تحل الذكرى الثلاثون للغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت متزامنة مع أيام عيد الأضحى المبارك لتذكرنا بنهاية الطاغية الذي لقي حتفه في مثل هذه الأيام وليسدل الستار على حقبة زمنية من الحكم الجائر والذي عانى منه الشعب العراقي الشقيق طوال عقود من الزمن.
وإننا إذ نستذكر في هذه المناسبة المواقف المشرفة للشعب الكويتي إبان فترة الاحتلال الغاشم والتضحيات التي قدمها رجال ونساء الكويت في سبيل الدفاع عن الوطن، فإننا نستذكر معها العزيمة والإصرار على بناء الوطن بسواعد وطنية كان لها الدور الكبير في تعمير البلاد بعد الغزو، حيث عمل الجميع جنبا إلى جنب لإعادة الكويت إلى صدارة دول المنطقة في جميع المجالات.
وعلى الرغم من مرارة هذه الذكرى إلا أنها تجعلنا نستخلص العبر والدروس والتي كان من أبرزها التكاتف والوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة الحكيمة التي كان لها الأثر الكبير في إعادة الشرعية لدولة الكويت، كما أن هذه التجربة تعتبر اختبارا حقيقيا لصمود الشعب الكويتي في وجه الطغيان، حيث تجلى من خلاله المعدن الأصيل للشعب الكويتي بجميع أطيافه.
وقفات مشهودة
وأضاف المطوطح: كما أن الشعب الكويتي كانت لها وقفاته المشهودة في هذه الأزمة، فإننا نقدم تحية إجلال ووفاء للأشقاء من الدول العربية والخليجية والأصدقاء حول العالم في الوقوف بجانب الشعب الكويتي ونصرة الحق حتى عادت له شرعيته.
والهيئة إذ تستذكر هذه المواقف والعبر فإنها تبتهل في هذه الأيام المباركة من عيد الأضحى المبارك وتتوجه بالدعاء لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بالشفاء العاجل والسلامة التامة لسموه، وأن يرحم شهداءنا الأبرار الذين لن ينساهم التاريخ ولن تنسى مواقفهم وتضحياتهم المشرفة في سبيل الدفاع عن الوطن، سائلين الله عز وجل أن يحفظ أميرنا وولي عهده الأمين وبلادنا الكويت وشعبها الكريم من كل شر وسوء.
جرح لا ينسى
أما نائب المدير العام لقطاع العمالة الوطنية سلطان الشعلاني فقال: لن ننسى الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل كويتنا الغالية، وفي ذكرى فاجعة الغزو الصدامي الغاشم لدولتنا الحبيبة الكويت نؤكد أن الفاجعة التي خلدها التاريخ وهذا الجرح الغائر الذي آلمنا وشق صف الوحدة العربية لا يمكن أن ينسى، ولا يمكننا في هذه الذكرى أن ننسى دماء شهدائنا الأبرار الذين عطروا بدمائهم تراب هذا الوطن الغالي، وكذلك التضحيات التي قدمها أبناء الشعب الكويتي وقد ضربوا في هذه المحنة أروع الأمثلة بالوحدة الوطنية ورص الصفوف خلف قيادتنا الحكيمة والتي كان لها الدور الكبير والأثر الواضح في تحرير الكويت من براثن الاحتلال.
وأخيرا، أدعو الله أن يحفظ لنا كويتنا الغالية في ظل قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد اعاده الله لنا سالما معافى، وسمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد.
تحية لدماء الشهداء
اما نائب مدير عام الهيئة للموارد البشرية بالإنابة مرزوق العتيبي فقال: تمر علينا ذكرى الغزو كل عام لترسخ في نفوسنا مفاهيم عميقة تتعلق بالوطنية، فالغزو داهمنا في ظل ظروف دقيقة كانت تمر بها الكويت ومع هذا سجل التاريخ للكويتيين التلاحم على العقيدة الوطنية بعيدا عن أي انتماءات أخرى، وهو ما يجب علينا نقله لأبنائنا كشهود من تلك المرحلة.
وكذلك لا يمكن أن تمر هذه الذكرى دون أن نتذكر رجالا عظماء حملوا قضيتنا إلى العالم أجمع بقيادة سمو أمير البلاد آنذاك الشيخ جابر الأحمد، وسمو ولي العهد حينها الشيخ سعد العبدالله، رحمهما الله، كما لا نحتاج لحديث عن الدور الديبلوماسي العظيم لعميد الديبلوماسية العالمية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه.
وفي ذكرى الغزو أيضا نزداد تمسكا بعمقنا الخليجي، حيث نتذكر كيف وسعت دول الخليج حينها الرقعة الجغرافية للكويت فشعرنا أن الغزو استهدف جزءا من وطننا الأكبر وتم استرداده بتعاون الجميع.
فتحية لأرواح الشهداء الأبرار، ولأبناء وطننا الغالي على تضحياتهم الكبيرة، والشكر لكل من وقف إلى جانب الحق الكويتي من الأشقاء والأصدقاء في العالم.